رفع التركمان في كل الأزمان صوتهم عاليا تجاه المظالم التي تعرضوا لها من قبل الحكومات المتوالية على حكم العراق. وقدم التركمان التضحيات الجسام في سبيل حقوقهم المشروعة كمواطنين اصلاء تمتد جذورهم إلى أعماق التاريخ على تربة وادي الرافدين.
لم يسمع للتركمان صوتا. . لم يحرك أحد ساكنا للارتقاء بهم إلى المستويات المطلوبة و إعطائهم حق المواطنة كما يؤخذ منهم الواجبات على اكمل وجه دون ان يفرق بينهم وبين بقية أبناء الشعب العراقي. لم يبرء أحد ذمته أمام الله سبحانه وتعالى تجاه التركمان الذين لم يعرف عنهم غير حبهم للسلام والمحبة والعيش بالتآخي.
في المرحلة الراهنة التي تلت سقوط الدكتاتور المقبور، عان التركمان ما عانوه في السابق من تهميش الأدوار وعدم الاستماع إلى المطالب. فلم يعتبروا مرة أخرى القومية الثالثة في العراق، ولم يقر بنسبتهم البالغة ١٣% من نسبة العراق والتي أظهرتها التعدادات السكانية التي جرت في العراق في السابق. فنجد مظلو ميتهم واضحة جلية في الدستور المؤقت الذي تم صياغته للفترة الانتقالية من تاريخ العراق. وكذلك في المؤتمر الوطني العراقي المنعقد أخيرا لتشكيل أعضاء المجلس الوطني وقبلها الظلم البالغ بإعطائهم وزارة واحدة ومقعدا واحدا فقط في مجلس الحكم السابق.
ما اليوم فان الشعب التركماني يتطلع بترقب بالغ إلى المرحلة التي من المزمع إجراء الانتخابات فيها خلال الأشهر القادمة. فان الشعب التركماني الذي فوض أمره إلى القيادات السياسية التركمانية لخوض غمار الانتخابات التي ينتظر منها ان ترتقي بالشعب التركماني إلى المستويات التي تليق بالتركمان و أصالة انتمائه إلى تربة هذا الوطن. ينتظر الشعب من هذه القيادات والساسة اتباع كل السبل الكفيلة لرفع المظالم عنهم وتمثيلهم في الحكومة القادمة تمثيلا حقيقيا يتناسب مع حجمهم الحقيقي نسبة إلى نسبة الأمة العراقية الواحدة. فالتهاون والتلكؤ في السير لا تخدم المرحلة المقبلة التي تحمل أهمية بالغة تحدد مصير الشعب فيما بعد. فهذه مسؤولية كبيرة أخذتها القيادات التركمانية على عاتقها وحمل يجب مراعاة ثقلها والتعامل معها على أساس التدبر والتحالفات و إقامة العلاقات الطيبة مع القوى السياسية العاملة و الناشطة في الساحة السياسية العراقية والتي تسمع لها صوتاً بين أبناء الشعب العراقي باعتباره ناخبا في الانتخابات القادمة.
نطالب نحن أبناء الشعب التركماني، القيادات التركمانية الفذة إلى نبذ الخلافات في وجهات النظر وتفهم الديمقراطيات السياسية دون تحيز والعمل كقوة واحدة ترهب الأعداء وتظهرنا بالشكل الكبير موحدين الصفوف تجمعنا كلمة واحدة بعيدا عن كافة المصالح التي لا تخدم المصلحة التركمانية خاصة والعراقية عامة. هذه هي مرحلة التأهب والفزع واثبات الذات أمام الشعب الذي منح قيادته كل الثقة للارتقاء بالقضية العادلة التي هدر في سبيلها دماء بريئة لخيرة الشباب التركمان أصبحت فيما بعد نبراسا تنير لنا درب النضال الوطني والقومي.
فخوض الصراع بين هذه القوى السياسية المتعددة العاملة في العراق اليوم ليست بالبساطة المتوقعة بل هي مسالة صعبة تحتاج إلى الحبكة والمراوغة السياسية البالغة الذكاء، وهذا ما ننتظره من السياسيين التركمان في المرحلة القادمة.