الفقرة ج من المادة ٦١ فيتو أمريكي في قانون إدارة الدولة العراقية للفترة الانتقالية
كتابات - علي الطائي
وقع أعضاء مجلس الحكم على قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية يوم الاثنين ٨/٣/۲۰۰٤ وقد تأجل التوقيع على هذا القانون لمرتين، مره سبقت العاشر من محرم ومره أخرى بسبب إثارة مادتين في القانون وهي المادة السادسة والثلاثون {أ- تنتخب الجمعية الوطنية رئيسا للدولة ونائبين له..................} والمادة الواحدة والستون – الفقرة –ج- والتي تنص على {يكون الاستفتاء العام ناجحا ومسودة الدستور مصادقا عليها عند موافقة أكثرية الناخبين في العراق وإذا لم يرفضها ثلثي الناخبين في ثلاث محافظات أو أكثر}
ووضعت هذه الفقرة (ج – ماده ٦١) من أجل حماية حقوق الاقليه ولو أمعنا النظر فيها لوجدناها تحمي الاقليه وتجرد الاكثريه من حقها ولها تأثير سلبي على مستقبل العراق حيث إن أي ماده أو دستور تُقِّرّهُ الاكثريه يمكن إلغاءه بواسطة الاقليه ولو افترضتا أن نفوس المحافظات متساوية عدا بغداد ففيها حوالي ٦ مليون نسمه ونفوس العراق حوالي ۲٥ مليون نسمه فان نسبة (۲/٣) الثلثين من ثلاث محافظات تشكل حوالي ٩٪ من نفوس العراق. تصوروا أن ٩٪ من الشعب العراقي يتحكمون بإقرار الدستور من عدمه.
أنا اعتقد أن هذه الفقرة وضعت ليس لمصلحة ٩٪ من الشعب العراقي بل هو فيتو أمريكي تستطيع أمريكا من خلاله قبول ورفض أي دستور وذلك عن طريق تحريك أوراقها داخل العراق حتى بعد انتهاء سلطة الائتلاف وإذا تكرر الأمر فان الاكثريه أيضا لها حق إلغاء أو عدم قبول أي دستور وبالتالي يقع العراق في دوامة الرفض والقبول والمساومات.
بقي هناك تساؤل.. هل إن الفقرة (ج – المادة – ٦١-) التي حصل بشأنها خلاف اللحظة الاخيره وضعت في اللحظات الاخيره أو إنها وضعت مسبقا في مسودة القانون المعروض على مجلس الحكم، فلو أنها وضعت مسبقا فاللوم كل اللوم يقع على المعترضين لأنهم لم يعلنوا ذلك للشعب العراقي ولم يعملوا بشفافية أما إذا وضعت في اللحظات الاخيره فكان الأجدر أن لا يتم التوقيع عليه حتى لو قاد ذلك العراق إلى الدخول في متاهات.
هنا لا أنسى المواد والنقاط الايجابية الكثيرة الموجودة في القانون وأولها حقي في كتابة ما أريد بكل حرية.
نحن العراقيون نعرف أن صدام عندما كان يلتقي المسؤولين العراقيين كان يُسمعهم شتى الألفاظ البذيئة وسيل من كلمات الاهانه والوعيد ثم يظهر التلفزيون خلاف ذلك، كذلك فعلها بريمر عندما هدد باستخدام الفيتو حيث اسّمَعَ أعضاء مجلس الحكم ما قاله صدام ولكن بطريقه عصريه.
فما أشبه اليوم بالبارحة..................
وللحديث بقيه...