حوار مع السيد أرشد رشاد الصالحي ممثل الجبهة التركمانية في سوريا ولبنان
حاوره / أوميد كوبرولو
تعتبر الجبهة التركمانية الممثلة الشرعية عن ثلاثة ملايين تركماني عراقي يقطنون المنطقة الشمالية من عراقنا الحبيب وخصوصا المحافظات كركوك، أربيل، موصل إضافة المحافظات الوسطية تكريت وديالى ومدينة دار السلام العزيزة. وللحديث عن المواضيع المهمة التي تهم الشأن العراقي عامة والتركماني خاصة التقينا بالسيد أرشد رشاد الصالحي ممثل الجبهة التركمانية في كل من سوريا ولبنان وأجرينا معه الحوار التالي.
كوبرولو: جاءت تهديد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردساتني وأحداث تلعفر التركمانية مزامنة لزيارة رئيس حكومته نيجيرفان البارزاني إلى تركيا. يا ترى هل كان عاملا مشتركا بين كل ذلك؟ أم الصدفة هي التي جمعت هذه الأحداث في آن واحد؟
الصالحي: إن زيارة السيد (نجيرفان البرزاني) إلى تركيا كانت بدعوة من الحكومة التركية ولابد أن يكون هنالك عامل مشترك بين كل هذه الأحداث. حيث جاءت أحداث تلعفر لإسكات الصوت التركماني في هذه المدينة الإستراتيجية سوء كان سياسيا أم من ناحية الكثافة السكانية باعتبار تلعفر قلعة تركمانية في الوقت الذي تتهيئا الحكومة لإجراء التعداد السكاني العام وتخوف القيادات الكردية من تثبيت نصف مليون تركماني على اقل تقدير وبذلك جاءت الزيارة لألفات نظر الجانب الكردي من مغبة الأعمال الاستفزازية ضد التركمان وتلاه بعد ذلك مباشرة تصريحات السيد البرزاني بالتلميح على احتلال كركوك حتى وان كان ذلك بالحرب.
كوبرولو: هل ترى طلب التركمان (وهم عراقيون قبل كل شيء) مساعدة الجيران وخصوصا تركيا في حل مشاكلهم مع أشقائهم العراقيين صحيحة؟
الصالحي: إن التركمان في العراق يدفعون اليوم ثمن وطنيتهم وانتمائهم إلى وطنهم العراق. إننا قد قلناه في السابق ونقوله الآن لكل التيارات الوطنية وللجامعة العربية وللأطراف الدولية بما فيها الأمم المتحدة التدخل لإيقاف التجاوزات في المناطق التركمانية وإذا لم يلبى ما نصبو إليه فلابد لنا من طلب مساعدة دول الجوار وبالأخص تركيا الذي حافظ على الأكراد في محن كثيرة أيام العهد الصدامي ولماذا لا نطلب نحن مساعدتهم؟
كوبرولو: كيف تقيمون علاقة الجبهة التركمانية مع حكومات الدول التي فيها ممثلياتكم؟ وكم بلغت عدها في الخارج؟
الصالحي: تتميز الجبهة التركمانية العراقية بعلاقاتها الوثيقة مع كافة الدول التي فيها ممثلياتنا. أما بخصوص عددها فهي موجودة في كل أنحاء العالم سواء كان ذلك عن طريق ممثلياتها في أنقرة، واشنطن، لندن، برلين، سورية، إيران و مصر أو عن طريق أكثر من ثلاثون منظمة وجمعية. فهم كلهم(المسئولين عن هذه المنظمات والجمعيات) مؤمنين بالخطاب السياسي للجبهة التركمانية العراقية وكلهم يد واحدة مع قيادات الجبهة التركمانية العراقية و يقومون بفعالياتهم طوعا لخدمة القضية التركمانية كإصدار مجلات وفتح إذاعات وما شابه في ذلك.
كوبرولو: ما هي نوعية العلاقة القائمة بين الجبهة التركمانية والجارة تركيا؟
الصالحي: تتميز الجبهة التركمانية العراقية بعلاقاتها مع أكثر الأطراف الدولية والعربية. وهذا واضح جدا من خلال زيارة السيد رئيس الجبهة التركمانية العراقية خلال هذه الفترة القصيرة الماضية إلى لندن، القاهرة، طهران و أنقرة. فعلاقتنا مع تركيا علاقة تنبع من حرص الحكومة التركية على أمن واستقرار جميع الأطياف العراقية ولنا من الأمثلة كثيرة على ذلك مثلا لمشاركتهم في إحتفلات تركيا بمناسبة يوم الطفل العالمي في تركيا دعت الحكومة التركية (٤۰ طفلا) موزعين بين ١۰ تركماني، ١۰عربي، ١۰كوردي و ١۰آثوري وهذا دليل على مراعاة تركية لكل العراقيين بدون أية فوارق.
