يعتبر التركمان من الاقوام القديمة والتي استوطنت بلاد الرافدين قبل الاف السنين بعد هجرتهم الجماعية اليها من آسيا الوسطى، الموطن الاصلي لمعظم القبائل التركستانية. ومن ناحية الاعتقادات الدينية فقد اعتقد التركمان بالديانات القديمة قبل ظهور الاسلام منها الديانة الشمانية أو ألشمانيزمية والتي تعتقد بالارواح مع الاعتراف بوجود الخالق. ونظرا لما يتميز به التركمان من آلافاق العقلية والعلمية الواسعة والتي استخدموها للبحث عن الحقيقية فقد تقبل قسم كبير منهم الديانة المسيحية بعد ظهورها في بلاد الشام وفلسطين ولا يزال أعداد قليلة من التركمان والذين بقوا في قلعة كركوك متمسكين بهذا الدين الى يومنا هذا.
يعود تاريخ اعتناق الشعب التركماني للدين الاسلامي الى الايام الاولى من ظهورالنبوة المباركة في شبه الجزيرة العربية وتشرفوا بالاسلام طوعا وبحسن نية بعد أن سمعوا بولادة الدين الجديد في ام القرى حيث دخلوها أفواجا، هذا وقد لعب التركمان دورا كبيرا في نشر الرسالة السماوية في مختلف بقاع الارض وساهموا مساهمة كبيرة في اعلاء راية الحق. أما من الناحية المذهبية فان التركمان يتبعون المذهبين السني والشيعي كل حسب مناطق وجوده واعتقاده المذهبي ولست هنا بصدد التفرقة بين السنة والشيعة التركمان فان مثل هذه الامور قد أكل عليها الزمن وشرب ولا يستطيع أعداء التركمان من استخدام هذه الورقة الخاسرة ضد التركمان لان التركمان سنة وشيعة ومسيحيين كتلة واحدة لا تتجزء بمطارق الفتنة وهذه حقيقة لا تستطيع أن تحجبها الغيوم السوداء الملبدة فوق سماء العراق.
ان للتركمان تاريخ طويل وحافل بالوقائع والبطولات في حماية وحدة العراق أرضا وشعبا كما كان لهم دورا ملحوظا في واقعة كربلاء. ويذكر أن تسمية المدينة بهذا الاسم قد اقترنت بقضية مناصرة تسعين فارسا من تسعين القديمة لاهل البيت رضوان الله تعالى عليهم أجمعين في واقعة كربلاء حيث ناصرالتركمان سيد الشهداء (ع) واستشهدوا معه ايمانا منهم بأن الحق يعلو ا ولا يعلا عليه. كما لا يستطيع أحد اٍنكار مواقف التركمان المناهضة للنظام البائد وما قدموه من التضحيات والشهداء في سبيل الحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية. لقد لعب التركمان دورا ميدانيا ملحوظا في مناطق طوز خورماتوا وتازة خورماتوا وداقوق وكركوك وكفري وخانقين وآلتون كوبري وأربيل وتلعفر والمناطق التركمانية الاخرى في الانتفاضة الشعبانية المباركة عام ۱٩٩۱م، ووقفوا بوجه عدو العراق المشترك، كما لعب شيوخ وأئمة المراجع الدينية التركمانية دورا كبيرا في تهيئة جيل تركماني مؤمن بقضيته العادلة ويحملون في قلوبهم حب الشعب والوطن. والتحق الالاف من شيعة التركمان بهذه القوافل والحركات الاسلامية الشيعية منها حزب الدعوة الاسلامية والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وباقي الحركات والمرجعيات الاخرى. وكانت المدارس والحوزات العلمية تعج بطلاب التركمان الطالبين للعلوم الدينية وقد اعدم النظام السابق الكثير منهم وخاصة في الانتفاضة الاولى في ۱٩٧٧م والمسيرة التظاهرية في عام ۱٩٧٩م، كما لعب شب اب التركمان دورا أساسيا في المناطق الشيعية التركمانية في اهتياج التركمان ضد النظام السابق في العراق. فقد دمرت قراهم ومنازلهم وخاصة قرية البشير والقرى التابعة لداقوق وتازة خورماتوا وطوز خورماتوا وتسعين القديمة بعد أن قدموا الاف الشهداء ولكن مع كل هذه التضحيات التي قدمت من قبل شيعة التركمان فقد ذهبت جهودهم هباءا بعد ان تم استخدام واستغلال هذه الطاقات من قبل بعض الاحزاب دون أن يفكروا في حقوق شيعة التركمان القومية، وزادوا في الطين بلة عندما تم استبعادهم من المشار كة في ا لامور الادارية والاساسية وضربوا بعرض الحائط التضحيات التي قدمها شباب التركمان من أجل عقيدتهم الطاهرة.
