مبروك انضمام الجبهة التركمانية إلى الائتلاف العراقي الموحد
خاب أمل التركمان في الانتخابات العراقية الماضية في الثلاثين من يناير/ كانون الثاني ٢٠٠٥ نتيجة جملة من الأسباب أثرت في نسبة التمثيل التركماني في المجلس الوطني الجديد، حيث أغلبية التركمان لم يتمكنوا في إدلاء أصواتهم نتيجة عدم تواجد المراكز الانتخابية في مناطقهم أو بعدها بعشرات الكيلومترات أو نتيجة القصف الأمريكي لبعض المناطق كما شهد في تلعفر والتي ذهبت ضحيتها عددا من الأبرياء، وأساسا لم تخصص لتلعفر تلك المدينة التركمانية التي يزيد نفوسها على أربعمائة آلاف نسمة سوى مركزين انتخابين. وحسب التقارير التي حصلت عليها من المراكز الانتخابية في عموم القطر فإن نسبة مشاركة التركمان في تلك الانتخابات لم تزيد على ١٢٪ وعلما إن عمليات سرقة الصناديق من المراكز الانتخابية من قبل بعض الجهات المشبوهة وأخذها إلى أماكن مجهولة وتمزيق الاستمارات التي تحمل الأصوات المدلى لقائمة الجبهة التركمانية والتزوير والتلاعب الذي حدث عند فرز الأصوات جميعها عوامل أثرت في نسبة التمثيل التركماني.
والآن وبعد ظهور نسب التمثيل التي حصلت عليها جميع الائتلافات والجهات المنتخبة في المجلس الوطني لم يبقى أمام الجهات ذوي النسب القليلة سوى الانضمام إلى قوائم أحد الائتلافات، قائمة الائتلاف الوطني العراقي التي رشحت الدكتور إبراهيم الجعفري لرئاسة مجلس الوزراء العراقي أو القائمة العراقية والتي شكلت مع قوائم أخرى في البرلمان الكتلة البرلمانية التي انتخبت الدكتور أياد علاوي مرشحها لرئاسة الوزراء العراقي. وكانت اختيار الجبهة التركمانية الانضمام إلى قائمة الائتلاف الوطني العراقي والتي تضم المنتخبين من الأحزاب الشيعية التركمانية أيضا بمثابة نصر حقيقي للتركمان بعد خيبة أملهم في نتيجة الانتخابات. وعلينا الآن جميعا الاتحاد مع بقية الأعضاء التركمان المنتخبين من قوائم أخرى الاتحاد وتشكيل الكتلة التركمانية في البرلمان وتوحيد صفوفنا وكلمتنا للحصول على حصتنا من الحقائب الوزارية بالإضافة على مطالبتنا بأن يكون أحد نواب رئيس الوزراء أو رئيس المجلس الوطني تركمانيا. ونحن نبارك لجبهتنا التركمانية انضمامها إلى قائمة التحالف الوطني العراقي الموحد نتمنى من أشقائنا العرب أن لا يجهلوا حقوقنا ويهمشوا دورنا مثلما فعلوه بنا الحكومات العراقية السابقة. وعلى أعضاءنا التركمان في المجلس الوطني العراقي الجديد التأكيد على النقاط المدرجة أدناه ويجب أن يكون تحقيقها من أولويات عمل الكتلة التركمانية التي ستشكل قريبا في البرلمان العراقي.
١. تثبيت التركمان في قانون إدارة الدولة العراقية الجديدة كقومية أساسية من القوميات التي تكون الشعب العراقي بعد العرب والكرد.
٢. جعل اللغة التركمانية أيضا من اللغات الرسمية في البلاد في حال تثبيت اللغة الكردية كلغة رسمية في البلاد وفي عكسها التأكيد على جعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية في البلاد مع جعل اللغات الأخرى كالكردية والتركمانية وغيرها لغات رسمية في مناطقها.
٣. بذل الجهود للتأكيد على إجراء التعداد السكاني العام في العراق قريبا حتما ووضع الخطط اللازمة لإنجاحها دون إعطاء الفرصة للجهات المشبوهة والحاقدة على وجود التركمان والقوميات الأخرى كالكلدان والآشوريين والأرمن والشبك واليزيدية، للتزوير والتلاعب مثلما حدث في الانتخابات العراقية يوم الثلاثين من يناير/ كانون الثاني ٢٠٠٥.
