عرضت فضائية توركمن إيلي من كركوك جانبا من اللقاء الذي أجراه مراسلها في قضاء داقوق التركمانية مع عائلات أربع مواطنين تركمان أخذوهم الشرطة المحلية في القضاء بحجة استدعائهم من قبل قواة الاحتلال للتحقيق معهم وعند مراجعة تلك العائلات مدير الشرطة الكردي في القضاء ومسئول قوات الاحتلال للاستفسار عن مصير أبنائها لم يحصلوا على أي جواب يدل إلى الجهة التي كانت وراء العملية التي عجزوا في تسميتها بين الاعتقال والاختطاف. وفي الأمس ٢٤ كانون الأول ٢٠٠٤ وبعد أسبوع كامل من المجهولية، عرضت الفضائية التركمانية لقاءا آخر مع كل من المواطنين التركمان سفر داقوقلو، حسين زين العابدين داقوقلو، حسن زين العابدين داقوقلو و أياد خليل داقوقلو الذين اعتقلتهم الميليشيات الكردية التابعة لحزب الإتحاد الكردستاني بقيادة جلال الطلباني بوساطة مديرية شرطة داقوق، بحجة اخبائهم الأسلحة والمتفجرات في بيوتتهم وسلمتهم إلى قوات الاحتلال في السليمانية وبعد التحقيق معهم من قبل الأمريكان تبين بأنهم لا يملكون أي سلاح وتم إعادتهم إلى مديرية الأمن الكردي(اسايش) وهناك تم حجزهم والتحقيق معهم وتعذيبهم بغية الحصول على معلومات الجبهة التركمانية وأسلحتها التي تمتلكها. كل هذه العمليات الاستفزازية العدوانية الحاقدة المشبوهة التي تمارسها الميليشيات الكردية بحق التركمان والعرب في كركوك وضواحيها ما هي إلا انتهاكات واضحة وصريحة وتدخل سافر لا يمكن السكوت عنها أبدا، وعلى الحكومة العراقية المؤقتة ومحافظ كركوك وأعضاء المجلس البلدي في المحافظة أن يضعوا نهاية لمثل هذه الانتهاكات بحق أبناء كركوك لكي يعيشوا بسلام وأمان دون إيقاع التفرقة في صفوفهم. حيث حتى ولو كان لدى أبناء كركوك من التركمان أو العرب و الكرد أو الآشوريين أسلحة أو متفجرات، أو قاموا بعمليات تخريبية في المحافظة، فعلى أي أساس يعتقلون من قبل ميليشيات كردية تابعة لأحزاب سياسية وينقلون للتحقيق معهم في محافظة أخرى؟ ا ليس هذا تدخل واضح من قبل أمن السليمانية(أسايش) في شؤون مديرية أمن كركوك؟
أكدوا السيدين تحسين كهية و يونس بيراقدار عضوي المجلس البلدي الكركوكي عدم سكوتهم على الحادث الجبان. حيث أن السيد كهية أعلن عن تحدثه مع السيد عبد الرحمن مصطفى محافظ كركوك حول الحادث الذي يعتبر تجاوزا خارقا وتدخلا كبيرا من قبل محافظة السليمانية في شؤون محافظة كركوك ويجب محاسبة المسببين وحث الجهات المعنية على عدم تكرارها مستقبلا.
وتستمر الاغتيالات
رغم دوريات مديرية شرطة كركوك ليلا ونهارا ومساعدة أبناء المحافظة في إبلاغ المسئولين عن الخونة والمشبوهين لازالت عمليات الاختطاف والاغتيال ماضية على قدم وساق في مدينة الذهب الأسود كسائر المدن العراقية باستثناء المحافظات الثلاث أربيل وسليمانية ودهوك. فقبل يومين فقط حاول المجرمون الحاقدون اغتيال السيد فلاح يازار أوغلو مراسل مجلة توركمن شاني في كركوك وأصابوه بطلقة في ذراعه اليمين. واليوم ٢٤ كانون الأول ٢٠٠٤ اغتال الجبناء العقيد الشرطة جودة طيفور ورشقوا سيارة العميد المتقاعد ياوز عمر عادل رئيس مسئول الجبهة التركمانية في كركوك ولم يتمكنوا من إصابته. حيث لذووا بالفرار بعد فتح النار عليهم من قبل حماة السيد مسئول الجبهة المذكور.
فمثل هذه العمليات الإرهابية الحاقدة الغادرة التي تؤدي بحياة أبناء كركوك الحبيبة والتي ورائها الجهات العميلة لقوات الاحتلال والصهيونية العالمية لن تزرع الفتنة والحقد أبدا في قلوب أبنائها الذين تقاسموا المر والحلو في كركوك منذ عصور طويلة ولم يستطيع أحد أن يفرق صفوفهم. ولأجله نوصي أبناء المدينة الحبيبة المزيد من اليقظة والتعاون مع عناصر الشرطة والأمن في كركوك بغية القبض على المجرمين الحاقدين جميعا ومحاسبتهم لكي يكونوا عبرة للآخرين.
