الى اخي المحتمي بجبال العراق. . . الى اخي المحتمي باهوار العراق.
هلموا نهيئ عشاءآ عراقيآ ونقدمه لأنفسنا تقدمة خلاص ابدي من
الغربة التي نعيشها داخل بيتنا الكبير. هلموا لنحطم أصنام الجاهليةالتي
تشوه ذاكرتنا وتجعلنا نرى بيتنا دار للأستراحة المؤقتة ليس علينا ان
نرممه او ننظفه لأنه ليس بيتنا الحقيقي كما تصور لنا. هلموا نقبل
يدا امنا العراق ونطلب منها الصفح والغفران على تركنا لها كل هذا
هذا الوقت في العراء بلا ماء او طعام ونحن منشغلون في البحث
شرقآ وغربآ عن امهات لاوجود لهن الا في صفحات التاريخ السوداء.
التي كتب في ثناياها الحالمون بالأمجاد، على حساب البسطاء من
الناس الذين لم يؤثروا تلك الكتب السوداء يومآ لانهم وببساطة كانوا
اميين يتناقلون الاشعار والاغاني والرقصات الشعبية المليئة بالحب
لكل ما هو جميل في الحياة حفظآ عن ظهر قلب. كانت
اميتهم تلك مفتاح سعادتهم رغم عوز العيش. بعكسنا نحن الذين اصبح
علمنا الاعرج سببآ لتعاستنا في هذا العصر الذهبي من عصورالبشر.
ويبدو جليآ اليوم أنه
ليس امامنا لكي نكون سعداء غير واحدة من اثنتين فأما ان نعود اميين
كاسلافنا ونعيش على هامش العصر
أو أن نوقف معرفتنا على قاعدتين ثابتتين. اولاهما احترام الانسان
لانسانيته لا لأي شيئ اخر، وثانيهما الولاء للوطن الذي نحمل جنسيته.
فالأولى نلتقي بها مع باقي الناس الذين يعيشون معنا على هذا
الكوكب الصغير، والثانية نلتقي بها مع ابناء الوطن الام الذي نحمل
جنسيته.
ان امنا الحقيقية هي العراق وما عداها ليست امهاتنا نحن بل
امهات المستشرقين والمتغربين. اننا لم نفقد الذاكرة حتى نستعين
بالشرق والغرب ليصفوا لنا لون عيون امنا او شكل جمجمتها او طول
ضفائرها او باي لغة كانت تتكلم. امنا حية ترزق وتنطق وهي تتكلم
العديد من اللغات لفرط ثقافتها انها تتكلم انواع اللهجات العربية من
جنوبية وبغدادية وغربية وشمالية وانواع اللهجات الكردية من السورانية
والبادينية والهورامية وتتكلم كذلك اللهجات التركمانية. ولعمق اصالتها
فهي الى يومنا هذا تتكلم الكلدانية والاشورية لأنها ام وفية وغنية
الثقافة.
هلموا اذن يا أخوتي لنبني بيتنا فكل شيئ سيكون هادئآ على الجبهة الوطنية. اخرجوا من حيث تقبعون فالشتاء قادم وحسب الانواء
السياسية سيكون شتاءآ قارصآ. هلموا يا اخوتي فبيتنا سيحمينا
برد الشتاء وحر الصيف ونأمن فيه على دجاجاتنا فالعصر
عصر الثعالب كما تعلمون. لنبنيه كثير الغرف ولندع نسائنا ينجبن بنين
وبنات فالغرف كثيرة والسكن موفور. مارأيكم ان نسمي بيتنا الجديد
بيت الرافدين. . . . . . بيوت الرافدين. . . . . . . بلاد الرافدين. المهم ان نبنيه
معآ ليكمل بسرعة فالشتاء لاينتظر خصوصآ هناك على الجبل يااخي
ابو سارة، قسوته على الجبال اكبر، ولكن لا تخف لن ندعك وحيدآ
ها هو اخونا عبد الحسين ات مهرولآ ومعه التمر وسمك الهور
وها انا احضرت معي قدور الدولمة حضر انت الترخينا ولا تنسى اللبن
الكردي. سيكون عشاءأ عراقيا ما مثله عشاء. قد تسميه الثعالب
العشاء الأخير لا تصدقهم انه العشاء الاول.