كوبرولو: كيف تحل مشكلات المرحلين في كركوك؟
الصالحي: إن مشكلة المرحلين في كركوك لن تحل خلال يوم واحد فمثل ما أخطأ صدام في جلب العوائل العربية من الجنوب والغرب العراقي وأسكنهم في كركوك التركمانية، أرتكب الإخوة الأكراد نفس الخطأ فاليوم ترى إن ما تم في جلب العوائل الكردية على إنهم مرحلون منها قد تجاوز الكثير الكثير من العوائل التي تم ترحيلهم أيام صدام وللعلم أيضا إن الأكراد الذين تم ترحيلهم أيام صدام كانوا من غير المسجلين في تعداد (١٩٥٧)، وكان على القوى السياسية الكبيرة التي لها النفوذ في الحكومة و مجلس الحكم مثل المجلس الأعلى للثورة ألإسلامية وحزب الدعوة العراقية عدم السكوت عن المخططات المشبوهة التي تجري في كركوك وإيقاف التغيير الديموغرافي الذي يحصل في المدينة على يد القيادات الكردية. ولحل مشكلة المرحلين في كركوك والمناطق المحيطة بالمدينة يجب مراعاة النقاط التالية:
- تثبت أسماء العوائل المرحلة في عهد (صدام) وسنة ترحيلهم بالعودة إلى موظفي الدولة السابقين وبشكل (سري) لئلا يتعرض حياتهم إلى خطر.
-وقف جميع إجراءات توزيع الأراضي في كركوك وطوزخورماتو وجميع المناطق المتنازعة لحين ثبوت ملكية الأراضي لكل شخص.
-إلغاء المعاملات التي تعود إلى استملاك الأراضي والعقارات والتي تم تمشيتها بعد عهد صدام.
-إعادة المرحل من قريته إلى قريته وليس إلى داخل المدينة.
-تقديم المعونة المادية لكل متضرر أيام النظام البائد.
-تشكيل لجنة محايدة للتأكد من هوية المرحل بعيدا عن تأثير ألأحزاب الكردية - وبعيدا عن سلطة المحافظ والمجلس البلدي.
كوبرولو: كيف ترون حق التمثيل التركماني في الحكومة العراقية الانتقالية والمجلس الوطني؟ وما هي أسباب عدم حصول التركمان على حقهم العادل في التمثيل؟
الصالحي: تمثلينا ليس عادلا سواء في الحكومة الانتقالية أو في المجلس الوطني كان من حقنا الحصول على أربعة مقاعد في الحكومة وبين (١٢-١٢) مقعد في المجلس الوطني وشريطة أن يكونوا ممثلينا من الأحزاب السياسية التركمانية الوطنية ومن الشخصيات المستقلة وليس من الأحزاب الكارتونية المشكلة من قبل الأحزاب الكردستانية ك(وليد حمة شريكة) والذي تم فرضه مع آخرون على المجلس عنوة.
وسبب عدم حصولنا على حق التمثيل الكامل واضح حيث ولد هذا السبب لرفض الجبهة التركمانية العراقية (مبدأ ألفدرالية) في مؤتمر صلاح الدين و جاء هذا بمثابة عقاب للشعب التركماني لقاء موقفهم الوطني المشرف في عدم إفساح المجال لتقسيم العراق تحت مسميات مشبوهة.
كوبرولو: ما هو رأيكم في التعداد السكاني العام الذي سيجري في الثاني عشر من الشهر القادم؟ وما الفائدة منه بالنسبة للتركمان؟
الصالحي: التعداد السكاني المزمع أجراءها سوف لن ينجح وذالك للانفلات الأمني بشكل عام في العراق - وفي المناطق التركمانية سوف لن يكون عادلا في ضل دخول أعداد كبيرة من الأكراد إليها بعد ٩ نيسان والصعوبات التي سيتعرض إليها شعبنا في (محافظة أربيل) المسيطرة عليها من قبل حزب السيد مسعود البرزاني ولكننا سنستفاد كثيرا إذا ما أجرى التعداد بشكل نزيه و بعيد عن تأثير القوى السياسية وغدر الأمريكان.
