وهكذا يغدر الغادرون
(الحمد لله على سلامة الزملاء في الفضائية التركمانية)
رغم كوني دقيقا للغاية في فتح ومعالجة الرسائل الإلكترونية وخصوصا المحملة بالفيروسات توقفت عن الكتابة فترة وجيزة نتيجة استلامي رسالة فيروسية من أحد الأنذال وذوي النفوس الضعيفة من حثالى مجتمعنا العراقي. في هذه المرة تمكن هذا النذل من اختراق صندوقي البريدي الإلكتروني بفيروس أرسله إلى عنواني الإلكتروني باسم أحد زملائنا الأعزاء الذين لا يخطرون على بالنا بأن يرسلوا إلينا فيروسات لكي يأذوا بنا ويشلوا حركتنا ويكونوا حجر عثرة في سبيل نضالنا. وكيف يخطر على بالي بأن يبعث لي زميلي وحبيبي وأخي العزيز ومخلص أمتنا الأستاذ صبري طرابية رسالة محملة بفيروس؟ وما هو الدافع من وراء إرساله الفيروس لي ويربطني وإياه عمل ونضال مشترك وصداقة متينة يحسدنا الأعداء عليها. فحاولت بشتى الطرق فتح الرسالة وتمكنت من ذلك ولكنني تسببت في قطع اتصالاتي مع جميع زملائي الشرفاء الغيارى من أشقائي العرب والكرد والتركمان. وتألمت كثيرا على عدم إمكانيتي الرد على رسائل أحبائي وأعزائي وأساتذتي الكتاب والصحفيين والمفكرين. وتألمت كثيرا وأنا أتابع الانتخابات في مدن وقصبات بلادي عن طريق الفضائيات العراقية والعربية والعالمية ولا أستطيع الكتابة عن ما يجري في أرض وادي الرافدين من ألاعيب الخونة والمتآمرين على شعبي المظلوم.
انتخابات صرفت عليها البلايين من الدولارات وجندت لها الألوف من البشر من عراقيين وعرب وأجانب. تبنت نجاحها منظمات عالمية مستقلة. طبلت لها أكثر من عام. مهزلة بدأت وانتهت ومهزلة أخرى سنراها والعالم عندما تظهر نتائجها. إرهاب وتجاوزات وانتهاكات وألاعيب وخدع وتزاوير تحت عباءة قوات الحرس الوطني والمراقبون المشرفون عليها. أبناء عشرات الأقضية والنواحي وآلاف القرى حرموا التصويت نتيجة عدم تواجد المراكز الانتخابية في مدنهم وقراهم أو نتيجة تخويفهم بإطلاقات قوات الحرس الوطني لعدم مشاركتهم التصويت لكي تكون كفة ميزان الخونة والعملاء هي الغالبة.
وفي كركوك تلك المدينة العراقية التي عاش فيها التركمان والعرب والكرد والكدان والآشوريين منذ أقدم العصور وتقاسموا سرائها وضرائها، لم يكفي الحاقدين على أخوة العرب والتركمان والكرد وعشرتهم الجميلة كل هذه الجرائم والانتهاكات والغدر والخداع والتزوير والألاعيب والإرهاب التي مارسوها منذ الصباح الباكر وحتى آخر لحظة قبل نهاية الانتخابات. فقام بعض أولئك الحشرات الصفراء الذين قدموا إلى كركوك بعد مشاركاتهم في الانتخابات في مدنهم وقصباتهم وشاركوا في كركوك أيضا ورغم أنوف المفوضية العليا للانتخابات العراقية، والذين كانوا يرتدون ملابس الشرطة ويستقلون سيارتهم بالمهاجمة على مبنى فضائية توركمن إيلي ورشقها بنيران رشاشاتهم. مما أضطر حراس مبنى الفضائية الرد عليهم وإجبارهم على الفرار. علما إن الفضائية في اللحظة التي استهدفت فيها كانت تبث برنامجا خاصا عن الانتخابات للزميل يلمان هاجار أوغلو والذي كان بدوره يجري لقاءا هاتفيا مع الدكتور فاروق عبد الله عبد الرحمن رئيس الجبهة التركمانية عن نتائج الانتخابات الأولية في بعض المراكز الانتخابية في كركوك والتي أسفرت عن الفوز الساحق لقائمة الجبهة التركمانية التي عكرت مزاجات أولئك الأوغاد المارقين.
