الاعلام تعبير موضوعي مستند على فكر هادف يتجاوب مع الفطرة الانسانية ويعبر تعبيرا حقيقيا عن الميول والاتجاهات الجماهيرية في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية.
وحسب التعريف الذي وضعه العالم الالماني اتوجروت للاعلام حيث قال (الاعلام هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولها واتجاهاتها في نفس الوقت).
من التعربفين اعلاه نستنتج بان غايات الاعلام الاقناع, والاقناع قد ينتج ويتولد عن طريق نشر المعلومات والحقائق والاحصاءات ونحو ذلك, او بالاحرى عن طريق ادخال الافكار والمعلومات والتصورات في ذهن المستهدف.
بعد هذا نريد ان نقول بان للاعلام دور كبيرومؤثر لانجاح اية فكرة او فشلها فبالاعلام يتحول الصدق كذبا وبالعكس هذا ما قاله كوبلز (اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس) ونحن التركمان بعد ان منّ الله علينا وبدءنا نتوجه نحو الصواب وبدأ بعضنا يحن ويتجاوب مع البعض الاخر وبدأنا نعرف كيف نخوض الصراع معا. . . من اوليات هذا الصراع علينا ان نعرف كيف نوحد الطاقات والافكار والتوجهات,ولا يتم هذا العمل الجبار الا ضمن توجه اعلامي موحد, وكما نحتاج قيادة مشتركة ولجان موحدة لادارة الانتخابات نحتاج ايضا الى لجان مشتركة وهيئات موحدة لتوحيد الصف الاعلامي, لاننا بالاعلام الموحد نُيأس الاعداء وبالاعلام الموحد نغطي على اختلافاتنا وعيوبنا وبالاعلام الموحد نخوض العملية الانتخابية ونحن مطمئنمون عن نتائجها.
حتى يكون اعلامنا مؤثرا علينا التاكيد بهاتين الركيزتين
۱ـ دراسة افضل سبل الاتصال والارسال والتغطية واعتمادها
٢ـ دراسة نفسية الرأي العام وطرق التأثير عليه وكذلك دراسة الخصائص العامة للشعوب والتيارات الفكرية السائدة فيها
ففي الاول علينا انتخاب احسن الوسائل في ايصال الفكرة والمعلومة, فالوسيلة ايا كان نوعها تعتبر القناة التي تمد الجمهور بالمادة الاعلامية, كلما كان نوع الوسيلة متطورا كان دورها في التاثير ابلغ واعمق فلابد منه: ـ
أـ الاستفادة من احدث اجهزة الاتصال لتتوفر للاعلام المرونة الكافية في الوصول الى كل مكان نريده, كلكما كانت الاخبار تازة وسريعة وسلسة كانت تاثيرها اقوى, فنحن نحتاج الى مراقبين اعلاميين يراقب مسيراتنا الاعلامية عبر اسلوب علمي معروف, فالاستفتاء واللقاء المباشر مع المخاطبين في مناطق متفاوتة يقوي مسيرتنا الاعلامية.
ان وسائل الاتصال اصبحت من الكثرة بحيث تحتاج كل وسيلة الى متخصصين يستطيعون ادارة دفتها وتحريكها بالاسلوب الذي يخدم المسيرة اكثر لدى الرأي العام
ولا ننسى دور الالحاح والتكثيف في استعمال الوسائل الاعلامية لترسيخ الفكرة, وانهما كفيلان بتثبيت الافكار في النفوس وفيها يتحقق الغرض المطلوب.
