تعتبر مدينة التون كوبرى من المدن التركمانية الاستيراتيجية القديمة والتي تقع الى الشمال الغربي من مدينة كركوك حيث تبعد عنها حوالى ٤٤ كم وعن مدينة أربيل بحوالي ٥٠ كم. ويرجع تاريخ بناء المدينة الى ٢٢٨ قبل الميلاد ويقال أن الرومان كانوا يستخدمون هذه المدينة كمحطة استراحة لقوافلهم التجارية والعسكرية ومركزا لتجميع الاعشاب الطبية الفريدة من نوعها والتي تفردت بها المنطقة.
وتقع هذه المدينة على ضفتي نهر الزاب الاسفل وفي وسط الطريق بين مدينتي كركوك واربيل حيث يقسم نهر الزاب المدينة الى ثلاثة اقسام رئيسية، بيوك ياقا أو محلة الصالحية في الجهة المواجهة لمدينة كركوك واورطا ياقا ومحلة كوجوك كوبرى أو كوجوك ياقا للمنطقة المواجهة لمدينة أربيل. هذا وبالاضافة الى الاهمية التاريخية فان لهذه المدينة اهميتها الجغرافية أيضا، ويتضح ذلك من خلال موقعها الاستراتيجي لكونها حلقة الوصل بين اربيل وكركوك وبغداد والموصل كما وتقع هذه المدينة على ملتقى الطرق الرئيسية التي تربط بين الوسط والشمال وتوجد فيها أيضا الجوامع القديمة ومراقد الائمة والصالحين.
ويرجع سبب تسمية المدينة بآلتون كوبرى الى العديد من التأويلات منها أنه في بداية بناء الجسر تم تعليق حلقة ذهبية على الجسرالطويل والذي يبلغ طوله ١١٦م وحلقة فضية على الجسر القصير والذي يبلغ طوله ٥٤م، ومنها أيضا أن التركمان في آلتون كوبرى قد جمعوا قطع الذهب لبناء الجسرين، وسميت بهذا الاسم أيضا لخصوبة اراضيها وكثرة حاصلاتها الزراعية والتي كانت تعادل بقيمة الذهب، ومنها أيضا وهو الارجح أن السلطان مراد الرابع عند مروره من منطقة آلتون كوبري أثناء زيارته لبغداد في عام ١٦٨٣م أمر بانشاء الجسران لما يحملان من الاهمية العسكرية والتجارية للمنطقة والتي تعادل قيمتها بقيمة الذهب، ويقال أن السلطان مراد الرابع قد اهدى قطعتين ذهبيتين لتعليقهما فوق كل جسر.
يعتبر التركمان من السكان الاصليين لهذه المدينة حيث سكنوها قبل الميلاد ويرجع اصول سكانها الى قبائل البيات التركمانية وقبائل الاوغوز واق قويونلو وقره قويونلو واٍيلخانليلر متمثلين بعشائر وعوائل ( آغالر، وبقال، وبستاملى، وبيراقدار، وبال ييماز، وأوروج، وبير، ودميرال، وآتاش، وعجملر، وبكلر، وعلاف، وأطالار، وباليقجي، وبهلول، ودلبر، وعزيزلي، وحياوي، وسنجانا، وصالحي، وكروانجي، وسيدلر، ودوغراماجي، وسرخوش ) والتي استوطنت المدينة منذ الاف السنين. يبلغ عدد سكان منطقة آلتون كوبرى وقراها حوالي ١٦٢. ٣١٦ نسمة حسب احصاءات عام ١٩٥٧م ويشكل التركمان الغالبية العظمى حيث أن اللغة التركمانية هي السائدة وبلهجة خاصة.
تشتهر هذه المدينة بصيد الاسماك وبالزراعة وتربية النحل لكثرة مياهها ولخصوبة اراضيها بالاضافة الى الحرف اليدويةالاخرى منها صناعة الفخار والسلاسل والخزف والنسيج والسجاد و كذلك الحفر على الخشب. كما أن لهذه المدينة خاصيتها الجمالية والطبيعية حيث تحيطها الاشجار والغابات مما جعلها محط أنظار السواح القادمين من أرجاء العراق.
