حوار مع السيد نهاد البياتي رئيس جمعية تركمان العراق في فرنسا
أخطئت المفوضية العليا للانتخابات في اعتمادها على البطاقات التموينية
تعتبر جمعية تركمان العراق في فرنسا التي تأسست في عام ٢٠٠٣ آخر الجمعيات الثقافية التركمانية في أوربا، وإنها ممثلة الجالية التركمانية التي توزع في المدن الفرنسية ولها نشاطات وفعاليات واعدة ولقاءات مهمة مع المسئولين الفرنسيين وتعريفهم بالتركمان وقضاياهم.بالإضافة إلى نشرهم كتب بالفرنسية عن التركمان وتاريخهم في العراق وتوزيعها على ممثلي الأحزاب والحكومة الفرنسية وسفراء الدول الأجنبية في باريس ومن ضمنهم سفراء الدول الجارة والعربية.وفي لقاءا تهم مع الحكومة الفرنسية الأفكار السياسية للتركمان في العراق وتأييدهم الحفاظ على وحدة العراق شعبا وأرضا ومعارضاتهم لتشكيل الحكومات الفيدرالية على أساس الطائفية والعنصرية.وكان السيد نهاد البياتي أحد الأعضاء المجموعة التركمانية البالغة عدد أفرادها ٣٢ (المؤلفة من رؤساء أحزاب وتنظيمات وجمعيات وشخصيات تركمانية معروفة) المشاركة في مؤتمر لندن والذي مثل التركمان فيه لأول مرة قبل سقوط النظام البعثي البائد.وكانت آخر زيارة الجمعية للسفارة العراقية عندما فتحت أبوابها من جديد بعد سقوط الطاغية والتقوا بالسيد موفق مهدي سفير العراق في باريس وشرحوا له أوضاع التركمان بصورة عامة.وبتاريخ ١٩.١١.٢٠٠٤ كان السيد نهاد من ضمن ٤٠ ممثلا عن الأحزاب والتنظيمات والجمعيات العراقية الذين شاركوا في اجتماع الموسع الخاص بالانتخابات القادمة وتشكيل لجنة التنسيق من أجل الانتخابات في فرنسا والمتكونة من ثمانية أعضاء أحدهم تركماني.وقبل ذلك بتاريخ ١٤.١٤.٢٠٠٤ عقدوا اجتماعا آخر مع السيد السفير وتشكيل لجنة متابعة سير العمل في المدرسة العراقية في باريس وتطويرها.علما إن عدد طلاب المدرسة حاليا يبلغ ٢٢٠ طالبا ويدر س فيها منهاج دراسي عراقي للابتدائية والمتوسطة والإعدادية.وتم اختيار الممثل التركماني من قبل الممثلين عن الأحزاب والتنظيمات العراقية البالغة عددهم ٣٥ ليكون أحد أعضاء هذه اللجنة التي يرأسها السيد السفير العراقي.وفي اجتماعات التركمان مع السيد السفير وبقية أعضاء اللجنة تمكنوا على الحصول على موافقة استحداث الدراسة بالتركمانية في المدرسة العراقية هناك أيضا.واليوم نلتقي مع السيد نهاد بياتلي رئيس جمعية تركمان العراق في باريس ونوجه له بعض الأسئلة التي تخص الانتخابات العراقية فمرحبا به..
السؤال الأول: رأيكم في الانتخابات في العراق التي بين الإجراء والتأجيل؟ ونسبة نجاح مثل هذه الانتخابات في مثل هذه الظروف الصعبة؟
نهاد البياتي: يجب أن تجري الانتخابات في جميع العراق وفي موعدها المقرر، مع مشاركة جميع العراقيين في الداخل والخارج، رغم عدم تشجيع الأوضاع المأساوية الحالية في وطننا الحبيب من اعتداءات القوات الأمريكية على مدننا الآهلة بالسكان وقتلها الأطفال والنساء والشيوخ دون تمييز لا يشجع العراقيين على القدوم إلى صناديق الانتخابات.وتأجيلها يعني بقاء جيش التحالف فترة أطول في العراق.أي بقاء العراق تحت الاحتلال الأمريكي والإنكليزي فترة أخرى.
أما نجاحها وفي المرة الأولى التي يجري فيها هذا الحدث التاريخي المهم في العراق فمن الصعب توقعه.طبعا نتمنى بأن تجري في جوي ديمقراطي حر.وإن إجرائها في موعدها المقرر بحد ذاته في مثل هذه الظروف الصعبة نجاح كبير للديمقراطية في البلاد.
