الجبهة التركمانية": ضم كركوك الى كردستان سيفجر العراق
أسامة مهدي - ايلاف
حذرت الجبهة التركمانية العراقية من ان ضم مدينة كركوك الى اقليم كردستان سيكون الشرارة التي ستفجر العراق ووصفت التظاهرات المطالبة بذلك اثارة للفتنة الطائفية والقومية وحملت اجهزة امن المدينة مسؤولية اختطاف فتاتين تركمانيتين فيما اشتكت عضوة المجلس الوطني العراقي صنكول جابوك من سوء معاملة المجندات العراقيات وضربهن من قبل آمرهن ومشاركتهن المجندين غرف نومهم في وقت تحركت كتيبة بريطانية من مواقعها قرب البصرة الى جنوب بغداد للمساهمة في حفظ الامن قبل اجراء الانتخابات العامة في البلاد. وفي تصريح ل" ايلاف " قال القيادي في الجبهة التركمانية وممثلها في لندن عاصف سرت توركمن إن تظاهرات الاكراد في مدينة كركوك امس الاول ومطالبتهم بضمها الى ما يسمى باقليم كردستان هي ممارسة غير ديمقراطية واجحاف ليس فقط بحق التركمان أصحاب مدينة كركوك الاصليين وانما ايضا بحق جميع العراقيين واضاف " اننا في الجبهة التركمانية العراقية نعتبر مدينة كركوك مدينة عراقية قبل كل شيئ ولكن لها خصوصيتها التركمانية التي لا يستطيع أحد تغييرها حتى وباستعمال القوة لان القوة ستولد ردود فعل سلبية وستجر المنطقة الى الدمار".
واشار الى ان مطالبة الاحزاب الكردية بمدينة كركوك (٢٥٥ كم شمال بغداد) ما هي الا اثارة للفتن الطائفية والعرقية بين أبناء كركوك من التركمان والعرب والاشوريين والاكراد الذين عاشوا جنبا الى جنب اضافة الى أن اثارة مثل هذه القضايا بين الحين والاخر ما هو الا تمرير للمشاريع الانفصالية وخصوصًا في هذه المرحلة الراهنة التي يستوجب من الجميع التكاتف والعمل من أجل وحدة العراق أرضا وشعبا وانهاء الاحتلال في اقرب وقت.
وشدد على ان كركوك هي مدينة كل القوميات من التركمان والعرب والاشوريين والاكراد وبالتالي فانها مدينة كل العراقيين لان كركوك تمثل العراق المصغر لما فيها من القوميات والطوائف والمذاهب ولكنها تتميزبخصوصيتها التركمانية من خلال احيائها وقلعتها البارزة والقشلة الاثرية وسكانها الذين يتكلمون التركمانية كما يشهد الطير والشجر والحجر على هذه الخصوصية وليست هناك أي قوة تحاول تغيير هذه الخصوصية واكد ان كركوك لا يمكن ان تكون لفئة او قومية محددة انما لكل العراقيين فهي تعد نموذج العراق الجديد واساس وحدته وان خربت هذه الوحدة فانها ستؤثربالتالي على وحدة العراق.
واوضح ان كركوك تتعرض حاليا لعملية تكريد واسعة من قبل الاحزاب الكردية التي استقدمت حوالي ١٠٠ ألف من الاكراد من مناطق مختلفة من العراق اضافة الى الاف العوائل الكردية غير العراقية من ايران وسورية مع منح العائلة الواحدة ٢٥٠ دولارا واشار الى توزيع الاراضي التركمانية المغتصبة من قبل النظام السابق على العوائل الكردية "التي لا يربطها شيئ بهذه المدينة مع منح كل عائلة مبلغ ١٥٠٠- ٢٠٠٠ دولار اميركي و ١٠ أطنان من الإسمنت لانشاء دار لها كما زودت الاحزاب الكردية القادمين الجدد بالبطاقات التموينية والهويات الشخصية العراقية المزورة الى كتب فيها ان محل الولادة هو كركوك.
واكد ان الاكراد سيطروا على كركوك بقوة السلاح والدعم الاميركي اللامحدود وكذلك على الادارات والمؤسسات الرسمية في المدينة كما استحوذوا على وسائل الاعلام ومؤسسات الشرطة والجيش اضافة الى ممارستهم عمليات الضغط والاستفزاز ضد العرب والتركمان.