٤. التأكيد والإصرار على عراقية كركوك وبقية المناطق التركمانية التي تريد قيادتي الحزبين الكرديين الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني ضمها إلى الإقليم الكردي في شمال العراق.
٥. يجب أن تكون لكركوك إدارة خاصة ترتبط بالمركز في كركوك ولا تتدخل حكومة الإقليم الكردي ولا أية جهة أخرى في شؤونها سوى حكومة العراقية.
٧. التأكيد على حل مشكلة المرحلين في كركوك وإعادة كافة الذين نزحوا إلى المدينة من غير أهاليها الأولين إلى مدنهم وقراهم التي جاءوا منها.
٨. مطالبة الحكومة والوزارات المعنية بكافة الحقوق السياسية والإدارية والثقافية التركمانية في البلاد وتثبيتها في قانون إدارة الدولة العراقية الجديدة.
٨. مطالبة الحكومة والوزارات المعنية بأعمار المناطق التركمانية وإحيائها من جديد. ٩٨. مطالبة وزارة التربية والتعليم بفتح المدارس التركمانية في جميع المناطق التركمانية وتأمين حاجياتها من الكتب والقرطاسيات وبقية المستلزمات والوسائل التعليمية.
١٠. مطالبة وزارة الثقافة والفنون بمساعدة الأدباء والمثقفين التركمان في إصدار الصحف والمجلات ونشر نتاجاتهم الثقافية والفنية كافة.
١١. المطالبة بفتح النوادي الثقافية والترفيهية في المناطق التركمانية.
١٢. مطالبة الحكومة الجديدة بحل كافة الميليشيات المسلحة للأحزاب والتنظيمات السياسية في البلاد ودون استثناء أية جهة أو تنظيم.
١٣. مطالبة البرلمان والحكومة العراقية بجعل قضائي تلعفر وطوز خورماتو التركمانيتين محافظتين جديدتين في العراق.
التعداد السكاني العام آمال الكثيرين في العراق
كان التعداد العام للسكان متوقعا إجراءه في ١٢ أيلول من العام الماضي ولكنه تأجل لأسباب كثيرة وكانت جهات حزبية وتنظيمات سياسية وراء هذا التأجيل لكي يوفقوا في التزاور والتلاعب التي حدثت في انتخابات الثلاثون من يناير كانون الأول ٢٠٠٥. وبما أن التعداد السكاني العام في العراق مهم جدا في هذه المرحلة التاريخية المهمة بالذات، بعد سقوط النظام البعثي العفلقي الباغي الذي لم يجري أبدا إحصاءا سكانيا حقيقيا ودقيقا نتيجة إجباره جميع شعوب العراق على تسجيل قومياتهم إما عربيا أو كرديا، لذا على الحكومة العراقية التي الجديدة التي ستستلم إدارة البلاد، عدم التأخر في إجراء هذه العملية المهمة وعدم تأجيلها إلى وقت آخر لكي يتمكن كل فئة من فئات الشعب العراقي معرفة عددها بالضبط ولا تأتي فئة تتهم فئة ثانية بمبالغة ساستها وكتابها في عدد نفوسها كما حصل مؤخرا بعد الانتخابات الأخيرة عندما ذهب بعض الصحفيين والكتاب المأجورين من قبل عدد من الجهات السياسية المعروفة بنزعتها الدكتاتورية والشوفينية في اتهام التركمان والكلدان والآشوريون بأنهم يبالغون في أعدادهم وإنهم لا يتجاوزون عشر الأرقام التي يدعونها.
