!الانتخابات) إعلان للدولة الكردية المستقلة شمال العراق)
طلعت رميح - مجلة تركمان العراق
جرت الانتخابات في العراق بالتزييف والتزوير وتحت أحذية الاحتلال، وخرجت بعدها الأبواق الأمريكية والبريطانية وبعض من الرسمية العربية تتحدث زورًا عن نسب التصويت، فيما تكشف كذبه كل الصور التي ظهرت عن الإقبال على التصويت. وجرت الانتخابات لتكشف عمق التزوير والتزييف الأمريكي للعبة الانتخابات كما سبق أن حدث في أفغانستان. وجرت الانتخابات لتشهد ولأول مرة تصويت يهود عراقيين حاملين للجنسية 'الإسرائيلية' في التصويت لتصبح السابقة الأخطر منذ إعلان الكيان الصهيوني في عام ١٩٤٨.
لكن أمرًا آخر جرى في هذه الانتخابات ربما لا يقل خطورة عن كل ما سبق وعن الاتفاق الإيراني الأمريكي أو الشيعي الأمريكي لتقسيم المصالح في العراق وعلى حساب شعبه – والذي ستأتي نتائج الانتخابات محصلة له - هو أن الانتخابات كانت الخطوة الأخطر في طريق إعلان الدولة الكردية المستقلة على حساب سيادة العراق.
النتيجة الوحيدة المؤكدة في هذه الانتخابات هي أن الدولة الكردية المستقلة باتت حقيقة واقعة، فقط تنتظر الظرف المناسب للإعلان رسميًا عنها. وسواء حققت قيادات من الجنوب في هذه الانتخابات نتائج كبيرة - من هو متحمس منهم ومندفع إليها مهما كانت النتائج - أم قل ما حققوه تحت ضغط حلفائهم السابقين من قوات الاحتلال أو من سلطة علاوي، أو حتى لو كانت نتيجة الانتخابات هي تنامي الدعوة مجددًا إلى فصل جنوب العراق أو تحويله إلى منطقة حكم فيدرالي كما هو الحال في الدعوة التي يتآمر على تمريرها أحمد الجلبي، فالنتيجة الواحدة - رغم اختلاف وتضارب تلك الاحتمالات - هي أن الدولة الكردية المستقلة جاهزة للإعلان رسميًا عن قيامها.
في كل الأحوال ووفق السيناريوهات الحالية والمتوقعة والمتخيلة، لكل نتائج الانتخابات، فإن الحقيقة التي تترسخ وتقوى على الأرض، دون تردد أو إبطاء، هي أن للأكراد الآن في شمال العراق صورة دولة، لا ينقصها إلا الإعلان الرسمي، أو هي دولة مستقلة عن العراق دون إعلان، أو هي حالة لم تعد بحاجة إلا لظرف دولي أو إقليمي مناسب لإعلان قيامها دولة مستقلة، أو هي دولة تجرى محاولات إعلانها – بغض النظر عن محاولات إنكار ذلك - فهذا ما يجري على الأرض، وما كل ما يقال غير ذلك، إلا وسيلة لتهدئة المخاوف لهذا الطرف أو ذاك، أو للموائمة بين ما يجري على الأرض وبين الوضع الداخلي في العراق أو للتواؤم مع الظرف الإقليمي، أو ربما لأن الأمور تجري دون رفض شديد لها إلا كلمات وضغوطات لا تؤثر في شيء - إذ إن كل شيء يجري بأفضل مما تصور أصحاب تلك الرؤية والاتجاه والاستراتيجية - ومن ثم لا تحتاج الأمور إلى تصرفات حادة مُتعجلة.
تلك هي الحقيقة المجسدة التي غطى عليها ضجيج الانتخابات، وتلك هي الحقيقة التي تعيش وتنمو تحت غمار أحداث العدوان والمقاومة في العراق، وليس من أحد يملك الآن إلا أن يعترف بأن القيادة الكردية خططت وفق استراتيجية واضحة –بحكم ارتباطاتها التاريخية المعروفة - وتحركت على نحو محسوب بدقة بغض النظر عن الموافقة على توجهها أو من يساندها في ذلك.