لقد نالت هذه المدينة المسالمة نصيبها من السياسة التعسفية من القتل والتعذيب والتشريد طوال ثلاثة عقود ونيف من الزمن . فقد تعرض التركمان في المدينة الى سلسلة من عمليات الاعتقال في عام ١٩٦٩م أي بعد سنة من تسلم النظام زمام الامور في العراق حيث اعتقل النظام البائد مئات المثقفين التركمان وزج بهم في السجون. كما هدم النظام أيضا القرى الواقعة على جانبي الطريق بين كركوك والتون كوبرى وأربيل وتمت مصادرة الاراضي الزراعية التابعة للتركمان وتوزيعها على الموالين للنظام البائد وبأثمان زهيدة. كما بنى النظام العديد من القلاع العسكرية لمراقبة المنطقة وأكبرها هي قلعة كوبرى عند مدخل المدينة لفرض سيطرتها على المدينة. ولم يكتف النظام بالاعمال الاجرامية التي ارتكبت بحق التركمان في المدينة بل حاربها النظام اقتصاديا عندما بنى الجسر الخارجي الذي يمر من خارج المدينة وذلك لمنع دخول العربات القادمة من الموصل وأربيل وكركوك للوقوف للاستراحة في داخل المدينة.
وعندما اندلعت الانتفاضة الشعبانية المباركة في آذار من عام ١٩٩١م نالت هذه المدينة النصيب الاكبر من عمليات القتل والهدم والتهجير. فبعد فشل الانتفاضة سيطرت القوات العراقية على مدينة كركوك في ٢٥ اذار ١٩٩١م وبعد انتهاء مهمة قتل التركمان الابرياء في هذه المدينة الصامدة توجهت قوات الحرس الجمهوري في صبيحة ٢٨ اذار ١٩٩١م الى مدينة التون كوبري لتكملة مهمة قتل التركمان الابرياء حيث بدأ القصف العشوائي من قبل الطائرات والمدافع حيث تم تدمير عددا كبيرا من البيوت الامنة مما ادى الى استشهاد ساكنيها.
وبعد دخول القوات الى داخل المدينة تم التقاط المواطنين التركمان من الاطفال والنساء والشيوخ وبصورة عشوائية من البيوت والشوارع وكان عددهم اكثر من مئتين من التركمان حيث سيق بهم الى منطقة في خارج المدينة وتم تنفيذ حكم الاعدام الجماعي رميا بالرصاص وبدون محاكمة بعد أن مورست فيهم شتى صنوف التعذيب. وبعد ايام من هذه المذبحة الجماعية تم ترحيل عوائل الشهداء من مدينتهم التي ولدوا وعاشوا فيها الى المناطق الجنوبية من العراق بعد مصادرة أموالهم المنقولة والغير المنقولة.
وبعد أسابيع من انتهاء الانتفاضة تم العثور على المقبرة الجماعية لهؤلاء الشهداء على طريق ناحية( دبس) حيث كان من الصعب التعرف على هوية الشهداء نتيجة التشويه والتعذيب الجسدى وقد وجد من بين الشهداء أطفال التركمان الذين يتراوح أعمارهم بين الرابعة والثامنة من العمر ومن بينهم الشيوخ والنساء وتم دفن الشهداء في المقبرة الرئيسية داخل المدينة.
تعتبر مجزرة آلتون كوبرى من المجازر البشعة والتي ارتكبت بحق التركمان في مدينتهم من قبل النظام البائد والذي لم يعرف الرحمة. لقد كان القصد من هذه المجزرة التخلص من التركمان بأية وسيلة كانت وطمس هويتهم التركمانية وتهجيرهم من مناطقهم التي استوطنوها قبل الاف السنين. ولكن الايادي الغادرة لم تعرف بأن الله يمهل ولا يهمل وان الظلم لن يدوم. وأخيرا سقط النظام كما سقط هبل ولكن بقيت دماء الشهداء تروي دروب التركمان الذين يناظلون من أجل نيل حقوقهم المشروعة.
ان تركمان العراق الذين عاشوا وناضلوا وقدموا الشهداءعلى ارض الوطن سيستمرون في نضالهم السلمي من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة والعيش بامان مع كافة الفصائل العراقية لبناء العراق الجديد. رحم الله شهدائنا الذين ضحوا بانفسهم من أجل وحدة العراق ورحم الله شهداء التون كوبرى واسكنهم فسيح جناته والهم اهلهم الصبر والسلوان، انا لله وانا اليه راجعون.
