تعقيباً على بيان المجلس الشيعي التركماني الذي تطرق في بيانه الصادر في شهر فبراير المنصرم الى الاشكال الشرعي في استخدام مصطلح "كردستان" بدل "شمال العراق"، فاني اود ان أثني على هذا الطرح للاخوة في المجلس الشيعي التركماني.
فاني اساند الاخوة في المجلس الشيعي التركماني في موضوع هضم حقوق القوميات الغير كردية وجرح مشاعرهم لدى تنسيب بقعة من ارض العراق للاخوة الاكراد فقط، فالجميع سكن هذه المناطق، وخدم الكثير من الموظفين العرب والتركمان والسريان في المحافظات الشمالية ودافع أبناء هذا البلد دون تمييز عن كل شبر من هذا التراب ضد الاحتلال البريطاني والفرنسي. ولم يفكر أحد آنذاك في الدفاع عن البصرة فقط وعدم الدفاع عن السليمانية أو اي مدينة اخرى كونه ينتمي الى القومية العربية، والعكس صحيح لكل قومية في العراق. أذاً لماذا هذه العنصرية المتطرفة؟
صحيح ما ذكره المجلس الشيعي التركماني في بيانه بان الكُتّاب العراقيون وخاصة بعض الذين سالت لهم انفسهم وطمعوا ببعض الاموال المنقولة وغير المنقولة التي مُنحت لهم من قبل الحزبين الكرديين بزعامة كل من جلال الطالباني ومسعود البرزاني، فاخذوا يتغنون بمصطلح "كردستان" في جميع كتاباتهم. أما اليوم فلا يعلمون أي منقلب انقلبوا فيه.. فيندمون حيث لا ينفع الندم من بعد الآن..!
ومن جانب آخر معروف ان الولايات المتحدة الامركية تعد العدة ومنذ فترة طويلة وتبذل جهودها من أجل تغيير النظام في العراق وتحويلة الى نظام فيدرالي. وفي الوقت ذاته تتعالى من بعض الاطراف وخاصة من قبل بعض الجهات العربية الرسمية افادات الامتنان المعبرة عن دعمها لنظام فيدرالي في العراق! ان ملائمة نظام فيدرالي لبلد ما لا يعني انه سيلائم بلداً آخراً. وذلك لن تقاليد شعوب الشرق الاوسط تختلف كثيراً عن تقاليد الشعوب الغربية. فرغبة الحكم وفرض السيادة في شعوب هذه المنطقة هي اكثر تبلوراً. وفي حالة تطبيق نظام فيدرالي في العراق، ستعقبها وخلال فترة قصيرة طلبات الكونفدرالية، وتلي الكونفدرالية طلبات الانفصال التام والاستقلال. ولدى القيام بخطط طويلة الامد، نجد ان الفيدرالية في العراق ليس إلا بمثابة اصبع معسل لتجزئة العراق! وفي النتيجة سيؤدي ذلك الى ظهور جغرافية تجزأت فيها البلاد تقطنها أناس يحقد بعضهم البعض الآخر.
وقبل فترة قصيرة رتبت في الولايات المتحدة الامريكية ندوة حول مستقبل العراق شاركها مساعد وزير الخارجية الامريكي السابق وسفير اسرائيل السابق وكذلك مارتين اينديك أحد اداريي معهد بروكينغس الفكري الذي تطرق في كلمته الى الكوارث التي سيتسبب بها نظام "الكونفدرالية" والى مدى خطورة مصطلح "كردستان". وقد افاد مارتين اينديك في كلمته بانه في حال تأسيس الكونفدرالية فان دول المنطقة ستتدخل في الامر مما ينجم عن ذلك نتائج اقليمية معقدة ووخيمة، مشيراً الى ان العراقيين لن يتنازلوا عن كركوك للاكراد.
ومن هذا المنطلق ولاسباب مختلفة وبصفتي كاتب يطالب بوحدة العراق، اود تذكير الاخوة الكتّاب ممن يشعرون في اعماقهم بنبذة من المحبة تجاه بلدهم، باننا نتقاسم معاً الآماً مشتركة ومصيراً مشتركاً واننا محتاجون الى الاتحاد اكثر من الانفصال، راجيا منهم التجنب من استخدام بعض المصطلحات الاقليمية في كتاباتهم.