المثقف الغربي والتعاطف المرضي مع الكرد:
!أكاديمي أوربي يعيد إلى الحياة شاعرا تركمانيا بعد عشرين عاما على وفاته
س. باشالار
المتفق عليه علميا ان يكون الاكاديمي محايدا في سلوكه وبحوثه وأحكامه. وحريصا على إتباع الاسلوب المنهجي الأكاديمي المتعارف عليه في الأوساط العلمية، كالمقدمة وتحديد أدوات البحث والمناقشة والاستنتاج.
ولسوء الحظ فالملاحظ أن هذه الأساليب المنهجية تتبع في الدراسات العلمية فقط، كالطب والهندسة والفيزياء. اما تطبيقه في المجالات الادبية فبقيت محدودة وخاصة في التاريخ والسياسة وعلم الانسكلوبيديات. حيث اصبحت المؤلفات المكتوبة من قبل الزوار والرحالة والمحتلين والسياسيين والمعلومات المنقولة عن الرواة(توضيح۱) هي المصادر المعتمدة. وبذلك أصبح الاستنتاجات في معظم الأبحاث في حقول العلوم الادبية خاضعا على الأغلب على التأثيرات الشخصية الفكرية (الواعية) منها والنفسية (اللاواعية).
يقول مايكل ليزنترخ في مقالته المعنونة ﺒ (الشبك والكاكائية: الديناميكيات العرقية في كردستان العراق):
"في السبعينيات، اراد التركمان القوميين تقديم (الكاكائيين) كطائفة تركمانية. وقاموا بتعيين الشاعر الكاكايي هجري ده ده، الذي كتب في الفارسي والكردي والكوراني، ولم يكتب في التركي، عضو في اتحاد ادباء التركمان في بغداد. أحفاد هجري، الذين يقال على انهم انخرطوا في الجاش (صغير الحمار: عملاء الدولة) في الثمانينيات، اعتبروا انفسهم تركمانا. "
(
ليزنترخ)
يحرف الاستاذ ليزنبرخ ببساطة شديدة لا تتناسب مع لقبه العلمي وبجمل قليلة، كما يفعل عدد كبير من الغربيين، عدة حقائق كبيرة لصالح الكرد. علما بان المقالة تحتوي على اخطاء كثيرة اقل سذاجة بقليل من هذه الاخطاء.
- يعيد الاستاذ ليزنبرخ الشاعر هجري ده ده، الذي توفي في تاريخ ١١/١٢/١٩٥۲، إلى الحياة بقدرة قادر، ويعينه عضوا في اتحاد ادباء التركمان في السبعينيات!. (
موقع مدينة كركوك، قسم الادب)
- ويقلب الحقيقة راسا على عقب عندما يقول ان هجري ده ده لم يكتب باللغة التركية بل كتب في الفارسية والكردية والكورانية. متناسيا بان الشاعر كتب معظم اشعاره باللغة التركية، اما كتاباته في الكردية فلا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
تولى الشاعر هجري ده ده الإشراف علي جريدة كركوك بعد العدد ٦٧ وحتى عام ۱٩۲٨ والتي كانت تصدرها بلدية المدينة باللغة التركمانية في البداية وبعد عدة سنوات باللغتين التركمانية والعربية. وكانت الجريدة قد عودت قراءها على نشر قصيدة للشاعر هجري ده ده في كل عدد من أعدادها. (
نصرت مردان)
فيما يلي بعض من نتاجاته:
۱. (Yadigâr-i Hicri) ياديگاري هجري (طبعت في بغداد ۱۳۲۹ ﻫ)
۲. (Terci’-i Bend Ya lntibâh-i Millet) ترجيع بند يا انتباهي مللت (طبع في كركوك ۱۳۳۳ ﻫ)
وبعض من قصائده الكثيرة في التركية نشر فی مواقع مختلفة:
( مجلة تركمان العراق - قسم الادب)
۱. (Tarihte Kerkuk)كركوك في التاريخ
۲. (Rubai)رباعي
۳. (Kerkuk Kalesi)قلعة كركوك
٤. (Kerkuk Hatirati) خاطرة كركوك
٥. (Baba Gurgur)بابا كركر
- وبالاعتماد على ما سمعه من الكرد لايتردد هذا الاستاذ الاكاديمي في اتهام احفاد هذا الاديب العظميم بنكران الاصل والانحراف من المبادئ.
