بدا البعض متشائما وملأ تخرصاته مواقع الشبكة العنكبوتية، وبكى ولطم الخدود وشق الجيوب على الديمقراطية التي تحتظر على حد قوله؟! كان كل ذلك لاعتراض بعض الوطنيين في مجلس الحكم على فقرة تنم عن سوء نية مبيته اصلا من البعض لحصد مكاسب سياسية حزبية ضيقة وفئوية شرسة مستقبلا على حساب مكتسبات الشعب العراقي. وعاد هذا البعض بما يعده "انتصارا" للديمقراطية حينما وقّع هؤلاء الوطنيون على استحياء وضغوط وتهديدات وتوعد وارغام من اطراف كانت سببا في اقتتال كوردي كوردي راح ضحيته اكثر مما حصده نظام العفالقة في حلبجة!
اية ديمقراطية هذه التي لا تحيا الا بتقييد حرية الشعب؟ واية ديمقراطية هذه التي لا تأخذ برأي احد عشر عضوا في مجلس الحكم وتحفظاتهم؟ واية ديمقراطية هذه التي اذا اختلفت معك في الرأي لا يكون امامك الا وضعي في خانة الاجنبي والعمالة؟ واية ديمقراطية هذه التي تبنى على شهداء المقابر الجماعية والانفال؟ واية ديمقراطية هذه التي تجعل من وزير خارجية العراق وليس كوردستان ان يوزّع تصاريح العفو وصكوك الغفران لكل من هب ودب ممن شارك في قتل الشعب العراقي ورقص على جراحاته لعقود من الزمن؟
يا سادة يا كرام الديمقراطية هي ممارسة وليس اهواء وانتماءات وولاءات. الديمقراطية هي ليست شعارا لا يشبع كشعارات القوميين العرب من قبل نكسة حزيران ٦٧ التي بدت صغيرة وسرعان ما كبرت حتى تفجرت في وجه كل عربي وغيور بنكسة لا زلنا نعاني من تبعاتها وافرازاتها الى الان. الديمقراطية هي النزاهة وقبول الاخر والحيد عن النزعات والمنافع الشخصية. الديمقراطية هي انتصار للاغلبية وحقهم في ممارسة القول والفعل الذي يضمنه الدستور. الديمقراطية هي ليست الولاء لهذه البقعة من الوطن او تلك المنطقة من الخارطة. الديمقراطية ليس سحق الملايين لمجرد وعود بتنصيبكم وكلاء لبعض وزارات لازال الرئيس والدولة والوزير والشعب يرزأ فيها تحت الاحتلال وسلطته وسطوته.
توقيع الثامن من اذار هزيمة للديمقراطية وانتصارا للشؤم الذي سيلحق الشعب العراقي مستقبلا! الثامن من اذار يرسّخ التبعية للاحزاب والفئات والاشخاص! الثامن من اذار يلحق هزيمة تتلو اخرى لمجلس الشعب الذي يستمد قوته من الشعب العراقي لا من حزب كارتوني لم يستطع ان يلملم جراحه ويثور على الدكتاتورية المقيتة!
ديمقراطية اليوم شاخص على الذل والهوان وترسيخ للتبعية العمياء. ديمقراطية اليوم يطبّل لها من وعدوه بمنصب وزاري في بقعة هي احوج الى الديمقراطية الحقيقية من غيرها لما لحق بها من مرارة والم وتضحيات، كان سببها الرئيس سوء ادراة من ينصّبون انفسهم قادة لشعب يرفض الذل والهوان والتبعية لاي كان.
ياسادة ديمقراطية اليوم لا تفرحوا ولا تطبّلوا، ان الوطنية والعمالة لا تحدد من قبل شخص فالكل يعلم ان من ينصّبه الاحتلال ويخضع للاحتلال هو عميل في نظر كل القوانين والاعراف! فلم التبجح والصراخ والنفخ والعويل طالما ان الجميع في الهوى سوى؟! يا سادة الطوفان قادم واقله لن يكون ارحم من نكسة حزيران، ومن المؤكد ايضا ان الشعب العراقي سيقول كلمته الفصل وان غدا لناظره لقريب