إن من يتابع الاتجاهات الراهنة للصراع في العراق يجدها في جانبها الأول، صراعًا بين المقاومة والاحتلال، يقف القادة الأكراد على مساحة ومسافة منه ويكسبون -حتى مع الأخذ في الاعتبار ما تردد بين الحين والآخر عن مشاركة ميليشيات البشمرجة في أعمال قتالية إجرامية ضد المقاومة – ويجدها في جانبها الثاني، صراعًا داخل أطياف الشيعة بين أتباع القيادات التي صمت بعضها أو تحالف بعضها أو تقاطعت مصالح بعضها مع الاحتلال، وبين القيادات التي حاولت قتال الاحتلال [تيار الصدر]، وفي ذاك الصراع تقف القيادة الكردية بعيدًا عنه وعلى مسافات منه وتكسب، ويجدها في جانبها الثالث صراعًا بين السلطة العراقية تحت الاحتلال مع إيران وسوريا - كل منها لهدف مختلف - وفي ذلك يقف الأكراد على مسافة من هذا وذاك وتكسب، وستكسب أكثر إذا ما تطور الصراع أيضًا.
في كل تلك الحالات تقف 'القيادة الكردية' على مسافة واضحة دون تورط، تلتقط الثمار من بين كل المتصارعين في كافة الموضوعات وفي كل الأوقات. فإذا جرت المعارك في المناطق الشيعية فهي تكسب أن صراعًا جرى داخل قوة مؤثرة، فإن من سيفوز منها سيكون بالتأكيد أضعف وأكثر استعدادًا للتغاضي عن مخططاتها. وإذا قاتلت المقاومة الاحتلال فلم لا مادامت هي بعيدة عن المناطق ذات الأغلبية الكردية، وكل إضعاف للقوة الأمريكية – إلى درجة ما – إنما يجعل قوات الاحتلال وسلطتها أحوج إلى الأحزاب والبشمرجة الكردية، وعلى الأقل تصبح أشد حاجة إلى أن تظل المناطق الكردية خارج رقعة المقاومة، وإذا فازت المقاومة في الصراع، فإنها تعد نفسها لجعل ذلك المناسبة للإعلان عن الاستقلال عن العراق. وإذا أصر الشيعة على إجراء الانتخابات ورفض السنة الوقوف على الحياد ولو شكليًا، مع الدفع باتجاه ما يحقق مصلحة إضعاف السلطة المركزية القادمة، أو ليحصلوا على الفيدرالية التي يريدونها رسمية لإكمال بناء دولتهم – وقد نص قانون إدارة الدولة المؤقت على اعتماد الفيدرالية ضمن عراق موحد - وليحصلوا على بداية الاستقلال من خلال تلك الانتخابات، من خلال إجراء استفتاء على بناء الدولة الكردية المستقلة، وإذا لم تجر فما الذي يضيرهم في ذلك، إذ هو يمنحهم مزيدًا من الحق في الدفع نحو الاستقلال، إذ حجتهم ستكون أعلى بأن لا دولة عراقية هناك لكي ينتموا إليها أو يتعايشوا معها. وإذا وقع عدوان أمريكي على سوريا أو إيران – التي تبقى القيادة الكردية على مسافة من كل منها – فالقيادة الكردية سترى أن الدنيا أمطرت خيرًا وأن الطريق بات مفتوحًا على مصراعيه ولأنه لا يبقى إلا العائق التركي، أمام إعلان الدولة الكردية المستقلة.