هلموا اخوتي نحرق كتب الاوهام التي تنكر امومة العراق لنا لنحرقها
في محرقة بيتنا المقدس. لاننا لن ننعم بدفئ بيتنا مالم نحرق تلك
الاوهام. ان اوهامنا التي تجرنا باذلال بعيدآ عن بنوتنا الشرعية مع
العراق لتربطنا برباط مسخ بقبائل جرهم او الميديين او المغول والتتار
لتستحق ان نحرقها ونبيدها عن اخرها من اجل ان تبقى ارضنا
خضراء مفعمة بالحياة ومن اجل ان تبقى عيون اطفالنا في السليمانية
وفي كركوك وبغداد والفلوجة والنجف الاشرف والبصرة وفي كل شبر
من ارض العراق مليئة بالفرح.
شوت باش (مساؤك سعيد)ياابو سارة. لقد مر زمن طويل منذ ان التقينا
اخر مرة لقد اخذتك الجبال منا كل هذا الوقت.
نعم يااخي انا اعرف ان هناك ثعالب جبلية ملعونة تمنعك اللقاء بنا
ولكن عليك ان تكون اقوى واصلب في مواجهتها، انها ليست اقوى
من الثعالب المحيطة بقلعة كركوك والتي هزمتها بتعويذة الرافدين.
عبدالحسين هو الاخر هزم الثعالب المحيطة بالأهوار بنفس التعويذة
لم لا تجربها انها ناجحة ومجربة منذ خمسة الاف سنة.
ارمي عنك تعاويذ النجمة السداسية كما رميت انا التعاويذ العثمانية
كذلك فعلها عبد الحسين ورمى عنه كل التعاويذ التي جلبتها جدته
من قم. فكل هذه التعاويذ لاتنفع هنا على أرض الرافدين، تعاويذ هذه
الارض خاصة انتقلت بطريقة شرعية من نرام سين عبورآ بأجيال
رافدينية الى الحسين وعبورآ الى صلاح الدين جدك هل نسيته؟
هلموا اخوتي ناكل عشاءنا عشاء الرافدين المقدس فنحن كهنة هذه
الارض ولن نقبل مغتصبآ يمد يده خلسة ويسرق من عشاءنا. هذا
عهد من الهة الرافدين لامة الرافدين ولأجيالها:- عشاءكم
وارضكم لا يشارككم فيها مغتصب الا عابر سبيل او ضيف او مستجير
، هذا هو عهدي فيكم وفي اجيالكم يقول الرب اله الرافدين.
اتذكر يا ابو سارة قبل سنيين عندما كنا ندرس في جامعة بغداد ؟
كانت اياما رائعة رغم قساوة الرعاع. لقد كنت تحدثني عن معاناتك
ومعاناة اهل قريتك الصغيرة في منطقة شوان، تلك الهضبة الجميلة
بين كركوك واربيل. كنت تقول ان بعثيي الاكراد كانوا ينزلون الى قريتنافي
الليل وياخذون طعامنا قسرآ ويهينون شيوخنا ونسائنا وفي الصباح
ياتي البعثيون العرب ويذيقوننا اهانات اقسى من التي ذقناها في
الليل، وبين اهانات الليل واهانات النهار جاء الخراب بعد ان جلب
البعثيون الاكراد معهم هذه المرة مجموعة من البازدار الايراني وضربوا
شركة نفط كركوك من منطقة شوان. وهذا ما كان ينتظره البعثيون
العرب ليأتوا بالجرارات الى تلك الربوع الامنة فيحيلونها خرائب واطلال.
