ان المتابع لصفحة الحوار المتمدن واخص بالموضوع حول ما تسمى قضية كركوك والشيئ الذي اعجبت به ببعض الكتابات الهادئة البعيدة عن التهجم بل اعجابي بان بعض الكتاب يخاطبون وباسلوب حضاري بعيدا عن التهجمات والمغالطات التي لا تقدم اي نفع لاي من الاطراف بل يخدم القضية وفي اطارها الحضاري الذي نبغي لها.
ولمى تتمتعون بروح رياضية اود ان اوضح لك وجهة نظرنا الى قضية كركوك. . . اننا نعرف ومنذ عقود ان مدينة كركوك تتكون نفوسهم من التركمان والاكراد والاشوريون والارمن والعرب ونعرف ماجرى عبر التاريخ الحديث من تطورات في ترحيل وتعريب مدينة كركوك ونعرف ايضا ما قام به الحركات الكردية لتوسيع نفوذها وبشكل علني بدا من مجزرة كركوك ووصولا الى بيان رقم ۱۱ اذار وكذلك نعرف السبب من الغائها لان كل هذه الامور تتعلق بمسالة كركوك. المثير للجدل ان الطابع الشوفيني هو البارز للكتابات وخصوصا الاقلام الكردية ان كانوا يمينين او يساريين او الشيوعيين لان المعروف ان صفحة الحوار المتمدن صفحة للاصوات اليسارية وان كان الكردي اليساري المؤمن بالافكاره عيب عليه ان يتكلم بلغة شوفينية لان اي تقدمي لا يصح له ان يتكلم بالافكار الشوفينية اما الكردي اليميني لاغبار عليه ان يتكلم بالنبرة الشوفينية ولكن التقدمي لا يحق له ان يتكلم بهذا الشكل الا وقد امحى كل الافكاره الذي يؤمن بها هذا اولا
وثانيا ان كنت انت تؤمن بالحوار المتمدن فلما لا تهضمون ما يقوله الطرف الثاني واقصد بالذات التركمان وكما هو معروف ان التركمان شعب يحب قوميته وتراثه وهويته وعليكم ايضا ان تحترمون المقابل بافكاره اليمينية كما يحلو لمن ان تسمونهم كما تحترمون اراء الاحزابكم الكردية اليمينية وعلى راسهم السيد مسعود البرزاني.
نحن لم نسمع في حياتنا ان كركوك او طوز خورماتو او تازواو كفري او ديالى. . . . الخ انها كردية. فقط بدانا نسمعها بعد سقوط صدام المقبور وبشكل علني واكثر اثارتا ومقللقا للاعصاب وانتم تعرفون بان ثقة التركمان قد فقد مع قسم من الاكراد والشيوعيين بعد مجزرة ۱٤ تموز في كركوك والذي لم يتطرق اي كاتب او مثقف كردي لاسباب هذه المجزرة لاتها كانت وصمة عار للذين قاموا بها. فقط بعض الشخصيات الشيوعية تناولوا الموضوع وفي السنوات الاخيرة بدوا يتبرؤن من تلك المجزرة بشكل قطي وغير واضح وبتردد. . على كل فلو كانت تلك الحركات(الكردية) تدعي بان لها القدرة على ضم الاقليات (۳ ملايين تركماني اقلية يا لسخرية القدر) والقسم اعظم منها في كركوك تحت خيمتها لتقدمت وقدمت اعتذارها من اهالي التركمان و لمدينة كركوك وكسبت ثقتهم الفعلية لاهالي كركوك ولكن استخدام اسلوب القوة والتهديد والسيطرة على الاماكن الحساسة في كركوك بعد سقوط الطاغية عنوة والتعامل مع التركماني والقوميات الاخرى المتواجدة في كركوك باسلوب عنجهي واستغلال الظرف (بقوة الامريكان والامبريالية) فستخلق رد فعل لان لكل فعل رد فعل فلذلك عندما تطالبون بحقكم وبهذا الاسلوب فكيف سيصدقكم الطرف المقابل ان كان تركمانيا او عربيا او كلدو اشوريا واسئلكم ما هي خيانة التركمان لكم وان كنا نتعاطى المواقف بين التركمان والاكراد ومن خان من الجواب واضح ما سلكته البرزاني لطعن التركمان سنة ۱٩٩٦ وبتحالف مع النظام المقبور لمى لا تعترفون بمواقف بعض القيادات الكردية لمى هذا الحقد الغير مبرر. وثالثا تطبيع كركوك الصادر من الدستور المؤقت بالله عليكم ان تقرؤونه بشكل جيد من اليمين الى اليسار وليس من اليسار الى اليمين ولا اريد ان ادخل بهذا الموضوع اكثر من اللازم اقراها وردوا علينا.
