حوار مع السيد غانم عثمان ممثل الجبهة التركمانية في برلين
حاوره: أوميد كوبرولو
- مجلة تركمان العراق
تعتبر ممثلية الجبهة التركمانية العراقية في برلين من أوائل ممثليات الجبهة التركمانية في الخارج بعد ممثلية أنقرة، ويعتبر السيد غانم عثمان ممثل الجبهة هناك من ممثلي الجبهة الفعالين بنشاطاته وفعالياته واتصالاته مع المسئولين الألمان وشرح لهم أوضاع التركمان في العراق وما يرتكب من جرائم وانتهاكات مستمرة في حقهم. اليوم نلتقي به ونوجه له الأسئلة التي تخص العملية الانتخابية التي ستجري يوم الثلاثون من كانون الثاني ٢٠٠٥ في عموم العراق. فمرحبا به. .
السؤال الأول: كونكم مسئولا تركمانيا كيف وجدتم نداءات بعض القيادات الكردية لتأجيل الانتخابات في محافظة كركوك؟
غانم عثمان: لم تغير هجرة الأكراد إلى كركوك بعد سقوط النظام الصدامي كفة ميزان النفوس في المحافظة لصالح الأكراد. وحسب تقارير الحكومة العراقية المؤقتة فوصلت عدد العائلات الكردية التي عادت إلى كركوك والتي تدعي بأنها رحلت عنها من قبل النظام السابق إلى ٤٧۳٧٨ عائلة. وتم في الأيام الأخيرة التأكيد على صحة هذا الرقم من قبل الحكومة العراقية المؤقتة. نحن التركمان نؤمن بأجراء الانتخابات في موعدها المقرر. ولكن الطالباني والبارزاني جاءوا بهذا الطلب ورغم معرفتهم بأن مثل هذا القرار لا يؤخذونه هم وللعلم أيضا أن مثل هذه الطلبات ليست بمثابة قرار أتخذ لتأجيل الانتخابات في كركوك. نحن كجبهة تركمانية نرى إجراء الانتخابات في الموعد المقرر واجب ومشروع. لكن عدد الأكراد الذي وصل إلى ۳٥٠ ألف مقابل عدد التركمان والعرب الذي يبلغ ٨٠٠ ألف أقلق القيادات الكردية بزعامة الطالباني والبارزاني وجعلتهم يصرون على تأجيل الانتخابات في المدينة وبأي ثمن.
السؤال الثاني: أ تظنون لماذا يصرون تأجيل الانتخابات في كركوك وحدها من دون المحافظات الثمانية عشر الباقيات؟
غانم عثمان: سوف ينتخب لمجلس المحافظة ٤١ عضوا. ومنذ فترة وجميع الأحزاب والتنظيمات التركمانية في كركوك يتحركون سوية لخوض الانتخابات إضافة إلى ترك أبواب الاتفاق مفتوحة أمام الأحزاب والتنظيمات العربية السنية والشيعية في المحافظة. وفي حال تأييد الزعيم الروحاني الشيعي السيد علي السستاني الاتفاق مع التركمان فأنهم سوف يحصلون على أكثر من ٢٠ حقيبة برلمانية. وقلق الجماعات الكردية تبدأ من هذه النقطة، ولفهم تلك الجماعات بأن الأكراد سيفقدون الكثير من المقاعد في حال الاتفاق الذي سيحصل بين التركمان والعرب يحاولون تأجيل الانتخابات لكي يكسبوا الوقت و ليجلبوا الآلاف الجديدة من الأكراد إلى كركوك لرفع عددهم (۳٥٠) ألف نسمة بحيث يوازي عدد التركمان والعرب في المدينة.
