ماذا على قادة التركمان ان يفعلوا؟
ملاحظات حول الانتخابات المقبلة في العراق
محمد جودت زنگي
- مجلة تركمان العراق
الانتخابات العامة على مستوى البلاد لاختيار أعضاء البرلمان المؤقت باتت وشيكة. ورغم تصاعد أعمال العنف والقمع والتفجيرات العشوائية التي تحصد أرواح العشرات من المواطنين يوميا، والدمار والتخريب والفواجع الدامية، فإن ثمة أطراف وجهات في داخل العراق وخارجه تصر على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد في نهاية شهر كانون الثاني ۲٠٠٥.
انني كمواطن عراقي تركماني مقيم حاليا في الخارج اتابع قدر استطاعتي من خلال القنوات الفضائية العراقية والعربية والأجنبية ومن الصحافة وغيرها تطورات الوضع هناك وأتساءل مع نفسي إن كانت الإنتخابات ستضع حداً لمعاناة المواطنين العراقيين والتي لازمتهم لعقود طويلة من الزمن.
سوف لا أناقش ان كانت الانتخابات ستجلب للعراق الديمقراطية التي تنادي بها كافة الاحزاب والتنظيمات السياسية على مختلف ميولها واتجاهاتها، ولكني آمل أن لا تتمخض الانتخابات على غرار مجلس الحكم الانتقالي المنحل والحكومة المؤقتة السابقة واللاحقة التي دارت حولها الشكوك والظنون. . وأنا لست متفائلاً كثيراً بهذا الخصوص، ومع ذلك دعونا نخوض التجربة عسى ولعل!!.
تشير الاخبار أن قوائم الترشيحات التي قدمتها الاحزاب تعكس بشكل او بآخر تركيبة المجتمع العراقي على اساس طائفي، مذهبي، قومي، ديني، مع استثناءات قليلة لا تغير عن الواقع شيء، ولذلك فان النتائج المتوقعة باتت محسوبة، ومعالم الخارطة السياسية للعراق للمرحلة المقبلة واضحة الى حد كبير.
انني كمواطن عراقي تركماني، رغم كل المآسي والمعاناة والظلم والاضطهاد لازلـت – حالي حال مئات الالوف من التركمان – اؤمن بان قدرنا جميعا هوأن نعيش في اطار وطن موحد أرضاً وشعباً لا تمزقه العنصرية المقيتة والطائفية المتخلفة، والتطرف الذي لا يمت بالدين ومبادئه بصلة.
ترفع الاحزاب والتنظيمات السياسية والاجتماعية التركمانية شعارات تدعو الى التآخي والتسامح والتعاون بسن فئات الشعب العراقي من أجل بناء عراق جديد في اطار دستور دائم يكفل للمواطنين حقوقهم دون تمييز في اللغة والدين، ويحميهم ايضا من هيمنة وتسلط فئة على أخرى لأي سبب كان.
لقد عانى التركمان في العهود السابقة الكثير من الظلم والاجحاف، ومن حقهم اليوم ان يطالبوا بضمانات دستورية وقانونية لحماية هويتهم الوطنية والقومية، وعلى هذا الاساس اناشد ابناء جلدتي أن يلتفوا بقوة حول تنظيماتهم السياسية والاجتماعية الرئيسية المؤتلفة في اطار الجبهة التركمانية لخدمة وطنهم العراق وامتهم الاصيلة.
واود وأنا بعيد عن أرض الوطن أن أخاطب قادة مجتمعنا وشعبنا التركماني في العراق أن يكونوا جميعاً على مستوى المسؤوليات الجسيمة الملقاة على كاهلهم في هذه المرحلة الحساسة والحاسمة، وان يتكاتفوا ويعملوا يداً بيد لأهداف وطنية وقومية كريمة وأن يترفعوا عن المنافسات والأغراض والأهواء الشخصية، ويتجنبوا الاغراءات، ويقاوموا بصلابة التهديدات الجوفاء من أية جهة كانت. وعلى قادتنا أن يعملوا على توعية مواطنينا التركمان بضروة العمل الجماعي المنظم في اطار خطة عامة اهدافها ومعالمها واضحة سهلة التنفيذ. . ولا تنسوا ايها الاخوة ان العمل في صفوف الجماهير والاصرار عليه هو وحده السبيل لكسب دعم وتأييد ومساندة شعبنا لتحقيق أهدافه النبيلة.