فاروق عبدالله لـ «الرأي العام»: سندخل الانتخابات بقائمة تركمانية وصور أوجلان في كركوك
عصام فاهم - الوطن
بغداد ـ اكد رئيس «الجبهة التركمانية» فاروق عبد الله ان الأحزاب التركمانية ستدخل الانتخابات المقبلة في العراق بـ «قائمة موحدة»، وتوقع الفوز بـ ٢٥ من مقاعد البرلمان العراقي الـ ٢٧٥.
وحذر عبدالله من ناحية، من تغيير الطابع الديموغرافي لمدينة كركوك ذات الخصوصية التركمانية، كما حدث في عقدي الستينات والسبعينات,
وشكا عبد الله في حوار مع «الرأي العام» من تهميش دور الجبهة التركمانية في العملية السياسية, وعارض تأجيل انتخابات مجلس محافظة كركوك.
وفي ما يلي نص الحوار:
هل سيدخل التركمان الانتخابات في قائمة موحدة ام في تحالفات مع الاحزاب؟
ـ عندما ناقشت الاحزاب التركمانية وضع الانتخابات المقبلة، وصلنا الى قناعة ان يكون لنا قائمة موحدة خاصة بالاحزاب التركمانية المختلفة، حتى لا نفقد الحالة الاخوية الموجودة بين شرائح المجتمع, وتضم هذه القائمة، الجبهة التركمانية العراقية باحزابها الاربعة، الحزب الوطني التركماني، وتركمان ايلي والمستقلين التركمان والحركة الاسلامية التركمانية, اما من خارج الجبهة، الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق وحركة الوفاء لتركمان العراق وحزب العدالة والانقاذ التركماني, وبقيت خارج هذه القائمة، الاحزاب الدخيلة الكارتونية التي شكلت من قبل الحزبين الكرديين داخل المجتمع التركماني,
ما عدد المقاعد التي تتوقعون الحصول عليها في الجمعية العمومية؟
ـ العدد المتوقع من المقاعد التي يمكن لهذه القائمة الموحدة الفوز به، يصل الى ٢٥ من عدد مقاعد البرلمان العراقي الـ ٢٧٥.
على أي اساس بنيتم توقعاتكم؟
ـ اذا فكرنا بان عدد الناخبين التركمان مليون نسمة، على أساس ان نفوس التركمان تمثل بحدود ۱٢ ـ ۱۳ في المئة, صحيح ان بعد عام ۱٩٦٨ ألغيت الهوية التركمانية في الإحصاءات لكن الان ستتم اعادة الكل الى انتمائه القومي تحت مظلة علم العراق, وعلى هذا الاساس ولكون الاحزاب الممثلة في هذه القائمة تشكل ٩٥ في المئة من الواقع الاجتماعي التركماني، فإننا نتوقع الحصول على هذه المقاعد, وهنا نحن نطالب بان تكون هناك انتخابات نزيهة بإشراف شخصيات ومنظمات دولية لها باع طويل بالنزاهة,
ماذا عن موقفكم من المطالبة بتأجيل انتخابات مجلس محافظة كركوك التي تردد الحديث عنها قبل اجتماع دوكان وبعده؟
ـ نحن لم ندع الى مؤتمر دوكان, ودعني اوضح مسألة، الكل يعلم ان موضوع كركوك يتميز بخصوصية هذه المدينة التركمانية، لكن الآن هناك مبالغة في عدد المرحلين، وقد تم الاعلان ان عددهم، من عضو مجلس المحافظة، لا يتجاوز ۱٢ الف كردي وتركماني، وليس في النواحي والقرى, وحاليا وحسب الارقام الموجودة لدينا من ۱٤/٤/٢٠٠۳ الى ٢٥/۱٠/٢٠٠٤، عادت بطاقات تموينية لعوائل في كركوك، اقصد في داخل المدينة نفسها بحدود ٥٤ الف بطاقة، ويمكن لأي مراقب ملاحظة عدد العوائل التي اسكنت في هذه المدينة وتجعلها غير امنة ديموغرافيا، ولاسيما ان هناك هاجسا سابقا مر به التركمان في اربيل, حسب احصاء ۱٩٥٧ نسبتهم ٦۳ في المئة والان نسبة التركمان ٢٥ في المئة فقط، فاين ذهب هؤلاء؟ لذا نطالب بالا تحدث العملية التغييرية لواقع التركيبة الديموغرافية في هذه المدينة، كما في الستينات والسبعينات, وفي الوقت نفسه، نحن نرحب بكل مواطن من كركوك بالعودة الى مدينته، ولا مانع لدينا من تقسيم بيوتنا معه اذا كان من اهل المدينة اصلا بغض النظر عن قوميته، كرديا كان ام عريبا ام تركمانيا، لاننا نشعر بان اهل المدينة الواحدة بامكانهم التجانس والعيش سوية بسلام, لكن المشكلة لمن استقدم من خارج المدينة لتغيير الواقع السكاني,