السؤال الثالث: وكيف تنظرون إلى الانتخابات المقرر أجرائها في الثلاثون من كانون الثاني ٢٠٠٥ بصورة عامة؟
غانم عثمان: نحن كجبهة تركمانية عراقية كنا ولا زلنا ماضين في العمل على تحقيق الأمان والسلام والحرية في بلدنا. أظن بأن إجراء الانتخابات بصورة دقيقة وعادلة ستكون مفيدة جدا لشعبنا العراقي لإنهاء غياب السلطة الحقيقية وتحقيق الاستقرار والأعمار في البلاد. ولإنجاح هذه العملية الحضارية يجب قبل كل شي تأمين (١۳٠) ألف أمين صندوق بالإضافة إلى الكثير من التحضيرات المهمة والتي تتطلب تحقيقها في فترة قصيرة كإدامة سجلات الناخب وإعداد قوائم المرشحين بصورة سليمة وطبع وتوزيع المنشورات التعريفية بالمرشحين وغيرها من المتطلبات لو تحققت بالإضافة إلى وصول المراقبين الدوليين للإشراف عليها، أظن بأنها ستكون مهمة جدا للعراقيين في هذه الظروف الصعبة.
السؤال الرابع: أتظنون بأن الانتخابات كانت ضرورية في بلد مثل العراق الذي يفقد فيه الأمان؟
غانم عثمان: كلنا نعلم بأنه في العراق أشخاص كثيرون وجهات عديدة يستغلون غياب السلطة القوية والقانون في اغتيال واختطاف الآخرين وسلب وسرقة المواطنين وتفجير السيارات المفخخة ودوائر الدولة والمؤسسات الحكومية والحزبية. حيث البلد وهو تحت الاحتلال يواجه كارثة كبيرة ومدى نجاح هذه الانتخابات ستكون ضئيلة ومعرضة لمناقشات كثيرة. أنا شخصيا مع تحقيق الأمان بنسبة ١٠٠٪ في البلاد وألا سيتكبد العراقيين المزيد من الخسائر البشرية.
السؤال الخامس: وكيف تقيمون اشتراك الأحزاب والتنظيمات التركمانية الانتخابات بقائمة موحدة؟
غانم عثمان: طبعا هذه الانتخابات المقررة إجرائها في ۳٠ كانون الثاني ٢٠٠٥ تعني الكثير للعراقيين جميعا، وخصوصا التركمان الذين يعتبرون العنصر الثالث في البلاد ويبلغ تعدادهم أكثر من ثلاثة ملايين. وفي هذه المرحلة التي تعتبر مصيرية لهم، توجب عليهم المزيد من الإتحاد والتعاون فيما بينهم، وإنني مقتنع تماما مع فكرة إتحادهم تحت خيمة واحدة، وأملي الوحيد في أن يوحد التركمان صفوفهم ويكون لهم صوت موحد واحد ويخوضون الانتخابات بقائمة واحدة.
السؤال السادس: كونكم ممثل الجبهة التركمانية في برلين أيمكنكم توضيح كيفية إدلاء التركمان العراقيين بأصواتهم وهم في الغربة؟
غانم عثمان: في الأول من تشرين الثاني ٢٠٠٥ باشرت السفارة العراقية في برلين أعمالها. ونحن كممثلية الجبهة التركمانية في برلين قمنا بزيارة الدكتور علاء عبد المجيدالهاشمي السفير العراقي هنا وباسم التركمان المقيمين في ألمانيا، وسألناه عن كيفية مشاركة العراقيين عامة والتركمان خاصة في هذه العملية الديمقراطية، وبدوره أكد على إجراء هذه الانتخابات في الدول (إيران، سوريا، تركيا، الأردن، الإمارات، ألمانيا، هولندا، السويد، الدنمارك، فرنسا، المملكة المتحدة، أمريكا، كندا وأستراليا) وإعداد صناديق الانتخابات في هذه الدول بأشراف الأمم المتحدة. وبعد التأكد من عراقيتهم وفق وثائقهم و مستمسكاتهم يحق لهم التصويت.