نعم هذه لغة العصاة عن القانون الذين لا يعرفون الإنسانية واحترام حقوق الإنسان. ولم يغيرهم ظلم وطغيان البعثيين طيلة خمس وثلاثون عام بشيء. هم بأنفسهم أحفاد أولئك الغادرين الجبناء الذين قدموا في الماضي من السليمانية وجمجمال وقلعة دزة وغيرها من مدن وقرى شمال العراق وارتكبوا مجزرة كركوك الرهيبة في الرابع عشر من تموز ١٩٥٩ وسحلوا الأبرياء من أبناء كركوك في الشوارع. فالحمد لله على سلامة أشقائنا الأعزاء في فضائية توركمن إيلي ووفقهم الله لخدمة الشعب العراقي العظيم. وبارك الله بهم لشعبهم التركماني العراقي وإيصال صوتهم العادل إلى العالم كله لنيل حقوقهم المغتصبة من قبل الحكومات العنصرية الفاشية الظالمة وفضح نوايا الأعداء والحاقدين المحسوبين غدرا وظلما على أبناء شعب العراق الذي ناضل سنوات طويلة ضد كافة أنواع الاستعمار والطامعين لأراضيه وظلم وغدر النظام الصدامي المجرم. فقلوب العراق مع زملائنا التركمان في فضائية توركمن إيلي مثلما هي مع قلوب العراقيين جميعا في كل مكان ويحفظهم الله من شر الجاهلين والغادرين.
!نزاهة الانتخابات العراقية؟
إن عدم إجراء التعداد السكاني العام قبل الانتخابات في العراق كانت المؤامرة الأولى ضد تطبيق الديمقراطية الحقيقية في بلدنا الحبيب. ونتيجة تأجيله إلى شعار آخر مجهول لم يكن بوسع أحد من معرفة عدد سكان المحافظات العراقية والأقضية والنواحي والقرى التابعة لها. ونتيجة ذلك لم يكن بمقدور أحد من معرفة حجم مكونات الشعب العراقي من عرب وكرد وتركمان وكلدان وآشوريين وأرمن وصائبة ويزيديين وشبك. وإن جميع الانتهاكات وأعمال التزوير والتلاعب التي حدث في انتخابات المجلس الوطني ومجالس المحافظات كانت نتيجة عدم إجراء التعداد السكاني ومعرفة الأعداد الحقيقية لمكونات الشعب وعدد الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات في كل محافظة ومدينة وقصبة وقرية.
ولو أخذنا الانتخابات التي أجريت في شمالنا الحبيب لوجدنا العشرات من أنواع التجاوزات وأساليب الخداع والتزوير والتلاعب وسرقة صناديق وبطاقات التصويت التي تدل على عدم نزاهة الانتخابات وسيطرة بعض الميليشيات الكردية المسلحة التابعة لحزبي مام جلال ومسعود البارزاني على جميع المراكز الانتخابية لتسيير نتائج الانتخابات لصالح قائمة التحالف الكردي. فقبل يومين فقط استلمنا تقارير من زملاء تركمان وكلدان وآشوريين في أربيل تفضح الميليشيات الكردية التابعة لمسعود البارزاني في إجبارهم الذهاب إلى كركوك والتصويت لصالح القائمة الكردية. كما ودخول عشرات الآلاف من الأكراد الموالين للحزبيين الكرديين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني بعد غلق منافذ كركوك الخارجية قبل يوم من الانتخابات لدليل واضح على عدم نزاهة السيد محافظ كركوك الكردي وشرطة المحافظة وقوات الحرس الوطني الذين أغلب عناصرهم من الكرد في غلق الطرق الخارجية أمام آلاف الأكراد الذين دخلوا إلى كركوك بسياراتهم التي تحمل أعلام الحزبين الكرديين المذكورين.
