ليس من الضروري القول بان التركمان عراقيون وانهم جزء اساسي او غير اساسي من المجتمع العراقي، لانه من البديهيات فهم يشكلون ثالث قومية عراقية من حيث عدد السكان وينتشرون في اماكن واسعة من البلاد، وتجاهلهم بشكل متعمد لن يوصل الى نتيجة، بل على العكس فانه سيؤدي حتما الى تعقيد الامور اكثر واكثر لان التاريخ اثبت بان تجاهل ارادات الشعوب والوقوف امامها لن تجلب الا الدمار واثبت بان الحق ينتصر في النهاية مهما طال الزمن، ولنا في زوال الطاغية درس بليغ، حيث انتصر المظلومون وخسر الظالم بعد اكثر من ثلاثين عاما من التسلط وما نراه بعيدا فهو في الحقيقة قريب وما كنا نتصوره مستحيلا اصبح واقعا.
يعرف العالم كله بان التركمان سنة وشيعة تعرضوا لمظالم كثيرة منها الاعتقالات والتعذيب والاعدامات والحرمان من ابسط حقوق المواطنة ولكن اوجعها واكثرها تاثيرا على النفس هو التهجير والاجبار على تغيير الهوية، حيث تم اجبار الالاف من العوائل التركمانية على ترك بيوتها ومدنها واضطر اعداد كبيرة منهم الى الهرب خارج البلاد حيث قضوا سنوات طويلة في الغربة والحرمان والخوف والترقب، ولا يخفى على احد بان التركمان كانوا هدفا مباشرا للطاغية وبالاخص الشيعة منهم حيث مارس ضدهم كل صنوف العذاب والاذى ودمر بعض المناطق التركمانية بالكامل، ووسط هذه الظروف كان لزاما على الشيعة التركمان ان يتكاتفوا ويتحدوا ويفكروا بطريقة للخلاص فقامت مجموعة من الشباب الرسالي المخلص بتحمل المسئولية لحمل الراية والسير بالامة نحو ماتصبوا اليه من عزة وكرامة وهكذا تم الاتفاق على تأسيس الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق قبل اربعة عشر عاما بغية توحيد الكلمة والجهود، لان الشيعة التركمان كانوا قبل تاسيس الاتحاد يقومون باعمالهم الجهادية على شكل افراد او جماعات صغيرة دون ان ترقى بهم الى مستوى التحدي. وجاء الاتحاد ليكون الواجهة المشرقة لشيعة التركمان واستطاع طوال هذه السنين المليئة بالاحداث والاضطرابات ان يفرض نفسه كحزب منظم له اهداف معلنة لخدمة العراق عموما والتركمان الشيعة على وجه الخصوص الذين ادركوا حاجتهم الى نظم امرهم تحت ظل هذا الاتحاد.
وحتى لايظل الصوت الشيعي التركماني غائبا عن الساحة السياسية، صار الاتحاد صوت الجماهير المظلومة والمحرومة وصوت الشهداء الذين قدموا ارواحهم على مذبح الكرامة، صوت السلام والمحبة، وسيظل هذا الصوت مدويا ومتابعا لشئون التركمان الشيعة وسيكون له دور ريادي في انتزاع الحقوق المكفولة لكل مواطن.
لاشك بان المسئوليات الملقاة على عاتق الاتحاد جسيمة وابرزها مساعدة المرحلين في العودة الى مدنهم وقراهم وانصافهم بدفع التعويضات المناسبة لهم وتعويض ذوي الشهداء لضمان الحياة الحرة الكريمة لهم وبناء الشخصية الكاملة للفرد التركماني والمحافظة على الثقافة والتقاليد والاعراف والدين.
وان المسئوليات تزداد يوما بعد يوم على عاتق الاتحاد لان الطريق الى الكرامة ليست سهلة بل مليئة بالعراقيل والصعاب وان الجهاد في ظل الظروف الحالية ليس باسهل منه في سنوات النضال السلبي، وان كانت الحالة السياسية في زمن صدام معقدة فهي اليوم وغدا اكثر تعقيدا، وعليه فان الاتحاد ومن وعيه باهمية التنظيم والعمل السياسي النظيف صار يتعاون مع جميع القوى الخيرة والمحبة للسلام ويبني معها علاقات عمل من اجل عراق مستقر وآمن وعراق موحد مزدهر ينعم فيه جميع مكونات الشعب العراقي بالحرية والامان والكرامة.
ونتيجة لهذا التحرك النشط على الساحة والجهود الحثيثة التي بذلت في هذا المجال صار الاتحاد في مصاف الاحزاب السياسية الكبيرة، و تم اختيار الاستاذ عباس البياتي الامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق عضوا في الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني العراقي وهو شخصية معروفة بجهاده واستقامته وسعة اطلاعه وحنكته السياسية واخلاصه للوطن والقضية.
ويتطلع شيعة التركمان بكل امل الى الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق للمضي قدما و العمل المتواصل لتحقيق اهداف هذه الشريحة التي لا تريد الا حقوقها في العيش بكرامة على ارضها ووطنها وكلها ثقة بالقيادة التي يتولاها اناس تدفعهم روح الايمان والحماس والاخلاص والادراك بان الدرب طويل طويل طويل.