الاكراد يقولون ان هناك ضجة مفتعلة بما يتردد عن توطين اكراد غير عراقيين في كركوك، ماذا تقول؟
ـ ودعني أسأل عن ظاهرة انتشار صور الزعيم الكردي التركي (عبدالله) اوجلان في اكثر من منطقة في كركوك, هذه الظاهرة تفسر منطقيا الموقف, فاكراد العراق لا يكنون لاوجلان أي شيء ووجود هذه الصور في مختلف المناطق وقرب المقرات والمقاهي في المناطق الكردية، يعني ان هناك متغيرا غير طبيعي يحصل في المنطقة بوصول عدد من اكراد تركيا النازحين الى العراق والذين كانوا موجودين خلال فترة النظام السابق في مناطق حدودية عراقية ـ تركية، تم ترحيلهم اليوم من قبل الحزبين الكرديين لاسباب سياسية الى كركوك باعتبارهم من سكانها المرحلين اصلا,
ما حقيقة الدواعي الامنية في كركوك والتي تجعل البعض يطالب بتأجيل انتخابات مجلسها؟ ثم الا يوجد تعاون بينكم والقوى السياسية لانجاح الانتخابات؟
ـ من الناحية الأمنية، كركوك منطقة عادية ولا توجد فيها حوادث كبيرة، والتركمان يعتبرون الانتخابات النزيهة قضية عراقية من كل النواحي وسنساعد على وجود الاستقرار من اجل ضمان نزاهة هذه الانتخابات، ونتفق مع الجميع نحو هذا الهدف من دون ان نبتعد عن هوية انتمائنا, وفي شكل مبدئي نتفق مع الجميع، لكننا لم نلتق لصياغة مثل هذا الاتفاق، وقد التقينا قيادات كردية بمستوى درجة ثانية او ثالثة لتوضيح هذه الأمور ولم نصل الى الآن الى اتفاق محدد، ودائما نتفاءل من اجل خدمة قضيتنا، لكن ان يحصل تجاوز على صناديق الاقتراع واختراع الناخبين او سرقتها من أي طرف، فان النزاهة عندها ستكون موضع شك، وقد اندهشنا بشحة وجود البطاقات التموينية في كركوك وتوزيعها على من لم يمض على وجوده فيها اكثر من سنة او سنة ونصف سنة، في حين الاهالي الاصليين الساكنين منذ اعوام لم توزع عليهم بعد، وذكرنا ذلك بالتفصيل في المجلس الوطني الانتقالي,
قبل أيام وصلتنا معلومات بان احد اطفال رئيس «الجبهة التركمانية» في كركوك تعرض لمحاولة اختطاف, ما حقيقة الامر وهل لذلك دوافع سياسية؟
ـ بالنسبة الى المعلومات الخاصة باحد اطفال الاخ ياوز عمر، هذا صحيح، لكنها كانت مجرد محالة وفشلت ولا يمكن تحديد دوافعها, لكن قبل شهرين كانت هناك عملية كبيرة لاختطاف اولاد الاغنياء التركمان في كركوك، حيث تم اختطاف ۳٦ طفلا وطفلة، وبعد ان تم القبض على العصابة، وجدنا انها مكونة من متمرسين في القتل ومدعومين من جهات معينة والتحقيقات ما زالت مستمرة، وبعد الانتهاء منها ستعلن هذه الجهات للصحافة, لكن النقطة المثيرة في الموضوع، ان عملية الاختطاف موجهة فقط لاولاد التركمان الاغنياء من دون التعرض لاولاد الاكراد او العرب في كركوك، وهناك منهم اغنياء كبار، لذلك نرجح وجود اهداف سياسية تحاول ان تبقي الخوف في النفوس خلال مرحلة الانتخابات، وندعو الى وجود اتفاق بين كل الاطراف لتأمين هذا الاستقرار في المدينة, ونتصور نحن التركمان بان قوتنا مع كل شرائح المجتمع العراقي,