جرت الانتخابات في محافظات أربيل وسليمانية ودهوك تحت رعاية وإشراف الحزبين الكرديين وحسب التقارير التي استلمناها من أشقائنا الأكراد الغير موالين لمام جلال ومسعود البارزاني بأنهم أجبروا التصويت على قائمة التحالف الكردي وإن الآلاف من المواطنين قد صوتوا لأكثر من مرة لزيادة عدد المصوتين لقائمة التحالف الكردي في المجلس الوطني وإن إعلان مام جلال بمشاركة مليون ناخب في الانتخابات في مدينة السليمانية وحدها التي هي أصغر المحافظات العراقية والتي لا تصل مجمل أعداد سكانها مليون نسمة وإعلان مشاركة أكثر من ١١٥٠٠ ناخب في ناحية التون كوبري التي لا تزيد عدد نفوسها على عشرة آلاف نسمة لوحداهما كافيتان على عدم نزاهة الانتخابات ومن أين حصلوا على ٢٥٪ من نسبة مقاعد المجلس الوطني. وحسب شهادة المئات من أبناء أربيل من التركمان تم إجبار الناخبين التركمان في محافظة اربيل على التأشير بقلم الرصاص على أوراق الاقتراع لكي يكون بالامكان مسحها وتغييرها، في ظل غياب الرقابة الدولية أو أية رقابة أخرى مستقلة.
في مدينة تلعفر التابعة لمحافظة موصل(ذات الأغلبية التركمانية) تم فتح مركزين انتخابيين فقط على الرغم من الكثافة السكانية لهذه المدينة والبالغة تعدادها أكثر من ٤٠٠٠٠٠ نسمة، مما أدى إلى حرمان أعداد كبيرة من المواطنين التركمان من الإدلاء بأصواتهم نتيجة لطول المسافة بين مراكز الانتخاب ومناطق سكناهم وتعرض المدينة في ذلك اليوم بالتحديد إلى عمليات القصف التي أعاقت بدورها أيضا وصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع. ولم يتمكن أكثر من ٣٠٠٠٠ ناخب تركماني في ناحيتي العياضـية والمحلبية التابعتين لمدينة تلعفر والقرى المحيطة بهما من الإدلاء بأصواتهم لعدم تخصيص صناديق اقتراع لهم.
أما في كركوك تلك المدينة العراقية التي نجت من تعريب صدام ليبدأ تكريدها من قبل الشوفينيين الكرد والتي يعيش فيها العرب والتركمان والكرد والكلدان والآشوريين والأرمن فشهدت المدينة أكبر التجاوزات والانتهاكات والاعتداءات على المراقبين وسرقة صناديق وبطاقات التصويت من قبل الميليشيات الكردية والمراقبين الكرد. حيث نزحت أعداد كبيرة من المواطنين الأكراد إلى محافظة كركوك من سكنة محافظتي أربيل والسليمانية، وتم إسكانهم في مدارس منطقة (رحيماوه) واستضافة الفائض منهم في البيوت بإيعاز وإشراف مباشر من قبل (فرع الاتحاد الوطني الكردستاني) في منطقة (رحيماوه). وقامت أعداد كبيرة من الناخبين في هذه المنطقة بالتصويت لأكثر من مرة (مرتان وثلاثة وأربعة وخمسة) من دون أن يلونوا أصابعهم بالحبر الخاص وأمام أنظار مسئولي وموظفي المراكز الانتخابية في المنطقة. وعلم أيضا ً بأن أعداد كبيرة من الناخبين في المنطقة ذاتها شاركوا التصويت على الرغم من عدم بلوغهم السن القانونية (١٨ سنة) بعد أن تمت إضافة أسمائهم إلى القوائم الانتخابية من قبل الموظفين في تلك المراكز. على سبيل المثال مدرسة (منجولي) الواقعة خلف امن الكرامة سابقا ً ومركز (عرفة) الانتخابي. وقام بعض الأشخاص بالتصويت نيابة عن أشخاص متوفين منذ أكثر من سنة. على