أصبح التعداد السكاني العام في العراق آمال العراقيين جميعا وخصوصا تلك الفئات التي تنتهك كافة حقوقها السياسية والإدارية والثقافية والتعليمية في العراق منذ عقود كثيرة نتيجة تجاهل وتهميش وإهمال الحكومات العراقية الدكتاتورية والعنصرية المتعاقبة لتلك الفئات والإقرار على محوهم من خارطة العراق السكانية. وخصوصا التركمان والكلدان والآشوريون والأرمن الذين أجبروا على تغيير قومياتهم وألا فلا حياة لهم في العراق. ويأمل أولئك الفئات الذين قدموا التضحيات الكبيرة في سبيل الدفاع عن تربة وطنهم الغالي في كافة الحروب مع أعداء البلاد وحتى ومن خلال الانتفاضات والثورات الوطنية ابتداء من ثورة العشرين وانتهاء بالثورة الشعبانية المباركة عام ١٩٩١، وقاموا بتطهير العراق من جراثيم النظام الصدامي الملعون، وشاركوا أفراح العراقيين وأحزانهم جميعا ونتيجة كل وفائهم وإخلاصهم للحكومات العراقية المتعاقبة نالوا المزيد من الغبن والتجاهل وتهميش حقوقهم الشرعية والممارسات والانتهاكات والجرائم الوحشية لأبادتهم في مناطقهم أو ترحيلهم وهجرتهم منها. وملايين العراقيين المتواجدين في بقاع العالم ما هم إلا ضحية تلك الأنظمة العراقية الدكتاتورية الظالمة وخصوصا النظام الصدامي الذي ولى بدون رجعة. وللعدالة في منح كل فئة من فئات الشعب العراقي حقها المشروع الكامل دون زيادة ونقص على حساب فئة أخرى يجب علينا معرفة التعداد الحقيقي الصحيح لكل فئة وطائفة عراقية. وللوصول إلى نتيجة حقيقية وغير مزورة وقابلة للتلاعب، على الحكومة العراقية الجديدة التي تنتظر تشكيلها من قبل العراقيين جميعا الاهتمام البالغ لإنجاح هذه العملية الإحصائية وخصوصا في المحافظات التي تعيش فيها أكثر من قومية وطائفة من قوميات وأطياف الشعب العرقي كالمحافظات (موصل، أربيل، دهوك، كركوك، تكريت، بعقوبة، كوت والعاصمة بغداد) من حيث إعداد كافة السجلات والاستمارات وإيصالها قبل يوم التعداد إلى المواطنين في عموم القطر وحتى في جميع المناطق النائية من المحافظات، وتوعية جميع المواطنين عن كيفية المشاركة في هذه العملية الوطنية وملئ الاستمارات مع مراعاة لغات جميع مكونات الشعب العراقي. وكما يجب على قوات التحالف الأمريكي والإنكليزي وبقية الدول المتحالفة بذل كافة الجهود في الحفاظ على الأمن والسلام في يوم التعداد. وعلى الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل لجنة خاصة تشرف على هذه العملية ومتابعة نتائجها لكي لا تقع في أيادي الجهات السابقة التي قامت بتزوير نتائج الانتخابات ونتيجتها ذهبت أصوات مئات الألوف من المواطنين لصالح قوائم تضم أحزاب وتنظيمات معروفة بماضيها الذي لا يختلف كثيرا عن ماضي حزب البعث العربي الاشتراكي في ممارساتها الوحشية وجرائمها البغيضة ضد أبناء شعبنا العراقي وانتهاكاتها الصارخة لحقوقهم المشروعة. فنتمنى تجاوز الأخطاء السابقة وعدم حدوثها ثانية لكي نعرف الحجم الحقيقي لكل فئة وطائفة عراقية ولو لمرة واحدة في تاريخ العراق الحديث. ودون شك وكلنا أمل في ذلك ما دمنا مستقبلين على تحقيق الحرية والديمقراطية في البلاد يوما بعد آخر. ولكي نحصل على نتيجة إحصائية دقيقة وصحيحة ١٠٠٪ يجب مراعاة نقاط عديدة ومهمة كثيرة منها:
أولا: يجب تحديد يوم التعداد السكاني فورا بعد تشكيل الحكومة العراقية ومنذ أول جلسة.
ثانيا: يجب الشروع فورا بإعداد كافة المستلزمات المطلوبة من سجلات واستمارات ومستلزمات القرطاسية.
ثالثا: يجب تعيين المأمورين الذين سيقومون بجمع الاستمارات التعدادية وعلى أن يكونوا من منتسبي دوائر الدولة لا أفراد الجهات والتنظيمات السياسية ولا أفراد الميليشيات المسلحة التابعة لتلك الجهات، وإعدادهم جيدا.
