كتبت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم ٩ فبراير ٢٠٠٥ " اذا سيطر الاكراد على مدينة كركوك فان احتمال تدخل تركيا او الولايات المتحدة عسكريا امر وارد".
ان المقالة التي تحمل أسم(الاشتباكات القادمة على كركوك) وبامضاء الكاتبة الصحفية " ساندرا ماكي" ورد فيها: " بعد الانتخابات يوجه الاكراد انتبهاههم الى تحضير الدستور والى مصير كركوك التي هي مسالة حياة او مماة بالنسبة لهم".
وادعي في المقالة بان الجدال السياسي داخل العراق والمتولد من ادعاءات التركمان والاكراد حول عائدية كركوك محتمل ان يتحول يوما الى مصادمات في تلك المنطقة.
وافادت المقالة: "بعد بدء الاحتلال الامريكي في مارت ٢٠٠٣, استخدم الاكراد موقعهم كحلفاء للامريكان للدخول الى كركوك وتوطين عدد كبير من العوائل الكردية في هذه المدينة.
وانه بقدر المشاعر والاحاسيس هناك اسباب اقتصادية تدعوا الاكراد للسيطرة على كركوك.
فالمنطقة التي تحوي ٤٠ بالمئة من احتياطي البترول ستكون دعامة اقتصادية للاقليم في المستقبل".
وتم التحديد في المقالة على ان: " العداء القائم بين العرب والاكراد بسبب كركوك هي مشكلة مهمة" , وان "المنازعات بين الاكراد والتركمان على كركوك تشكل مشكلة اكبر بكثير".
وكتب في الصحيفة: انه منذ عام ١٩٩٩ والمنظمة الارهابية ب. ك. ك تتخذ من قواعدها في شمال العراق منطلقا لهجماتها الارهابية على تركيا. ان غض النظر عن هؤلاء الارهابين من طرف المسؤولين الاكراد في العراق وعدم وجود رغبة لدى الامريكان للتحرك في هذا الموضوع ولد خيبة امل لدى تركيا, ونتيجة لذلك اخذ الجيش التركي هذا الموضوع على عاتقه وقام باجراء عمليات تصدي لهذه المنظمة من خلال اجتيازه للحدود بين الفترة والاخرى.
أما بخصوص مدينة كركوك فقد جاء في المقالة, بان الجيش التركي قد حذر القيادات الكردية مرات عديدة من تغيير الطابع الديموغرافي لمدينة كركوك.
وفي الوقت الذي تبنت فيه مقالة النيويورك تايمز نظرة حول مستقبل مدينة كركوك كمسألة عراقية داخلية, أشارت الى ان "الجيش التركي جعل المعنيين يشعرون بانه سيلعب دورا في حالة الحاق كركوك بمنطقة الحكم الذاني الكردية". " ولم يكن
الجيش التركي في حاجة الى اخفاء انه يخطط الى ارسال عساكره في حالة سيطرة الاكراد على كركوك.
"ان التدخل العسكري في شمال العراق هو مجازفة للدبلوماسية بالنسبة لتركيا التي اتفقت مؤخرا على الشروع في بدء مباحثات العضوية في تاريخ لاحق وعليها ان تحتاط الحذر في هذا الصدد". ولكنه من اجل منع ظهور كيان سياسي كردي غني بالبترول على حدودها يمكن ان تجازف تركيا بذالك" على حد قول المقالة.
وجاء في المقالة ايضا: بان اوربا هي الاخرى محتمل ان تقرر ان بقاء الاكراد داخل العراق هو مهم بالنسبة لاستقرار منطقة الخليج واسواق البترول العالمية وان هذه المسالة بالنسبة لها اهم من بقاء تركيا خارج العراق.
"ان واشنطن التي تلتزم الصمت امام الراي العام ترى بان احتمالية تدخل الجيش التركي في اجواء العراق السياسية المعقدة تزداد نوعا ما ولهذا فان المسؤولين الامريكان يقولون بهدوء بانهم سوف لن يسمحوا للاكراد بالسيطرة على كركوك.
ويتخذ الامريكان التدابير في هذا الموضوع من خلال تقوية قواعدهم في شمال العراق بصورة سرية" على حد زعم النيويورك تايمز.
وقالت الصحيفة: ان واشنطن على علم بان حصول الاكراد على عدد مهم من المقاعد في البرلمان العراقي سيزيد من حدة ازمة كركوك, غير ان المشكلة الاساسية هي انه من سيستطيع احتواء الاكراد؟ امريكا ام اعضاء الحكومة من غير الاكراد؟
ومن المثير للانتباه ما ادعته الصحيفة: "في حالة اصرار الاكراد في تغيير وضع كركوك فعليا ممكن ان تجعل امريكا ان تضطر في استخدام قواها العسكرية الموجودة في العراق ضدهم(اي الاكراد)". " واذا لم تفعل امريكا اي شئ من اجل حماية كركوك, فانها ستجد نفسها في ازمة اخرى, وهذه الازمة هي اكبر من ان تبقى محبوسة داخل العراق.
ستثبت الشهور القادمة صحة ام كذب ما ادعته المقالة!!