سبيل المثال، كما حدث في مدرسة (أسيري) الكائن في منطقة (رحيماوه) خلف مركز شرطة الأندلس، حيث قام المدعو (حسين صابر) بالتصويت نيابة عن والده المتوفي (صابر أبو الدجاج). علما بدأ عملية التصويت في منطقة (رحيماوه) منذ الساعة السادسة صباحا بدلا من الساعة السابعة في منطقة من اجل السماح للغرباء أولا ً بالإدلاء بأصواتهم دون مضايقة احد. وصوت حوالي (٢٠٠٠) من أفراد الحرس الوطني من القومية الكردية مرتين في مراكز الاقتراع، وذلك في مواقع واجباتهم ومن ثم في مناطق سكناهم. وقام الموظفين في المراكز الانتخابية في منطقة (رحيماوه) بمعارضة وزجر كل من يدلي بصوته لغير القوائم الكردية بحجة أنه لا يجوز قانونا ً للكردي أن يدلي بصوته لغير الكردي. كما وقام موظفي أكثر المراكز الانتخابية في المناطق الكردية بإعطاء الناخبين أكثر من استمارة ناخب كما هو مبين ومثبت في شهادات المراقبين في العديد من المراكز الانتخابية.
وفي كركوك أيضا تم استحداث ثمانية مراكز للاقتراع صبيحة يوم الانتخابات في المناطق الكردية من محافظة كركوك وأنيطت حمايتها لأفراد الحرس الوطني المستقدمين من محافظة السليمانية ومنع شرطة محافظة كركوك من الاقتراب منها، علما بان هذه المراكز ليست مدرجة في قوائم المراكز الانتخابية التي أصدرها مكتب المفوضية في كركوك، وهذه المراكز هي:-
١- مدرسة كوران
٢- مدرسة آلاء
٣- صناعة إمام قاسم
٤- مدرسة الشهيد ماموستا رشاد
٥- مدرسة مهابات
٦- مدرسة إمام قاسم
٧- متوسطة الإسكان
٨ - مدرسة ١١ آذار
كما شهدت المناطق التركمانية من كركوك غياب الاستمارات الانتخابية في أكثر من مركز انتخابي، مما أدى إلى حرمان أعداد كبيرة من الناخبين التركمان من الإدلاء بأصواتهم، وقد أغلقت مراكز أخرى قبل انتهاء الوقت الرسمي بحجة نفاذ الاستمارات الانتخابية، والتفسير الوحيد لهذه الحالة هو أن هذه الاستمارات قد سرقت من قبل جهات معينة لمنع الناخبين التركمان من الإدلاء بأصواتهم كما حدث في المركز الانتخــــــــابي في مدرسة (اتابكلر) في منطقة ١ آذار. كما وتم تغيير مواقع بعض المراكز الانتخابية في مدينة كركوك ونقلها من المناطق التركمانية إلى المناطق ذات الأغلبية الكردية قبل يوم واحد فقط من بدء الانتخابات، فعلى سبيل المثال تم تغيير موقع مركز الوكيل محمد علي صادق من مدرسة (مراكش) إلى مدرسة أسيري بحجة الازدحام. وتم أيضا سرقة صندوقين للاقتراع من المركز الانتخابي في مدرسة (أبي تمام) ليلا ً، من قبل أفراد الحرس الوطني. كما وقام بعض الجمعيات والمنظمات الكردية غير المخولة بالدخول إلى مراكز الاقتراع بغية التشويش وتغيير وتزوير استمارات الناخبين. على سبيل المثال ما يدعى بجمعية (كومه لي ٦٣ كركوك) الكردية. والتلاعب بنتيجة فرز أصوات مركز (عرفة) من قبل بعض الجماعات الكردية. وللعلم أيضا بأن عمليات التصويت في المناطق الكردية من محافظة كركوك وطوزخورماتو استمرت لساعات بعد انتهاء الموعد المقرر لغلق مراكز الاقتراع، وعندما اعترض المراقبون من الأحزاب الغير الكردية على ذلك طردوا بقوة السلاح بعد أن أهينوا من قبل الحرس الوطني.
