رئيس الجبهة التركمانية العراقية لـ البيان: قضية كركوك تحل باللامركزية لجميع المحافظات
البيان الامارتية
طالب رئيس الجبهة التركمانية فاروق عبدالله بإعادة النظر في قانون إدارة الدولة العراقية الحالي وإيجاد حل عادل لقضية كركوك. وطرح عبدالله في حوار مع «البيان» تحويل كركوك إلى كيان ذاتي غير مرتبط بأي إقليم من الأقاليم المطروحة حالياً.
وأضاف أن قضية كركوك تحل من خلال تبني أسلوب الحكم اللامركزي لجميع محافظات العراق، مشدداً على رفض الصيغة الفيدرالية القومية أو الجغرافية.
تالياً نص الحوار:
* كيف تقرأ الجبهة واقعة العراق بعد الانتخابات؟
ـ نفكر في أن الواقع الحالي يوجب على الجميع أن يفكروا بالجميع، وليس بمصلحة فئة معينة على حساب الفئات الأخرى، أما إذا استمرت الأمور «هكذا» كمحاصصة، وكاستخدام للقوة والنفوذ، واستخدام ثقل دولي للحصول على مكاسب سريعة لهذه الفئة أو تلك، فإن ذلك يؤدي بلاشك إلى مظلمة جديدة بحق الشعب العراقي.
فخلال ٨٠ سنة، كانت هناك قوة مسيطرة أدت إلى هيمنة جزء معين على بقية الاجزاء. . نحن نفكر في أن يكون العراق المقبل عراقاً ديمقراطياً موحداً، يعتمد على المواطنة الصالحة وعلى حقوق الإنسان والديمقراطية الحقيقية، من دون أن تفرض على أبناء الشعب مفاهيم ديكتاتورية بصيغ أو بأسماء أخرى، نحن نريد ضمان حقوق الإنسان في المجتمع العراقي.
* هل يدخل ما ذكرتم ضمن مسببات انضمامكم إلى كتلة «الائتلاف العراقي الموحد»، بينما كنتم سابقاً تميلون إلى التحاور مع الأطراف الكردية، وما الدافع الحقيقي الآن وراء التحالف «الشيعي ـ التركماني»؟
ـ أولاً. . لم يكن لدينا تحاور أو مشاورات مع الأطراف الكردية، فالجبهة التركمانية ـ العراقية حديثة التكوين.
* لدي مقابلة شخصية معكم، ونشرت قبل ثمانية أشهر، تشير إلى مثل هذا التحاور (واليكم نسخة منها)، وكانت لديكم رغبة ـ حسب المقابلة ـ حتى في (اقتسام بيوتكم مع الأكراد)!!
ـ هذا صحيح، لم أكن أعلم أن هذه المقابلة منشورة، الآن فقط استلمت منكم نسخة منها، نعم، أبديت مثل هذا الاستعداد في وقت مضى. . قبل سنة أو أقل.
* والآن. . كيف تحولتم إلى الانضمام لـ «الكتلة الشيعية»؟
ـ ليس انضماماً، بل هو تحالف، وفي الوقت الحالي نتحاور مع الجميع بمن فيهم الأطراف الكردية، ولكن النقطة الأساسية هي أن قائمة «الائتلاف» تضم عدداً من التركمان، وفي قائمة الدكتور إياد علاوي يوجد أيضاً تركمان، وكذلك في كتل أخرى، ونحن نسعى من خلال وجود تركمان في قوائم عدة، إلى توحيد الصوت التركماني.
* موضوع كركوك يشكل الآن عقدة عربية ـ كردية ـ تركمانية، كيف تنظرون إلى هذه القضية، وما هو الحل في نظركم بعد قرار تشكيل هيئة عليا للتطبيع في كركوك؟
ـ هذه الهيئة لا نعترف بها. . لقد رفضناها لأنها جاءت في وقت غير مناسب، وفي أوضاع غير مستقرة، لذلك فإن تشكيلها جاء لفرض أمر واقع في ظرف عصيب، هذه اللجنة أو الهيئة يجب أن تكون بعد تولي الجمعية الوطنية المنتخبة، وأن تضم جميع شرائح المجتمع الكركوكي، من عرب وتركمان وأكراد وآشوريين وغيرهم، ويجب ألا تقتصر على الحكومة والقوائم الكردية، كل هذه الأمور تؤدي إلى حالة «فرض أمر واقع» في كركوك لصالح جهة معينة، سلطوياً وسياسياً، على حساب بقية الفئات.