السؤال الثاني: وهل تظنون بأن جميع الإجراءات والتدابير اللازمة قد اتخذت لإنجاحها؟
نهاد البياتي: طبعا لا لأن هذا العمل يتطلب جهدا كثيرا ودقيقا وحسب علمنا بأنه هناك عمل مشترك بين المفوضية العليا للانتخابات ومنظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة واللجنة التنسيقية من أجل الانتخابات المستقلة.وللأسف الشديد فلا يوجد هناك عدد صحيح وثابت وإجمالي للعراقيين.حيث المفوضية العليا تعتمد على البطاقات التموينية القابلة بسهولة إلى التزوير كما حصل مؤخرا في كركوك وبقية المناطق التركمانية حيث ثم توزيع هذه البطاقات على الكثير من العائلات الكردية النازحة من السليمانية وأربيل ودهوك بالإضافة إلى أكراد ليسوا بعراقيين على أنهم من سكنة كركوك رحلوا منها من قبل النظام الصدامي البائد.
السؤال الثالث: من هم المستفيدون من تأجيل الانتخابات ولماذا يريدون التأجيل؟
نهاد البياتي: طبعا أولئك الذين لا يريدون الاستقرار والسلام والديمقراطية في العراق، لمصالحهم الشخصية.وهم المستفيدين الوحيدين من بقاء بلادنا تحت الاحتلال الأمريكي.
السؤال الرابع: هناك جهات كردية تصر على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر ولكن بشرط تأجيلها في كركوك.ترى ما هو السبب الحقيقي وراء ذلك التأجيل؟
نهاد البياتي: رغم كل إثباتنا التاريخية بأن كركوك مدينة عراقية ذات أصول وخصوصية تركمانية بحتة تسير بعض القيادات الكردية من ذوات الأفكار الشوفينية لتكريدها.يجب أن يعرف الجميع بأن كركوك جزء من العراق يعيش فيها التركمان والعرب والكرد والآشوريين والأرمن، ولهذا تسمى بالعراق المصغر وإنها ذات خصوصية تركمانية لأن الأغلبية الساحقة من سكانها هم تركمان وحتى الغالبية من أشقائنا العرب والأكراد والآشوريين والأرمن يجيدون التركمانية بطلاقة.
السؤال الخامس: هناك مئات العائلات التركمانية التي تدعي بعدم استلامها لقسيمتها الانتخابية.فيا ترى من وراء ذلك وعلى من تقع مسئوليتها؟
نهاد البياتي: في الأول من تشرين الثاني ٢٠٠٤ التقينا بالسيد وزير المالية العراقي الذي كان في زيارة رسمية إلى باريس وأبلغناه بأن استمارات الانتخابات لم تصل إلى المئات من العائلات التركمانية في العراق.ونحن كممثلين عن التركمان في فرنسا نستنكر هذا العمل اللا إنساني الذي وراءه جهات شوفينية مشبوهة يجب كشفها وفضحها وطلبنا من سيادة الوزير إبلاغ ذلك إلى الحكومة العراقية المؤقتة، وأبلغنا السيد الوزير باتخاذ الإجراءات اللازمة عند عودته إلى العراق.
السؤال السادس: نظرتكم في مشاركة الأحزاب والمنظمات السياسية التركمانية في مثل هذه الانتخابات؟ ومدى أهميتها لنا كشريحة ثالثة في المجتمع العراقي؟
نهاد البياتي: طبعا مشاركتهم مهمة جدا لمستقبل التركمان في العراق، وهو إثبات وجودهم وبمثابة جواز سفر لثالث أكبر شريحة ثالثة في المجتمع العراقي.
السؤال السابع: وهل تؤيد مشاركة الأحزاب التركمانية بقائمة مشتركة موحدة أم فردية؟ ولماذا؟
نهاد البياتي: طبعا أؤيد مشاركة الأحزاب التركمانية بقائمة لأن الوحدة تشكل قوة إثبات الوجود.أما بالنسبة للمشاركة الفردية للأحزاب التركمانية فهي تجزأ قوتنا السياسية وبدورها لا تخدم المصلحة التركمانية.