بل إن من يعود إلى مواقف 'القيادة الكردية' قبل العدوان الأمريكي، أو خلال التحضيرات للعدوان الأمريكي، يجد أنها كانت ذات رؤية استراتيجية محددة في هذا الاتجاه، فهي استثمرت مرحلة حظر الطيران التي فرضت على العراق -بهدف إضعاف السلطة المركزية – لكي تبني أجهزة سلطة مستقلة في شمال العراق منذ العام ١٩٩١ ووحدت صفوفها بهذا الاتجاه، وعندما اقترب موعد العدوان في عام ٢٠٠٣ كانت المنطقة الشمالية في العراق، مقرًا لانعقاد مؤتمر التوافق مع الولايات المتحدة على ما سيجرى خلال الاحتلال وبعده – وكان ذلك اعترافًا دوليًا مبكرًا ومستترًا بهذه الدولة - وكذلك كان الأمر خلال أحداث ما بعد الاحتلال إذ تمكنت 'القيادة الكردية' - إذا جاز التعبير- من الحصول على ما أرادت في كل المراحل، كما كانت تضغط وفق حسابات دقيقة لا تصل إلى التصعيد إلا بقدر ما هو ممكن، حتى أصبحنا الآن أمام حقيقة واقعة، هي أن الدولة الكردية جرى بناء أسسها بالفعل، وهي تسعى الآن إلى ضم بقية المناطق الممكنة لها لتكون جاهزة لإعلان دولة مستقلة حينما يأتي الأوان.
شواهد ومبادرات
الأهم الآن خارج لعبة التصريحات والكلام الجميل عن وحدة العراق، أن ثمة شواهد كثيرة ومتكاثرة، حول توجه يتنامى ويكبر باتجاه إعلان دولة كردية، بعد اكتمال الموافقة على الفيدرالية، أو كخطوة أبعد من الفيدرالية سواء نجحت الانتخابات أو لم تنجح.
الشاهد الأول كان أن طالبت منظمة كردية غير حكومية، اسمها حركة الاستفتاء في كردستان - يدعمها الحزبان الكرديان الرئيسان بزعامة مسعود بارزاني وجلال طالباني – من الأمم المتحدة باسم ١. ٧ مليون كردي بإجراء استفتاء حول استقلال كردستان عن العراق، كما أعلنت نفس المنظمة أيضًا ستقوم بإجراء استفتاء حول الاستقلال في يوم الانتخابات العامة في العراق المقررة في ٣٠ يناير.
وعن هذه الدعوة قال كاروان عبد الله عضو اللجنة العليا لهذه المنظمة، في تصريحات له، أن وفدًا من الحركة 'سلّم الأمم المتحدة عريضة تحمل توقيع أكثر من ١. ٧ مليون عراقي تطالب بإجراء استفتاء حول استقلال كردستان عن العراق'، وأضاف: 'جمعنا أكثر من مليون وسبعمائة ألف توقيع لمواطنين أكراد من جميع المدن الكردية في شمال العراق'، وهو ما أكدته أن كارينا بيريلي مسؤولة الانتخابات في القسم السياسي للأمم المتحدة التي قالت: إنها تسلمت العريضة لنقلها إلى الأمين العام كوفي أنان والجهات المسؤولة في الأمم المتحدة.
وقال نفس المسؤول: إن الحركة ستجري استفتاءً حول استقلال كردستان في يوم الانتخابات العراقية في ٣٠ يناير من خلال 'توزيع استمارة خاصة على الناخبين الأكراد' وإن الاستمارة تحتوي على سؤال وحيد: ماذا تريد؟ هل تريد أن تبقى كردستان جزءًا من العراق أم تريد الاستقلال؟'
بقي أن نقول: إن 'حركة الاستفتاء في كردستان' هي منظمة غير حكومية وحازت على ترخيص من قبل الإدارة الكردية المحلية في أربيل والسليمانية بعد عام من احتلال العراق!
والشاهد الثاني كان أن نظمت نفس الحركة، تجمعًا لعدد من الأكراد في مدينة كركوك شمالي بغداد مطالبين بانفصال إقليم كردستان كليًا عن الحكومة المركزية العراقية واتخاذ المدينة عاصمة لدولة مستقلة!!
