التكريد كالتعريب كلاهما عفلقي شوفيني وأن اختلفت الأسماء
د. لبيب سلطان - مجلة تركمان العراق
يبدو ان الوطني والمواطن العراقي كان خاطئا بتوقعه انه بعد سقوط النظام البعثي العفلقي الفاشي يكون الجميع قد استوعب الدرس – وسيرفض الضحايا التعصب -خصوصا العفلقيي –منه او مايدعى- التعصب القومي، وكذلك الصدامي المشتق من ألأول- العوجي المذهبي العشائري- وكل اشكال التعصب الأخرى مما لفظته الأنسانية في مزابلها السابقة بعد اتعاظها بمصائبها-سواء ألأيديولوجي منه -الستاليني مثلا- او الديني المذهبي-قبل عدة قرون-وشكله اليوم في المنطقة - كالمؤسسة الدينية الحاكمة في ايران مثلا، او العشائري المذهبي السعودي!
مايميز هذه جميعها -انها تفرض على المواطن والمجتمع ممارسة الفكر والولاء الواحد -باسم القومية او الدين اوالمذهب او الأيديولوجية- وجميعها لها القائد الضرورة -او مجموعة مقدسة منهم- وبكلمة مختصرة-انها جميعا ترفض مبادئ الوطن والمواطنة واحترام حق المواطن بوطنه -واقامة مؤسسات دولة وطنية لا تميز بين المواطنين- بل ترفض الفرد وحقوقه الألهية و المدنية كانسان- كمواطن في وطنه- و تعامل امتيازاته وحقوقه وفق المبادئ المتعصبة!
فالتعصب القومي سواء باسم العروبة او باسم الكردوية لافرق بينها-فهي لا تعترف بالهوية الوطنية للمواطن- ولا بالحقوق الأساسية للفرد - بل تصنفه وتوشمه حسب سلالة وعرق وفصيلة وعشيرة واقليم! و هناك طبعا راع – قائد رمز ضرورة-يعرف بالضبط مصالح اتباعه- ويشحذهم بوازع قومي او ديني او عشائري!
والعراق اليوم بلد محطم – شعبه جائع يتطلع للأستقرار ولبناء مؤسسات دولة وطنية- انتظر طويلا وتطلع لدولة وطنية حقا تنهي التعصب والتمييزالقومي والطائفي والأقليمي الذي عاناه العراقيون زمن صدام-وانتظر وما يزال ينتظر المسكين معاملته كمواطن بحقوقه كسائر البشر – بما فيها ماسمع عنه من دول قامت فقط امس - كدبي أوماليزيا-يشاهدها بالتلفاز تعتز بمواطنها وحقوقه –وباجهزة كفوءة –ودولة وطنية- ليفاجأ وهو في قعر بلده بان كل الهوسة وراء التحرير كانت لجعل كركوك كردية – والوزارات علاوية-واوية (بعثية) -أومطعمة اسلامية مذهبية- وكأن الوزارة ليست جهازا وطنيا للكفاءات الوطنية للبناء والخدمات بل توزيع امتيازات للأنتماء القومي والديني والمذهبي والعشائري! وهل بعد هذا فرق بين عفلقية السلطة بين امس واليوم!
مؤسسات غير وطنية انت ياعراق ستبقى –ان لم تقم على اسس الدولة الوطنية وتحترم حق مواطنك بوطنه- وسيبقى مواطنك يعامل خروفا برعاة تقيس اصله وفصله وعرقه وعشيرته وقوميته واقليمه - هاهم علماء التفخيخ تطالب بوزارات سيادية للسنة – ووزارة الصناعة والخارجية يجب ان تكون لأكراد دون ان يعرف احد كفائتهم– وغيرها لهذا المذهب وذاك العرق- انها المذهب والقومية والعشائرية اليوم – هو سجنك ابها الوطن العراقي- في عالم صار يفتخر بانه اضحى صغيرا – وفي مؤسسة امريكية صغيرة للرقائق الأكترونية يعمل مهندسين من ٦٧ دولة- ولاجئة- مثل مادلين البرايت - وزيرة لخارجية أمريكا – في بلدان تعتز بالفرد وكفائته ومحك فائدته لبلده- وليس اصله وفصله وقوميته ومتى وصل للبلاد!
وهل نقل اللأجئون والمهاجرون العراقيون لبلداتهم ثقافة الأنفتاح التي روؤها في العالم- ام ينقلون اليوم ثقافة التعصب – وهذا مانراه في اغلبهم عربا وكردا – وكان الطبع يغلب على التطبع- والتعصب فوق الحضارة – وهذا مرض التعصب والتخلف والتطرف لاغيره!
وأقول لأشباه المثقفين العراقيين- كفاكم دجلا – لقد تعلمتم لعبة المرتزقة العرب مع صدام وابن سعود- وصرتم ان كتبتم اليوم باسم دستور للعراق وباسم حقوق مظلومة صحيحة تمجدون مصالح فئة على فئة - تبررون لقوميات وتعصب جديد –تتزلفون باسم ضرورات القهر الماضي وتلونوااسماء عشائر باسماء وطنية – كصدام وضرورته التاريخية- لن تعمل غير الغاء الحقوق الوطنية العراقية المسحوقة- فصرتم تستغلون اسمى مبادئ الأنسانية للتطبيل والوصولية سبيلا –وهل هذا غير ما عمله مرتزقة صدام- ولا تظنوا ان العراقي لا يعرف انتهازيتكم ووصوليتكم- وقولي قوموا انفسكم حقكم وبرايي انتم اول من يحتاج وعي الفرد بحقوقه كفرد و عقل ان تطبلوا للعراقيين- ومالفرق بين لعبة صدام وابن سعود بشراء صحف واقلام – وبين ماتقومون به من تطبيل لتعصب قومي باسم حقوق وشخصيات ومؤسسات قومية او دينية متعصبة في عراق محطم! المثقف عقل وطني مدني مستقل غير مؤدلج وغير وصولي وعداه صاحب مهنة ارتزاق!
قولي لبلدي الذي دمره تجار التعصب القدماء وسيدمره الجدد – انك تستحق يابلدي ان تكون عراقا –بلد الحريات والحقوق- بلد عصري ذو مؤسسات وطنية كفوءة-تحترم مواطنها- ويحق لمواطنك الطيب الذي غرب واعزل عن العالم- ان يعلم ان حقوقه في عصر العولمة- انما هي حقوقه من الله تعالى الذي خلقه عراقيا- مهما كان عرقه ودينه ومذهبه- وهو كغيره انسان اخ الناس بالأنسانية- والمصلحة المشتركة- وكفرد ولا يجوز لأحد ان يصادر حقوقه من زارعي التعصب باسم قومية اوالدين اومذهب –– فهم ومثقفيهم عفالقة – مهما كانت تسمياتهم-وما كنت ولن تكون ايها العراقي مهما كان اصلك وفصلك ودينك ومذهبك خروفا كي يرعوك هؤلاء- - بل مواطنا لك كل حقوققك ببلدك- وبعدها كن من تكون- ولكن لن تكون اقل من انسانا حرا بعي حقوقه بوطنه ومواطنته!
ما نشهده اليوم وسنشهده غدا - ان ضحايا العفلقية يتخلقون باخلاق جلادهم –انه للأسف القانون الذي يتمرد على قول عاقل- على المؤمن ان لا يلدغ من جحر مرتين! وسيقول بعضهم انه ليس نفس الجحر- وانا اقول نفسه بتسميات مختلفة!