أما في قضاء طوز وقرى البيات وأقضية خانقين وكفرى ومندلي والمقدادية ونواحي السعدية ومئات القرى التركمانية كبسطاملي، آمرلي، منصورية الجبل كانت التجاوزات والتزوير والتلاعب والسرقة لصالح قائمة التحالف الكردي. فالبطاقات الانتخابية في قريتي مفتول الصغيرة ومفتول الكبيرة التابعتين لقضاء طوز خورماتو جميعها تشير إلى انتخاب قائمة التحالف الكردستاني (١٣٠) مع العلم أنهما قريتان عربيتان ولا يوجد فيهما أي كردي ولم يشترك أهالي القرية في الانتخابات مما يثبت تزوير البطاقات الانتخابية الخاصة بالقريتين واستغلالها لصالح القائمة المذكورة. وأيضا بعض القوائم الانتخابية في ناحية سليمان بك التابعة لقضاء طوز خورماتو تشير إلى انتخاب قائمة التحالف الكردستاني مع العلم إن سكانها هم من العرب والتركمان، وقد داهمت قوات الحرس الوطني)التي يشكل الأكراد غالبية أعضائها) المراكز الانتخابية في هذه المنطقة، وهذا يثبت إن التزوير حدث بعد مداهمة هذه القوات. كما وحرم حوالي ٣٠٠٠ ناخب تركماني من الإدلاء بأصواتهم في ناحية المنصورية بسبب سرقة المركز الانتخابي في الناحية من قبل جماعات مجهولة. و تم فتح مركز الاقتراع في قرية (بير احمد) التركمانية في الساعة العاشرة أي بعد ساعتين من الموعد الرسمي من قبل البشمركة واستمر التصويت إلى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر ثم نقلت الصناديق إلى مكان مجهول بدعوى إن القوات الأمريكية تريد الصناديق ولم تسلم الصناديق إلى المفوضية إلا صباح اليوم الثاني بعد الانتخابات. أما بعد انتهاء التصويت في ناحيتي (ينكجه وبسطاملي) ذات الأغلبية التركمانية، قامت مجموعة من البشمركة مرتدين الزى الرسمي للحرس الوطني بنقل صناديق الاقتراع التي يبلغ عددها ١٨ في ينكجة فقط إلى مكان مجهول مدعين إنها تعليمات القوات الأمريكية، ومن شدة ارتباكهم وقع احد صناديق الاقتراع في الشارع العام وتناثرت الاستمارات الانتخابية في الشارع. ولم تسلم إلى المفوضية إلا بعد مدة طويلة كانت كافية للتلاعب بالنتائج.