وقالت المحامية المشرفة على التجمع: إن أبرز مطلب كردي هو إقامة 'دولة مستقلة' تكون عاصمتها كركوك قائلة: 'نحن جهة مستقلة تعمل على تحقيق طموحات الشعب الكردي في إقامة دولته الكبرى! واعتبار مدينة كركوك عاصمة لكردستان'. وقد اتهمت هذه المحامية الحكومة المؤقتة بأنها تضيع مطالب الأكراد وأعربت باسم التجمع عن السخط والانزعاج من سياسة الحكومة العراقية المؤقتة التي لم تحقق أي شيء حتى الآن للأكراد. وطالبت المشاركين بالحكومة العراقية والأمم المتحدة، بالتدخل لإعادة أكثر من ٣٥ ألف عائلة كردية كان النظام السابق – حسب قولها - هجرها في إطار برنامج التعريب في كركوك.
الشاهد الثالث هو ما أعلنه زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني من تشديد على 'الهوية الكردية' لمدينة كركوك شمال العراق، معلنًا أن أكراد العراق مستعدون لشن حرب على أية قوة تقمعهم.
وقال بارزاني في تصريحات له قبل أن يغادر تركيا خلال آخر زيارة لها – وفي ذلك دلالات واضحة - إن كان أيًا كان يرغب في مواصلة تعريب [كركوك] أو قمع الشعب الكردي فسوف ندافع عن حقوقنا ونحن مستعدون لخوض معركة من أجلها.
وفي المشهد الرابع هدد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني - الحزب الرئيس الثاني - باجتياح الموصل وكركوك لـ'حماية الحدود الكردية' - لاحظ تعبير الحدود الكردية - وذلك في رسالة وجهها الطالباني باللغة الكردية لمناسبة رأس السنة الجديدة ونشرتها وسائل إعلام للاتحاد الوطني الكردستاني، شدد فيها على ضرورة أن يلعب العرب والأكراد دورًا متساويًا ومتوازنًا في العملية السياسية في العراق كقوميتين رئيستين في هذا البلد وليس على أساس الأغلبية والأقلية.
وقال الطالباني: إن للقيادة الكردية 'خطة جاهزة للتدخل في الموصل وكركوك والدفاع عن المواطنين الأبرياء، في حال أراد 'الإرهابيون' جعلهما أوكارًا لهم ولعملياتهم الإجرامية لأن المدينتين قريبتان من حدودنا، وعلينا أن ندافع عن منجزاتنا ومكتسباتنا التي تحققت بدماء آلاف الشهداء الأكراد الأبطال وسندعم بقوة طموحات وأماني سكان هاتين المحافظتين نحو الاستقرار والسلام'.
وأكد الطالباني على أهمية التزام القوى السياسية العراقية بمواصلة العمل وفق مبدأ التوافق حتى بعد انتخاب الجمعية العمومية العراقية في نهاية هذا الشهر. وأشار إلى أن رعاية مبدأ التوافق في اتخاذ القرارات الجوهرية المتعلق بمستقبل العراق هو الضمان الوحيد للإبقاء على وحدة العراق كدولة واحدة.
والشاهد الخامس حملته زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد أرميتاج إلى مدينة أربيل شمال العراق مؤخرًا والتي وصلها في زيارة خاطفة لم يعلن عنها مسبقًا واجتمع فور وصوله مع مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في منتجع بيرمام، قرب مدينة أربيل. وخلال اللقاء ناقش أرميتاج مع البارزاني الأوضاع في مدينة كركوك الغنية بالنفط وخاصة ما يتعلق بالتهديد الكردي بمقاطعة انتخابات مجلس محافظة كركوك إذا لم يتم تطبيق المادة [٥٨] من الدستور العراقي المؤقت والتي تلزم الحكومة العراقية المؤقتة بتطبيع الأوضاع في المدينة ذات القوميات المتعددة بحيث يضمن أغلبية كردية فيها.
