تتكون القومية التركمانية في العراق من الشيعة والسنة تعايشوا في وئام وسلام دون ان يحدث بينهم اي نزاع طائفي يذكر والأواصر الاجتماعية بينهم قوية الى درجة يصعب التمييز فيما بينهم.
وفي المناسبات الدينية ترى الشباب الشيعي يشارك في مجالس اخوانهم السنة في اقامة المولد النبوي الشريف وفي احياء ليالي القدر وفي المقابل كان السنة يشاركون بشكل جدي في مراسيم عاشوراء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ويدخلون بيوت الشيعة حيث الابواب مفتحة للمعزين وتراهم في القابل راجعون وفي أيديهم بعض الهدايا يعطونه لصاحب البيت لأنهم قد أخذوا من ذلك البيت شيئا بسيطا وفي غفلة من أهله ناذرين وطالبين من الله سبحانه وتعالى قضاء حوائجهم بحق ابن بنت نبيه صلى الله عليه واله وقد قضيت الحاجة باذنه تعالى وهاهم عائدون وموفون لنذورهم، بعكس المسلمين في بعض البلدان حيث ترى النزاعات الطائفية والهجوم على المساجد وقتل الأبرياء ظاهرة للعيان بين فترة واخرى.
وتراهم اليوم بأحزابهم وحركاتهم يبحثون عن مصالح التركمان، كل من موقعه، يعمل بكل ما أوتي من قوة لأخذ الحق المسلوب لهذا الشعب المحبوب، ترى الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق وحركة الوفاء يعملان بجدية في الوسط العراقي لايصال صوت التركمان بأكبر قدر ممكن الى جميع العراقيين ومن طرف اخر تعمل الجبهة التركمانية والحركة القومية للغرض نفسه.
والعراقيون يعلمون جيدا مزايا هذه القومية المسالمة والمتعايشة في موقع جغرافي واقع بين القوميتين العربية والكردية. ومن سماتهم البارزة الهدوء والسكينة ونبذ العنف والعمل الجاد والوفاء الخالص والحب الشديد لوطنهم العراق رغم تعرضهم لهجمات عنصرية من قبل الانظمة الديكتاتورية الحاكمة في العراق وتهميشهم من الواقع السياسي ورغم كونهم القومية الثالثة في العراق من حيث النسبة لم يعترف بهم كقومية ثالثة حتى بعد سقوط النظام ورحيل الدكتاتور ولحد كتابة هذه الأسطر وبعض العراقيين في المحافظات الوسطى والجنوبية لم يعرفوا بوجود التركمان المخلصين لأن النظام لم يكن يسمح لصوت هؤلاء ان يصل ويسمعه الشعب العراقي وكانوا يطلقون على كل الساكنين في شمال العراق كراد لعدم فهمهم لغتهم ظنا منهم ان اللغتين واحدة أو كانت هناك جهات مغرضة تدعم هذا الاتجاه, وكان الشباب التركماني يعاني من أجل مبدئه ودينه من ظلم النظام وكانوا يرتقون أعواد المشانق الى جانب اخوانهم من الوسط والجنوب وكانت الدماء تمتزج وهناك كانوا يتعارفون ويعرفون ان فتية مؤمنة ممن يحملون فكر محمد ص وأهل بيته موجودون في كركوك وأطرافها وفي الموصل وأنحائها وكانت قطرات الدموع تنهمل لكنهم رحلوا وخلفوا في سويداء القلب نيرانا دون ان يبثوا همومهم ويكملوا مشوارهم ولكنهم أوثقوا عرى المحبة بين التركمان في الشمال وبين العرب في الوسط والجنوب بدمائهم الزاكية وأيقظوا النائمين وأرشدوا الغافلين بأن لكم في الشمال اخوة فلا تدعوهم يبقون مظلومين وأعينوهم على تثبيت حقوقهم ولا تخذلوهم فالانتخابات على الأبواب ولا تدعوا المصالح الضيقة والأتفاقيات الزائلة تثنيكم عن اخوانكم التركمان في كركوك وأربيل والموصل وقد زالت الحجج بأن النظام البعثي الجائر كان هو الهاضم لحقوقهم فلنرى ماذا أنتم عاملون ويوم القيامة مسؤولون.
قام النظام الجائر بسن قانون فريد في نوعه كبتك الاذان وهو قانون تصحيح القومية حيث تعرض التركمان الى هجمات شرسة اما الرضوخ لمطالب الحكومة الظالمة وتبديل القومية من التركمانية الى العربية أو البقاء في الوطن غريباً مهاناً حيث لا تملك شيئاً ولا يسجل بإسمك شئ هذا ان منّوا عليك بالبقاء ولم يلحقوك بدار البقاء
وإما الهجرة الى خارج الوطن وقد آثر العديدون الهجرة آملين سقوط النظام وعاملين من اجل ذلك ومضحين بكل غال ونفيس وقدموا أنفسهم قربانا في سبيل الله والوطن.
وبعد زوال الطاغوت دخلت العراق مجموعات غريبة تربوا على الثقافة الطائفية وبدؤا يكفرون المسلمين ويقطعون الرؤوس ويبحثون عن الأسماء ان تشابهت أسامي الطائفة الفلانية قتلوه وان لم تتشابه اخلو سبيله، واستطاعوا خداع بعض العراقيين واستمالوا بعضا من العرب والأكراد وشكلوا مجموعات.
ولكنهم لم ينجحوا بزرع الطائفية بين العراقيين بفضل العلماء الواعين وبقي الشعب التركماني سالما من هذه الأمراض الفتاكة لأنه شعب واع يدرك الواقع ويدرسه جيدا من خلال حركاته واحزابه الاسلامية والقومية ومجموعاته الانسانية ويخمد هذه الأصوات المبحوحة وكأن في رنين صوتها يخاطب الشيطان أوليائه.
فللتركمان دين واحد وطن واحد تغمره المحبة والسلام مع جميع الشعب العراقي في الوطن العراقي فإلى غد مشرق بعيون مفتوحة وعقول واعية وايمان راسخ بأننا سنربح القضية لأن قضيتنا قضية عادلة آملين تقديم الدعم الكامل من أصحاب الضمائر الحية من العراقيين الاباة.