- وبالاستناد على المعلومات المزورة التي جمعها من الاكراد في شمال العراق يريد ان يستنتج على ان الشبك والكاكائية طوائف كردية غير مبال بأراء معظم الاساتذة والاخصائيين والباحثين الذين اطلعوا على المنطقة عن قرب:
١. يسمي كلاوديوس جيمس ريج الكاكائيين الذين ينتشرون في جنوب كركوك بالاصطلاح السائد انذاك( چراغ سوندره ن) ويقول عنهم بآنهم من الجنس التركي(ريج ٤٦).
۲. يحلل لورانس لوكهارت التواجد التركماني الصفوي (قزل باش) في العراق بكسب الشاه اسماعيل العشائر التركمانية تاكاللو، استاجلو، ذو القدر، شاملو، راملوا، اوشار، كاجار وفارشاك المتواجدة انذاك في شمال العراق وجنوب شرق تركيا وسوريا ومع تركمان اذربيجان اصبح التركمان العمود الفقري للقوة العسكرية للصفويين. وبعد الهزيمة التي لحقت بالشاه اسماعيل في معركة جالدريان تفرق معظم اتباعه في شمال العراق وكان الشاه اسماعيل قد حكم شمال العراق من ١٥٠٨ – ۱٥۱٠. (لوكهارت ص۱٩)
۳. اما البروفيسور موسى فيقول انه من الواضح على ان الشبك ذا صلة عميقة بالبكتاشيين، القزل باش والصفويين. ويدعم ماذهب اليه الصراف، ويعتبرهم من جنود شاه اسماعيل الذين سكنوا الموصل بعد الهزيمة التي الحقها به العثمانيون في المعركة المشهورة جالدريان في عام ١٥١٤. كما يعتبر موسى لغة الشبك تركية في الاساس مزجت بالفارسية والكردية والعربية. ويقول موسى ايضا ان كتابهم المقدس المسمى ب(بويروك او كتاب المناقب) قد كتبت باللغة التركمانية وعقائديا ينتمون الى نفس المذاهب البكتاشية والعلوية. (موسى ص۱، ٧ - ٩)
٤. يؤكد كامل مصطفى الشيبي على ان الشبك يتكونون من العشائر التركمانية وأنهم قد ينحدرون من البكتاشية الذين اصبحوا من اتباع الطريقة الصفوية تحت قيادة حيدر ابن جنيد. عند بداية ظهور المذهب الصفوي امر مؤسس المذهب حيدر ابن جنيد (من تركمان اذربيجان) اتباعه بان يلبسوا عمامة مخروطية ملفوفة بقماش احمر ذو ۱۲ طبقة على عدد الائمة الاثنى عشر، مما ادى الى تسميتهم بالمصطلح التركي (قزل باش). (الشيبي ص(۱) ٤٥ – ٤٦، (۲) ٤٠٥ – ٤٠٦) ويقول هاسلوك صاحب هذا الاصطلاح المذهب الصفوي منذ نشوئه. (هاسلوك ص١٤٠). وعند الاشارة الى البكتاشية يقول الشيبي: الفرق بين البكتاشية وقزل باش، كلاهما من التركمان، في اسيا الوسطى واتباع نفس المذاهب الصفوي في ايران، كان في القيادة لان اعتقاداتهم وطقوسهم الدينية وتقاليدهم كانت واحدة. (الشيبي ص(۱) ٤٥ – ٤٦)
٥. اما الصراف يرجع اصل الشبك الى المذاهب البكتاشية والعلوية الذين دخلوا العراق مع الصفويين ويعتبر لغتهم مزيج من اللغات والغالب فيها التركمانية (صراف ص٢).