السؤال الثامن: كون فرنسا من ضمن الدول التي رشحت لإدلاء العراقيين فيها بأصواتهم الانتخابية.فما هي الاستعدادات التي اتخذتموها لمشاركة المقيمين التركمان في هذه العملية الديمقراطية؟
نهاد البياتي: هدفنا كلجنة عراقية شكلت لغرض الانتخابات مؤخرا إيصال إلى المعلومات إلى أبعد جالية عراقية في فرنسا.ونحن بدورنا أيضا سنقوم بإيصال المعلومات إلى جميع أبناء الجالية التركمانية في فرنسا ونعلمهم كيف ينتخبون وما هي المستمسكات والوثائق المطلوبة التي يحتاجونه الناخبون عند الإدلاء بأصواتهم وأين مكاتب الانتخاب وغيرها من الأمور.
السؤال التاسع: كيف تجدون نجاح الانتخابات في الخارج؟
نهاد البياتي: تقوم منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة تنظيم وفتح مكاتب الانتخابات للجالية العراقية المقيمون في الخارج بالتنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات في العراق.وحسب اتصالاتنا بالمنظمات والجمعيات التركمانية في الخارج أكدوا بأن أغلب أفراد الجالية التركمانية مستعدين لانتخاب من يمثلهم من السياسيين التركمان في العراق.
السؤال العاشر: هل تظنون بأن جميع العراقيين المقيمين في الخارج سيشاركون في التصويت؟
نهاد البياتي: أتمنى مشاركة جميع العراقيين المقيمين في الخارج فيها.أما مشاركة التركمان فيها فهو واجب قومي ووطني قبل كل شي ومهم جدا لمستقبلهم في العراق.
السؤال الحادي عشر: وما هو تأثير مشاركة المقيمين في الخارج على الانتخابات التي ستجري في داخل القطر؟
نهاد البياتي: يعتبر مشاركتهم دعما قويا لأحزابهم وتنظيماتهم في القطر وربما أحيانا صوت واحد بغير نتائج الانتخابات كلها، وخاصة التركمان الذين تم تهميشهم دائما في العراق من قبل الحكومات السابقة.تارة تم تنفيذ الإجراءات الصارمة بحقهم من أجل تعريب مناطقهم واليوم تحاول بعض الجهات الكردية المعروفة بشوفينيتها تكريد تلك المناطق التي فشلت الحكومات السابقة من تعريبها.لذا فأن مشاركة جميع التركمان في الخارج والداخل سيعتبر بمثابة جواب صريح إلى كل الذين يريدون تهميش ثلاثة ملايين تركماني في العراق.
السؤال الثاني عشر: كيف تجدون مستقبل العراق بعد الانتخابات؟
نهاد البياتي: نتمنى وبزوال الاحتلال الظالم أن يكون مستقبل العراق الجديد ديمقراطيا وحرا وتنتهي جميع الأفكار العنصرية الشوفينية التي لا تجلب لنا سوى المزيد من الخسائر في الأرواح، و لوطننا العزيز المزيد من الخراب والدمار.
السؤال الثالث عشر: وكيف تجدون مستقبل التركمان في العراق الجديد؟وماذا يتطلب منهم؟
نهاد البياتي: من المعروف لدى الجميع من سكان العالم بأن العراق محتل من شماله وحتى جنوبه من قبل قوات الاحتلال.ولكن فقط كركوك وبقية المدن والأقضية والنواحي والقرى التركمانية محتلة من طرفين القوات الأمريكية وقوات الحرس الوطني (أفراد الميليشيات الكردية) ولذا نتمنى أن يزول عن شعبنا التركماني هذين الاحتلالين ويعترف قانون إدارة الدولة العراقي بهم وبنسبتهم الحقيقية في العراق١٣٪ وبكافة حقوقهم الثقافية والسياسية والإدارية.
السؤال الرابع عشر: وما هي توصيتك للتركمان المقيمين في فرنسا؟
نهاد البياتي: توصيتنا لهم بأن لا يتخلفوا عن المشاركة في التصويت لأنها واجب وطني وقومي.وإن الأحزاب التركمانية بحاجة إلى كل صوت من أصوات التركمان لكي يمثلوهم في العراق.وهذا هو الوقت الذهبي لكل تركماني مقيم في فرنسا وأوربا وأمريكا وفي العراق قبل كل شي.
السؤال الخامس عشر: وكلمتك الأخيرة؟
نهاد البياتي نشكركم باسمنا وجمعية تركمان العراق في فرنسا على هذا اللقاء المهم وإتاحتكم لنا هذه الفرصة للتعبير عن آرائنا في أهم موضوع من مواضيعنا المستقبلية المهمة.
أوميد كوبرولو: ونحن بدورنا أيضا نشكركم ونتمنى لكم دوام العمل الجاد في خدمة قضاياكم الوطنية والقومية ونيل حقوق التركمان المشروعة ووفقكم الله ورعاكم.