صدر بيان لجمعية تسمي نفسها جمعية أصدقاء كركوك عن اجتماع عقد لأعضائها في السويد، وقد كان من الأجدر قبل كل شيء بالموقعين على هذا البيان أن يسموه جمعية محاولة تكريد كركوك، فكل ما ورد في البيان يرمي إلى تكريس ضم كركوك إلى المنطقة الكردية رغم كل ما ورد في قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت والذي لم يجف حبر قلم الموقعين عليه من قادة الأحزاب الكردية بعد.
فالبيان يفترض أن كركوك مدينة كردستانية في حين أن الفقرة ج من المادة الثامنة والخمسين من القانون المذكور وهي نفس المادة التي استشهد بها موقعو البيان تقول أن التسوية النهائية للأراضي المتنازعة عليها ومن ضمنها كركوك تؤجل لحين استكمال الإجراءات المنصوص عليها في المادة وإجراء إحصاء سكاني عادل وشفاف ولحين المصادقة على الدستور الدائم.
ويدعو البيان إلى تجميد الانتخابات المحلية في مدينة كركوك رغم صراحة النص في الفقرة ج من المادة السابعة والخمسين على ضرورة إجراء الانتخابات في جميع محافظات العراق في آن واحد.
وعلى أية حال فان موقعي بيان أصدقاء تكريد كركوك يعلمون أن أحزابهم السياسية ومنظماتهم المحلية قد بدأت فعلا بتغيير التركيبة السكانية وبالسيطرة على الوظائف والمواقع الإدارية ومن قبل كثيرين ممن ورد من خارج كركوك ذاتها وبتشجيع عشرات الآلاف للهجرة إلى كركوك والسكن في ظروف صحية سيئة، فان ما يهمهم ليس راحة هؤلاء ولا ما ارتؤي لهم من مدد زمنية أو تعويضات عادلة لمن لا يتمكن من الرجوع، بل المهم لديهم أولا وأخيرا هو تكريس تكريد كركوك، التي تعيش أزمة صامتة وهي التي كانت على مدى الدهور مدينة التآخي والوفاق.
أما إعادة التشكيلات الإدارية من المدن والقصبات التي تم فصلها من كركوك وإلحاقها بمحافظات أخرى فرغم تحفظنا على وصف هؤلاء الموقعين لسكان جميع هذه المناطق بالأغلبية الكردية وفق ديدنهم وعددها، فإننا نذكر بأنهم أيضا قد خالفوا منطوق الفقرة ب من المادة الثالثة والخمسين بوجوب بقاء حدود المحافظات الثمانية عشرة بدون تبديل خلال المرحلة الانتقالية وهي التي ستنتهي بتشكيل حكومة وطنية وفق دستور دائم سيعده المجلس الانتقالي الذي سينتخب قريبا ثم تجري انتخابات تشريعية نافذة على الوجه الصحيح ووفق منطوق القانون المذكور.
ونتساءل، إذا كانت هذه المناطق كردية فإنها ستنتخب ممثليها بحرية، أو هذا ما نفترضه فما هو تخوف هذه الجهات، وهل سيكون بقاؤها في الفترة الانتقالية خارج حدود إقليمهم سيحرمهم من عراقيتهم أو قوميتهم؟ أم أن هناك وراء الأكمة ما وراءها؟
إننا ندعو أصدقاء كركوك الحقيقيين وليس هذه الجمعيات المتعصبة وأحادية الجانب للدفاع عن عراقية كركوك ومستقبلها الزاهر، ونسأل موقعي البيان هل قرأوا مواد القانون الذي يستشهدون به جيدا؟ فالقانون لا يقول أن كركوك هي الأراضي المتنازع عليها، بل تقول أن هناك أراض متنازع عليها ومن ضمنها كركوك؟ فماذا عن المناطق الأخرى والتي استحوذت عليها الحركات السياسية بالصخب والضجيج المعروف، ألا يحق لها أن تحتكم إلى آراء سكانها أيضا؟