٦. اما ادموندس الذي اشغل العديد من المناصب في المحافظات والوزارات العراقية وعاش في العراق عدة عقود فيعتبر شبك كركوك والموصل، والذين يكونون اغلبية الشبك في العراق، تركمانا. (ادموندس ص١٩٥، ٢٦٩)
٧. ويعتبرالعمري الشبك من المذاهب الشيعية التركمانية. ( العمري)
- زار الاستاذ ليزنبرخ المنطقة الامنة في بداية التسعينيات واستمع الى الاكراد من العامة والسياسيين ويقدم في عموم مقالته المعلومات التي استقاها أصلا من الكرد كأدلة بحثية.
ادعاء الاستاذ ليزنبرخ بوجود عنصرية تركمانية ومعارضين لهذه العنصرية يُظهر مدى انحيازه للكرد وعدائه للتركمان وسذاجة اسلوبه في اختيار المراجع وايمانه المطلق على مصداقية الكرد. وفي مناسبة اخرى يقول: "احد افراد التركمان قال بان الكاكائيين في كركوك، وايضا في تلعفر، بداؤا حديثا يدعون على انهم تركمان"
الاستاذ مايكل ليزنبرخ هو استاذ علم الفلسفة، قسم العلوم الانسانية في جامعة امستردام وله العديد من المؤلفات ومنها في
الفلسفة الاسلامية
ومقالات في
القضية الكردية
و
اللغة الكردية
والمذاهب الساكنة في شمال العراق. ويشترك في
المؤتمرات
كمختص في اللغة
الكردية
. ويقدم اراء
كمحلل
في الشؤن الكردية. ويشترك ايضا كاخصائي في
المؤتمرات
المتعلقة بالشؤون العراقية مابعد صدام. ومقالاته تنشر في المراجع العلمية والمواقع الالكترونية وتتحول الى كتب لتودع في اهم المكتبات العالمية وتقرا من قبل عدد كبير من المختصين والغير المختصين. ويلعب الاكراد دورا كبيرا في توزيع نتاجات الكثير من الاوربيين كالاستاذ ليزنبرخ المتعلقة بهم ويبرزونها كوثائق في المحافل الدولية.
هناك الكثير من امثال الاستاذ ليزنبرخ، ان لم يكن معظم الغربين المختصين في احد جوانب القضية الكردية، يصولون في الساحات الاكاديمية والثقافية والسياسية ليدعموا الاكراد وبمعلومات خاطئة لا تقل انحرافا من التي جمعها الاستاذ ليزنبرخ في شمال العراق.
تعتبر دراسة اصطلاح الكرد واصلهم ووطنهم وتاريخهم من اهم الابحاث التي تعرضت الى التحريف والتضحيم والافراط (
باول وايت)
في الاستعمال في العصر الحديث. الصعوبات في التعريف والغموض الملازم للكلمة منذ القِدَم والطبيعة الكردية والتواجد الجغرافي ساعد على استغلالها سياسيا كاصطلاح وكقومية.
اصبحت سياسة الكسب المادي المخفي تحت اصطلاح المصلحة الوطنية ومنذ بداية القرن الماضي المقياس الوحيد في تحديد سلوكيات القوى العظمى وبدون الالتفات الى ابسط الاسس الاخلاقية والتي جعلت من اليسير على السياسي ان يحرف الحقائق ويبرر الاخطاء لتبرير مصالح سياسية. اما الصحافة التي تخاطب الجماهير العريضة فقد بقيت هي الأخرى مجردة من الاسس البحثية معبرة عن سياسات تدعي الوطنية متأثرة بمشاعر كتابها، من خلال المبالغة وتهويل أحداث معينة على حساب الواقع. فاصبح الكرد وقضيتهم الاقرب الى مراكز الانتباه للصحافة الغربية في دعم دولهم في السيطرة على ثروات المنطقة، اختلقوا لهم تاريخا، كبروا عددهم، ارادوا ان يعزلوا لغتهم من لغة الام الفارسية وسعوا الى تأصيل مصطلح كردستان في الأذهان، الذي اوجده السلاجقة في داخل ايران وادخلوا تحت هذا المصطلح شمال العراق (مار ص۹، ادجر او’بالانسا ص۳۳) وشرق تركيا اللذان دخلهما الكرد في القرون الثلاثة الماضية. لا بل اعتبروا هذه المناطق اوطان اجداد الكرد. وضموا الى هذا المصطلح اية مدينة يسكن فيها حفنة من الاكراد ككركوك واربيل وذهب بعض الأدعياء من الكتاب في اشهر الصحف الغربية الى ان هذه المدن مدن الكرد التاريخية.
