بعد اكثر من عام مضى على سقوط طاغية العراق... وعراقنا الحبيب يغرق في بحر من الدماء. عناصر الجريمة وقتلة شعبنا واضحون وضوح الشمس في رابعة النهار. اطراف المؤامرة يعرفها حتى اطفال العراق. قالوا جئنا لصنع العراق النموذج ,عراق الحرية والديمقراطية , الا انهم لم يكونوا مخلصين فيما قالوه؟ خطواتهم في العراق منذ البداية اعطت دليلا واضحا على انهم لا يريدون مصالح مشتركة ومنافع متبادلة كما كان شعب العراق يتمنى ذلك؟ تباكوا على العراق الجريح وشعبه الذبيح تقطع اوصاله سيوف الطواغيت , الا انهم الان لا يريدون بقاءا لبلد اسمه العراق ولا لشعب اسمه شعب العراق. عجبي لدولة عظمى يشمخ في سواحلها تمثال الحرية وهي تقتل باسلحتها ورصاصها الحرية التي تعطش شعب العراق للتمتع بها. عجبي لدولة عظمى يقودها كيان مصطنع غاصب حيثما يريد وهي تعلم علم اليقين بانها لا تجني من ذلك سوى الكراهية والحقد. جيران العراق.... الكويت.. تريد الانتقام من شعب العراق وتتمنى لو ان العراق يمسح كلية من خارطة العالم وكانما شعب العراق قام بغزوها وليس عميلهم بالامس صدام. السعودية وبقية دول الخليج عدوها اللدود هو العراق لان استقراره وتقدمه ورخاءه سيكشف الكثير من زيفهم وخداعهم واقيود التي يفرضونها على من لا يمت الى قبائلهم بصلة , لذلك فمن مصلحتهم استمرار مسلسل الدماء في العراق وهم يتمنون الان ويعدون لعودة عميلهم وحبيبهم طاغوت العراق. الاردن.... وجد في العراق ضالته المنشودة فكل خيره هو من اكتاف العراقيين من دمائهم وبؤسهم وشقاءهم وتقدمهم وتطوير بلادهم هو من خير العراق من نفطه ولقمة شعبه. ايران.... لا يربطها بالعراق الا من يخدم مصالحها ويسير في فلك سياستها ووجدت في الساحة العراقية الان متنفسا للتخلص من الضغوط الصهيونية والامريكية وكان شيعة العراق ينظرون اليها باعتبارها عمقا استراتيجيا يحميهم من عاديات الزمن ونوائبه ,وها هي النوائب والمصائب تحل بشعب العراق وخاصة الشيعة حيث يذبحون يوميا وايران تتفرج ,لا موقف ولا سياسة واضحة ونحن ندرك بانها لا تريد مرجعية عراقية وانما تريد دوما ان تكون المرجعية ايرانية ورغم كل ذلك فان شعب العراق وشيعة العراق بشكل خاص لا يريدون الا الخير للجارة ايران ,يريدونها عونا و سندا وهنالك الكثير من المصالح والمنافع المتبادلة الكثير الكثير. سوريا.... وجدت في مسلسل العراق الدموي ورقة تريد ان تلعب بها على منضدة السياسة السورية وهي تواجه ضغوطا هائلة امريكية وصهيونية ونحن نتمنى للجارة سوريا ان تخرج سالمة من هذه الضغوط فبينها وبين العراق مصالح كثيرة ومعها ومع ايران وتركيا قضايا مصيرية بعد ان كشفت احداث العراق ما يجري في ساحته الداخلية. اكراد العراق.... بعد ان كنا نتمنى ونرغب في ان يكونوا جزئا اساسيا للحفاظ على سلامة العراق ووحدة اراضيه اعلنها قادتهم بكل صراحة ان الفدرالية التي يحلمون بها ستكون الخطوه الاولى لاقامة ما يسمى بدولة كردستان المزعومة وهم يعلمون علم اليقين ان شمال العراق كان سومريا قبل ان يكون اشوريا ولكن ابتلينا بهذا الزمن الذي اصبح فيه الكذب صدقا واصبح فيه الصدق كذبا فجعل الاخوة الاكراد من شمال العراق ساحة تجول فيها عناصر الموساد الصهيوني دون خجل وحياء متوهمين بان الكيان الصهيوني سيساعدهم ويساندهم في تحقيق اوهامهم فراحوا يعيثون في الارض فسادا ويفرضون التكريد على الاخوة التركمان والاثوريين والكلدان واليزيديين والشبك والعرب ممارسين سياسة التطهير العرقي التي اكتوى الاكراد بنارها في عهد صديقهم غير المخلص طاغية العراق ووصل الامر بهم الى تصريح قائدهم السيد مسعود البرزاني بانه سيهاجم كركوك ويستولي عليها بقوة السلاح وكانه يريد ان يثخن العراق بجروح جديدة. ومع الاسف الشديد فانهم كانوا المحرضين الرئيسيين في قيام الامريكان بمهاجمة سكان تلعفر الامنين بحجة وجود عناصر جيش المهدي في المدينة وهم يعلمون علم اليقين بان التيار الصدري يهيا