من نعم الله تعالى على شعبنا التركماني نعمة الايمان. . . . فالتركمان بطبيعتهم مؤمنون بالله تعالــى وتعاليم ديتنا الاسلامي الحنيف ايمانا عميقا نابع من الفطرة. . . ويتجلى هذا في عدم بروز افكار او تيارات ملحدة او ماركسية او شيوعية عبر المسيرة السياسية لهذا الشعب والتي تبلورت أبتداء مـن اواسط القرن الماضي وصولا الى يومنا هذا.
وينقسم التركمان مناصفة بين الشيعة والسنة،مع وجود عوائل عديدة مؤمنة بالديانه المسيحية والذين هم تركمان اصلاء ولكن الضغوط الاخيرة اضطرت معظمهم الـى الانزواء تحت مضلة الكلدواشوريون حسب التقسيمات التي حاول ولايزال المحتل يحاول زرعها ضمن شعبنا العراقي.
ويسمى هولاء بالتركمانية (بمسيحيي القلعة)،وهولاء لديهـم احترام كبير للديانه الاسلامية نتيجة عيشهم المستمر بجوار اخوانهم التركمان المسلمين.
المهم في الموضوع … ان الغالبيـــة الساحقة مـن شعبنا مسلمة مؤمنة،مترابطة. . ومتصاهرة حد التفاخر فنرى احـــــد التركمان يتفاخر باعمامه الدوزلاويين (نسبة الــــى مدينة الطوز) واخواله اهل كركوك,بينما الاخر يتفاخر باعمامه الكركوكليين واخواله الامرليين.
ونرى اهل السنة من التركمان اقرب النــــاس الى اهل بيت الرسول (ص)،فبيوتهم مليئة باسماء حسن وحسين وعلي وزياراتهم السنوية المتعددة الى مراقدنا المقدسة في كربلاء والنجف والكاظمية هـي مظاهر احتفالية ويحرص الجميع على عدم تفويتها،ولاتزال اجمل ذكرياتي من عهد الطفولة هي الزيارات الجماعية التي كنا نقوم بها الى كربلاء والنجف والامام زين العابدين. ولإتزال نسائنا عندما يتذرن النذور …. فأنهن ينذرنهن للحسين والعباس (صلوات الله عليهم).
لقد حتمت ظروف النضال ضد الطاغية،بروز تيارات متعددة في الوسط التركماني تعمل من اجل إحقاق حقوق التركمان المهضومة والى رفع الظلم التعسفي الكبير الذي لحق بالتركمان واخذ أشكال بالغة العنف والتعسف مع حلول سبعينات القرن الماضي.
فتبلور ما اصبح يدعى بالساحة التركمانية بالأحزاب القومية والأحزاب الإسلامية،ولنا وقفة مع هاتين التسميتين:-
- أحزابنا القومية تتمثل أساسا في الجبهة التركمانية العراقية والأحزاب المنضوية تحت لوائها (الحزب الوطني التركماني – حزب توركمن أيلي – حركة التركمان المستقلين – نادي الإخاء التركماني – الحركة الإسلامية لتركمان العراق) إضافة الى الحركة القومية التركمانية وهي تنظيم مستقل عن الجبهة.
وهذه الأحزاب تنادي بضرورة إحقاق وتثبيت حقوق التركمان ضمن وطننا العراقي الكبير،وإنهاء التهميش المتعمد لهذا الشعب الذي استمر طيلة حكم النظام السابق وحرمانه من ابسط حقوق المواطنة والعيش الشريف في وطن يعتز به ودافع عنه وقدم في سبيله الشهداء عبر التاريخ.
هذا التهميش المتعمد الذي تعاظم مع عهد الحرية الجديد الذي جلبه إخواننا وشركائنا في المعارضة الذين تناسوا متعمدين هذا الشعب المناضل الاصيل, في سبيل مصالح حزبية وسياسية ضيقة.
• أحزابنا الإسلامية المتمثلة في الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق وحركة الوفاء لتركمان العراق وهي فاعلة ضمن وسط إخواننا التركمان الشيعة،بالإضافة الى حزب العدالة التركماني الفاعل ضمن أوساط السنة.