رابعا:طلب المساعدة من هيئة الأمم المتحدة وجمعية الصليب الأحمر الدولي والمنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان في الإشراف عليها.
خامسا: الإيعاز إلى الميليشيات المسلحة عدم التدخل في هذه العملية التي لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.
سادسا: الإيعاز إلى عناصر الشرطة وأفراد قوات الحرس الوطني عدم التدخل في شؤون المسئولين والمشرفين عن عملية التعداد والاكتفاء بمهمة تحقيق السلام والأمان في البلاد.
تاسعا: غلق حدود المحافظات الخارجية مع بعضها البعض قبل يوم من التعداد وعدم السماح بدخول القادمين من بقية المحافظات إلى أية محافظة أخرى ومهما كان السبب.
عاشرا: التأكد من انتسابية كل مواطن إلى المحافظة التي يزعم أنه ينتسب إليه وأجري تعداده فيها في السنوات التعدادية السابقة أيضا منذ تعداد ١٩٥٧ ووفق سجلات الدولة ومستمسكات المواطنين.
إحدى عشر: أن تشمل التعداد السكاني في العراق أيضا إحصاء عدد الذكور والإناث والأطفال والشباب والشيوخ وعدد الأميين وعدد خريجي الكليات والدراسات العليا وعدد العاطلين عن العمل في البلاد.
أثنى عشر: توعية المواطنين بكيفية ملئ الاستمارات التعدادية عن طريق وسائل الإعلام والمنظمات الجماهيرية في كل محافظة وتخصيص ميزانية خاصة لها. عل أن تكون التوعية بجميع لغات المواطنين التي يفهمونها.
ثالث عشر: تهيئة الحاسبات الإلكترونية المتطورة الحديثة في الدوائر الإحصائية في جميع المحافظات العراقية وتثبيت ودرج معلومات أبناء الشعب العراقي في هذه الحاسبات المرتبطة بالحاسبة الرئيسية لمدرية الإحصاء العامة في بغداد.
رابع عشر: شمول جميع المحافظات العراقية بمدنها وقصباتها وقراها بالعملية الإحصائية. ووصول المأمورين بجمع استمارات التعداد إلى جميع المناطق النائية في البلاد.
ما دام التعداد السكاني أمل الشعب العراقي جميعا فعلى الحكومة العراقية الجديدة والشعب العراقي العظيم التكاتف والتعاون من أجل إنجاح هذه العملية الوطنية لكي يكتب تاريخ شعوب العراق الصحيح من جديد ويعلم الجميع حجم كل شعب في هذا الوطن العزيز لكي لا تتجاوز فئة على فئة أخرى في نيلها الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية ووفق الله العراقيين في تحقيق الحرية والديمقراطية والسلام والأمان في بلادهم وبناءها وأعمارها من جديد.
نعتز بعلاقاتنا مع لأكراد ولا عدو لهم سواكم
تشويه سمعة الآخرين وتسميته بالتسميات والألفاظ الغير صحيحة والغير لائقة باتت في يومنا هذا شيئا مألوفا وكل من مد يداه القذرة في يد الجلاد الأرعن صدام حسين وأرتكب الجرائم البشعة بحق شعبه وأبناء جلدته أصبح شريفا ونزيها اليوم بعد أن دخل العراق محميا بالدبابات والمدرعات الأمريكية، فقام بتسمية العراقيين الشرفاء والنزيهين الذين عانوا ظلم الطغاة البعثيين واعتقلوا وتعذبوا وقضوا شبابهم في سجون النظام وأجبروا على ترك أوطانهم واللجوء إلى بلدان الغربة بأنهم مجرمين وخونة وبعثيين ورجال الأمن والمخابرات وأعداء الكرد أو الشيعة أو السنة وهكذا، ناسين أنهم كانوا في الماضي القريب سببا في ارتكاب أبشع المجازر الدموية بحق شعوبهم وتدمير قراهم ومدنهم كانوا من خلال تعاونهم واتفاقاتهم المشبوهة مع النظام الصدامي.