كاروله اولري استاذة الدراسات الشرق الاوسطية في المركز الامريكي الجامعي للسلام العالمي لاتتكلم الا عن الكرد عندما تناقش المنطقة الامنة. وككثير من الغربيين الذين يحملون شهادات الاختصاص في دراسات الشرق الاوسطية لاتتردد في القول بان الاغلبية الساحقة من سكان شمال العراق هم من الكرد (
كاروله اولري، من هم الكرد؟)
لابل تُردد ادعاءات كتاب الكرد كنوري الطلباني وجبار قادر على ان مدينة كركوك مدينة الكرد التاريخية. (
كاروله اولري، عراق بعد صدام؟)
علما بان كلا الكاتبين الكرديين المذكورين هم من المهاجرين الاكراد الى مدينة كركوك في اواخر العهد العثماني. (توضيح۲، ۳)
اما د. ك. رولوفسما الذي كان سكرتيرا في اليونسكو ولمدة اربعة عشر عاما ويعمل الان كاتبا متخصصا في ((National News Weekly في واشنطن فتعاطفه المرضي مع الكرد لم يجعله ان يعتبرمدينة كركوك ذو اغلبية كردية فحسب، بل أن يزعم في مقالاته على ترديد ماينقله له الاكراد على ان تركيا قد دربت اعدادا هائلة من التركمان على الاسلحة (!). مشيرا الى مؤامرة السليمانية متهما تركيا على خلق البلبلة في شمال العراق الذي يقول ان ساكنيها يفضلون الوجود الامريكي. (د. ك. رولوفسما، "مقياس الحمى التركية الامريكية")
اما باول ماك انرو والذي يحمل العنوان صحفي باحث والحاصل على جائزة روبرت كندي للصحافة والذي بقي بين الاكراد فترة من الزمن واستمع الى تضخيمهم أعداد ضحايا حلبجة، فيقول في مقالته المعنونة "يحتفل الاكراد بزوال تهديد صدام": "المدينة الغنية كركوك، كانت دائما تسكنها اغلبية كردية والتي تعرف بقدس كردستان". (باول ماك انرو)
اما الكاتب الامريكي المشهور وليم سفيرا الذي كان الناطق باسم البيت الابيض في عهد الرئيس نكسون والذي يعمل منذ ۱۹٧۳ ككاتب زاوية سياسية في جريدة نيويورك تايمز ويُقرأ من قبل الكثيرين في مختلف انحاء العالم فيعتبر نفسه صديقا للاكراد فيعتبر كركوك المدينة الموروثة للكرد. (وليم سفيرا، "اتبع النقود")
كان مااورده الرحالة ومنذ مئات السنين حول اهالي مدينة كركوك يخالف مايذهب اليه هؤلاء الصحفيين ويتفق مع مايذهب اليه المختصين في تاريخ العراق. رغم التقليل الكبير للوجود التركماني في العراق من قبل الامبراطورية البريطانية وعندما كان في اوج عظمتها في خلال مناقشة مشكلة الموصل فلم يستطيع سياسييهم وعسكرييهم انكار تركمانية مدينة كركوك في العديد من الكتب. (ش باشالار
١
-
-
٢
-
٣
-
٤
،
هورموزلي)
ان شمال العراق الذي ينضح الذهب الاسود (النفط) منذ القدم (لونكريك ص٢٧) وفي اربعة مواقع (كركوك، هيت، كايارا، نفط خانة) كان قد اصبح ومنذ بدايات القرن التاسع عشر مطمح اقوى الامبراطوريات انذاك وهي الامبراطورية البريطانية. حيث كانت الدبلوماسيين والعسكريين الانكليز ككينير وريج من اوائل الذين زاروا شمال العراق وبداوا يستكثرون من تناول الاصطلاحان كرد و كردستان في كتبهم.