وأنا اكتب هذه الكلمات اشعر بالأسى للظروف التي اضطرتني لكتابتها،لأنني اشعر وأومن عن يقين بأنه لا يوجد سنة او شيعة بين التركمان،بل كلنا مؤمنون … مسلمون. . وكما نقولها بالتركمانية ((مسورمان)).
فأحزابنا القومية ليست كافرة. . بل تنادي بأعلى صوتها بأن لا اله ألا الله وان محمد رسول الله بل وحتى ان عليا ولي الله. . وأعضائها يصومون ويصلون ويحجون بيت الله الحرام …. . بل ان أحد ابرز زعمائنا هو ضمن مواكب الحج لهذا العام.
أما أحزابنا الإسلامية …. فهي قومية وقومية وقومية،وقد أوضحت هذه النقطة في إحدى لقاءاتي مع الأخوان في قيادة الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق وكان السؤال بسيطا:-
من ينضم إليكم ……؟
هل أخانا الموجود في البصرة أو الحلة إذا كان يؤمن إن الأحزاب الإسلامية هي السبيل لخلاص الوطن وضمان مستقبله سينضم إليكم. وأجبت نيابة عنهم: كـلا … انه سينظم الى حزب الدعوة الإسلامية او المجلس الأعلى للثورة الإسلامية او حزب الله …. .
ولكن الذي سينضم إليكم هو (التركماني والتركماني فقط) المؤمن بأن الأحزاب الإسلامية فيها صلاح الأمة.
أذن لماذا لا نبرز توجهنا القومي التركماني … ولماذا ندعي اسلاميتنا فقط. . بل الأكثر. . إذا كنا حزبا او اتحاداً إسلاميا لتركمان العراق فأن بابنا يجب ان يكون مفتوحا لجميع التركمان سنة وشيعة بلا تمييز.
لذلك ومع أيمان الجميع في كلا الجانبين بعدم وجود تمايز حقيقي بين الأهداف السامية للجانبين فقد تم بذل محاولات جدية للتقارب والتوحد،كان أهمها الاجتماع الموسع الذي تم عقده في بغداد برعاية مجلس التركمان العام قبل عدة اشهر وحضره قياديو جميع أحزابنا بلا استثناء وتبلور الاجتماع عن تحديد إطار عام للعمل المشترك وتحديد أهداف محددة يلتزم بها الجميع وتحديد الخطوط العامة التي لا يجب تجاوزها في النضال من اجل حقوق شعبنا.
الانتخابـات:-
وحل علينا موعد الانتخابات،والتي سبقها طيلة الأشهر الماضية جدل ونقاش ضمن جميع فئات شعبنا من اجل اتخاذ موقف موحد حول المشاركة فيها من عدمها وكيفية المشاركة.
كان أول ما تبلور هو ضرورة المشاركة الفاعلة فيها …فأذا كنا نعاني كثيراً من الإجحاف والتهميش وألاعيب السياسة. . فان الانتخابات هي فرصة ذهبية لنا لابراز حجمنا الحقيقي وقوتنا السياسية الفاعلة على صعيد وطننا العراقي الكبير.
ولقد كانت لنا آمال في التعداد السكاني الذي كان مقررا عقده في الشهر العاشر لسنة ٢٠٠٤ لكونه كان سيمثل الخطوة الأولى في إبراز حجمنا وقوتنا الفاعلة لاسكات كل الألسنة التي نزلت بحجم هذا الشعب المناضل الكبير إلى حدود ٢٪ فقط من تعداد شعبنا العراقي (٢٪ أو ٤٪ أو في احسن الأحوال ٦٪) بينما القناعة الأكيدة لدينا بأن شعبنا لن يقل عن ۱٠٪ من تعداد شعبنا العراقي مع احتمالية وصوله إلى ۱٣٪.
ولكن الذي حصل إن التعداد لم يتم اجراءه بسبب وجود مصلحة لدى البعض في عدم اجراءه،وفاتت فرصة أخرى على طريق تضحيات ونضال شعبنا.
أذن وصلنا إلى الانتخابات. . والى ضرورة المشاركة الفاعلة فيها. . وكان هاجسنا المستمر هو عدم تصاعد الأحداث والاستفزازات إلى درجة تدفع أحزابنا لأتحاذ ردود أفعال سلبية تفوت علينا هذه الفرصة الكبيرة للمشاركة الفاعلة في بناء الوطن،كما حصل مع إخواننا في هيئة العلماء السنة وشعبنا العراقي في الانبار والموصل الذين دفعتهم الأحداث سواءً كانت صحيحة أو مفتعلة إلى اتخاذ موقف المقاطعة من الانتخابات.