كنا نأمل أن تتحقق الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بعد سقوط النظام البعثي الدكتاتوري المجرم في العراق وأن يستنشق شعبنا الهواء بحريته وينال مكونات شعبنا جميعا حقوقهم المشروعة كاملة لا يأخذ فئة حقوق أكثر على حساب بقية الفئات. لم نكن أبدا نظن بأن المظلومين الذين كانوا يدعون بأنهم يناضلون من أجل الحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية ينقلبون بعد سقوط الصداميين إلى صداميين جدد ويبدءون ظلم الآخرين ويتجاوزون على حقوقهم، ولم نتوقع أبدا في هذا الزمان الذي كنا نظنه بزمان الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير أن يرتكب كل من يكتب ويعبر عن رأيه جريمة كبرى وإثما كبيرا ويتهم بالخيانة والتجسس وبكونه من رموز النظام السابق وعناصر البعث المقبور وأزلام صدام وغيره. ولم نتوقع أبدا بأن يبقى العراق محرما على الذين يقولون لا للظلم وللعدوان وللعبودية والتجاوز على حقوق الآخرين ولا للخيانة والتجسس والعمالة للأجنبي كما كان في عهد الدكتاتور المجرم صدام حسين. لأننا نسينا بأن بدل صدام واحد قضينا عليه يأتوننا الأمريكان والإنكليز والصهاينة بآلاف من مثله ويسلموا إدارة بلادنا لأولئك الحثالى من الخونة والعملاء والجواسيس.
تصوروا فبدون خجل واستحياء ينشر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني قائمة بأسماء الذين سماهم بأعداء الشعب الكردي ويصف هذا بأنه فاشي ومرتزق وعدو الكرد اللدود، وذاك عميل بعثي سوري وعميل مزدوج للمخابرات السورية والتركية، وذاك يحرض على هدم الروح الكردية وأحد أعتى كارهي الكرد، وآخر بأنه مخابراتي وبعثي مخضرم يمارس الإرهاب عبر الانترنيت ضد الشعب الكردي، وآخر إرهابي عالمي بن لادني، وسيدة بأنها بعثية عفلقية وصديقة صدام تقيم في فرنسا كانت تمارس الدعارة لفترة من الزمن وتحولت بين ليلة وضحاها للكتابة، وآخر سمي تيمنا بأسم قصي صدام حسين، وآخر بعثي عقائدي وضابط في الأمن السياسي، وغيرهم جميعا بعثيين شوفينيين ومجرمين بحق الكرد ويمارسون الكتابة الفاشية ويشتمون الكرد ويستهزئون بهم. كأن العالم برمته خونة وعملاء وجواسيس وبدون أعراض وشرف وأنهم فقط نزيهين وشرفاء وثوريين ومناضلين وسهروا الليالي من أجل مستقبل وحرية الشعب الكردي، ناسين بأنهم بحماقتهم وغبائهم اللا محدود وانجرافهم لوعود الجهات الاستعمارية والصهيونية العالمية الكاذبة لم ينالوا لشعبنا الكردي المظلوم طيلة عقود طويلة مضت سوى المزيد من الخيبة والخسران ومئات الألوف من الضحايا في الأرواح. كأنهم لم يكبدوا الشعب الكردي المجروح الخسائر الفادحة نتيجة حروبهم مع مقاتلي الميليشيات التابعة لمام جلال في عام ١٩٩٤؟ وكأنهم لم يوقعوا خسائر جسيمة في صفوف أبناء الشعب الكردي في أربيل عندما اقتحموها في أوائل ١٩٩٥؟ وكأنهم لم يضعوا أيديهم أبدا في أيادي المرتزقة البعثيين ولم يتحالفوا مع الطاغية صدام حسين أبدا في الهجوم على المدن والقصبات والقرى التي كانت تحت سيطرة حزب الاتحاد الكردستاني بزعامة مام جلال ولم يشاركوا قوات الحرس الجمهوري في هجومهم الأخير على أربيل والسليمانية ومناطق باليسان ووهيران وحرير وصلاوه وجومان وحاج عمران بتاريخ ٣١ أغسطس/ آب ١٩٩٦ وطرد الميلشيات التابعة لمام جلال إلى الحدود الإيرانية والهجوم على المعارضة العراقية والقبض عليهم وتسليمهم إلى عناصر الأمن والمخابرات للنظام العراقي والذين بدورهم أعدموهم بعد التعذيب الجسدي الوحشي. وكأن ميليشياتهم المسلحة في عام ١٩٩٦ لم تهاجم العشرات من القرى والقصبات الكردية العائدة لعشائر السورجية ويقوموا بقتل الرجال واغتصاب النساء؟ ولم يكونوا هم الذين مهدوا الطريق للصهاينة تدنيس أرض العراق وشراء الأراضي والممتلكات في المدن العراقية بعد تحرير العراق من ظلم صدام؟ ولم يشاركوا القوات الامريكية في قتل أنصار المسلمين الكرد في شمال العراق أثناء إنزال القوات الامريكية إلى شمال العراق في أوائل نيسان من عام ٢٠٠٣؟ وبعد كل هذا ودون أن يخجلوا من أحد يتهمون كل من يفضحهم ويكشف جرائمهم ضد الشعب العراقي عامة والكردي خاصة بأنه عدو الشعب الكردي ويجب أن يدرج أسمه في قائمتهم السوداء لكي يخططوا تصفيته والخلاص منه على نفس الطرق التي كانوا البعثييون يسلكونها في تصفية المناوئين لنظامهم العنصري المشبوه.
أنا لم أكن خائفا على نفسي أبدا من أولئك الحثالى والذين يغتالون الرجال في الظلام من خلفهم ولو كان الخوف يسري يوما ما في عروقي لما كنت اعتقلت من قبل العناصر الأمنية في كركوك عشرات المرات وتعذبت وسجنت في قسم الأحكام الخاصة من سجن أبو غريب؟ ولو كنت مجرما تركمانيا وبعثيا سابقا كما افتراه علي عناصر حزب عنصري فاشي لما تشردت مع أفرادي عائلتي إلى العديد من الدول الأوربية وأمريكا؟ ولو لم أكن من عائلة معارضة لأفكار النظام البعثي المجرم وجرائمهم التي لا تحصى ولا تعد لما سجن والدي وشقيقي بالحبس المؤبد ولم يقضي شقيقي سعدون كوبرولو أكثر من ١٥ عام في السجن وأنا سنتان وبقية أشقائي فترات تتراوح بين عامين وخمسة أعوام؟ لو كنت مخلصا مثل عناصرهم للنظام البعثي لما كانوا يراقبونني طيلة وجودي في العراق ولم يضعوا مفرزة كاملة بخمسة أشخاص في مقبرة المصلى مقابل داري لمراقبة من يزورني أثناء وجودي في البيت وعند خروجي كانوا يلحقونني شارعا شارعا وزقاقا زقاقا وحتى إلى بغداد.
أما عن كوني واحدا من أعداء الشعب الكردي فاتحادهم في ذلك أيضا لأنني دائما قصدتهم وحزب الاتحاد الكردستاني في مقالاتي لأنهم الوحيدين الذين جلبوا الويلات والخراب والدمار لشعبنا الكردي المظلوم وكانوا سببا في التضحيات البشرية الهائلة التي تكبدوها نتيجة نواياهم العنصرية التوسعية وأطماعهم الشخصية في السيطرة على ممتلكات وخيرات العراق، ومن أجل تلك المصالح والأطماع الشخصية فلا يهمهم أن يضحوا بشعبهم أبدا. ولم تجلب ممارساتهم الشوفينية الحالية ضد أبناء شعبنا العراقي جميعا والسيطرة على أراضيهم وتكريد مناطقهم بقوة السلاح سوى الكوارث والحروب الجديدة لنا وسيدفع ثمنها شعبنا الكردي غاليا في هذه المرة أيضا.