إلى جانب كل هذه وغيرها الكثير من التلاعبات والتزوير والانتهاكات الغير إنسانية التي تبرهن عدم نزاهة الانتخابات فكانت هناك عدم نزاهة المسئولين والجهات التي اشتركت في إجراء هذه العملية التي طعنت الديمقراطية بخنجر مسموم. وعلى سبيل المثال لم تكن هناك عدالة في توزيع المراقبين على المراكز الانتخابية، فضلا ً عن طرد المراقبين من القومية التركمانية من المراكز الانتخابية قبل انتهاء الوقت المقرر لإغلاق صناديق الاقتراع. و تواطؤ الموظفين في اغلب المراكز الانتخابية في المناطق الكردية مع جهات معينة مما أدى إلى حدوث حالات من الانفلات. وقيام الموظفين في بعض المراكز الانتخابية في المناطق الكردية بقبول قصاصات ورقية مختومة من المراكز الانتخابية وبالتحديد في منطقة حي الواسطي بدلا من الاستمارات الأصولية التي وزعت على الناخبين بواســـطة وكلاء الحصة التموينية. كما و رغم إعلان السلطات الأمنية فرض حالة منع التجوال على السيارات المدنية الغير مرخصة في يوم الانتخابات فان أعداد كبيرة من هذه السيارات كانت تجوب أحياء (رحيماوه) وبشكل طوابير رافعة العلام الكردية وهاتفة بشعارات استفزازية على مرأى ومسمع من أفراد الشرطة والحرس الوطني. كما و رغم إعلان السلطات الأمنية منع عمليات التنقل بين المحافظات قبل يوم واحد من بدء الانتخابات فان جميع الطرق والسيطرات قد تم إغلاقها ما عدا الطرق المؤدية إلى محافظتي أربيل والسليمانية مما أدى إلى توافد آلاف مؤلفة من النازحين إلى مدينة كركوك للتصويت ومن ثم الرجوع إلى مدنهم الأصلية وبإشراف مباشر من قبل قائد قوات الشرطة اللواء شيركو شاكر وقائد الحرس الوطني اللواء أنور اللذان هما أصلا ً من القومية الكردية. كما و تم تخصيص ١٥٠ باج خاص لتنقل السيارات الخاصة بمراقبي المفوضية إلا انه تم توزيع هذه الباجات إلى أناس وأشخاص لا يمتون بصلة للمفوضية ليصولوا ويجولوا كما يشاءون في المدينة ويدخلون إلى مراكز الاقتراع ويتدخلون في شؤون التصويت، مع العلم بان المفوضية لم تستلم سوى ٥٠ باج فقط من قبل نائب المحافظ (إسماعيل الحديدي) حسبما أفاد الأستاذ إبراهيم مدير مكتب المفوضية في كركوك علما ً بأن أكثر السيارات المرخصة كانت تابعة لأمن مدينة السليمانية (الاسايش). و قام أفراد الحرس الوطني من الأكراد بمنع الناخبين التركمان من أهالي ناحية ليلان من الوصول إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم علما ً بان أفراد الحرس الوطني والبعض من أفراد الشرطة كانوا الأداة الفاعلة في تنفيذ الكثير من التجاوزات والخروقات بحق المواطنين منذ صبيحة يوم الاقتراع حتى نهاية العملية الانتخابية. و تم تعيين احد ضباط الأمن) الاسايش (المدعو (كاك طارق) صباح يوم الانتخابات معاونا لمدير المفوضية في قضاء (طوز خورماتو). وغياب المراقبين من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من المراكز الانتخابية في المناطق التركمانية ولاسيما في محافظة كركوك هو الآخر كان عاملا مهما في جميع التلاعبات والتزوير التي حدثت. كما و استغل بعض الناس فلتان المراقبة في المراكز الانتخابية وقاموا بتدهين أصابعهم قبل غمسها في الحبر بغية التصويت أكثر من مرة واحدة. وهذا يعني إن الحبر المستعمل كان مزيفا أو ما شابه ذلك. ومنع جبهة تركمان العراق من القيام بحملة دعائية في محافظة اربيل. ومزق استمارات الناخبين التركمان من قبل بعض الموظفين الكرد في المراكز الانتخابية. و وقع اعتداء سافر على العديد من المسئولين والمراقبين في المراكز الانتخابية وعلى سبيل المثال على السيد (ممتاز احمد) مسئول مركز ابن خلدون الانتخابي من قبل قوات الأمن (الاسايش) التابعة لما يسمى بإقليم كردستان وسجن في إحدى غرف المركز الانتخابي ثم سرقوا صناديق الاقتراع وتم نقلها إلى مكان مجهول وأعيدت صباح هذا اليوم ينقصها احد الصناديق، وتم تزوير كل الأصوات في تلك الفترة. وإضافة لكل ذلك فإن المفوضية العليا للانتخابات تركت بعض المنافذ في آلية الاقتراع تم استغلالها لسوء الاستفادة من أسماء غير المشاركين في الانتخابات، وقد ظهر ذلك بوضوح في استلام الناخبين استمارة الاقتراع بدون إمضاء في سجل مراكز الاقتراع.