أما بخصوص اثارة الاكراد لامكانية مقاطعتهم الانتخابات المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل اذا لم تتم "اعادة العرب الوافدين الى كركوك " الى مناطقهم الاصلية فقال ان هذه مسألة تخصهم ولهم حق القرار فيها " لكننا في الجبهة التركمانية العراقية لا نطالب باخراج العرب من مدينتنا بل ندعو الجميع الى التعايش السلمي فيها وان يأخذ التركمان حقوقهم المغتصبة التي اعتصبت من قبل النظام السابق وتغتصب اليوم من قبل الاكراد ".
وحذر القيادي في الجبهة التركماية من أن حسم كركوك للاكراد وضمها الى اقليم كردستان " فانه مرفوض بالنسبة لنا وللعرب لانه سيكون النار التي تشعل الوضع في العراق وتؤدي الى الفتنة التي لا يمكن ان تحمد عقباها كما يجب عدم معالجة الخطأ بخطأ أكبر مما سيؤدي الى اراقة الدماء" وقال "اننا في الجبهة التركمانية العراقية نؤكد للاكراد بان مدينة كركوك تركمانية ولايمكن أحد المساومة على هويتها التركمانية".
واوضح ان هناك استعدادت جارية في كركوك لتنظيم مظاهرة كبرى للعرب والتركمان ردا على المظاهرات المتكررة التي قام بها اكراد مطالبين بطرد العرب من المدينة وسيتم تنظيم مظاهرة هي الاكبر في تاريخ كركوك وتتم بمشاركة العرب والتركمان فيها ليتاكد العالم اجمع ان الارض ليست لاحد ولا لحزب وانما لسكانها الاصليين.
وحول اختطاف شابتين تركمانيتين اشار توركمان الى اختطاف التركمانيتين دنيا اسماعيل آغا (١٨ عاما) وسوزان نوزاد عثمان (١۹عاما) من امام مدرسة بوسط المدينة وعلى مرأى من الكثيرين وعلى مسافة قصيرة من مبنى محافظة كركوك واتهم من اسماهم " الذين يديرون الامن في كركوك" محملا اياهم مسؤولية وقوع الحادث مطالبا بانزال أشد العقوبات بالفاعلين وقال أن استخدام سياسة الترهيب في كركوك لغرض تخويف التركمان واجبارهم على ترك مدينتهم سوف لن يجد الفاعلين نفعا "لان التركمان شعب عريق ولا تهزه مثل هذه الاعمال الدنيئة وسيبقون الامناء على هذا الوطن".
اوضاع المجندات العراقيات
وعلى صعيد اخر اثارت عضوة المجلس الوطني العراقي (البرلمان) صنكول جابوك في جلسته امس الاوضاع السيئة للمجندات العراقيات في الجيش الجديد وقالت ان بعضهن طلب منها زيارة احد مواقعهن العسكرية للاطلاع على المعاناة التي يعشن تحت تأثيرها " حيث المعاملة اللاانسانية من قبل الضباط للمجندات التي وصلت الى حد ان يقوم الآمر بضرب قائدة سرية النساء وغيرها من الاساءات التي يتحملنها يوميا ضمنها مشاركتهن في الغرف للرجال" كما اكدت.
ومعروف ان العشرات من الفتيات العراقيات قد تطوعن في وحدات الجيش الجديد وتخرج قسم منهن بعد اجتياز دورات تدريب في الاردن وهن يقمن حاليا بالمشاركة في دوريات لحفظ الامن في بعض المواقع والمدن.
تحرك كتيبة بريطانية نحو بغداد
وعلى الصعيد العسكري تحركت وحدة بريطانية تضم ٧٠٠ من الجنود البريطانيين المتمركزين في جنوب العراق متوجهة شمالا بهدف الانتشار في جنوب بغداد.
وقد حملت شاحنات حوالى خمسين دبابة وانطلقت بها من القاعدة البريطانية في مطار البصرة بحراسة سبعين جنديا اضافة الى عربات همفي ومروحيات اميركية تحلق فوق الرتل العسكري.
وياتي التحرك البريطاني هذا استجابة لطلب اميركي لتعزيز التواجد العسكري في مناطق جنوب العاصمة التي تشهد عمليات مسلحة معادية لتهيئة اجواء امنة لاجراء الانتخابات المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل وحماية ظهر القوات الاميركية في حالة هجومها لى مدينة الفلوجة لطرد المسلحين منها والت تشهد تصعيدا عسريا من خلال تطويق المدينة وتعزيز القوات حولها منذ يوم امس. وكان رئيس الوزراء البريطاني اشار الى ان تحرك الوحدة البريطانية هذا مؤقت لمهمة محددة تتعلق باجراء الانتخابات.