ب ـ معرفة لغات المنطقة التي نعمل في التاثير في وسطها يصونك من الاعداء ويسندك في الدفاع عن اهدافك, فمعرفة اللغات والاستفادة منها لخطاب تلك الاقوم سوف يفتح لك المجال وللطرف المقابل ويكون الطرفين اقرب احدهما من الاخر سواء كانا متفقين في التوجه او متضادين, فنحن التركمان نعيش بين عدة لغات في مناطقنا فعلينا ان نخاطب الجميع بلغاتهم, فنخاطب الكردي والعربي والمسيحي بلغاتهم
ج ـ الاستفادة من المسارح والافلام القصيرة والمسلسلات سواء اكان بشكل حي كما في المسارح او بشكل مسجل عبر التلفزيونات والسينمات يعتبر من احسن الاساليب الاعلامية الحية المؤثرة
دـ فسح المجال لكافة المكاتب والممثليات لحزبية والحركية التركمانية الموزعة في كافة المناطق التركمانية وغير التركمانية للقيام بدورها الاعلامي المشترك وهذا العمل سوف يبني قناعة اعلامية مركزة ويتيح لنا عن بروز طاقات اعلامية ما كُنّا نتصوره وبالتالي سوف ينجم عند كل التركمان احزابا كانت وحركات عملا شعبيا اعلاميا وبشكل مجاني وهادف
اما الثاني أي الدراسة النفسية:
ليس عمليا ان يكون الاعلام الموجه خلاف النفسية العامة والذوق السائد في هذا المجتمع او ذاك, لان تاثيره في هذه الحالة يصبح لاشئ بل قد يكون سلبيا, فالمعرفة التفصيلية بالمعتقدات والافكار المعتنقة للشعب التركماني خير سبيل لانجاح خطابنا التركماني, فشعبنا التركماني كما يعرفه الجميع. . . اسلامي المسلك, اسري الحياة,ذو الطبع الهادئ, صعب المنال واع ومثقف, وعلى هذا بمن يملك مثل هذه الخصوصيات يحتاج الى خطاب نفسي وفسيولوجي خاص يتطابق مع ذهنه وتوجهة. . . والاسوف يكون تاثيرها سلبيا خطرا.
واذا ما اتفق المتخصصون الاعلاميون والمتخصصون النفسيون التركمان باستبدال فكرة مكان فكرة يحتاج منا عرض الافكار والمبادئ المراد نشرها في المجتمع باسلوب عملي مبسط ومفهوم بحيث يثير كوامن النفوس واحاسيسها ويشعرها بالهدفية والنضج, هدف انتشال الانسان من وحل الافكار والمعتقدات الخاطئة واستبدالها بافكار ومعتقدات انقلابية يدفع التركمان الى الامام والتطور.
اما معرفة سايكلوجية الاقوام الغير التركمانية التي نعيش معهم نحن التركمان يحتاج منا نحن الاعلاميون بالاستفادة من الاخصائيون النفسانيون دراسة سايكلوجيتهم ومعتقداتهم ايضا حتى يكون خطابا بعيدا عن اثارة الفتن الطائفية والمذهبية.
فمن واجب الاعلاميون التركمان ان يسلحوا الشعب التركماني بافكار ومعتقدات يصونهم من المزالق ويوضحوا لهم معتقدات غيرهم حتى لا يفاجئوا في صراعهم الاعلامي
فالاعلام التركماني يجب ان يكون في الصدارة حتى يتمكن ان يبقى حيا في تاثيره والا فان اعلام الاطراف الاخرى التي تتحرك بين ظهرانينا اعلام مدروس وقوي يملك تجربة طويلة وجيدة,
فاللوصول الى هيئة اعلامية تركمانية موحدة ناجحة وفق الاصول التي ذكرناه اعلاه علينا:
۱- نحتاج هيئة اعلامية موحدة من اعلاميوا كل الاحزاب والحركات التركمانية, تقوم هذه الهيئة تزويد الصحف والمجلات والمؤسسات المرئية والسمعية بتوجهات وافكار موحدة بحيث يربي الكادر التركماني وعموم الناس بشكل هادئ وموحد
٢- نحتاج ان تبث اعلامنا بثلاثة لغات اضافة للغة التركمانية الا وهي اللغة العربية والكردية والمسيحية
۳- الفضائية التركمانية الموجودة حاليا تطويرها وفسح المجال لكل من يملك طاقة او قابلية ان يشاركها وان لا يحدد بجهة دون اخرى
٤- ان يحترم اعلامنا شعبنا التركماني وتقاليده وان لا يسئ بهم والا سوف يكون مردودها سلبيا في المستقبل