وقد ظهر هذا التباطؤ بحق شيعة التركمان بصورة ملحوظة في مؤتمر المعارضة والذي انعقد في لندن عام ٢۰۰٢م عندما استبعد التركمان كليا من المشاركة في التركيبة السياسية لمسقبل العراق ووقفت بعض المراجع الشيعية لا تحرك ساكنا ازاء الانتهاكات لحقوق التركمان حيث كان لشيعة التركمان الثقل الكبير في التركيبة الاساسية لهذه الاحزاب. وتكاتفت بعض الاحزاب ا لشيعية لحماية مصالحها الاستيراتيجية ووقعت الاتفاقات التي ترمي الى تجزئة العراق أرضا وشعبا، وعندما سئلت هذه الاحزاب عن سبب سكوتهم عن الحق أجابوا بان لهم مصالح استيراتيجية مشتركة في تقسيم العراق الى الشمال والجنوب والاقرار عل ان العراق يتكون من قوميتين أساسيتين العرب والاكراد فقط. والسؤال الذي يطرح نفسه الان يا ترى هل خدعت شيعة التركمان؟ واين ذهبت هذه التضحيات التي قدمت من أجل العراق؟ اذن لربما هناك استنتاج واحد وه و أن هذه القوى قد استخدمت شيعة التركمان كورقة في الحصول على مطاليبهم ومكاسبهم الاستيراتيجية. ولكن ألم يلاحظ ألاعضاء الشيعة في مجلس الحكم الانتقالي الاجحاف المدون بحق التركمان في قانون ادارة الدولة العراقية؟ الم يسمعوا الى انين وبكاء الاطفال الذين فقدوا ابائهم من أجل معتقداتهم؟ الم يستحيوا من شيبة الشيوخ الذين قدموا اولادهم قرابين لهذا الوطن؟ وألم تحمر وجوههم عند النظر الى الارامل اللاتي فقدن أزواجهن في سبيل الحق؟ ألم يكن فيهم رجل رشيد ليقول وماذا عن التركم ان وهل نسيت حقوقهم؟ فوالله ان وضع التركمان الحالي في العراق لوضع يرثى لها وخاصة بعد العاشر من نيسان عام ٢۰۰٣م، بعد أن جردت منهم كل شيئ. أن عاشوراء التركمان تتكرر كل يوم. . . وعندما صرخت زهراء بكتاش الفتاة التركمانية التي أحرقت نفسها وهي تدافع عن شرفها وترفض الترحيل من مدينتها صرخت بأعلى صوتها ويا أخاه ويا حسيناه ويا زينباه ويا أهل بيت رسول الله، وهل من ناصر ينصرنا؟ وهل من مغي ث يغيثنا؟ ولا حول ولا قوة الا بالله. . .
وعندما قام النظام العراقي السابق بحملة الاعتقالات الواسعة بين صفوف التركمان وقادتهم تم اعدام اربعة من نجوم التركمان التي لا تأفل وهم كل من الدكتور نجدت قوجاق والدكتور رضا دميرجي ورجل الاعمال عادل شريف والعقيد عبدالله عبد الرحمن والد الدكتور فاروق عبدالله عبدالرحمن رئيس الجبهة التركمانية العراقية حيث تم اعدامهم يوم ۱٦ كانون الثاني من عا م ۱٩٨۰م. وهل يدري الذين وقعوا على صفقة قتل التركمان في دستور مجلس الحكم المؤقت بماذا أوصى الشهيد عبدالله عبد الرحمن أهله والذي قد فقد بصره أثناء التعذيب عندما اوقف العلاج لاصابته بمرض السكر؟ لقد أوصى أهله بأن يدفن في الارض المقدسة في مقابر كربلاء، وعندما سئل عن السبب أجابهم والابتسامة على وجه. . . ابتسامة الفرحة بلقاء سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) في جنة الخلد انشاء الله قائلا:
( اني والله لاحب أن أكون بجوار سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) وأن أقوم معه ومع أهل بيته ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم. وأوصيكم بأن تتوجهوا الى هذه الديار المقدسة الطاهرة وأهلها الطيبون كلما ضاقت بكم الصدور وشدت عليكم الايام والمحن. . . لقد ظلم الحسين (ع) وأهل بيته في هذه الارض الطاهرة واليوم يظلم التركمان ).
لقد أدارت بعض المرجعيات ظهورها على التركمان عندما وقعت على اعدام حقوق وتاريخ التركمان في العراق في اللائحة السوداء التي سميت بقانون ادارة الدولة العراقية التي هضمت حقوق شعب ناصر أهل البيت ووقفوا كالجبال الشامخات ضد تجزئة العراق ارضا وشعبا. . . أنه الخطأ الكبير من الاعضاء الشيعة في مجلس الحكم الذين لعبوا بمقدرات التركمان وباعوا القضية التركمانية وبثمن بخس دراهم معدودات. . . . وأين العدالة في انكار حقوق ثلاثة ملايين من التركمان؟. لقد مالت كفة ميزان العدل المعلق على جدار مجلس الحكم بعد أن رجحت كفة الاطراف التي تطالب بتقسيم العراق.