مختلف القوى السياسية تبحث عن تحالفات مع القوى الاخرى، فلماذا قررتم خوض الانتخابات بقائمة تركمانية بحتة؟
ـ في مختلف مؤتمرات المعارضة ضد النظام السابق، كان لنا دور, وفي احد قرارات الخارجية الاميركية في ۳۱/۱٢ /٢٠٠٢ اعتبرت الجبهة التركمانية، احدى الجهات المعارضة للنظام السابق، لكن بعد سقوط النظام استبعدت الجبهة في شكل او اخر وهمش دورها في العملية السياسية في العراق الجديد, ورغم لقاءاتنا بالحكومة العراقية والاميركيين لم نحصل على الجواب الشافي لهذا الاستبعاد، بل وحصل تهميش للتركمان, وموضوع الـ ٦ في المئة حاليا (وهي النسبة المعطاة للتركمان بموجب التوافقات) مأخوذ من سجلات صدام حسين ونسبة التركمان تم مسحها في قوائم النفوس, لكن بعض المصادر اشار الى ٤ او ٥ في المئة, وفي احد سجلات وزارة التخطيط وجدنا ان عدد التركمان في العراق، فقط في جنوب بغداد حصرا، والبقية في المنطقة الشمالية لم يسجلوا وهم الاكثرية من التركمان، وسجل فقط ٤٧ الف نسمة من التركمان الموجودين جنوب بغداد,
وفي مفهوم السياسة نقترب مع الذين يقتربون منا والتقينا مع الاحزاب السنية والليبرالية والاسلامية وكذلك الاحزاب الشيعية، وكان هناك تقارب لاخذ الشخصية التركمانية في النسيج العراقي على اساس الموازنة الاساسية، ان ٥٠ في المئة من التركمان شيعة والـ ٥٠ في المئة منهم سنة، لذلك التقينا قوائم شيعية ومنحنا نسبة وكذلك مع الاحزاب السنية، لكن في كل من هذه الحالات لم نمنح النسبة التي تناسب حجمنا، لذلك قررنا الدخول للانتخابات في قائمة تركمانية موحدة ونتوقع ان نحصل على ٢٥ مقعدا في الجمعية العمومية، ونتوقع ان يحصل الشيعة على ۱٢٥ والسنة على ٧٥ والاكراد على ٥٠. واستطيع التعامل مع هذا الرقم باعتباره الحد الادنى في توقعاتنا، لكن يمكن ان نتوقع الاكثر,
البعض يرى مواقفكم بانها امتداد لموقف تركيا؟
ـ هذا اتهام روج له البعض، ونحن كتركمان نعتز بانتمائنا الى عراقيتنا، ونحاول ان نكون جسر محبة الى كل الدول التركمانية، وكنت اول من زار الجامعة العربية بدعوة رسمية والتقيت القيادات المصرية وزرت ايران, ونحن نهتم بعلاقاتنا مع تركيا لاسباب موضوعية فيها الكثير من التفاصيل, ونعتقد ان من المطلوب ان تكون لنا علاقات متينة مع كل دول الجوار وضمنها تركيا من دون تشنج بسبب احد الاطراف, فتركيا دولة لها ثقلها في المنطقة ولها مواقف متميزة من الشعب العراقي تجلت في عدم مشاركتها في الحرب لاحتلال العراق، وبل العكس فان تأثير البرلمان على القرار السياسي فيها يطمئننا لضرورة اقامة علاقات مع شعبها وممارسة ديبلوماسية شعبية, كما لاننسى موقف تركيا من القضية الفلسطينية، وهذا كله يشجعنا على ضرورة ان يكون للعراق علاقة وثيقة مع تركيا,
لكن ماذا عن المعلومات عن التدخل التركي في شمال العراق؟
ـ لا اعرف اي شيء عن ذلك، بل على العكس نرى ان في الوقت الذي كان لدى تركيا كل الظروف التي تمكنها من التدخل في العراق، لم تفعل، لأن النظام السياسي التركي أسس بمعايير قانونية وديموقراطية، وربما والعراق الان يمضي في تكوين مؤسساته وفقا لمعايير دولية تحاكي العصر وربما تتبلور مؤسسات مثل مجلس الامن الوطني والعلاقات بين السلطات سيكون من بين النماذج التي يحاكيها ما موجود في تركيا وغيرها من الدول المتطورة.