* قلت. . انكم رفضتم هذه الهيئة «التي تشكلت» لتطبيع الأوضاع في كركوك، ولكن هذه الهيئة لم تشكل لحد الآن، ولم تباشر عملها. . فكيف رفضتموها؟
ـ لا. . الهيئة شكلت، ولدينا كتاب رسمي عن ذلك.
* هناك فقط قرار بتشكيل هيئة عليا تضمن ممثلين عن الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان وأطرافاً أخرى، ولم تشكل لأن الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان لم تشكلا لحد الآن، ورئيس الهيئة المكلف ليس كردياً أو ليس في الحكومة؟
ـ حسب الأخبار التي وصلتنا (اليوم) هذه الهيئة موجودة الآن في كركوك، وهذا ما أحرجنا، لأننا قدمنا طلباً الى رئاسة الوزراء ألا تمارس الهيئة أعمالها من دون وجود ممثلين عن التركمان.
* بدلاً من التنازع على «هوية كركوك». . هل فكرتم في طرح موضوع أن تكون كركوك مدينة ذات وضع خاص، وحكم ذاتي خاص، بدلاً من البحث عن تركمانية أو كردية أو عربية كركوك؟
ـ إحدى المسائل المطروحة هي أن تكون لكركوك خصوصيتها، وألا تنضم إلى أي إقليم من الأقاليم المقترحة، وهذا يتطلب معالجة موضوع المهجرين العائدين، الذي يشكل الآن حساسية لدى التركمان والعرب.
وفي موضوع الحكم الذاتي والوضع الخاص لكركوك. . نحن أساساً ضد مبدأ الفيدرالية المبنية على أسس قومية أو طائفية، وسبق أن طرحنا موضوع الحكم اللامركزي للمحافظات، على أن تعطى صلاحيات واسعة وترتبط جميعها بالمركز، نحن نتحفظ على موضوع الفيدرالية بالشكل المطروح. . وفي كتلة «الائتلاف» التي نتحاف معها هناك تحفظات ايضاً على مواد في قانون إدارة الدولة، ومنها «الفيتو» الممنوح لثلثي ثلاث محافظات.
* ذكرتم أن مسألة المهجرين العائدين تشكل حساسية، كم يبلغ عددهم؟
ـ الاحصائيات التي لدينا تؤكد أن عدد الذين تم تهجيرهم من كركوك يبلغ ١١ ألفاً و٤٠٠ شخص، وهذا الرقم مأخوذ من قوائم وسجلات وزارة التجارة المبنية على متضمنات البطاقة التموينية. الأكراد يقولون إن عدد المهجرين منهم يبلغ ٣٠٠ ـ ٤٠٠ ألف شخص، ترى كم هو تعداد كركوك حتى يتم تهجير هذا العدد، ومن الأكراد بالذات؟ الموضوع مبالغ فيه إلى حد لا يصدق.
هذه الأرقام تدل على أمور مبيتة لمستقبل مخفي، نحن ننظر الى كركوك بأنها قضية كل العراقيين، ويجب أن يشارك الجميع في جعل المدينة عراقية متأخية لجميع الأطياف، ولجنة التطبيع التي يتحدثون عنها لن تكون مجدية من دون مشاركة جميع ممثلي المجتمع الكركوكي والعراقي. . لذا فهي دون مستوى الطموح، ويجب أن يعلم الجميع اننا لا نريد الفتات، نحن لا نريد أن نكون جزءاً من العملية السياسية وفي مؤسسات الدولة، ولعل أهم منجزات الانتخابات بالنسبة لنا انها بلورت وضعاً جيداً الى حد ما بالنسبة للتركمان.