عان الشعب التركماني خلال العهد الصدامي من ظلم وتعسف
واضطهاد من خلال الممارسات الغير الانسانيه من سلب
البيوت والاراضي والتهجير والاعدام لتهم مختلفه وكذلك
الممارسات العنصريه والتي كانت تهدف الى محو هذا الشعب
وسلب هويته القوميه والوطنيه والذي وصل الامر الى منع
الاسماء التركمانيه وتسجيل القوميه التركمانيه في سجلات
النفوس.
اليوم اثبت هذا الشعب اصالته وتمسكه بقوميته رغم كل
الماءسي التي مرت به وذلك من خلال التوجه الى صناديق
الاقتراع متجاوزا كل الصعوبات والاحتمالات التي قد يتعرض
لها من قبل الارهابيين وبعض الاطراف التي لاتريد الخير
للتركمان وكان منظرا في غايه الجمال عندما شاهدنا هذا
الجمهور الغفير من التركمان وهم يتوافدون منذ الصباح
الباكر لادلاء بصوته بكل شوق وفخر مما حدى بالبعض منهم
الى تشبيه هذا اليوم بالعيد واخر بالعرس لانه اليوم الذي
انتظره العراقيين عموما والتركمان خصوصا منذ زمن طويل
لانهم و منذعقد من الزمان منعوا من هذا الحق. والملفت
للنظر مشاركه الجميع من شاب وشابه وعجوز ولن يتخلف من
الحضور للتصويت حتى المعاقين وكبار السن الذين يعانون
من الشيخوخه و بالرغم من صعوبه تنقلاتهم مما اضطر البعض
الى مساعتهم بالوسائل المتاحه للوصول الى مراكز
االانتخابات، ان كان هذه العمليه دلت على شيء فاءنما
يدل على مدى حب وتمسك الانسان التركماني لقوميته من
ناحيه ولاثبات وجوده من ناحيه اخرى وهذا ما لمسناه عند
احد المصوتين والذي هو شخص مسن لايقدر على المشي وضعيف
السمع عندما قال (لقد جئت الى هنا لاعطي صوتي للتركمان
وبكل فخر لانني ولدت تركمانا وعشت تركمانا وساموت
تركمانا) قد ينظر البعض لهذه الكلمات بانها لحظه عاطفه
او ماشابه لكنني اعتقد بانها ابعد من ذلك لان هذا الرجل
وبهذا العمر قد عاش زمنا ذات حلقات تاريخيه مختلفه وحقبه
زمنيه معينه وعان ما عان كانسان تركماني خلال هذه الحقبه
الزميه او تلك وذاق مراره هذه الازمان وهو يريد بهذه
الكلمه ان يقول بان الحق لايموت ولا يستطيع احد مهما
كانت قوته ان يسلب اراده الاخرين ومحو شعب قادر على
الحياه.
ومن هنا نحيي شعبنا التركماني من نساء ورجال وشباب وشيوخ
على هذه الوقفه التاريخيه من اجل عراق الخير والمحبه وهم
اهل لذلك وان تصويت بعض من الاخوه العرب في كركوك خير
دليل على وطنيه التركمان وحبه للتعايش السلمي مع الاخرين
من ابناء الوطن الواحد من شماله الى جنوبه،
ونتمنى ان تجري المراحل المقبله من هذه الانتخابات
بالنزاهه سواءاكان تصويت بعض المناطق الموءجله او فرز
الاصوات لان المرحله الاولى من التصويت قد تخللت ببعض
التجاوزات وعدم امكانيه بعض التركمان من التصويت في
مناكق معينه ولاسباب مختلفه مثل تلعفر وسنجار وبغداد
وحسب ما افادنابه بعض المصادر. نتمنى من اللجنه العليا
المستقله الانتباه لهذا الامر والالتزام بالحياديه لانها
مساءله حساسه في ظروف صعبه حتى نرى مجلسا وطنيا حقيقيا
وليس مجلسا وطنيا مستنسخا من المجلس الوطني لصدام حسين