نفسه كقوة سياسية للمساهمة في بناء العراق. ولا يمكن للعراقيين ان ينسوا بان البشمركة اصبحوا اداة طيعة بيد الامريكان والموساد الصهيوني وهم يعلمون قبل غيرهم بان نهايتهم ستكون مخزية كنهاية جيش انطوان لحد في لبنان. ازلام الطاغية صدام.... اتخذوا من الرمادي والفلوجة وتكريت وسامراء والموصل وبعقوبة واللطيفية قواعد حصينة لهم بعد ان اعطاهم الطاغية معظم اسلحة الدولة العراقية واعتدتها وسمح لقاعدة الكفر الوهابي والمتطرفين السلفيين من العرب وغيرهم دخول العراق قبيل سقوطه ونسق ووضع الخطط المشتركة معهم لاحراق العراق و تدمير شعبه وهذا ما يقومون به الان خاصة وان هذه المناطق وفرت لهم غطاءا امنا بعد ان سحب البساط من تحت ارجلهم لانهم كانوا يسيطرون على كل شيئ في العراق. وكان الهدف في هذه المرة الشيعة من الاخوة التركمان في مدينة تلعفر حيث قامت القوات الامريكية يساندها البيشمركة الملثمين بارتكاب مجازر دموية بحقهم وشرد سكان المدينة الابرياء وعوائلهم ومنعوا من العودة الى مساكنهم ضمن خطط لا تخفى على احد. وازاء كل الاحداث التي كان يمر بها العراق خذلتنا تركيا ومع الاسف بموقفها وكانها غير معنية بما يجري واعتقدنا بان الثور الامريكي قد تمكن من غرس قرونه بجسمها وان الافعى الصهيوني وموساده قد التفت على تركيا كما هي قد التفت على رقاب الامريكيين وغيرهم خاصة وان الاكراد قد تمادوا في غيهم بممارستهم لسياسة التطهير العرقي في كركوك بشكل خاص حيث قاموا بتوفير كل الوسائل والمستلزمات لاسكان اكراد تركيا وايران فيها قبيل اجراء الانتخابات القادمة في العراق واصبحو راس الحربة لابادة كل من يقف ويتصدى لمخططهم الهادف الى اخضاع سكان شمال العراق من العرب والتركمان والاثوريين والكلدان والشبك لنفوذهم وسطوتهم ولا يخفى على كل من يراقب احداث العراق بان التفجير والتفخيخ والقتل واراقة الدماء تجري في معظم مناطق العراق ما عدا مناطقهم مستهدفين بشكل خاص الشيعة بعد ان وجدوا فيهم السد المنيع الذي يحول دون تحقيق احلامهم المريضة في اقامة الدولة المزعومة ولذلك لا تجد في مناطقهم تفجيرات للزرقاوي ولا اغتيالات للحمراوي ولا اختطافات للسلفاوي. واخيرا وبعد ان نفذ صبر الصبر نهض الجواد التركي من كبوته حينما اعلنت الجارة تركيا وعلى لسان وزير خارجيتها عبدلله غول انها تحذر الولايات المتحدة مما يجري في تلعفر وانها ستفقد الشراكة التركية للتعاون معها في االموضوع العراقي وهذا يدفعنا للمقارنة بين هذا الموقف الشجاع الذي تقفه تركيا وموقف الجارة ايران وهي ترى بام عينها الشيعة يذبحون يوميا وشعب العراق يسحق يوميا ولم يدفعها الانتماء المذهبي ولا علاقتها بوجود اضرحة ال البيت الاطهارفي النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء وبقية مدن العراق الى تحديد موقف واضح مما يجري في وقت دفع فيه الانتماء القومي الجارة تركيا الى مساندة تركمان تلعفر من الشيعة.. فشتان ما بين الموقفين..... تحية اجلال واكبار للجارة تركيا. تحية اجلال واكبار للسياسة التركية الجديدة ازاء احداث العراق. ونؤكد لحكام العراق الجدد الذين سئم شعب العراق موقفهم الذي لا نجد له تفسير مقنع مما يجري في عراقنا الجريح ,ان العمق الاستراتيجي للعراق هو مع الجارة تركيا فسيادة العراق ووحدة اراضيه وادراك الشعب العراقي بكل الوانه لتنظيم اداري شبيه بالتنظيمات الادارية في معظم بلدان اوربا المتقدمة من خلال المجالس البلدية. واستعادة العراق لحقه الطبيعي في مياهه كاملا وتحسين الوضع الاقتصادي لكلا البلدين لا يتحقق الا من خلال العلاقة الوطيدة والاستراتيجية مع الجارة تركيا. ورغم كل الدماء التي اريقت في ارض العراق. ورغم كل التضحيات التي قدمها شعب العراق الجريح فان العراق سيبقى هو العراق شماله ووسطه وجنوبه وان شعبه لا يقبل ولا يستسيغ الا مصطلح واحد جسدته حقائق التاريخ هو....... الشعب العراقي................................