نعم هكذا انتهت هذه العملية الانتخابية التي طبل لديمقراطيتها المشهودة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وقوات التحالف والمفوضية العليا للانتخابات في العراق وجميع المؤسسات والمنظمات الدولية وحكومة أياد علاوي وأغلب الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تشارك في إدارة البلاد أكثر من عام. ولم يحصل العراقيين منها سوى على المزيد من خيبة الآمال في استمرار الاحتلال لبلادنا وسيطرة العملاء الجدد على إدارة حكومتنا واغتيال الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة في ربوع وطننا.
النضال من أجل الحرية والديمقراطية في العراق
يوما بعد آخر يتبين للعراقيين وسكان العالم أجمعين لماذا زج جورج بوش رئيس الولايات الأمريكية بقواته لغزو العراق. ويتبين زيف وأوهام الحرية والديمقراطية التي جاءت تلك القوات من أجل تحقيقها في العراق بعد نجدة العراقيين من عميلهم صدام حسين الذي عصى أوامرهم وابتلاءهم بحكومة عراقية تتألف من العشرات من أمثال صدام من حثالى شعبنا الذين قضوا أعمارهم في أحضان الأمريكان والإنكليز والذين لن يعصوا أوامر أسيادهم أبدا. أما الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات التي يطبلون لها فما هي إلا أوهام وأحلام لا يمكن تحقيقها إلا بنضال وتضحيات العراقيين جميعا.
نعم ومن الانتخابات التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني ٢٠٠٥ وضحت لنا كوضوح الشمس إلى من سيسلم جورج بوش مفاتيح جنة العراق ومن هم أولئك الخدم الأوفياء الجدد الذين اختارتهم المخابرات الأمريكية لمهمة العمالة للفترة القادمة. إن الذي تغير في العراق الجديد عن زمن صدام هو ظهور قيادتي مام جلال ومسعود البارزاني في الساحة السياسية العراقية وتولي رموز حزبي الاتحاد الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني أهم المناصب الحكومية في البلاد. حيث لأول مرة في تاريخ العراق يتولون منصب نائب رئيس الجمهورية ومنصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس المجلس الوطني العراقي المؤقت ومناصب مهمة أخرى. والآن يرشح مام جلال نفسه لمنصب رئيس الجمهورية العراقية فهل أكبر نعمة من هذه النعم يطالبون بها في ظل الاحتلال الأمريكي. أما الظلم للشعب العراقي واغتصاب حقوقه الشرعية وغياب الحرية والديمقراطية لازالت جميعها قائمة في بلادنا وبل أضيفت إلى تلك الجرائم والانتهاكات الأعمال الإرهابية وعدم الاستقرار وغياب الأمن واغتيال واختطاف أبناء شعبنا الأبرياء وسرقة أموالهم وتفجير مدنهم وقراهم.
