المظاهرة التركمانية في برلين خطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح
جمعية تانش لتركمان العراق في هولندا
في يوم السبت الماضي ۲٧-٣-۲۰۰٤ كان الصوت التركماني مدويا في أصداء برلين العاصمة الألمانية التي انطلقت فيها المظاهرة التركمانية الكبيرة وهي تخترق الشارع الجميل والواسع في المدينة وهو شارع آنتر دين ليندن (Unter den Linden) الذي تقع على طرفيه سفارات دول عديدة منها السفارة الأمريكية والروسية والفرنسية والبريطانية، وقد جاءت المظاهرة لتؤكد وتثبّت رفض التركمان القاطع لتهميش دورهم الوطني والقومي في القانون العراقي المؤقت وما احتواه من مواد غريبة قابلة للانفجار في أية لحظة بحيث تصيب شظاياها الجميع بدون استثناء، لأنه صيغ على قياسات قومية معينة ستؤدي لا محالة إلى تقسيم العراق في المستقبل القريب وهو ما يلبي المشروع الانفصالي للأحزاب الكردية في الشمال العراقي وهذا ما سيفرز وضعا داخليا وإقليميا خطيرا سوف ينعكس بأضرار فادحة ليست فقط للتركمان وحدهم بل لجميع مكونات الشعب العراقي ووحدة أراضيه، وقد وقف المتظاهرون أمام السفارة الأمريكية وسلموا من خلال ممثليهم إلى المسؤولين في السفارة رسالة احتجاج ضد هذا القانون الغريب وطالبوا بحقوق عادلة متساوية لجميع العراقيين من دون تمييز بين شرائحهم، وقد رفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات باللغات العربية والتركمانية والإنكليزية والألمانية تدعو إلى وحدة العراق أرضا وشعبا من شماله إلى جنوبه كما أنهم رفعوا الأعلام العراقية عاليا إلى جانب الأعلام التركمانية الزرقاء التي يتوسطها هلال أبيض ونجمة بيضاء محصوران بين خطين أفقيين أبيضين كما رددوا شعارات وطنية وقومية باللغتين التركمانية والعربية، هذا وقد تم توزيع آلاف المنشورات إلى المواطنين الألمان وغيرهم تشرح لهم أسباب المظاهرة وتقدم لهم سردا مختصرا عن التركمان في العراق وما تعرضوا له من ظلم وعدوان منذ قيام الدولة العراقية ولحد يومنا هذا وقد عبر الكثير من هؤلاء تعاطفهم مع المتظاهرين التركمان وعدالة قضيتهم.
إن مثل هذه المظاهرات ضرورية جدا لإيصال الصوت التركماني إلى الشارع الأوروبي كما هو ضروري بنفس الدرجة تسيير مظاهرات أكبر من هذه في أمريكا وكندا واستراليا، لذا فإن هذه الفعاليات يجب أن تستمر خصوصا في هذه الفترة الحساسة من تاريخ العراق بصورة عامة وتاريخ التركمان بصورة خاصة لتنطبع في ذهنية هذه الدول صورة الوجود المؤثر والقوي للتركمان في العراق وفي الساحات الغربية وهو ما سيؤدي بالتدريج إلى تغيير في وجهات نظر ونهج هذه الدول تجاه التركمان خصوصا إذا تبعتها مظاهرات أخرى أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل البلجيكية ومحكمة العدل الدولية في دنهاخ (لاهاي) الهولندية وفي لندن وجنيف واشنطن ونيويورك بشرط التنظيم الجيد وتهيئة آليات النقل واختيار الزمان المناسب وحشد أكبر عدد ممكن من المتظاهرين التركمان وغير التركمان من المتعاطفين مع عدالة قضيتهم في المساواة والحرية في وطنهم العراق.