أسماء شهداء التركمان في آلتون كوبري:
١- اٍحسان علي فيض الله
٢- اٍحسان محمود ولي
٣- أردال اٍحسان محمود
٤- أرشد خورشيد رشيد
٥- چتين أحمد بهجت
٦- جنكيز مظلوم نوري
٧- حازم أنور عبدالله
٨- زعيم اٍسماعيل حسن
٩- ستار عبد الرحمن عزيز
١٠- سعود خطاب عثمان
١١- شعلان فيصل سليمان
١٢- صائب تتار قادر
١٣- صباح أحمد حمدي
١٤- صدام رشيد حسن
١٥- عادل عمر خورشيد
١٦- عامر عمر خورشيد
١٧- عامر مدحت عزت
١٨- عبدالسلام رشيد محسن
١٩- عدنان خالد مندان
٢٠- عزيز علي سعيد
٢١- عصام مدحت عزت
٢٢- علي اٍحسان رضا
٢٣- عمر خورشيد صالح
٢٤- قاسم محمد توفيق
٢٥- محمد خالد مندان
٢٦- ملك فيصل سليمان
٢٧- منصور مظلوم نوري
٢٨- نجيب سعيد صالح
٢٩- نوري مظلوم نوري
٣٠- هاشم علي اٍحسان رضا
٣١- هاشم محمد توفيق
٣٢- هاني مدحت عزت
أسماء شهداء التركمان من كركوك والذين استشهدوا في آلتون كوبري:
١- أياد قادر عبدالرحمن
٢- أيوب صلاح سعيد
٣- أتيللا أحمد أنور
٤- أتيللا ناصح بزركان
٥- أحمد أنور عبدالله
٦- أرجمنت كيلان محمد
٧- اسكندر علي
٨- اورهان حميد عبدالرحمن
٩- اوغوز سميع أمين
١٠- توران أحمد أنور
١١- جبار صديق
١٢- جليل فتحي محمد
١٣- جمال أحمد فرج
١٤- جميل سليمان عباس
١٥- جنيد سيد بهجت
١٦- حسيب مشير رضا
١٧- حسين علي أحمد
١٨- خليل فتحي محمد
١٩- رشدي خليل
٢٠- زين العابدين فاضل
٢١- سلام رشيد
٢٢- سزر جمعة ياسين
٢٣- شامل عبد الرحيم
٢٤- شاهين ناصح بزركان
٢٥- شكر حمدي محمد
٢٦- شهاب أحمد فرج
٢٧- صلاح سعيد صالح
٢٨- طارق بايز خورشيد
٢٩- عادل بايز خورشيد
٣٠- عباس صلاح سعيد
٣١- عبدالرحمن مشير رضا
٣٢- عبد المجيد عبد الكريم
٣٣- عثمان جميل
٣٤- عدنان بايز خورشيد
٣٥- عصام عثمان جميل
٣٦- عماد محمد رشيد
٣٧- فاضل جهاد فتاح
٣٨- قابيل عباس برهان
٣٩- كمال صابر أحمد
٤٠- محمد رشيد ولي
٤١- محمود رشيد
٤٢- محمود عطار
٤٣- مصطفى سليمان اسكندر
٤٤- معظم عثمان علي
٤٥- نزار مهدي
٤٦- نظام الدين شكر حمدي
٤٧- نظام رشيد
٤٨- نهاد عبد الكريم علي
٤٩- نورالدين ترزي
٥٠- نوزاد قادر عبد الحمن
٥١- يشار حميد عبد الرحمن
٥٢- يلدرم كريم
أسماء شهداء التركمان من تازة خورماتوا والذين استشهدوا في آلتون كوبري:
١- اٍسماعيل شكر سيلاو
٢- جمال شكر ساقي
٣- جودت حيدر بهرام
٤- حسين علي أكبر سليمان
٥- حميد غريب
٦- حيدر غيدان
٧- زين العابدين ابراهيم
٨- زين العابدين أكبر نجار
٩- عبدالله كهية
١٠- عزيز تعجيل
١١- علي أكبر سليمان
١٢- علي حسين عباس مالى
١٣- علي عبدالله كهية
١٤- نجاة تقي
١٥- هاشم حيدر بهرام