ARTICLE لم أتوقع أن تثير مقالتي السابقة التي كان عنوانها (انا عربي... وسأصوت للتركمان من أجل وحدة العراق) كل الجدل الذي أثارته. فقد تقاطرت علي الرسائل بين مؤيد ومعارض وشاكر وشاتم. العديد من الأخوة العرب و (الاكراد) أيدوني في طرحي وضمو أصواتهم إلى صوتي.
اما الاخوة التركمان فقد امطروني برسائل الشكر والامتنان بشكل جعلني ازداد يقيناً بان هذه الفئة من الشعب العراقي هي فعلاً مظلومة ووفيه لتراب هذه الأرض الطيبة، وهم فعلا يفتقدون إلى الذي يقف معهم ويساند قضاياهم التي تخلو من أية دعوة إلى الانفصال أو المساس بوحدة وسيادة العراق.
وكما توقعت ايظاً، فقد أتهمني آخرون العمالة و الخيانة وكلمات نابيه أخرى يعف لساني عن ذكرها.
لكنني أسالهم هل الخائن من يريد وحدة العراق ام هو الذي يريد تقسيمه؟ اليس خائناً من يضع شروطاً لعراقيتة؟
اعتقد أن الخائن هو الذي يضع يده بيد صدام لكي يذبح ويقتل أبناء جلدته كما حدث في اربيل سنة ١٩٩٦.
كما ان الأعتراف و الاستعانة بالكيان الصهيوني والتجرأ على أدخال (جواسيسه) هي الخيانة والعمالة. والوقوف بوجه كل هذه المؤامرات هو واجب يقع على عاتق كل عراقي ممن لدية وطنه وأرضه. وهذه الروح الوطنية هي التي طالما لمستها من التركمان ولم أر منهم من يقبل الذل أو التنازل عن مبادئة الوطنية من أجل مكسب أو مصالحة لذلك ظلو مظلومين طوال وجودهم في هذا البلد.
من خلال دراستي الجامعية في جامعة بغداد، تعرفت الى الكثير من الاخوة التركمان. وقد تفاجأت في بداية الامر من هذا العدد الكبير منهم في الكليات، كأساتذة وطلاب لأنني لم أكن أعرف من هم التركمان أصلاً. لكنني بعد أن تعرفت اليهم أيقنت بانهم فعلاً قومية مثقفة واناس اوفياء لوطنهم ولشعبهم. وعندها فقط تعرفت الى مدينة تسعين التركمانية وشهدائها، وعرفت أن الكثير من قياديي حزب الدعوة الاسلامية كانوا فيها...
وعرفت كم من الشهداء الذين أعدموا لانتمائهم لحزب الدعوة قد اعطت هذه المدينة ورغم كل هذه التضحيات لم اكن اعرف هذه المدينة، بل واغلب الشيعة لايعرفونها.
بالاضافة الى كل هذه الاسباب، فالتركمان فعلاً هم الوحيدون الذين يقفون بوجه تقسيم العراق هذا اليوم. وهم الوحيدون الذين يقفون بوجه المخططات الانفصالية لبعض الاحزاب الكردية.
أنا اعتبر كل من يسعى الى المساس بوحدة هذه الارض خائناً لايستحق أن ينعم بخيراتها، ويجب ان يحارب من قبل كل عراقي شريف غيور على بلده. وها أنا اعلن مرة اخرى:
لأن التركمان هم من يقفون أمام تقسيم العراق فأنا معهم وسأمنح صوتي لجبهة تركمان العراق، أنا والكثير من الذين ساندوني في موقفي من اخوتي في البصرة وبغداد وباقي انحاء العراق ولن نتركهم وحدهم في مواجهة أعداء العراق، ولازلت ادعوا كل الخيرين ليساندوا التركمان في موقفهم وأدعوهم ان يفكروا في مستقبل بلدهم جيداً قبل ان يصوتوا.