الحملة الانتخابية الكردية في سهل نينوى..وشراء الاصوات
شمشو زيا - كتابات
من الطبيعي ان تقوم الاطراف المشاركة في الانتخابات بالحملات الانتخابية التي تهدف للاعلام عن مرشحيها او قوائمها وطرح المشاريع الاصلاحية والبناءة التي يمكن ان تخدم الوطن واكبر شريحة من ابناءه والذي من الممكن كسبهم بغعل الحملة الانتخابية لصالح هذه الاطراف من اجل التصويت لها.
والملاحظ في هذه الفترة التي تسبق الانتخابات وما تقوم به بعض الاطراف الكردية ومنها الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) وبرنامج حملته الانتخابية في سهل نينوى الذي بقوم على اساس " شراء الاصوات "، من خلال عمليات الاغراء المادي بتقديم المنح المادية والعينية من الحاجات المنزلية المختلفة لابناء هذه المنطقة الذين يمتازون بضعف حالتهم المادية والمعاشية اضافة الى ضعف وعيهم السياسي.والطريف ان هذه الهبات تمنح من دون مقابل، وهذا حاليا فقط او بالمقابل المؤجل، وهو صوتهم في الانتخابات القادمة..
ففي الوقت الذي كانت فيه مقرات (البارتي) اثناء حرب احتلال العراق مخازن (الحواسم) والتي كانت تجمع فيها المواد المسروقة من دوائر الدولة ودور موظفي الحكومة لتنقل بعد ذلك الى كردستان العراق، اصبحت الان مراكز خيرية تمنح الهبات ومخازن توزيع المدافئ النفطية وبراميل النفط الفارغة والبطانيات واسفنج الفراش وكذلك مصارف وبنوك تنافس مصرف الرافدين والبنك العقاري في منحه، وكل هذا مع الخدمة المنزلية اذ توصل الهدايا للناس الى دارهم في حال تعذر او رفض حضورهم لاستلامها من مقرات (البارتي).ولا نتمنى ان تتحول هذه المقرات مراكزا للمنتوجات النفطية لملء المدافئ والبراميل الموزعة او مخازن لتوزيع البيض والدجاج واللحم المثروم حسابا لقدوم عيد الميلاد......
قد لا نلوم الحزب الديمقراطي الكردستاني على برنامجه الانتخابي هذا، من شراء الاصوات، لانها الطريقة المتبعة والمفضلة من قبل الاحزاب الدكتاتورية التي يسير (البارتي) على منوالها من تسلط وعنصرية، وليس هذا فقط وانما الافلاس السياسي الذي وصل اليه حال (البارتي) وعجزه عن تقديم برنامج لمشروع وطني يمكن من خلاله اقناع الشعب.وذلك لما يقوم به من اعمال بعيدة كل البعد عن الروح الوطنية والصالح العام.
ان منطقة سهل نينوى تشبه البرزخ الذي يفصل بين الماء العذب والمالح، فاين تكون وجهتنا؟
يذكرنا التاريخ بعد سقوط كياننا السياسي بسقوط نينوى وبابل وتوالي الاحتلال على ارض النهرين واقتسامها بين الفرس والبيزنطيين.فكل منهم كان يتهم شعبنا بالعمالة للآخر كوننا نعيش ضمن حدود دولتهم وبذلك نكون الضحية.ولكننا لم نطع احدا وبقينا بايماننا ومعتقداتنا واعطينا وجهتنا لله ولارضنا، وهذا الذي ابقانا لليوم واندثر الاخرين من ارضنا بلاد النهرين.ولا نريد ان يعيد التاريخ نفسه لنكون ساحة تنافس وتصارع بين اطراف تحاول جرنا الى صالحهم وبالتالي ان نصبح الضحية مرة اخرى، ولنتوجه الى انفسنا التي تمثل كياننا من ايماننا ومعتفدنا وارضنا، ان نتوجه الى ذاتنا التي تعبر فعلا عن وجودنا الحقيقي.لنتوجه في الانتخابات الى قوائم احزابنا القومية الكلدوآشورية السريانية-المسيحية لان هذا الطرف فقط يمكن ان يمثلنا – بغض النظر عن اداءه وخدمته لنا لانها تتوازى مع امكاناته- هذا الطرف القومي المسيحي هو منا واليه يجب ان تكون وجهتنا..