لا تزال الجبهة التركمانية العراقية تشكل العقدة النفسية الأكبر لدى الساسة الأكراد ولا يزال هؤلاء الساسة يحاولون التفريق بين الجبهة التركمانية وبين التركمان، لعلهم يستطيعون التخلص من اكبر عائق أمامهم في وجه تقسيم العراق, وقد أضحكني جداً ما قاله الأستاذ أزاد دارا في مقالته(حول عدد التركمان في العراق) لا تمثل أكثر من ٪١٠ من التركمان. وأعتقد انه يجهل الكثير عن التركمان وتوجهاتهم. لكي يطلع على الواقع الحقيقي لما تمثله الجبة التركمانية، أنصحه بأن يتوجه إلى مجلس محافظة كركوك ويسأل عن الكتلة التركمانية فيها، سيرى إن جميع أعضائها قد رشحتهم الجبهة التركمانية، وفازوا بتأييد التركمان، ماعدا عرفان كركوكلي المعروف بأنه من الموالين لجلال الطالباني، وان الاتحاد الوطني الكردستاني يدعمه بالمال والأمور الأخرى. كما انه يتحدث باللغة الكردية حتى مع زوجته وأطفاله. وبامكان الأستاذ آزاد أن يسأل أي شخص تركماني في كركوك عن عرفان كركوك لي ليجيبه بأنه من احد الأحزاب الكارتونية المصطنعة من قبل الجهات الكردية.
أما مسألة انشقاق سامي شبك من الجبهة التركمانية، فأعتقد أن الأمور اختلطت على السيد دارا. لان السيد سامي شبك طرد من الجبهة التركمانية ولم ينشق، وهو الآن زعيم احد الأحزاب التي تعمل مع مسعود البر زاني.
في نفس المقالة، أخذ السيد دارا بشتم تركيا والجبهة التركمانية ووصفهما بالخبث وغيرها من الألفاظ التي تدل على مستوى ثقافته، وأود هنا أن اذكره ببعض من أفضال تركيا والجبهة التركمانية على الأكراد. إن قيام حكومة كردية مستقلة عن نظام صدام، وتنعم بسلام وأمان بمأمن عن البعث والحرس الجمهوري يعود فضله إلى تركيا والجبهة التركمانية. وبالتأكيد إن السيد دارا يتذكر الحرب الطاحنة التي كانت جارية بين مسعود البرزاني وجلال الطالباني والتي كانت تقف عائقاً في طريق أي استقرار في منطقة شمال العراق والتي راح ضحيتها الكثير من الأكراد. ولابد انه نسي إن تركيا هي التي توسطت بين الحزبين المتناحرين واوقفت الحرب الدائرة بينهما، وأنشأت قوة حفظ السلام المتكونه من التركمان الذين رشحتهم الجبهة التركمانية لهذه المهمة ولولاهما لما كان للأكراد الآن حكومة وبرلمان ووزراء. كما أن تركيا كانت المنفذ الوحيد للأكراد إلى العالم الخارجي ولولاها لما استطاعت حكومتهم الاستمرار ولو ليوم واحد. ولازالت جوازات السيدين مسعود البرزاني وجلال الطالباني التركية تشهد بذلك.
إن استخدام السيد آزاد للمعلومات التي نشرها السيد جاسم محمد طوزلو، يعكس تواضع معلوماته حول التركمان ومن يمثلهم والسيد طوزلو ليس عالماً بالغيب، وما طرحهُ من أرقام لا تمثل إلا توقعات غير صائبة وباجتهاد ذاتي غير موفق.
الذي سيقرر العدد الحقيقي للتزكمان هو الإحصاء،وليس تكهنات وتمنيات الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر.
كلمة أخيرة أقولها للسيد دارا، أعتقد إن اسطوانة تركمان ما يسمى بكردستان أصبحت بالية وغير ذات قيمة، والأحزاب الكارتونية التي تعمل على ترويج هذه المصطلحات معروفة حتى من قبل إخواننا العرب والكلد وآشوريين والصابئة، وليست لها حتى علاقات بباقي الأحزاب، واعتقد انه من الأولى للسيد دارا أن يحاول تبرير أخطاء القادة الاكراد عندما تعاون بعضهم مع صدام لضرب منافسيه الاخرين من الاكراد ايضا، غير مبال ٍ بعدد الذين يذبحون من أبناء جلدته بلا سبب.