...التركمان والحق المهدور... الى فضائية توركمن ايلى مع التقدير
محمد هاشم الصالحي
- مجلة تركمان العراق
عرض فضائية توركمن ايلى يوم ٨/١١/٢۰۰٤ في أمسية رمضانية مباركة بعد ساعة الإفطار البرنامج المعد والمقدم من قبل منظمة حقوق الإنسان في كركوك والذي زار فيه فريق البرنامج بيت أحد المواطنين التركمان في كركوك. اطلع الفريق واطلع العالم على الفقر الذي يعاني منه أبناء القومية التركمانية في العراق. جرى الحديث بين مقدم البرنامج السيد محمد صمانجى ومواطن تركماني حول حاجاته وسبب احتياجه البالغ وحالته التي يرثى لها، فتقدم مقدم البرنامج الى صاحب الدار المواطن التركماني بسؤال قال فيه هل حاولت العمل والتعيين في دائرة من دوائر الدولة؟ أجاب المواطن التركماني بأنه تقدم إلى العمل في دوائر مختلفة لكنه رفض بسبب كونه من أبناء القومية التركمانية! !
هنا قاطعه مقدم البرنامج بشدة و قال له لايوجد هكذا شئ فالقومية ليست لها علاقة بالتعين! ! أكد المواطن التركماني البسيط ببساطته التي كانت ظاهرة عليه بأنه رفض في ألامس وانه يرفض اليوم ويجابه بمعاملة سيئة بسبب انتمائه القومي، تدخل مقدم البرنامج وطلب منه عدم تكرار هذا القول حيث لا أساس لهذا فالتعيينات جارية للجميع ولكن يبدو انك تقدمت بطلبك إلى دائرة لا حاجة لها إليك آنذاك! !
لم يستطع المواطن التركماني من تاكيد قوله لبساطه تعليمه وثقافته. أصر مقدم البرنامج وسير رأيه البعيد عن الحقيقة والواقع. في اليوم التالي اندهش الجميع من هذا الحدث الغريب وتحدث الكل عن الأسباب، حتى أسعف المتناقشين شخص يعرف السيد محمد صمانجى عن كثب وقال بأنه محق لانه كان يعيش في السويد لفترة طويلة.
ان عيش أحد منا بعيد عن وطنه وهموم أهله وما تعرضوا إليه إبان حكم الطاغية المخلوع لا يبرر إطلاقا ان هذا الموقف من نكران حقيقة يعرفها الجميع وعانوا منها لسنوات وما زالوا يعانون ولم يجدوا لهم حلا. آلاف التركمان من خريجي الجامعات والمعاهد العليا الحاملين للشهادات الرفيعة، كانوا يبيعون المخضر ويعملون بأبسط الأعمال لتامين مصدر رزق شريف لعوائلهم و أبنائهم (ومن ضمنهم كاتب هذه السطور). و أقرانهم من غير التركمان يعملون بوظائف محترمة معتبرة حسب شهاداتهم العلمية. هذه الحقيقة يعرفها الطفل الرضيع في المهد ويصر على بطلانها ممثل منظمة إنسانية لابتعاده عن قضايا أمته ويعلنه علنا أمام الملاء، علما بأننا ككتاب تركمان نعمل جاهدين على إيصال هذه المظالم إلى القاصي قبل الداني. ان الشعب التركماني الذي عانى الأمرين كان وما زال معتمدا على الله والخيرين من أبناء التركمان لاسترداد حقه المسلوب في الحياة السعيدة والعيش الرغيد مستفيدا من الحق الذي يمنحه إليه مواطنته وانتمائه إلى تربة العراق. نعم لم يكن للتركمان عمل في دوائر الدولة، نعم حرم للتركمان حق في امتلاك عقار في مسقط رأسه ولو كان شبرا واحدا. نعم حرم التركمان من القبول في الكليات الخاصة مثل الكلية العسكرية وغيرها واليوم لا يختلف عن ألامس بكثير. هذه حقائق لا نأتي بها من أفواه مترفة، بل من قلوب متعبة أهلكتها الضغوطات السياسية وسلب الحقوق أمام أنظار الجميع والقمع والإبادة والتهجير دون ان يحرك لذاك أحد ساكنا. واليوم نجابه بشخص لا يقبل بهذه الحقيقة الناصعة نصوع الشمس والتي نصبوا إلى إعلانها أمام العالم اجمع لا إلى إخفائها والتي لا تقل قساوة عن المظالم التي حدثت للأقوام والجماعات الأخرى التي تاجرت بمظالمها لكسب ود الآخرين بل عملوا على تضخيم ابسط الأمور وتقديمها للإعلام بحجم اكبر من حجمه بكثير. أرجو الدقة في تقديم المعلومات التي تخص امتنا ولن نتهاون أمام كل من يعمل على تقليل شان التركمان و سوف نعمل جميعا بعيدا عن كل الاعتبارات والخلافات الشخصية لإيصال صوت التركمان إلى كافة أرجاء المعمورة.