دفعني الى الكتابة في هذا الموضوع حين التقيت وانا في خارج الوطن جمعا من شبابنا وهم تواقون بالسفر الى الوطن وفي داخلهم شيء يدفعهم الى تلك السفر الا وهو المشاركة الميدانية في الانتخابات المزمع اجراؤها في نهاية شهر كانون الثاني ٢٠٠٥ فهم على اتم الاستعداد بترك اعمالهم بدافع الواجب القومي والوطني الذي يستدعيهم المشاركة الفعلية في تلك الانتخابات، فكانت فرحتي كبيرة واملي عظيم بهؤلاء الذين شدهم الشعور القومي والوطني اكثر مما يشدهم اي شيء آخر، ومن هنا اخاطب كل تركماني شاباً وكهلاً رجلاً وامرأة في الداخل والخارج باتخاذ نفس مسلك هؤلاء والمساهمة الفعلية بالانتخابات بعد هذا الموقف الذي لمسته من هؤلاء لا يقبل اي عذر من كائن من يكون يحول دون المشاركة وليكن شعارنا ((المشاركة بالانتخابات واجب وطني وقومي)) ولا مجال لهدر اي صوت وتحت اي ظرف.
بعض الناس يهزهم الواقع المؤلم الذي نعيشه متخذين من تهميش التركمان في المرحلة السابقة والخلافات التي تظهر هنا وهناك وبدلا من ان يبعث هذا الواقع المؤلم في نفوسنا العزيمة لتغييره الى مستقبل افضل نخلص فيه شعبنا من اثار واقعها التعس ونساهم بقسط وافر في بناءه ومساندته هذا الشعب المتميز بقدرته الفائقة على معالجة مشكلات الحياة ما هو قائم منها وما هو متجدد بروح سامية متطورة لا تعرف التردد والخوف، فلم يحصل في التاريخ ان مجتمعا اصيلا وذو جذور وتاريخ مشرف انكر صفة كونه كذلك لان واقعه ليس كما يريد من الخلو من المشاكل والعقبات والعيش في ظل رخاء رغد عيشاً هنيئاً فجميع الشعوب والامم تعرضت الى نكسات ونكبات ولكنها استفادت منها ثم وقفت على رجليها والشواهد كثيرة على ذلك تفوق الحصر في التاريخ البعيد والقريب.
صحيح اننا نعيش واقعاً غير مرضٍ لابنائنا المخلصين ونعاني من بعض الظلم والاجحاف والتآمر من قئات وجماعات لا تعير اي اعتبار للمبادئ الانسانية والوطنية ونعاني من عمليات الزحف البشري المنظم الى مدننا ومن الزحف الثقافي المتطرف، هذا صحيح ولكن لا يصح ذلك كله ان يقذف في نفوسنا اليأس ويضعف عزائمنا ويقلل من اصرارنا على ان نثبت اننا شعب لا نستسلم الى الياس وعزائمنا لن تهون ولن نكون ذنباً لشعوب اخرى، نحن شعب اصيل واساسي من مكونات الشعب العراقي ولنا تاريخ مشرف في هذا الوطن، شعب يتخلص بها من واقعها الحالي ثم يتقدم بخطى ثابتة تدعو الشعوب الاخرى للأخذ بها في الحياة ومعالجة مشاكلهم على ضوء منهاج الحياة الذي تسير عليه بعد ان تصوغ مجتمعها بموجبه.
ان في تاريخ الانسانية المعاصر امثلة كثيرة على ذلك على ان امماً كانت تعيش واقعا غاية في التعاسة فلم يمنعها ذلك من الجهر بان لها رسالة ينبغي لها ان تؤديها تجاه نفسها وتجاه الانسانية بصرف النظر عن صحة وسلامة مذهبها ورسالتها فذلك من شانها وحدها ولكننا نستشهد بها لا من باب الرضا عنها او السخط عليها انما هي احداث تاريخية نوردها في معرض الاستشهاد بها دون اي التزام ازاءها مهما كانت نوعه فها هو التغير الذي حدث في تركيا بقيادة مصطفى كمال اتا تورك التي كانت تعاني اوضاعاً غاية في التعقيد بعد انهيار الامبراطورية العثمانية، وكذلك الثورة الروسية في ١٩١٧ التي كانت تعاني اوضاعا غاية في الفساد، والحزب النازي لم تمنعه هزيمة المانيا، واليابان واستسلامها بعد الحرب العالمية الثانية، فهم جميعا نهضوا واستفادوا من الواقع المؤلم الذي كان يلازمهم.
واورد هذه الامثلة من التاريخ المعاصر وانا اردد في نفسي بكل اسف ما لنا واجدادنا اسسوا ست دول ولنا ماضٍ مجيد ويجب ان يكون لنا مستقبل زاهر. فايماننا بشعبنا لا حدود لها ولا ينبغي ان يقعدنا الظروف الحالية المحيطة بنا على ان هذه الظروف ينبغي ان تكون حافزاً لشعبنا لاستعادة سيرته التاريخية.
اخي التركماني. . . ساهم في بناء مجتمعك واداء ما يدعو اليك واجبك الوطني والقومي والانساني ودع الشكوى والتذمر وفكر ان عليك واجب يجب اداؤهه باكمل وجه.