كثر الحديث في هذه الأيام عن تولي جلال الطالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني لمنصب رئيس جمهورية العراق، وإن كان الكل قد أجمعوا على عدم رفضهم تولي أية شخصية سواء كانت كردية أو تركمانية أو عربية لأي منصب رئاسي طالما كانت له الأهلية والكفاءة اللازمة لشغل مثل هذا المنصب.
دفعني للكتابة في هذا الشأن ما كتبه السيد نزار رهك في هذا الشأن واستعراضه للتاريخ السياسي للسيد جلال الطالباني. ولندع تولي السياسي المذكور لهذا المنصب فأنني أود أن أذكر أن عشر معشار ما اسند لهذا الرجل هو عامل هام في استقالة أي شخص من أي منصب رسمي أو حزبي ناهيك عن مكافأته بتوليته أكبر منصب جماهيري يمثل فيه ضمير الأمة.
أود أن أشير إلى ما سمعته ورأيته على شاشات التلفزيون قبل سقوط الطاغية صدام حسين، عندما كانت السهام موجهة ضد نظامه ولا أشك أن الكثيرين مثلي يتذكرون ذلك اللقاء الذي تم على شاشة فضائية عربية مع طارق عزيز، أحد المعتقلين الأساسيين في نظام صدام حسين وهو لا زال حيا يرزق ويمكن الرجوع إلى إفادته بهذا الصدد إن لم تسعفكم الذاكرة.
قال المذيع أن هناك اتهامات للنظام العراقي بتأييد عناصر منظمة القاعدة والمتطرفين وسأل طارق عزيز عن صحة ذلك. آنذاك قال طارق عزيز ما يلي:
- إن النظام العراقي لا يدعم المتطرفين ومؤيدي المنظمات الإسلامية المتشددة، إذ أن هذه المنظمات لا وجود لها في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة العراقية بل هي في المناطق الخاضعة للرقابة الدولية وبالذات في الأراضي التي يسيطر عليها برعاية دولية الاتحاد الوطني لكردستان العراق ثم استطرد قائلا:
- لقد جاءنا جلال الطالباني، وهذا لقاء حي على التلفزيون وجلال يسمعني الآن ويعرف أن ذلك صحيح، وطلب منا مساعدته للقضاء على الحركة الإسلامية لكردستان العراق الموالية للمتشددين. وقد زودناه بالأسلحة والذخائر اللازمة لذلك وفعلا نجح الطالباني في استئصال هذه الجماعات من الشمال العراقي وبمعاونتنا، ولا زالت الاتصالات جارية بيننا وبين الطالباني الذي لنا تنسيق معه.
وليحكم الذين يصوتون في المجلس الوطني العراقي لاختيار رئيس الجمهورية ونائبيه في هذا الأمر بضميرهم، وليسألوا السيد الطالباني هل ينكر هذا الأمر، أو هل أعتذر عن هذا التعاون مع أشرس نظام أذاق الشعب العراقي الويل وأقسى صنوف الظلم. و ليسألوه، هل لا زال يعتقد بأحقيته ليكون رئيسا لكل العراق؟