السؤال السابع: وهل سيؤثر أصوات الناخبين العراقيين في الخارج على نتيجة الانتخابات التي ستجري في عموم القطر؟ وكيف؟
غانم عثمان: أنا أومن بأن الأصوات التي سيبدونها العراقيين المقيمين في الخارج ستكون سليمة وأمينة ١٠٠٪ وخصوصا في الدول الأوربية التي لها تجارب كبيرة ومعلومات وفيرة في هذا المجال. وحسب التقارير الأخيرة بأن عدد العراقيين المقيمين في الخارج يبلغ ثلاثة ملايين ولمليون منهم حق التصويت في هذه الانتخابات. فبالتأكيد أن هذه الأصوات ستؤثر على نتيجة الانتخابات كليا.
السؤال الثامن: وهل سيحصل التركمان على نتائج إيجابية من هذه الانتخابات؟
غانم عثمان: كجبهة تركمانية أكد الدكتور فاروق عبد الله عبد الرحمن رئيس الجبهة التركمانية العراقية والدكتور سعد الدين أركيج رئيس المجلس التركماني العراقي وبقية السادة المسئولين على أهمية هذه الانتخابات بالنسبة لشعبنا التركماني. ولأجل تحقيق النتائج الإيجابية في هذه الانتخابات علينا الجميع سياسيين ومواطنين في داخل القطر وخارجه العمل على مخاطبة أبناءنا للمشاركة في التصويت واختيار المرشحين بدقة. نحن التركمان أعلنا عن هدفنا بالحصول على ثلاثين مقعد برلماني. أي يجب حصولنا على أكثر من ١٠٪ من نسبة المقاعد البالغة ٢٧٥ مقعد لو لم يلاقينا خدعة أو لعبة انتخابية.
السؤال التاسع: كيف تجدون مستقبل العراق؟
غانم عثمان: طبعا وكلنا نعلم بأن جميع أنظمة إدارة البلاد الآن بيد الأمريكان الموجودين في العراق. ونتيجة تزايد الأعمال الإرهابية والتخريبية والدمار في عموم البلاد، فالأمان والسلام ستستمران في غيابها طيلة بقاء قوات الاحتلال في البلاد وعدم القضاء على العصابات الإرهابية وقطاع الطرق والمخربين. وبعد الانتخابات هل سيترك العراق للعراقيين؟ وهل سينتهي الاحتلال وتعود المياه إلى مجاريها؟ وهل من الممكن أن نرى مرحلة العراق الموحد من أقاليم إدارية عديدة متنوعة وبإدارات منتخبة حقيقية؟ وهل سيجري التعداد العام للسكان في البلاد؟ وبعدها تذهب البلاد إلى الانتخابات العامة؟ إنني أظن بأن حكومة العراق وحتى وبعد الانتخابات ستظل غير قادرة على السيطرة على الأوضاع الشاذة في أغلب المناطق العراقية. وإقبال العراق على كارثة كبيرة مثلما حدث في أفغانستان ليس ببعيد أبدا. وربما وبعد سنوات عديدة من استمرار هذه الكارثة سنشهد ظهور حكومة عراقية مركزية قوية. ولتحقيق السلام والأمان والحرية والديمقراطية في عموم وطننا نتمنى بأن يشارك جميع مكونات وطوائف وجماعات الشعب العراقي في تشكيل هذه الحكومة المركزية القوية.
