بعد الأحداث الموسفة في الجزيرة السورية والتي امتدت "بشكل مقصود" إلى بعض المحافظات السورية وما رافقها من أعمال شغب وتخريب متعمد لبعض مرافق الدولة الأساسية –كالمدارس والمصارف....- و امتد أيضا " التخريب" إلى بعض المرافق الخاصة كالسيارات والمحال التجارية.....
و قيام البعض بنتظيم مظاهرات استهدفت سفارتين على الأقل لسوريا في الدول الأوروبية وحرق العلم السوري وتمزيقه ورفع علم ما يسمى بكردستان إلى جانبه العلم الأمريكي ورفع شعارات شوفينية " إنهاء احتلال كردستان من قبل الدولة السورية "، وما إلى ذلك من الشعارات التي إن دلت على شيء ستدل على حالة من اللاوطنية تعيشها بعض الأحزاب الكردية المتطرفة ومناصروها.
بالنظر إلى المطالب الغير واقعية لبعض الأحزاب الكردية:
- إقامة حكم ذاتي للأكراد في الشمال السوري
- إعطاء الجنسية السورية للآلاف من الأكراد الوافدين إلى سوريا.
ببحث بسيط لهذه المطالب...
النقطة الأولى:
المطالبة بحكم ذاتي في منطقة الشمال الشرقي لسوريا: وذلك تمهيدا لسلخها كما يحصل الآن في الشمال العراقي.... لكي يستطيعوا إقامـة إمـــبرا طــورية الوهــــم –كردستان الكبرى – التي تضم شمال العراق وشمال شرق سورية و جنوب تركيا و....جزء من إيران.
وبالعودة إلى ما ذكر عن تاريخ هذه المنطقة وخاصة الشمال العراقي وشمال سوريا وجنوب تركيا لم يذكر أي شيء عن هذه ال" الكردستان " أو تاريخها أو أي شيء عن حضارتها.
فالمعروف عن هذه المناطق حسب –الآثار المكتشفة التي لا زال قسم منها يستخرج من باطن الأرض وحسب كتابات المورخين لتاريخ هذه المنطقة- إن هذه الأراضي هي أراضي آشورية سريانية كلدانية ....
وكانت هذه الأراضي تتميز حتى وقت قريب جدا بكثافة آشورية سريانية كلدانية كبيرة لحد أن الشعب الاثوري كان يشكل الأغلبية في المناطق السالفة الذكر.،ولكن نتيجة للمجازر و الابادات المنظمة التي لحقت ب هم ونتيجة للهجرات المتتالية هربا من هذه الابادات ومن الأوضاع الاقتصادية المتردية كل ذلك أدى إلى تشتت شعبنا بين بلاد المعمورة وأصبح كأقلية تعيش ضمن أغلبية عربية – كردية في المناطق التاريخية لشعبنا.
حيث قام الأكراد بدورهم على أتم وجه من هذه الناحية حيث ساهموا بشكل كبير بتلك الأحداث ، وبعد كل عمليات القتل والابادة –الجينوسايد- بحق شعبنا قاموا&nb sp; بتكريد اغلب المناطق – الجينوسايد التاريخي- ".. ولا ننسى اللاعب الأساسي في هذه الأحداث – تركــيا-.
وقد استغل بعض الأكراد الوضع الحالي بكونهم يمثلون أغلبية في بعض المناطق للمطالبة بما يسمى كردستان سوريا باعتمادهم على مبدأ الاستقواء – بالولايات المتحدة الأمريكية – بكونها القوى العظمى الوحيدة التي تسعى إلى إقرار حقوقهم المهضومة حسب ما جا ء بالوثيقة الكردية التي بعثت إلى جورج w بوش واعتمادهم على بعض عناصر ما يسمى بالمعارضة السورية في الخارج التي لا هم لها إلا العزف بنشاز على أوتار واشنطن وتل أبيب.. لاستنساخ التجربة العراقية كما يقول البعض.
النقطة الثانية:
إعطاء الجنسية السورية للأكراد للمحرومين منها:
كيف يمكن للأكراد وغيرهم تجاهل حقيقة إن الآلاف التي يقولون عنها من المحرومين من الجنسية السورية ما هم إلا الوافدين الأتراك والعراقيين و حتى الإيرانيين.. الذين استقبلتهم سوريا وهم هاربين من تنكيل الحكومات التركية والعراقية والإيرانية وحتى هاربين من السياسات الكردية في تلك المناطق ، فمطالبة الأكراد الآن بهذه الناحية ما هي إلا استمرار للنهج الشوفيني لتغيير ديمغرافية المنطقة وتكريدها وعدم احترامهم لموقف سوريا الداعم لهم في ظل الظروف الموجعة التي مروا بها.
ملاحظة: ولا يجب إن ينسى الأكراد أن هناك عدد غير قليل من أبناء الشعب الآشوري السرياني بدون جنسية سورية لسبب بسيط، إنهم من الرعايا الأتر اك والعراقيين فهل سمعتم يوما أنهم يطالبون بالجنسية السورية؟ لا ، فهم على النقيض تماما من الأكراد فقد احترموا موقف سوريا بإيوائهم إبان المظالم التي لحقت بهم.
سوال أوجهه إلى كل كردي متطرف يحلم بما يسمى بكرستان الكبرى:
- ما هو اصل الأكراد فللصراحة تصفحت كثيرا من كتب التاريخ المعنية بدراسة وضع الأكراد ولم أجد به ما يدل على اصل الأكراد تماما ، بل تجد النظريات المتباينة تماما فهناك من يقول أن الأصل يعود إلى ج ذور هندواوربية وغيرهم
ينفي ذلك. ولا دلالة قاطعة عن كردستانهم المفقودة وعن حضارتها التي كما يقولون أنها ممتدة لآلاف من السنين في هذه المناطق......؟
فالملاحظ أن الذي كتب عن كردستان يبدأ حديثه دائما أبدا بالحقيقة المزيفة المكررة -كردستان مقسمة ومجزاة بين عدة دول بعد الحرب العالمية الأولى؟؟؟- "كردستان مستعمر ة دولية " إسماعيل بيشكجي مثالا عن ذلك ،وكثيرون غيره.
بدون أي محاولة لإفهام القاري أين كانت كردستان" الوهمية" قبل الحرب العالمية الأولى هل كانت ضمن أملاك الإمبراطورية العثمانية أم ضمن أملاك حليفتها الإمبراطورية ال ألمانية؟؟؟ أو ربما ضمن الاثنين معا؟؟؟!!.
في النهاية أود القول:أن سوريا لكل من يفتخر بكونه ابنا لسورية......
" عربا وأكراد وآشــوريين ســـريان...، مسيحيين ومسلمين ...... "
سوريا مهد الحضارة وليست مهدا للغوغائية