لئلا تقضم من أرض العراق غصبا بقعة تصير في مستقبل الزمان امتدادا ل(صهيونستان). . ولئلا تتفسخ فوضى عبث النزعات الانفصالية لدى بعض فراعنة الجشع عن مسخ جديد يقرفص غارسا كعوب تسلطه القاتلة في عنق العراق مبتزا حياة شعبه البريء فتتكرر مشاهد كابوس ما مضى من نظام الحكم بأمر الشيطان ويرزح الشعب في قبو اسمه (اضطهادستان!!) جاهد الشعب العراقي عقودا للفرار من نير جور عصبة من قراصنة سفاحين تشبثوا بمقاليده من قبل. . ولئلا تتفتت العراق فتغدو بضع حجرات (قمعستانية) مروعة لا تستطيع أيام الشعب منها هربا أو فكاكا. . لازال التركمان وأشقائهم من المخلصين على هذه البقعة من الأرض ينذرون أرواحهم وأموالهم خالصة لأجل امتداد حياة العراق ورسوخ وحدته المرصودة لمخططات التمزيق المحنكة التي ترعرعت على مدى عقود في جماجم رؤوس لصوصية الشعوب وأرباب ا لحقد على مواطن لباب الحضارات الناطقة بالأصالة من الدخلاء المحتلين. . ولولا صدق إيمان التركمان بوطنهم حقا لما تشبثوا بكل ذرة غالية منه رغم ما ناله ويناله جسد الأمة التركمانية من الطعنات المسمومة تلو الطعنات لازال يتلقاها بشجاعة روحية وصبر لا محدود السخاء من عدة مؤسسات استلابية مكرسة للتسلط على حرية مستقبل الشعب العراقي كله وتنشد اغتيال الصوت التركماني الحر على الدوام لأنها غدت تدرك ببرهان الأيام أن ذاك الحس الوطني المفعم بمشاعر الإيثار وإسباغ التركمان - بأقوالهم المشفوعة بصادق الأفعال- صفة السيادة للمصالح الوطنية العامة على كل مصلحة قومية خاصة، هو رافد ضخم لوحدة العراق وضمان صموده. . لاسيما وأن تصاعد القدرات والقوى التركمانية التي تنهض بها صفوة من عقول التركمان وجهود الكثيرين من مخلصيهم هو آية كون التنازلات التي يقدمونها إذ يقدمونها عن طيب خاطر لأجل مصلحة الوطن والشعب العراقي أجمع وذلك لإدراكهم مدى فرط حساسية المرحلة وأبعادها الخطيرة المؤثرة في مستقبل هذا الشعب. . فهو تنازل بمثابة عفو الأقوياء القادرين لا الضعفاء المستسلمين. .
ليست بالهينة اليسيرة جراح الحزن التي تأبى أن تتخثر على صفحات ذاكرة التاريخ التركماني خلال العقود القليلة الماضية التي نالت خلالها البقاع التركمانية على أرض العراق من مصائب الجور المركب وويلات انصباب عقد تعصب فئة بغت واستكبرت وعلت في الأرض علوا مضغ حياة الشطر الأعظم من الأبرياء على تلك الأرض. . وسلب عزيز الأرواح وكريم الثمرات والأموال وانتهك حرمات الموتى والأحياء لكنهم رغم ذلك يدثرون بيلغ الجراح بضمادات الصبر وينهضون مصرين على بذل المزيد كرة أخرى في سبيل المشاركة بنسج صبح مستقبل العراق الجديد المنشود. . مهما كان الثمن. . وليس ما يتكالب عليهم من إصرار بعض قوى استلاب الحقوق على تقزيم حقيقة وجودهم وتهميش قدرهم إلا لأن وجودهم بصدق انتمائه للعراق يأبى إلا أن يكون عضوا من أعضاء الجسد العراقي يرفض الانفصال عنه ولا تستقيم له راحة إلا بالذب عن حقوقه أجمع. . ولهذا أيضا يتضخم يوما بعد آخر تسلط فئات من تلك القوى ع لى التركمان في كركوك وغيرها من البقاع العراقية الناطقة بخصوصيتها التركمانية العتيقة على مر أجيال مضت بمحاولات قسرية سافرة لاستضعاف الوجود التركماني وصولا إلى تحقيق مآرب أعداء العراق بتهشيم ذاك الكيان الأبي والزحف على حقوقه ثم مضغها جميعا. .
لطالما أفصحت الأيام عن صدق غير قليل من توقعات التركمان وتحليلات المخلصين منهم، ولازالت براهين الأيام تفصح عن مزيد من ذلك فلا يقابل الصوت التركماني المناضل إلا بغير قليل من الإهمال الأصم أمام ضخامة حجم أهمية قضية ذاك الصوت على الصعيد العراقي أجمع!!!!. . ولولا سلوكهم السياسي المتحضر الذي يعاف سياسة شجار السلاح بين الأشقاء في الوطن الواحد لكان من شأن العراق ما يخاف ويحذر العقلاء. .
ما من قضية يحملها التركمان ببسالة إلا وهي تفصح عن نفسها بنفسها. . وتنم عن ذات كونها شعبة من قضية العراق كله بذاتها. . لكنهم رغم جميع ذلك يرجمون بهتانا وزورا بتهم العمالة الملفقة والخيانات الوطنية العظمى المكذوبة. . فقط وفقط كي يغدو طريق القرصنة سالكا لمحترفي العمالة بالفعل من حلفاء الدخلاء السريين لنيل مآربهم السافرة الخبث من العراق بمحاولات محو الوجود التركماني ذو الشفافية الصادقة. . على غير إدراك منهم أن تلك القوة الروحية الجبارة الراسخة في وجدان الكيان التركماني. . كانت وما زالت وستبقى لقاح صمودهم للدفاع عن آخر أيام الحرية لشعب يستحق أقصى درجات الكرامة والحرية وحقيقة الحياة. .