الشاهد السادس: هددت جماعة كردية تطلق على نفسها اسم 'الثأر' بأنها ستطرد العرب من 'المدن الكردية' في العراق. وطالبت الجماعة المسؤوليْن الكردييْن مسعود بارزاني وجلال طالباني بإفساح المجال أمام تظاهرات تندد بالإرهابيين العرب وعدم الحديث عن الأخوة العربية الكردية حتى يعترف العرب بفيدرالية الإقليم الكردي'. كما دعت إلى 'قطع العلاقات التجارية مع العرب'.
وفي الشاهد السابع شهدت كركوك توترات بين الأكراد والعرب والتركمان بسبب مطالبة الأكراد بالسيطرة عليها، مؤكدين أن المدينة كانت ذات غالبية كردية في الخمسينات قبل أن يعمد النظام العراقي السابق إلى 'تعريب' قسري لشمال البلاد.
والشاهد الثامن ما أفاد به مسؤول ألماني منذ أسابيع حينما قال: إن هناك عناصر في داخل الإدارة الأمريكية – يقصد بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأمريكي - قد تتسامح مع دولة كردية. وكان وولفويتز، قد حمل تطمينات للقيادة الكردية، أثناء آخر زيارة له إلى العراق. وقال المسؤول الألماني: إن استقلالاً كرديًا، سيؤدي إلي رد فعل قوي من تركيا، ويؤثر على الشراكة مع إسرائيل والتي اتخذت طابعًا تجاريًا وسياحيًا.
والشاهد التاسع كان ما أعلنه العضو الكردي السابق في مجلس الحكم الانتقالي في العراق محمود عثمان خلال مناقشات قانون إدارة الدولة العراقية، حيث قال 'المجموعة الكردية في مجلس الحكم الانتقالي في العراق'، قال عثمان: إنها 'اتفقت على تثبيت الفيدرالية لإقليم كردستان في قانون إدارة الدولة العراقية للفترة الانتقالية مع تحديد تفاصيل وإشارة صريحة إلى استرجاع المناطق الكردستانية الأخرى مثل كركوك والأقضية والنواحي الأخرى التي تم ضمها إلى محافظتي ديالى [٦٠ كلم شرق بغداد] ونينوى [٤٠٠ كلم شمال بغداد]'.
وأكد عثمان أن 'الأكراد يريدون أيضًا إزالة آثار التعريب والترحيل والتهجير التي انتهجها النظام البائد في هذه المناطق وإرجاع عشرات الألوف من العوائل الكردية إلى مناطقهم الأصلية'.
الأكراد والانتخابات:
اتفق ممثلو الأحزاب الكردية الثمانية عشر على ترك خلافاتهم جانبًا ودخول معترك الانتخابات التشريعية بلائحة مشتركة تهدف إلى الحصول على أكبر عدد من الأصوات في الجمعية الوطنية العراقية، وشمل الاتفاق أيضًا اتفاقًا بشأن انتخابات المجلس الوطني الكردستاني، كما ستكون هناك استمارة استفتاء، حول الاستقلال عن العراق.
ومن تابع سلوك المسؤولين الأكراد يدرك أن هدفًا محددًا متبلورًا كانوا يتحركون لأجله، تحت غطاء من فكرة أو مطلب تحقيق الفيدرالية التي نص عليها قانون الدولة الذي وضعته قوات الاحتلال، بينما يجري إحراز المكاسب على الأرض واحدة تلو الأخرى، للتوجه في اللحظة المناسبة نحو للاستقلال، حيث كل شيء من رموز الاستقلال والسيادة بات حقيقة واقعة، وحيث العلم الكردي يرفرف على المباني الرسمية، وحيث المحطات الفضائية الكردية وحيث الصحف تتحدث باللغة الكردية، والبرلمان والحكومة والحدود والسعي لتهجير الآخرين من المناطق الكردية.