حصلت الاصطلاحان الكرد والكردستان دعما عظيما من قبل الدول الاستعمارية بعد الحرب العالمية الاولى كانكلترا وفرنسا لسهولة استغلالهما ضد الدول الاقلمية في تثبيت نتائج معاهدة سايكس – بيكو وتوزيع ممتلكات الدولة العثمانية وخصوصا المناطق النفطية المعروفة للانكليز انذاك في شمال العراق. ولضم ولاية الموصل على ممتلكاته استطاعت بريطانيا ان تقنع فرنسا على التخلي عن حقها في هذه الولاية والتي كانت قد خصصت من بين الغنائم الفرنسية وحسب المعاهدة المذكورة.
وبعد اقناع الاكراد في شمال العراق وشرق تركيا بتأسيس دولة كردية لهم تم تحريضهم ضد الدولة العثمانية في اواخر أيامها وضد الجمهورية التركية في سنواتها الأولى عندما كانت تحارب وفي عدة جبهات ضد الانكليز والفرنسسين والايطاليين واليونان والروس.
وبعد الاطلاع المباشر على المنطقة اتضح للبريطانيين وجود قوميات متعددة في شمال العراق (جارلس تريب ص۲۷٤) التي الصقت بها اسم كردستان دون أية مسوغات تمت إلى الحقيقة والواقع بصلة. الأمر الذي أدى الى تخلي الدول الاستعمارية من فكرة اقامة دولة كردية.
ان اطالة الصراع بين الجمهورية التركية الفتية والامبراطورية البريطانية، والتي كانت في اوج عظمتها، على طاولة المفاوضات، في لوزان وأروقة عصبة الأمم في نيويورك يمكن ان تعتبر من أهم الأسباب التي ادت الى استمرار الدعم الانكليزي للكرد ولمصطلح كردستان وفي الطرف الاخر من المعادلة تم العمل على تهميش الوجود التركماني في العراق والتقليل من شانهم. وصاحب هذا الجهد الدبلوماسي الانكليزي ازدياد نشر المقالات والكتب من قبل المثقف الغربي حول الكرد وكردستان، حيث ارتفع عدد المنشورات التي تحمل في عنوانها كلمة الكرد او احدى مشتقاتها من ١,۲٥ في السنة في الفترة من ١/١/۱٨٩٠ - ۳١/۱٢/۱۹٠٩ الى ٥,٩ في السنة في الفترة من ١/١/۱٩١٠ - ۳١/۱٢/۱۹٢٩. (جدول١)
في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي وبعد استتباب السيطرة البريطانية الكاملة على العراق ومواردها الطبيعية لم تحدث اية هجمات كردية على الدولة العراقية. وهبط حجم تأييد المثقف الغربي للكرد وقلَّ المنشورات حول الكرد الى ۳,۲ في السنة في الفترة من ١/١/۱۹۳۰ - ۳١/١۲/۱۹٤٩. علما بان التطور الكبير الذي حصل في مجالات النشر والكتابة في العقدين الاخرين كانت تستوجب ازدياد هذه المنشورات. (جدول۱)
بعد التاثر من الافراط في الاستعمال لهذين الاصطلاحيين للاسباب المذكورة يصبح هذين الاصطلاحيين الشغل الشاغل للمجتمع الغربي في جميع شرائحه وبالاستناد على هذه الاسس الخاطئة تظهر أعراض التعاطف المرضي مع الكرد في المجتمع الاوربي. وبعد تحرير العراق من الاستعمار البريطاني وتقوية ركائز الجمهورية التركية في النصف الثاني من القرن الماضي عادت الدول الغربية مرة اخرى لتحفيز الاكراد على التمرد واستنزاف قوى الدولة العراقية. تزامن معها تطبيل الصحافة الغربية واكاديمييها لاصطلاحي الكرد والكردستان مرة اخرى. فازدادت الكتب والمقالات المنشورة حول الكرد من ٥,۱٤ في السنة في السنوات السبع الاولى من الخمسينيات (١٩٥١ – ١٩٥٧) الى ١٣,٣ في السنة في السنوات الثلاثة بعد اعلان الجمهورية العراقية. (۱٩٥٨ - ۱۹٦٠). (جدول۱)
