كركوك. . والمقامرون بحياة أبريائها على ساحة لعبة الدمار!!
زينب علي
- مجلة تركمان العراق
ليس فقط الوطنيين المخلصين والنابهين المبدعين وحتى الأبرياء اللا مذنبين من أبناء (كركوك) هم من تترصدهم براثن أرباب الوحشية بجرائم الاغتيال والاختطاف المزبدة بتواتر تدفقها كل يوم بل إن (كركوك) بتاريخها ومستقبلها وبكل ذرة من معالم أرضها وسماواتها غدت مرصودة للاختطاف المدبر بإصرار عنيد من قبل انقشاع ما مضى من نظام حكم الفساد المريض الذي لبث جاثما على أنفاس حرية العراق وشعبه عقودا مريرة مضت. .
وما من عراقي مخلص بوسعه أن يشهد تلك الطقوس الإجرامية المكثفة لاختطاف (كركوك) أو يسمع بها فيكون شاهد زور على ما تنكره العدالة والحق من تلك الطقوس الإجرامية المروعة في منطقة اتخذها أولئك شريحة نموذجية من أرض العراق (بتباين النزعات والتوجهات القومية والدينية والطائفية لسكانها المسالمين فوق خصوبتها بالثروات المادية التي تنفقها الطبيعة على أرضها بسخاء منقطع النظير) تستحق تكريس مخططاتهم ذات الصبغة التسلسلية المتشابهة بمنهجها التسللي العدواني الخبيث ذاته الذي كان مفتاح أبواب دروب تسلل دمار الحقد الصهيوني إلى غير واحدة من مناطق الشرق الأوسط مثلما كان من تسللها إلى الأراضي الفلسطينية ثم إلى لبنان كمثالين لازالت مأساة شعبيهما المعاصرة تصرخ في ذاكرة التاريخ المعاصر للمنطقة بنبضها الحي حتى اليوم. . واكتسحهما زلزال لعبة الاحتلال لإقسارهما على الخضوع بما يلائم مزاج المحتل ذو الطبيعة السادية بتكثيف استفزاز السكان الأصليين لبقعة ذات تباين قومي وسكاني يتفرد يتميزه عن سواها، ترهيب الأبرياء، اغتيال المخلصين من النابهين والمبدعين. . واستثارة أقصى ماكان غافيا في النفوس من النعرات والعصبيات القومية والطائفية بإصرار محنك الخفاء. . لقد استهوتهم قذارة اللعبة الدموية الملتهبة فأدمنوها. . وهاهم يقامرون بحياة (كركوك) وأبريائها على ساحة تلك اللعبة القاتلة ذاتها. .
ولعل ذروة رعب النفس المفعم بالدهشة تبلغ مداها بتفاقم تطورات ما يتحقق من مخططات لعبة القراصنة الإجرامية تلك وكأنها القضاء المنصب الذي لا رادع له مطلقا دون قاطع أبدي لدابرها المدمن للشرور!!!!. . فتبدو أشبه بكابوس دبق ملعون عنيد التكرار لا مفر منه!!. . ولئن لم يوءد كابوس اختطاف كركوك من الأراضي العراقية في مهده قبل أن يترعرع مزبدا في طغيانه فلاشك ولا ريب أن ما ينالها اليوم من كوارث إنسانية مريعة سينصب بوخيم العواقب المرهوبة على وحدة العراق وشعبه أجمع. . وذاك هو منال رغبات المحتل الذي تصبو إليه كثغرة مرتقبة تغدو نقطة انطلاقة فوز مخططاته الانفصالية ومن ثم بلوغ أهدافه التوسعية الشاسعة في طموحها العتيق. .
إن (كركوك) بخصوصية طابعها الحضاري والتاريخي التركماني هي كنز إنساني عراقي أثمن من أن يقدر بثمن. . لأنه بحد ذاته نموذج من نماذج خصوصية التباين القومي والحضاري العراقي المذهل التميز كغيره من النماذج الحضارية والقومية العريقة، وذاك ما يجعل إذابة حقيقة تلك المنطقة بالتطفيف في موازين الحقائق التاريخية والسكانية لها هو سعي في مشروع خسارة حسية ومعنوية فادحة لبلاد الرافدين ومستقبل حضاراته. . ولذا فلا بد أن تبقى (كركوك) للجميع مثلما تحب هي أن تكون. . مدينة الوئام التي تعشق السلام. . كي يبقى العراق بعافية لأهله جميعا حتى بدايات يوم القيامة. .