لطالما وصفوه بالزعيم الوطني والرجل العاقل الرزين، يا ترى ماذا حدث، هل أروه حية أم لدغته عقرب أم مسه طائف من الجن، هل رأى كابوسا وهو أمام رئيسه مطأطأ الرأس منحني القامة ليحتضنه، ولا يتجرأ النظر الى وجهه، والطاغية يستصغره وهو متسمر في مكانه واقف كالرمح كما هو شأن الطغاة.
يا ترى لماذا ذهب لمقابلة صدام قاتل الأكراد، هل ليستشفع لديه حتى يكف عن ضرب شعبه، وأذل نفسه وأهانها من أجل شعبه.
لا. . لا. .، كيف لا. . إذن لماذا أذل نفسه وأهانها هذا البطل المقدام، حتى يقفز ويتسلق لكي يصل ويحظى بطبع قبلة على وجنة قاتل قومه.
ولكن هل يعلم شعبنا الكردي المسكين هذا الجواب؟ أم أنه يعلم ولكنه مغلوب على أمره كما كان في زمن صدام.
نعم ذهب لكي يستقوي على أبناء جلدته، لكي يستعين، بمن ضرب شعبنا الكردي بالكيمياوي، على أفراد البشمركة من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة السيد جلال الطالباني.
وكان علم مهاباد يرفرف على رؤوسهم ويشهد قتل العشرات بل المئات من البشمركة الذين كانت الأرض فراشهم والهواء الطلق غطائهم وهم يدافعون عن العراق وشعبه لتخليصه من النظام البائد اللعين.
وأخرج لنا الزعيم ابداعا من ابداعاته بأن العلم العراقي مرفوض لأنه تحت هذا العلم قتل وشرد الأكراد ولا يريد رؤية هذا العلم، من فمك ادينك، كما يقول المثل، وهل نسيت أو تناسيت رايتك الصفراء التى رفرفت في يوم عاصف برياح صفراء وأمطرت قومك بوابل من رصاصات عدو شعبك صدام وكيف وقع الشرفاء في أسر ازلام النظام وزجوا بالسجون ولم يعرف عنهم من أثر لحد الأن، فأن نصف شعبنا الكردي إن لم نقل أكثر يكرهون رؤية علمك الأصفر وهم يتذكرون اخوانهم واصدقائهم الذين راحو ضحية حلفك المشين مع صدام اللعين.
أيها الوطني البارع والزعيم اللامع.
لقد أبدعت عندما قلت بأن النجمتين ترمزان الى القوميتين العرب والأكراد، لم أظن أنك ومن معك تحاولون تزوير كل شيء في عراق اليوم حسب حقائق التاريخ والجغرافية.
ثم ما هذا الانكار لقومية ثالثة لها وزنها، وهل استطاع صدام اللعين أن يمحو الأكراد من الوجود حتى تستطيع أنت ومن معك محو التركمان.
ماذا أصابك؟!
خط أحمر، لا مساومة فيها، نحارب، لا نقبل، لا نسمح، كارثة. . .
أنت في وضع هستيري.
يظهر أن ذيلك محصور بين أصبعي الطالباني او هناك من يريد أن يكشف أوراقا قديمة وتريد الانفلات منها ولكن أنى لك والشعب مهما كان بسيطا سيحسب أنفاسك ويسائلك.
مالك و كركوك.
لو فرضنا وفرض المحال ليس بمحال
ان كركوك كر. . . .
إنها تقع تحت نفوذ الاتحاد.
فلماذا تنافس أخاك لماذا لا تدع السيد جلال الطالباني أن يبدي رأيه فهو أولى منك وأجدر.
العراقيون من زاخو الى الفاو استبشروا خيرا بزوال النظام الديكتاتوري.
حيث زالت بزواله الحرب والطائفية والتمييز العنصري.
ها أنت اليوم تدعو الى الطائفية والعنصرية وتطلق التهديدات والويل والثبور وعظائم الامور من أجل كركوك.
هل تعيش في المريخ وتريد ضم كركوك اليها، أم أنك في دولة اخرى، ما هذا الحب الشديد الواصل الى درجة الوجد والولع والوله لكركوك.
أتكرها للسيد جلال وتهميشا له وتقليصا من حجمه وتقليما لأظافره أم لحاجة في نفس يعقوب أم أنك تريد ستر ماضيك أم أن شبح ما اقترفت يداك يطاردك وتريد غسل العار المكتوب على جبينك، بالله عليك كيف استعنت بصدام، هل أصبح قاتل الأكراد في نظرك أفضل من السيد جلال الطالباني وحزبه، أي مبدأ تؤمن به واليوم تنصب نفسك حاميا ومدافعا عن الأكراد.
تهدد بالخط الأحمر والحرب وعدم المساومة.
تهدد من، وتريد محاربة من، هذا الشعب العراقي المظلوم الذي لا يدري الى أين يتوجه، الى حاجياته اليومية،أم الى خدماته الصحية، أم إلى الأجانب من المحتلين والارهابيين، أم الى أمثالك من الجشعين المتخمين بأموال ابراهيم الخليل ومكافأة صدام الذليل.
ألم يكفك كل هذا. . . . لا بل أصبحت مغرورا متكبرا متعاليا، واصبت بداء العظمة، من دولة الى اخرى، وتطلق التهديدات دون هوادة أو تحفظ أو تفكير أو تدبر، وهنا في تصوري بدأ خطك البياني بالانحناء.
فاعلم أن جبار السموات لا يمهلك.
والشعب العراقي لا يهملك.
كبسة من فوق وضربة من تحت.
وستبقى كركوك مدينة التأخي ولكل العراقيين.
وستبقى تركمانية لا على أسس عنصرية بل هكذا كانت وستكون لا فرق فيها بين تركماني وعربي وكردي واشوري.
القاصي والداني يعلم هوية كركوك، لا تخدع الا نفسك.
وكثيرا ما تردد كلمة التاريخ والجغرافية ولا أدري هل قرأتهما أم استهوتك هاتان الكلمتان فظلت تكررهما.
ولا أنسى أن اذكر العراقيين بعد الاف السنين لقد تغير اسم بغداد الى مدينة مليون كردي وستصبح بعد عقد من الزمن ربما أو أقل مدينة كردستانية حسب حقائق التاريخ والجغرافية.
وماذا يعني تصريحه، ان هناك مليون كردي يعيشون في بغداد، أترك الأمر للعقلاء يكفيهم هذه الاشارة.
العتب ليس عليه بل على الحكومة والأطراف الأخرى الذين لم يوقفوه عند حده ولم يردوا عليه.
يطالب بعدم التدخل من قبل دول الجوار في شأن كركوك ويستقوي بالأنگليز والآمريكان و. . و يفتخر.
ولكننا رغم ملاحظاتنا نظن أنه واقف فوق تلة رمل وهناك من يحفر تحت قدميه فعليه أن ينتبه من أجل شعبنا المظلوم في شمال العراق.
وليحيا العراق، بجيمع أطيافه، وسيذهب كل تافه، وستنجلي الغيوم السوداء والاحتلال ونبقى نحن مع بعضنا وتبقى الأرض لله يرثها عباده الصالحون.