كلنا نامل ان يرجع الذين سلبوا حقوقهم من اهالي كركوك الاصليين واسترجاع حقوقهم الكاملة ان كان تركمانيا او كرديا او اي عراقي الاخر ولكن ايضا ضمن الحقوق ولماذا لا تسمعون الطرف المقابل يدع وباثباتات رسمية محفوظة (وليس الاوراق التي سرقت من دائرة الطابو سنة ۱٩٩۱/٢٠٠۳) ان المرحلين من اخواننا الاكراد هم لا يتجاوزون ۱٢ الف مرحل وكيف للطرف الكردي يدعي اكثر من ۱٠٠ الف مرحل بل ويتجاوزها الى مئات الوف وان كان الادعاء ان المرحلين يشملون من العهد الملكي فهذا موضوع لها شان اخر لان على التركمان ان يدعون بالرجوع الى العهد العثماني. اي ان الحل يجب يكون بشكل منطقي وعقلاني يحقق طموح كل الذين سلبت حقوقهم وهذا هو المطلوب من الجميع. والملفت للنظرايضا مع اقتراب الانتخابات ان القادتين الرئيسن للاكراد لمحوا لتاجيل الانتخابات المزمع لاحتمال هطول الثلوج لان عند اعلانها قد تناسوا ان الانتخابات ستكون الشهر الاول من ٢٠٠٥ وكذلك تضارب التصريحات بين ليلة وضحاها بدرجة ۱٨٠ درجة بشان الانتخابات كل هذا اضافتا الى اسباب اخرى بدات تقلل من ثقة الطرف المقابل ولا يهضم ان تكون مدينتهم تحت الخيمة الكردية بل تكون عراقية مهما كانت انتمائه القومي ومن الكفوء لخدمة بلده بالعمل الجاد وبالعلم وليس بالرشاشات والاسلحة ان كنا ندعي انفسنا بالمتحضرين. علينا نحن المتحضرين ان ننظر ونحلل هذه الامور بعيدا عن الافكار الشوفينية لان ذلك لم تميزنا عن الاحزاب الشوفينية التي قادت البلد منذ عقود فان كانت القوة هي لغة الحاضر فستكون الرد ايضا بلغة القوة مهما كانت عددهم وعددهم واضافتا الى العرب الذين حلوا في كركوك هل ياترى كلهم من البعثيين المنتفعين ام النسبة القليلة والذين هلعوا وهربوا من كركوك بعد سقوط النظام ام الباقون ايضا من الشعب العراقي الذي عانى مثل اي عراقي الاخر للنظام المقبور اليس العراقي له الحق ان يعيشس في اية بقعة من عراقنا العزيز من شماله الى جنوبه وهذا ما ذكر في الدستور المؤقت. لمى هذا العنجهية صدقني حتى اخواننا الاكراد الذين هم من اصل مدينة كركوك (عدا المنتفعين طبعا) لا يوافقون على هذه المواقف التي لا تقدم ولا تاخر لانهم عاشوا عشرات السنين مع اخوانهم ان كان تركمانيا او عربيا اومسيحيا كلهم عاشوا بحب ومحبة وتزاوجوا وتعاشروا لمى هذا الغليان واثارة موضوع كركوك اليس علينا العمل لخدمة اهالي كركوك الاصليين منهم ان نقدم لهم خدماتنا للعوائل الذين يعيشون تحت الخيم وفي وضع هزيل والشتاء البارد القادم بدلا من تخبطات سياسية وعنجهية. بل ومن الغريب ان قسم من الكتاب الاكراد بدوا بنشر مصطلح جديد وهو (اكراد جنوبي كردستان)كانهم من كوكب اخر اليس شمال العراق والكردي ان كان في اية محافظة شمالية هو عراقي اولا قبل كل شيئ ان كان الجواب عندكم لا نحن لسنا عراقيين بل نحن اكراد الجنوب من وطن الام كردستان فعلينا ان نفهم ثم نتكلم لان اثارة مثل هذه التسميات وفي هذا الظرف بالذات يبين ان الاكراد ليسوا عراقيين بل ان طموحهم يفوق ذلك والانفصال هي الخطوة القادمة وهذا يعني ان الحلم الكردي مهما كان اتجاهه الفكري يحلم بالدولة الكردية الكبرى وهذا بلاء جديد ستمس امن المنطقة باسرها وعلينا ان نهيئ انفسنا للحروب القادمة من الشمال والشرق والغرب والجنوب ولا راحة لنا ما دمنا نعيش في هذه البقعة اللعينة والتي تسمى بالشرق الاوسط ان كنا فعلا مثقفين وناضجين ومتحضرين علينا ان نكثف كتاباتنا وافكارنا للتعايش السلمي بعيدا عن الافكار الشوقينية لبناء مستقبل اطفالنا ولبناء عراقنا الجديد عراق العدالة والمحبة والتعايش السلمي عراق الديمقراطية والتعددية ومع الف قبلة وتحية.