جدول۱ عدد الكتب والمقالات المشورة حول الكرد بين ١/١/۱٨٩٠-۳١/۱۲/۱۹۷۰ (توضيح٤)
التاريخ
عدد السنوات
عدد الكتب والمقالات
في السنة
١/١/۱٨٩٠ - ۳١/۱٢/۱۹٠٩
٢٠
٤٥
١,۲٥
١/١/۱٩١٠ - ۳١/۱٢/۱۹٢٩
٢٠
۱۱٨
٥,٩
١/١/۱۹۳۰ - ۳١/۱۲/١۹٤٩
۲۰
٦٤
۳,۲
۱/۱/١۹٥١ - ۳١/١۲/ ۱۹٥٧
۷
۳٦
٥,۱٤
۱/۱/١۹٥٨ - ۳١/۱۲/۱۹٦۰
٣
٤٠
١٣,٣
۱/۱/١۹٦۱ - ۳١/۱۲/۱۹۷۰
۱۰
١١٧
١١,٧
ومع ازدياد وحشية نظام البعث ضد جميع شرائح الشعب ازداد اهتمام العالم للعراق واصبح العراق القضية الساخنة لاحداث الساعة ولفترة اكثر من عقدين. واثارت الخيانة الكردية في تسليم مدينة حلبجة العراقية الى ايران براكين الغضب في النفوس المريضة لقادة البعث وانزل هؤلاء بدورهم القنابل الكيمياوية على رؤؤس الكرد في حلبجة. وبعدها بسنتين وعندما تخلّت قوات التحالف عن الشعب العراقي اخمدت نظام البعث انتفاضة ۱٩٩۱ فقتلوا عشرات الالاف من الشيعة والتركمان وهرب الاكراد بالالاف الى دول الجوار تركيا وايران.
واستقبل العقل الغربي المتعاطف مسبقا وبشكل مرضي مع الكرد مااصاب الشعب العراقي وكانه اصاب الكرد فقط. ولعب السياسي والمثقف والكاتب الكردي، الذي اكتسب مهارة في خداع المجتمع الغربي وبدعم من اللوبي الغربي والصهيوني، دورا كبيرا في تحريف الحقائق وتضخيم معاناة الكرد، حيث اختلقوا مصطلح الانفال لعملية هدم القرى الكردية والتركمانية وحتى العربية في بعض المحافظات الشمالية والذي راح ضحيتها عدة الاف من العراقيين معظمهم من الكرد. وقدموها الى المجتمع الغربي على شكل تطهير عرقي واختاروا للضحايا رقما، بين مئة الى مئتين الف، الذ ي يمكن ان يتقبله العقل الغربي وبدون اختبار. واصبحت عدة مئات من ضحايا حلبجة يتضاعف عدة مرات ليصل الى خمسة الاف.
وبعد ان اطمأن الكرد الى الطاعة العمياء للغربيين في قبول كل مايشكون لهم بدءوا، بعد اقامة المنطقة الامنة، بتزويد منظمات الامم المتحدة ومنظات حقوق الانسان والدوائر الرسمية في الدول الغربية بمئات القوائم المزورة حول المرحلين من الاكراد من مدينة كركوك والمناطق التركمانية والعربية الاخرى. ولم يكن اختيار المحافظ الكردي من قبل المحتل الأمريكي واستقبال حوالي المئتين الاف كردي في كركوك بعد تحرير العراق الا دليلا على هذا التعاطف المرضي الغربي وتصديقهم كل ما ينقله لهم الكرد من معلومات كاذبة حول كردية كركوك لأن ذلك تخدم مصالحهم بالدرجة الأولى.