كوبرولو: كيف تنظرون إلى العملية الانتخابية التي ستجري في العراق في أوائل العام القادم ونسبة نجاحها؟
الصالحي: العملية الانتخابية دليل على ترشيح مبدأ الديمقراطية في العراق ولكن نسبة نجاحها ضعيفة في ظل غياب سلطة قوية ولكننا رغم كل ذلك نؤيد إجراء الانتخابات إن كانت بشكل شرعي ونزيه لنتمكن من ترشيح من سيحكم بلدنا من دون تأثير الجهات الخارجية فيه.
كوبرولو: كيف تنظرون إلى الوجود الإسرائيلي في العراق وعواقبه؟
الصالحي: الوجود الإسرائيلي في العراق بدأ من المنطقة الشمالية والتي أصبحت أرضا خصبة للعمل تحت أسماء قسم من المنظمات الإنسانية التي تخدم الشعب العراقي في شمال العراق وإن سلسة الاغتيالات التي حصلت في المناطق التركمانية واستهدفت قيادي التركمان ومسئولي الجبهة ما هي الا من مخططات تلك المنظمات الإسرائيلية التي تهدف إلى خلق بؤر التوتر والتأثير على العلاقات الأخوية بين الأكراد والتركمان. وعواقب تواجدهم خطيرة على العراق بأكمله.
كوبرولو: رأيكم في شرعية المقاومة العراقية والعمليات الإرهابية التي يشهدها الشارع العراقي؟
الصالحي: الإرهاب مسألة تتضرر منها عموم الشعب فمثلا في كركوك هناك إرهاب منظم مثلما حصل في اغتيال (مصطفى كمال) أمين عام الحزب الوطني التركماني و(إبراهيم إسماعيل) مدير عام تربية كركوك ومسئولي الجبهة التركمانية في تلعفر والموصل وتازة. اما المقاومة فهي الكفاح من أجل طرد المحتلين ونيل حقوق الشعب وعدم هدره لحساب الآخرين وهي مسالة طبيعية نتيجة الاحتلال الأمريكي الإنكليزي لبلدنا الحبيب.
كوبرولو: رأيكم في الحكومة العراقية الانتقالية ومدى نجاحها في تحقيق السلام والأمان والحرية والديمقراطية في البلاد؟
الصالحي: الحكومة العراقية ليست كاملة الشرعية لانها قد بنيت على الباطل في بداية تشكيل مجلس الحكم والتهميش الحاصل لحقوق ثالث قومية في العراق الا وهم التركمان سببه الحكومة العراقية وعدم لجوء السادة المسئولين في تحقيق التوازن سواء في المناصب السيادية أو الوزارية بل لجا كل قوة سياسية مهيمنة على مقدرات العراق بتعيين اصقائهم أو أقربائهم دون العودة إلى تاريخ المناضلين ضد صدام وزمرته المشبوهة. ولا اعتقد إنهم يملكون الإرادة القوية في تحقيق الحرية والديمقراطية للبلاد لان الديمقراطية تنبع من خلال الفهم المطلق لإرادة الشعب.
كوبرولو: كيف ترون انتخاب كل من الدكتور فاروق عبد الله عبد الرحمن وعباس البياتي والشيخ مولى التقي في عضوية المجلس الوطني المؤقت؟
الصالحي: لا يوجد أدنى شك حول انتخاب الدكتور فاروق عبد الله والشيخ تقي المولى والسيد عباس البياتي كأعضاء في المجلس الوطني العراقي ولكن هؤلاء ليسوا بكاف لتمثيل التركمان و ينبغي أن يكون لهم (١٢) عضوا منتخبين من الأحزاب السياسية والشخصيات التركمانية المستقلة وليس من الأحزاب الكارتونية التابعة للأحزاب الكردية التي لا تمثل الإرادة التركمانية وليس لأشخاصها أية صلة بالقضية التركمانية.
وفي نهاية الحوار شكرنا السيد أرشد رشاد الصالحي ممثل الجبهة التركمانية في سوريا على إجابته المتواضعة على أسئلتنا وتوضيحه للنقاط المهمة عن الشأن العراقي والتركماني وتمنينا له المزيد من النضال في نيل حقوق التركمان الكاملة وتحقيق الحرية والديمقراطية والسلام والأمان في عراقنا الجديد.
رئيس تحرير مجلة توركمن شانى العراقية
turkmensani@yahoo. com