يساور تركمان العراق قلق بالغ نتيجة سياسة الاقصاء التي تمارس بحقهم بغير حق من قبل سلطة التحالف ومجلس الحكم الانتقالي.
لقد ارتكبت اخطاء كبيرة بحق التركمان ابتداء من نسبة التمثيل الهزيل للتركمان في مجلس الحكم الانتقالي وانتهاء بالذكر الخجول للتركمان في قانون الفترة الانتقالية للعراق والتي لا يرقى الى ادنى مستوى من طموحات جماهير التركمان المشروعة.
ان قبول قانون العراق للفترة الانتقالية بصيغتها الحالية امر لا يمكن تصورها من قبل التركمان وخاصة في ظل غياب ممثلي التركمان الحقيقيين من الاتجاهين الاسلامي والقومي في صياغة القانون واخراجها.
ان توقيع ممثلة التحالف باسم التركمان السيده صونكول على القانون لا يعبر عن ارادة الجماهير التركمانية مطلقا وانما يعبر عن نفسها شخصيا اولا, ومن عينتها في مجلس الحكم ثانيا.
التركمان لا يطالبون بشيء غير واقعي او خيالي غير قابل للتحقيق ولكنهم يريدون ان يلمسوا ويحسوا حقيقة وفي الواقع بانهم مواطنين يشملهم نفس الحقوق والواجبات اسوة بالقوميات الاخرى, ولا يمكن تحقيق ذلك الا بنص قانوني صريح في الدستور يقر بان العرب, الاكراد, التركمان,والكلدواشور يشكلون مكونات الشعب العراقي وان حقوق جميع المكونات مصان دستوريا
التركمان اناس مسلمون مسالمون وطنيون يحبون وطنهم وشعبهم بكل قومياته وطوائفه, ويتفانون من اجل دينهم ووطنهم كانوا مع شعبهم قي السراء والضراء. ميالون للسلم والحوار وينبذون العنف والارهاب, يتطلعون الى مستقبل زاهر قي عراق امن يسوده الحرية والديموقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات لجميع اطيافه ال قومية والدينية والمذهبية في عراق واحد موحد.
وان مدينة كركوك هي موطن التركمان وقلبه النابض, هي تاريخهم وحضارتهم فيها حياتهم وفيها مماتهم وهم كانوا يشكلون دوما الاغلبية من سكانها, ولكن سياسة التعريب التي اتبعها النظام البعثي سابقا والزحف الكردي تحت غطاء توطين المرحلين الاكراد بعد سقوط النظام الصدامي وضعا سكانيا جديدا مما شوهت كثيرا من البناء الديموغرافي للمدينة وولدت حالة من اللاتو ازن في المدينة, بحيث عكست سلبا على راحة وامن سكان المدينة الاصليين بتاجيج نار الصراعات القومية والسياسية البعيدة كل البعد عن روح الديموقراطية.
التركمان يعتزون باخوانهم السكان الاصليين من الكرد والعرب ويرحبون بعودة المرحلين منهم الى مدينتهم الجميلة ولكنهم في نفس الوقت يعلنون رفضهم المطلق واستنكارهم الشديد لاستغلال الجهات السياسية الكردية هذا العنوان لتوطين عوائل كردية غير مرحلة اصلا ومن اماكن اخرى وباعداد هائلة لغرض تحقيق الاغلبية الكردية في المدينة وبالتالي اعتبارها مدينة كردية.
ان مخاوف وقلق التركمان على مستقبلهم ومستقبل مدينتهم ووطنهم العراق العزيز من التسلط والتجزئة مخاوف مشروعة يستحق وقوف كل الشرفاء من العراقيين الى جانبهم ودعم مطاليبهم الحقة والمشروعة, لا من اجل التركمان فقط وانما من اجل وحدة العراق شعبا وارضا ومن اجل موارد كركوك النفطية والتي تشكل نسبة ٦۰٪ من موارد العراق النفطية {يمتاز ابار النفط في كركوك بغزارة الانتاج وبجودة النوعية عالميا, ويقدر عدد ابار النفط في كركوك باكثر من الف بئر حسب الاحصاءات الامريكية} والتي هي ملك الشعب العراقي عامة لا يمكن صرف النظر عنها باي شكل من الاشكال.
يقدر عدد التركمان في العراق بمليونين ونصف على اقل تقدير, يعيش اغلبهم في محافظة كركوك وفي محافظات {الموصل, اربيل, ديالى, صلاح الدين, بغداد} ولكن يمثلون في مجلس الحكم بممثلة واحدة فقط, وهي غير مرشحة من قبل الاحزاب التركمانية الفاعلة في الساحة, وانما معينة من قبل سلطات الاحتلال. اي بنسبة تم ثيل ٤٪, رغم تشكيل التركمان ۱۰٪ ـــ ۱۳٪ من مجموع سكان العراق.
الجدول يبين نسبة التمثيل القومي والمذهبي في مجلس الحكم الانتقالي:
مكونات الشعب العراقي
ممثل
النسبة المئوية
العرب الشيعة
۱۳
٥۲٪
العرب السنة
٥
۲۰٪
الاكراد
٥
۲۰٪
التركمان
۱
٤٪
الكلدواشور
۱
٤٪
۲٥
۱۰۰٪
انه بمجرد نظرة سريعة الى الجدول اعلاه يستنتج المراقب مدى الغبن وفداحة الظلم الذي اصاب التركمان.
قام الجماهير التركمانية باعتراضات واسعة في مدنهم وقصباتهم اعتراضا على نسبة تمثيلهم في مجلس الحكم وذلك من خلال بيانات احزابهم وممثليهم ومن خلال المظاهرات والمسيرات الشعبية السلمية في مدنهم وقصباتهم ولكنهم بدلا من ان يجدوا اذانا صاغية جوبهوا بالاتهامات الرخيصة وبالرصاصات القاتلة من قبل المسلحين الاكراد من اسطح مقراتهم الحزبية لعدم تحملهم سم اع صوت التركمان ومطاليبهم الحقة, والتي لا تتناغم مع اطماعهم ورغباتهم الغير المشروعة في استحواذ المدن والقرى التركمانية ومن جهة اخرى قوبلوا بالصمت واللامبالاة من قبل الاحزاب الاسلامية والوطنية المكونة لمجلس الحكم, وبالانحياز التام لسلطة الاحتلال للاطراف الكردية. هكذا بقى التركمان وحيدا فريدا في دنيا تحكمها المطامع والمصالح ولم يجدوا لحد الان من ينصفهم من كل هذه الاحزاب الدارجة اسماءهم تحت مسميات الاحزاب الاسلامية او الاحزاب الديمزقراطية , ان الاستمرار في انكا ر هم وتجاهلهم مناقض لكل القيم الاسلامية والديموقراطية التي تنشدون بها, وليكن معلوما ان من يريد خير العراق ووحدته عليه ان يعمل من اجل كل العراقيين بغض النظر عن طوائفه واقوامه,
سوف يستمر التركمان مقاومتهم السلمية وبلا هوادة لانتزاع حقوقهم السياسية والثقافية دون التوسل الى وسائل العنف والارهاب وباسلوب حضاري, املين من اخوانهم العراقيين كل الدعم والتاييد لاجل حفظ العراق ارضا وشعبا.
اللهم احفظ العراق واهله.
والسلام على كل من يريد الخير للعراق واهله.