الطرقات والشوارع المغلقة
كان في زمان صدام الذي ولى دون رجعة مئات الطرقات والشوارع المغلقة والممنوع المرور منه لكون أحد قصور النظام أو دوائره الأمنية ومؤسساته الإجرامية تقع في زاوية من زواياه ولأجله أجيز غلق الطريق أو الشارع برمته على السيارات المارة وأحيان على المشاة أيضا قبل التأكد من هويتهم هل بأنهم من العناصر المرغوبين من قبل النظام أم لا. واليوم وولى النظام وتم القضاء على أجهزته القمعية واحتلال قصوره من قبل قوا ت الاحتلال (عفوا قوات التحرير الأمريكية الإنكليزية) والميليشيات المسلحة التابعة للأحزاب العميلة لتلك القوات إضافة إلى العدو الإسرائيلي ورفع الأعلام الملونة والمطرزة على مباني الدوائر والمؤسسات البعثية والأمنية والإستخباراتية ومصانع التصنيع العسكري، لا زالت الطرقات والشوارع المذكورة محكومة بالحبس عن أبناء العراق وسياراتهم لانتقالها من سلطة نظام صدام إلى سلطة قوات الاحتلال والميليشيات المسلحة للأحزاب والتنظيمات التي تدير الحكومة العراقية المؤقتة. فلا زال المرور مستحيلا من طرقات وشوارع معروفة رغم الشعارات الزائفة الداعية إلى تحقيق الديمقراطية والحرية في البلاد.
اندهشت كثيرا عندما شاهدت في فضائية توركمن إيلي السيد إسماعيل الحديدي نائب محافظ كركوك وهو يفتتح أحد الشوارع الرئيسية في كركوك والذي يربط المدينة بتكريت الذي كان مغلقا للمرور. لأن هذا الشارع ورغم تواجد مديرية مخابرات كركوك عليه لم يغلق أبدا في زمن صدام المقبور. يا ترى ومتى سيفتتح السيد المحافظ الشارع المار من أمام محافظته التي أحيطت بسواتر ترابية وأسلاك شائكة أيضا؟ ومتى سيفتتح الطرقات والشوارع المغلقة الأخرى؟ وتزال السواتر الترابية والإسمنتية والأسلاك الشائكة التي أدت بحياة الكثيرين من أبناء العراق؟
نعم ولا للانتخابات في كركوك
بعد قبول مطالبة الحزبين الكرديين الإتحاد الكردستاني بزعامة جلال الطلباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني بتأجيل الانتخابات في كركوك بالرفض القاطع، حيث قرار المفوضية العليا للانتخابات في العراق إجراء العملية الديمقراطية بتاريخ ۳٠ كانون الثاني ٢٠٠٥ في عموم البلاد كان رفضا صريحا لمطالبة بعض القادة العنصريين الذين يريدون كسب الوقت لجلب الألوف الجديدة من العائلات الكردية إلى كركوك بغية إظهار عدد الأكراد أكثر في المحافظة لكي يتمكنوا من السيطرة على المجلس البلدي فيها والحصول على حصة الأسد من المقاعد المخصصة للمحافظة في المجلس الوطني ويتمكنوا من إسكات الأصوات التركمانية والعربية الرافضة لضم المدينة إلى أقليمهم وجعلها عاصمة خيالهم، بعد عدم حصولهم على الأصوات التي تؤهلهم الفوز في المجلس البلدي في المحافظة والمجلس الوطني العراقي في بغداد.
فبعد عدم تلقي نداءات الطلباني والبارزاني الأذن الصاغية حول تأجيل الانتخابات في كركوك، وحدوا كلمتهم ثانية في قرار مقاطعة الانتخابات العراقية كليا في حال عدم الموافقة على تأجيل الانتخابات في كركوك. وهذه الحالة ليست بجديدة على العراقيين في غياب السلطة والقانون وهم يعرفونهم ومخططاتهم المشبوهة ومن ورائها من الجهات الخارجية الحاقدة على وطننا العزيز ووحدة أراضيه وشعوبه. ففي الأمس أيضا هددوا بالانسحاب من الحكومة في عدم الموافقة على أن يكون رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء كرديا. وهددوا بأن يحاربوا العراقيين من أجل كركوك. وها اليوم يهددوننا بمقاطعة الانتخابات وتقسيم البلاد ظانين بأن العراقيين سيوافقونهم على ذلك وليس لهم قوة أيام زمان للدفاع عن وحدة البلاد. وها أكثر من عشرون حزبا وحركة سياسية تركمانية وعربية يمثلون الأغلبية الساحقة في كركوك يجتمعون ويوحدوا كلمتهم في إجراء الانتخابات في موعدها المقرر وعدم تأجيلها. ووفقهم الله وجميع العراقيين الذين لن يتخلوا أبدا عن أي شبر من أراضيهم ولن يسمحوا أحدا أن يقسم العراق إلى دويلات لهذه وتلك الجهة العميلة للدول الأجنبية الاستعمارية.