فالانتخابات العراقية أظهرت حقائق مخفية كثيرة وكشفت الغطاء عن الوجوه الحقيقية لبعض الزعماء السياسيين الدجالين والمنافقين والمخادعين. الذين كانوا يدعون بالمبادئ السامية وتحقيق السلام والأمان والاستقرار وتطبيق الحرية والديمقراطية وحقوق العراقيين جميعا دون تفرقة بين عربي وكردي وتركماني وآشوري ولا مسلم و مسيحي ولا بين سني وشيعي. حيث لأول مرة في تاريخ العراق وجدنا اغتصاب حقوق العرب والمطالبة بطردهم من مناطق سكناهم والتي هي أساسا جزءا لا يتجزأ من بلدهم، جاءوا إليها في ظروف خاصة. حيث القيادات الكردية تريد منذ احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية بسط وفرض سيطرتها على شمال العراق قاطبة وجزءا من وسطه أيضا وطرد بقية الشعوب منها. وبعد جميع الخروقات والتلاعبات والتزوير والسرقة والانتهاكات والاعتداءات على الناخبين والمسئولين والمراقبين في المراكز الانتخابية تمكنا قيادتي البارزاني والطالباني من تسيير الانتخابات لصالح قائمتهم قائمة التحالف الكردي. مما أثار غضب عرب الموصل وكركوك والتركمان جميعا والكلدان والآشوريين واليزيديين والشبك والصائبة الذين رفعوا ما يقارب مائتي شكوى واعتراض إلى المفوضية العليا للانتخابات في العراق بعدم نزاهة الانتخابات مرفقين بشكاويهم قوائم تحوي مئات الخروقات والانتهاكات وأعمال التزوير والسرقة والتجاوزات على المواطنين والمسئولين من قبل الميليشيات الكردية و مديرية أمن السليمانية وأربيل (أسايش) وعناصر الحرس الوطني(أغلبهم من الأكراد). وبدورهم الآن ينتظرون الإجراءات التي ستتخذه المفوضية أعلاه لتثبت نزاهتها وعدم تحيزها لفئة من فئات الشعب العراقي. وقاموا أهالي كركوك وموصل بمسيرات سلمية مستنكرين الخروقات والانتهاكات الكردية في مدنهم ورافضين تداعياتهم بكردية مناطقهم وخصوصا كركوك(المدينة العراقية ذات الخصوصية التركمانية والتي يعيش فيها جميع مكونات الشعب العراقي بسلام وأمان منذ عصور طويلة وتجمعهم أواصر القرابة والجيرة والتآلف والمحبة والمصاهرة وغيرها.
فلو لا سامح الله لو لم تستجيب المفوضية العليا للانتخابات العراقية بالإيجابية على شكاوي العرب والتركمان والكلدان والآشوريين واليزيديين والشبك والصائبة فلم يبق أمامهم سوى إتحادهم والمضي قدما في نضالهم الدءوب ضد المخططات الإجرامية والعنصرية المشبوهة لقيادتي الطالباني والبارزاني في تكريد شمال العراق ومحافظتي تكريت وديالى وإعلان قيام دولتهم الكردية وانفصالهم من العراق. وألا فلا حياة لغير الكردي الموالي لأحد الزعيمين الكرديين مام جلال ومسعود البارزاني وأما الآخرون فمصيرهم الهلاك الحتمي كما كان في عهد الدكتاتور صدام. علما وبعد أن ذاق العراقيون قليلا طعما الحرية في غياب السلطة القوية والقانون سوف لن يقبلوا الذل والخضوع تحت سيطرة أية حكومة عرقية شوفينية سواء عراقية أم كردية لأنهم ذاقوا مرارة النظام البعثي الدكتاتوري العنصري وظلمه الجائر طيلة خمس وثلاثون عام. وسوف يدافعوا عن عراقية مدنهم وشمالهم الحبيب ضد جميع المخططات العدوانية الرامية إلى قيام الدولة الكردية وانفصالها من العراق. وسيلجئوا إلى كافة الطرق السلمية عن طريق المسيرات السلمية كطلب مساعدة جيران العراق وأشقائهم في الدول العربية والإسلامية ورفع قضاياهم إلى جامعة الدول العربية والإسلامية ومنظمة الأمم المتحدة وجميع المنظمات الإنسانية في العالم. وسيقاموا هذه المخططات الإجرامية البغيضة بقوة السلاح أيضا جاعلين أراضيهم مقبرة لجميع العنصريين والانفصاليين والحاقدين على وحدة أبناء العراق بعربه وكرده وتركمانه وكلدانه وآشورييه ويزيدييه وصائبته وسينصرهم الله ما داموا على الحق ماضين وما النصر إلا من الله العلي القدير.