لذلك تعاملت جميع أحزابنا بلا استثناء بموقف الحكمة والعقلانية تجاه إحداث تلعفر الجريحة التي كان يخطط لها إن تكون فلوجة أخرى،رغم كل المآسي التي حاقت بشعبنا الصابر في تلعفر.
وقرر الجميع المشاركة , وتم تنظيم اجتماعات يومية منذ شهرين حول بلورة صيغة المشاركة،وقد كانت الصيغة المثلى هي المشاركة ضمن قائمة موحدة بأسم جميع التركمان وتم اتخاذ الخطوات الحثيثة في اتجاه إعداد القائمة الموحدة.
ولكن الذي حصل إن أخواننا في الاتحاد وحركة الوفاء قرروا المشاركة في قائمة الائتلاف العراقي بأربعة مقاعد،ولهم مبرراتهم التي شرحوها في صحفهم ووسائل إعلامهم ولست هنا بصدد مناقشة هذه المبررات بقدر اهتمامي بالوصول الى الاستنتاج السليم حول ماهية التحرك السليم المطلوب من أبناء شعبنا يوم التصويت.
المطلوب في هذه المرحلة هو إثبات شرعية وجود شعبنا التركماني ضمن خارطة عراقنا الكبير واقرار حقوق شعبنا في التمتع بكامل خيرات الوطن والمساهمة الفاعلة في بناءه وتحمل المسؤوليات ضمن عراقنا الكبير أسوة بجميع أطياف شعبنا الكبير. فقد انتهى والى الأبد مبدأ المواطنة من الدرجة الثانية والثالثة وانتهى عهد الاضطهاد والظلم. ولكن لكي تتم المشاركة الفاعلة في العهد الجديد فأن ذلك يتطلب منا المساهمة الفاعلة في التصويت لإيصال مرشحينا إلى مقاعد الجمعية الوطنية.
ومن الطبيعي أن تكون قائمة (جبهة تركمان العراق) هي الوسيلة التي سنستخدمها والقائمة التي سنصوت لها. فهي أأتلاف منسجم شامل , يجمع أحزابنا القومية والإسلامية وعشائرنا التركمانية،وتعبر بصوت عال عن أهداف ومطالب شعبنا التركماني في أحقيته بالعيش الكريم مرفوع الرأس ضمن عراق حر مستقل موحد لا كبير ولا صغير فيه،بل الجميع فيه متساوون أمام القانون بدون تسلط او طغيان ومرشحيها من العناصر المعروفة بنضالها السياسي ضمن مسيرة شعبنا العراقي وضمن صفوف المعارضة العراقية ويتمتعون بمواصفات النزاهة والإخلاص وحب الشعب وهدفهم جميعا إعلاء راية التركمان ضمن عراقنا الموحد الحبيب.
لذلك يجب إن نحرص على التصويت لها … سنة وشيعة … سكان مدن او قرى وقصبات.
لان المسالة المهمة الان وقبل كل شيىء هي اثبات حقوقنا القومية أولا وأبراز ثقلنا الكبير ضمن وطننا العراق العزيز ,منطلقين في سبيل ذلك من أيماننا الراسخ بديننا الاسلامي الحنيف وتعاليمه السمحاء,ومن ايماننا الكبير بشعبنا التركماني الصابر وقضيته العادلة , ومن ايماننا القوي بعراقيتنا الاصيلة وحب دجلة والفرات والنخلة الشامخة شموخ العراق العظيم.
وبأسم شعبنا التركماني المؤمن الصابر , نؤكد أعتزازنا العالي والكبير بالمرجعية الشريفة ممثلة بآية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) وحفظه الله تعالى لنا ولامتنا, فهي مرجعية دين ودنيا, وأثبتت حكمة وحلما كبيرين في مواجهة المؤامرات التي تستهدف وحدة وتلاحم شعبنا العراقي , وأننا ننأى بالمرجعية الشريفة من أن يكون لها أبناء مدللون , فكلنا أبنائها , ومصير وطننا وشعبنا العراقي أمانة في أعناقها وأعناقنا جميعا, والله الموفق.
* مفكر تركماني مستقل