مثقفون اتراك يوجهون نداء الي فرنسا بشأن انضمام بلادهم الي الاتحاد الاوروبي
أنقرة ـ رويترز: حاولت تركيا أن تهون من شأن خلاف متنام مع الولايات المتحدة شريكتها في حلف شمال الاطلسي لكنها أوضحت كذلك غضبها من تصريحات أدلي بها سفير واشنطن لدي أنقرة. وكان رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي انتقد بشدة السياسة الامريكية في العراق المجاور ووصف عضو كبير في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان هجوما عسكريا شنته الولايات المتحدة في الاونة الاخيرة علي المسلحين في مدينة الفلوجة العراقية بأنه ابادة مما أثار غضب واشنطن.
ثم أثار السفير الامريكي لدي أنقرة اريك ايدلمان غضب حكومة أردوغان بالاشارة الي البطريرك بارثولميو الزعيم الاسمي للارثوذكس في العالم والمقيم في اسطنبول بوصفه البطريرك المسكوني وهو وصف ترفضه أنقرة.
وقال نامق تان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية في مؤتمر صحافي عادي يوم الاربعاء تركيا والولايات المتحدة حليفان منذ أكثر من ٥٠ عاما وبينهما علاقات متعددة الابعاد تقوم علي. . . الاحترام المتبادل والقيم المشتركة.
ومضي يقول تركيا والولايات المتحدة مصممتان علي تطوير علاقاتنا ومواصلة تعاوننا الحالي في المجال الاقليمي والدولي.
لكن تان أشار الي أن وزير الخارجية التركي عبد الله غول غاضب من تصريحات بعض الدبلوماسيين في تركيا مضيفا أنها لا تتسق مع قواعد حسن الضيافة التقليدية التي يمنحها بلدنا للمبعوثين الدبلوماسيين. ولم يحدد تان عن أي تصريحات أو أي دبلوماسيين يتحدث لكن من الواضح أنه كان يشير الي استخدام ايدلمان للقب البطريرك المسكوني.
ووضع البطريركية قضية حساسة جدا في تركيا الاسلامية رغم أنها علمانية. وتخشي تركيا أن يؤدي الاعتراف بسلطة البطريرك خارج تركيا الي جعله شخصية أقوي تتمتع بنفوذ سياسي حقيقي. وشهد نفوذ البطريركية تراجعا مستمرا مع تقلص الجالية الاورثوذكسية في تركيا.
ولم يتبق سوي ثلاثة الاف يوناني في اسطنبول التي كانت تسمي القسطنطينية وكانت عاصمة للامبراطورية البيزنطية التي تتحدث اليونانية لقرون حتي سقوطها في يد الاتراك العثمانيين في عام ۱٤٥۳.
وتتعرض تركيا لضغوط من الاتحاد الاوروبي الذي تسعي للانضمام اليه وكذلك من الولايات المتحدة لتخفيف القيود علي الكنيسة الارثوذكسية من خلال السماح مثلا باعادة افتتاح معهد لاهوتي قرب اسطنبول.
وتوخي وزير الخارجية الامريكي كولن باول الاربعاء الحذر عند الاجابة عن سؤال عما اذا كانت واشنطن تؤيد طلب تركيا للانضمام الي الاتحاد الاوروبي وان كانت سعت للتأثير علي القرار الذي يتوقع ان يتخذه الاتحاد الاوروبي قريبا في هذا الصدد.
وسأل باول الذي اوشك علي ترك منصبه طالبا تركيا وجه اليه السؤال خلال محاضرة في بروكسل هل تريد ان تزرع مزيدا من الالغام. وجاءت المحاضرة قبل تسعة ايام من الموعد الذي من المقرر ان يتخذ فيه زعماء الاتحاد الاوروبي قرارا بشأن فتح باب محادثات انضمام تركيا الي الاتحاد الاوروبي. وقال باول هذا بالطبع شأن يقرره الاتحاد الاوروبي (ضحك) لذا فانه ليس من المناسب بالنسبة لي ان اتحدث عما يجب ان يفعله الاتحاد الاوروبي.
ومن جهة اخري وجهت مجموعة من المثقفين الاتراك معروفين عالميا تضم خصوصا الكاتبين ياسر كمال ونديم غورسيل، امس الخميس نداء الي الرأي العام الفرنسي للرد علي حملة التشهير التي يشنها المعارضون في هذا البلد ضد دخول تركيا الي الاتحاد الاوروبي.
ويعبر النداء الذي وقعه ٧٤ مثقفا ووصلت نسخة منه الي وكالة فرانس برس وصحف فرنسية، عن مرارتهم وعدم تفهمهم لخطاب قالوا انه يلامس العداء للاجانب ويكشف عن جهل كامل لما هي عليه تركيا.
وقال موقعو النداء نعلن بالفم الملآن انه من المؤسف ان تعتبر بلادنا انها بعيدة جدا عن القيم العالمية والديمقراطية وذلك بسبب هويتها الاسلامية، مذكرين فرنسا بشعارها حرية، مساواة، اخوة. واضافوا ان التاريخ اظهر لنا بما فيه الكفاية ان اي مبادرة لبناء هوية قائمة علي عزل من يعتبر انه (مختلف) (. . .) انتهت دائما بالنسبة لاوروبا بمآس كبيرة.
ومن بين الموقعين علي النداء الذين يؤكدون تمسكهم باللغة والثقافة الفرنسيتين والتزامهم بالديمقراطية، هناك خصوصا الكتاب ياسر كمال الحائز علي وسام الشرف الفرنسي وغوزين دينو الحائز علي وسام الفنون والاداب ونديم غورسيل.