السؤال العاشر: وكيف تجدون مستقبل التركمان في العراق؟
غانم عثمان: استبسل التركمان مع بقية أشقائهم العراقيين من العرب والكرد والكلدان والآشوريين في الدفاع عن أرضهم منذ العصور قبل الميلاد وأثناء الخلافة الإسلامية وحتى يومنا هذا وقدموا أغلى التضحيات في سبيل أوطانهم. والتركمان شعب معروفون بحضاريتهم وميلهم إلى السلام ويعرفون كيف ينالون حقوقهم عندما يستوجب ذلك. ونحن التركمان نعلن بعدم سكوتنا وبقائنا وحيدين أزاء المخططات العنصرية الاستعمارية المشبوهة التي تخطط في المنطقة، وإننا كجبهة تركمانية نؤمن بأن جميع الدول المحبة للسلام والتي تعترف بحقوق الشعوب وخصوصا تركيا ستقف إلى جانبنا و تؤيدنا. ومن هذا المنطلق نتمنى أن يكون لنا دورا مهما في سياسة البلاد وإدارتها ويكون لنا ونحن متوحدين كلمتنا في المجتمع العراقي. وأنا أتأمل مستقبلنا المتألق وأفقه العالية.
السؤال الحادي عشر: وأنتم التركمان في العراق ما هي أمنياتكم المستقبلية؟
غانم عثمان: يرجع تاريخ الإجراءات التعسفية الظالمة بحقنا التركمان إلى أوائل العشرينات وتعرض شعبنا التركماني إلى مجازر عديدة وأبرزها كانت مجزرة كركوك الرهيبة في ١٤ تموز ١٩٥٩. وبعد ١٩٨٠ اشتدت هذه الانتهاكات والجرائم البشعة ضد أبناء شعبنا التركماني ومارس النظام البعثي الدكتاتوري المجرم سياسة التعريب بحقنا ولكنهم لم يفلحوا في ذلك. واليوم وكأنهم لم يأخذوا درسا من الصداميين المجرمين تمارس بعض القيادات الكردية نفس الممارسات العنصرية بحقنا ويحاولون تكريدنا بقوة السلاح ولكنهم لن يفلحوا أبدا وسيكون مصيرهم مصير البعثيين العنصريين الحاقدين. نحن كنا ولا زلنا نأمل بعد سقوط الطاغية الباغية أن يكون لنا في العراق حكومة قوية منتخبة من قبل جميع العراقيين وتشارك فيها جميع قوميات وأطياف شعبنا وينال جميع العراقيين حقوقهم الشرعية كمواطنين في بلدهم ويشاركون في إدارة البلاد جميعا. ونأمل أن ننال نحن التركمان على حق تمثيلنا العادل في إدارة العراق ومناطق تواجدنا فيه وحسب نسبتنا الحقيقية والتي ستقدرها التعداد السكاني في العراق عاجلا وآجلا. فأليس من حقنا نحن التركمان ثالث أكبر شريحة في العراق بعد العرب والكرد أن ننال كافة حقوقنا الثقافية والسياسية والإدارية كبقية شرائح الوطن الواحد؟ وخصوصا نأمل الجميع أن يتحقق الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة في عراقنا الجديد.
السؤال الثاني عشر: وما هي وصيتكم لأبناء التركمان في الخارج؟
غانم عثمان: أوصيهم دائما بأن لا يتخلوا أبدا عن عراقيتهم وتركمانيتهم. واليوم ونحن نمر في هذه الظرف الصعبة عليهم الإتحاد والتآلف. كما ويجب عليهم بأن لا ينسوا أشقائنا وأهالينا التركمان في الداخل الذين يحتاجون إلينا اليوم أكثر من قبل.
السؤال الثالث عشر: وما هي كلمتكم الأخيرة لأعزائنا القراء
غانم عثمان: أقدم خالص حبي وتقديري لأعزائي القراء وأتمنى لهم المزيد من الإبداع ولكم جزيل الشكر.
أوميد كوبرولو: ونحن بدورنا نشكركم على هذا اللقاء الجميل وإجابتكم على أسئلتنا وشرح الأمور المهمة التي تتعلق بالانتخابات التي ستجري في عراقنا الحبيب ونتمنى لكم دوام العمل الجاد المثمر في سبيل تحقيق أهدافكم النبيلة خدمة لعراقنا الحبيب ونيل حقوق المواطنين التركمان المشروعة فيه.