في المراحل التي كان الشعب العراقي ووحدة العراق بامس الحاجة الى اطلاع العالم المتمدن الى حقيقة مايحدث في العراق كان النشاط السياسي للمنظمات الاهلية والحزبية للعرب والتركمان تمر مرحلة الولادة العسيرة ولاتزال غير فعالة رغم التهديد الكردي الكبير لاغتصاب اجزاء كبيرة من الوطن العراقي.
المصادر
- احمد حامد الصراف، "الشبك"، مطبعة المعارف، بغداد ۱٩٥٤.
- ارشد الهرمزي، "نظرة موضوعية إلى الواقع القومي لمنطقة كركوك"، موقع مجلة تركمان العراق، قسم المجلة، العدد الثاني:< http://www.turkmen.nl/vol2.html#1>
- أدجر او'باللانس، "الثورة الكردية ۱۹٦۱ - ۱۹٧٠"، فابر وفابر، لندن ۱۹٧٣.
يصف ادجر او’بالانسا انتشار الاكراد نحو العراق بدقة ويقول: "حتى الى نهاية القرن التاسع عشر، كان مشهد القبائل الكبيرة مع جميع مواشيها، وهم ينحدرون عبر جبال وسهول شمال الشرق الاوسط في البحث عن المراعي الخصبة، رائعة ومنذرة بالخطر - كاكراد بدو انتشروا كالطاعون من الجراد;، يتغذون ويُعادون". (ادجر او’بالانسا ص۳۳)
- باول ماك انرو، " يحتفل الاكراد مع ازالة تهديد صدام"، موقع ستارت تربونة:
< http://www.startribune.com/stories/303/3815811.html>
- باول وايت، - باول وايت، "التكوين العرقي بين الكرد: كرمانجي، كزل باش وزازا".
- جارلس تريب، "تاريخ العراق"، مطبعة جامعة كامبردج، كامبردج ۲٠۰۰.
- د. ك. رولوفسما، "مقياس الحمى التركية الامريكية"، موقع سوفتيكوم:
- ستيفان ﻫمسلي لونكريك، "اربعة قرون من العراق الحديث"، مطبعة كلارندون، اوكسفورد ۱۹۲٥.
- سسيل جون ادموندس، "اكراد اتراك وعرب"، مطبعة جامعة اوكسفورد، لندن ۱۹٥٠.
- ش. باشالار:
۱. "مدينة كركوك"، موقع مدينة كركوك،
۲. "متى كانت مدينة كركوك قدسكم"، موقع مدينة كركوك، من المحرر:
< http://members.lycos.nl/Kerkuk/ed7.html >
۳. "كركوك ليست كردية"، موقع مدينة كركوك، من المحرر:
< http://members.lycos.nl/Kerkuk/ed6.html>
٤. "الاصطلاحان كرد وكردستان"، موقع مجلة تركمان العراق، العدد السادس عشر:
< http://www.turkmen.nl/b_man7.html#20>
- فيبة مار، "تاريخ العراق الحديث"، مطبعة وست فيو، الولايات المتحدة ۱۹٨٥.
تقول فيبة مار حول نزوح الاكراد نحو الغرب في داخل العراق: "في التاريخ الحديث هاجروا الاكراد اماكن سكناهم في الجبال الى السفوح والسهول، وبنوا عديد من المستوطنات في مدينة الموصل وحولها في الشمال، وبنوا مدن ونواحي على طول نهر الديالى في الجنوب.
- كاروله اولري، "من هم الاكراد"، موقع جامعة جزرج ماسون:
- كاروله اولري، " عراق بعد صدام ":
- كامل مصطفى الشيبي، "الطريقة الصفوية ورواسبها في العراق المعاصر"، مكتبة النهضة، بغداد ۱٩٦٦.
