قد تعتبر مأساة منطقة حلبجة الكردية من اقوى الشواهد التاريخية الموثقة لهمجية النظام الصدامي ضد الانسانية. لاتضاهيها قسوة ووحشية الا الاهوال التي ارتكبت ضد الشيعة في العراق ولاسيما عند قمع انتفاضتهم عام ۱٩٩١
ولكن استخدام هذه الفاجعة لاسباب سياسية وتجارية بحتة لهو باعث على الاشمئزاز والازدراء، ولا سيما من قبل الحزبين الكردستانيين اللتان قام زعيمهما (الطالباني والبرزاني) وعلى شاشة التلفزيون، بتقبيل واحتضان نفس الطاغية الملعون في قصره الجمهوري الذي ارتكب جريمة حلبجة، في حين مازالت اجساد ضحايا حلبجة لم تبلى بعد، واصوات المدافع التي تدك كربلاء والنجف مسموعة في اروقة القصر
وليس هذا فحسب، بل ان احدهما (البرزاني) وصل به اجرامه الى درجة تحالفه مع الطاغية الملعون ضد ابناء جلدته وبقية المعارضة العراقية في خيانة اربيل عام ١٩٩٦، والتي كلفت العراقيين (عربا وكردا وتركمانا) الكثير من خيرة شبابه
ومن المؤسف في نفس الوقت ان نرى بعض الاحزاب الاسلامية (الشيعية) تشارك هذين الحزبين المشبوهين في الاحتفالات التي اقاماها بالمناسبة. احتفالات ظاهرها احياء ذكرى مأساة حلبجة، ولكن باطنها ترسيخ مصطلح "اقليم كردستان"، الغير معترف به (الا في دستور غير شرعي وغير منتخب). اقليم غاصب للاراضي العراقية التركمانية بالقوة في اربيل وغيرها. احتفالات يرفع فيها فقط علم "كردستان" والذي طالما مزق واحرق العلم العراقي امامه. علم العنصرية هذا الذي كلف العراقيين في يوم ٣۱/۱۲/۰٣ عدة شباب (تركمان وعرب) استشهدوا من اجل انزاله من اعلى بناية محافظة مدينة كركوك الصابرة ليرفعوا العلم العراقي بدله، ومازال مرفوعا لحد الان
فياترى، عندما عبر الاسلاميون (الشيعة) في الاحتفال عن استنكارهم وبرائتهم من مرتكبي جريمة حلبجة (وهم بلا شك صادقين)، هل اعلنوا برائتهم ايضا ممن عانق وحضن وقبل الطاغية بعد ارتكاب المجزرة، علما انه هو الذي اسس نفس الاحتفال؟
المجلس الشيعي التركماني
Turkman Shiia Council
www.tsc.4shia.net