اتذكر ياأخي عندما كنا نقضي ساعات طويلة من الليل نناقش تاريخ
الحضارت الرافدينية من السومريين الى البابليين الى الاشوريين الى
العباسيين وما تخللهن وكنا نقول كل امم الارض تتكلم وتفاخر بحضارة
واحدة قامت على ارضها ما عدانا امة الرافدين فنتحدث عن حضارات
قامت على ارضنا. اه من الايام اه من الثعالب الجبلية لقد اثرت فيك هذه
الثعالب لقد غيرت خطابك يابو سارة، لقد كنت تنصحني في غابر الايام
ان لا انظرالى مقدمة حذائي فأغفل الحقيقة ويضيق افق الفكر عندي
، وهاانت لا تنظر الا مقدمة حذائك وتحصر افقك بين اربعة جبال تتوهمها
وطنآ وهي سجن في الحقيقة. تلك الثعالب الملعونة تضيق عليك
الافق. احذر يااخي ولا تامن الثعالب فانها تتربص بدجاجاتك، احذر فبعدها
ستنال من سويداء قلبك ابنتك سارة. احذر فبين تلك الجبال لن تجد
حتى رائحة الحضارة فبماذا ستفاخر شعوب الارض، تلك الجبال جزء
وامتداد طبيعي لبلاد الرافدين، هل تعتقد ان يدك او رجلك لو قطعت
ستنفع بعدها في شئ. فالجزء لا يكون صالحآ الا مع الكل.
لا تقل لي شطحات لسان وكأنك تستهون الشطحات، لا تقل لي
رعاع القوم يقولونها، افغير الرعاع دمروا برج بابل؟ افغير الرعاع قتلوا
خيرة شبابنا؟ افغير الرعاع جاءوا بالمحتل الى ارضنا؟افغير الرعاع
دنسوا عشائنا المقدس؟ ام انك تعتقد ان رعاع الاكراد سيكونون ارحم
من رعاع العرب او رعاع التركمان. اذا كان هذا هو معتقدك فاقولها
لك بصراحة يااخي الرعاع هم الرعاع لاتميزهم الاعراق والجلاد هو
الجلاد لايهمه من يتلوى تحت سياطه اهو من عرقه ام من عرق اخر
بقدر ما يهمه الشرير الذي فوقه راضي عن قسوة سياطه ام لا.
لا تتحجج بمن لم يرحمك من حكام بغداد فهم لم يرحموني مثلك ولم
يرحموا عبدالحسين، انهم ليسوا من هذه الامة لقد حكمت عليهم
الهة الرافدين بالذل ومنعتهم من اكل عشاءها المقدس فصاروا يفتكون
بكل من تحبهم الهة هذه الارض. فهنيئآ لنا يا اخي فتعذيبهم لنا هو
الاعلان المقدس عن حب أرضنا لنا وهو التصديق الالهي على صحة
انتمائنا لامة الرافدين المقدسة. تصور يا اخي لو اننا بقينا هكذا
نجري وراء اوهامنا فأوصلتنا الى مضارب عابس والغبراء او مضارب
الميديين والكوتيين او مضارب المغول والتتار ماذا سيفعلون بنا ونحن
نجري نحوهم مغمضين عيوننا ونصيح مرحبآ يا اجدادنا البواسل
مرحبا يا امتنا الحبيبة مرحبآ يا فخرنا وعزتنا وكرامتنا، كيف ستواجهنا
تلك الاقوام بتصورك. انا سأقول لك كيف ما دمت لاتجرأ، انهم ياعزيزي
سيبولون علينا الف مرة ثم ياخذون نسائنا جواري مذلولات
وسيعملون سيوفهم الوحشية باجسادنا نحن الباقين او ياخذوننا
عبيدآ ورقا لهم هذا كل ما في الامر.
ان عشاءنا سيبرد هلموا ناكل وبعدها نشرب شاي ابو الهيل ثم
نباشر في بناء بيتنا الكبير بيت الرافدين.