- كامل مصطفى الشيبي، "الفكلر الشيعي والنزعات الصوفية حتى مطلع القرن الثاني عشر الهجري"، مكتبة النهضة، بغداد ۱٩٦٦.
- كلاوديوس جيمس ريج، "الاقامة في كردستان"، الجلد الاول، جيمس دونكان باترنوستر رو، لندن ۱۹٧۲.
- مايكل ليزنترخ، "الشبك والكاكائية: الديناميكيات العرقية في كردستان العراق"
- مايكل لايزنبرخ مع الاستاذ فان براونسن، "الاكراد في ۱٩٩٦":
- مايكل لايزنبرخ حول اللغة الكردية،
“Gorani Influence on Central Kurdish: Sabstratum or Prestige?”
- مايكل لايزنبرخ في مؤتمر حول اللغة الكردية:
< http://www.linguistik.uni-kiel.de/as-konf.htm#speakers >
- مايكل لايزنبرخ في مؤتمر حول الكرد:
< http://www.kurd.pl>
- مايكل لايزنبرخ كمحلل:
< http://www.flash-bulletin.de/2003/eSeptember3.htm>
- مايكل لايزنبرخ كمحلل للشؤون العراقية:
< http://www.aei.org/events/filter.,eventID.119/transcript.asp>
- مجلة تركمان العراق، قسم الادب
- محمد العمري، "الحصار الاقتصادي والدمار في العراق"،
(http://iraqy.com/Iraq-Background.htm)
- مخزن الكتب: (http://www.allbookstores.com/browse/Author/Leezenberg, Michiel)
- موقع مدينة كركوك، قسم الادب، هجري ده ده (http://members.lycos.nl/Kerkuk/B_sair2.html)
- موسى متي، "المذاهب الشيعية المتطرفة"، مطبعة جامعة سيراكاوز، نيويورك ١٩٨٨، ص٧ – ٩.
- لورانس لوكهارت، "سقوط الدولة الصفوية واحتلال الافغان لايران"، مطبعة جامعة كامبردج ۱٩٥٨.
- وليم سفيرة، "اتبع النقود"، موقع س.ن.ن: (http://www.cnn.com/2003/US/04/21/nyt.safire)
- نصرت مردان، "عطا ترزي باشي يؤرخ تاريخ الطباعة والصحافة في كركوك" (http://www.turkmen.nl/vol4.html#1)
توضيحات
(۱) الرواة: الاشخاص الذين تنقل عنهم المعلومات
(۲) ويقول ادموندس في كتابه "اكراد، اتراك وعرب": تعتبر الطالبانية احد افخاذ العشيرة البرزنجية والتي ظهرت كعشيرة كردية في اوائل القرن التاسع عشر بعد نزوح ملا محمود البرزنجي الى قرية طالبان التي هي على بعد بضعة عشرات من الكيلومترات الى جنوب غرب السليمانية. اما الشقيق الاخر لملا محمود المدعو عارف فمنحت عدة قرى من قبل العثمانيين في شمالي قضاء خانقين. (ادموندس ص۲٧۱) اما تاريخ نزوح الطلبانيين الى كركوك يُرجع الى نهاية القرن التاسع عشر.
سسيل جون ادموندس، "اكراد اتراك وعرب"، مطبعة جامعة اوكسفورد، لندن ۱۹٥٠.
(٣) اما ظهورعائلة الكاتب الكردي جبار قادر في كركوك فيرجع الى فرمان اصدره العثمانيين وتم بموجبه تمليك قرى أفتخار لأغوات الكرد من الداوودين وفي اربعينيات القرن العشرين نزحوا الى اطراف المدينة وسكنوا حي الشورجة التي كانت قد ظهرت حديثا.. (توفيق التونجي في مقالة بعنوان "لا تلعن الظلام أشعل شمعة")
(٤) تم احصاء المنشورات حول الكرد من موقع بيكارتا (Picarta)، الذي يتضمن عدة ملايين من الكتب.