أنا لم أكن أبدا عدو الشعب الكردي ودائما كانت لي ولعائلتي علاقات جيدة ووثيقة مع أشقائنا الأكراد في العراق والآن في أوربا. فوالدي وعمي كانا من دراويش الشيخ مصطفى الباقلاني في قضاء رانية الذي لابد وأن يعرفونه أولئك جيدا وكانوا على اتصال دائم به كما كان قيادات أفواج الفرسان(الجاش) أيضا في اتصالات دائمة بذلك الرجل الكردي الطاهر النزيه والعراقي الأصيل الذي فتح داره وتكيته لخدمة المسلمين من أبناء شعب العراق ولم يكن أبدا يفرق بين كردي وعربي وتركماني ومسيحي كنا نزوره ويزوروننا وعائلته الكريمة باستمرار وحتى وبعد الانتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١ عندما لحقت القوات العراقية الميليشيات الكردية إلى هناك هربنا مع أبنائه إلى إيران وبقينا فترة في بيوت أحد دراويشه في مدينة ميران شهر.
إضافة إلى شيخ مصطفى الباقلاني كان لنا علاقة جيدة مع الشيخ عبيد الله وهو الآخر كان من أقارب الشيخ مصطفى ويسكن أربيل ويلتقي في تكيته دائما شيوخ ودراويش وكان يعالج المصابين بالأمراض النفسية وبقيت في داره شهرين بعد ترحيلنا من كركوك قبل اللجوء إلى تركيا. وحتى عندما كنت صغيرا وفي أيام الدراسة في كركوك كان لي علاقات طيبة مع العديد من الزملاء وتعلمت اللغة الكردية منهم أيضا، وللعلم أيضا إن أغلب عمال والدي في عمله كانوا من أبناء الكرد، لأن والدي كان على علاقة وطيدة بأكراد كركوك وأطرافه. حتى وفي سجن أبو غريب كنا أنا وشقيقي سعدون نلتقي دائما بالسجناء الكرد ولم نفكر في يوم ما أن نحقد عليهم لكونهم أكراد، بل كنا نحبهم ونحترمهم أكثر كلما أحسسنا بأنهم مظلومين مثلنا من قبل النظام الصدامي المجرم. وحتى الآن في خارج العراق ورغم كتاباتي التي تمس الأحزاب الكردية في أغلب الأحيان ولكنني علاقة جيدة مع زملاء أكراد عراقيين كثيرين من أمثال الدكتور بختيار الجاف مدير المعهد العالمي لدراسات الشرق الأوسط والبلقان في سلوفينيا وآخرون كثيرون في فنلندة والسويد والنرويج وهولندا ونتصل ببعضنا باستمرار. فأولئك يعرفونني جيدا ويشهدون بأنني لست عدو الشعب الكردي أبدا ولم أفكر أن أكون كذلك ولكنني أشهد بأنني عدو كل إنسان حاقد وخائن وعميل يعادي العراق والعراقيين سواء كانوا عربا أو أكراد أو تركمانا أو كلدانا أو آشوريين. وما هي كتاباتي التي كانت سببا وراء أدراج اسمي في قائمة أعداء الشعب الكردي سوى لإظهار حقيقة تلك القيادات العنصرية المتسلطة على رقاب أبناء شعبنا الكردي منذ ما يقارب القرن من الزمان ولم يحققوا لهم شيئا سوى المزيد من الكوارث الحروب بين الأطراف الكردية ومع وحدات الجيش العراقي. وها اليوم نتيجة ممارساتهم وجرائمهم بحق أشقاء الكرد من العرب والتركمان والكلدان والآشوريين واليزيديين والشبك والأرمن وغيرهم في كركوك وأربيل وموصل ودهوك وخانقين وكفري وجلولاء والسعدية والمقدادية وتلعفر والشيخان والحمدانية و وزاخو يوقعون بين الشعب الكردي وبين أشقائهم الآخرين من بقية شعوب المنطقة وثمن هذه الحماقات الجديدة التي ترتكبها القيادات الكردية لن يدفعها سوى شعبنا الكردي الذي يهمنا مصيره ومستقبله. نتمنى من هذا الشعب العظيم أن يفهم قيادتي البارزاني والطالباني ونواياهم الخبيثة جيدا ولا يؤيدوهم في سياساتهم العنصرية والانفصالية التي أهدافها معروفة ألا وهي تقسيم العراق إلى دويلات ودويلات طبعا وبعد حروب طويلة وخسائر جسيمة. وعلى القيادات الكردية التصرف بعقلانية ولو في هذه المرة فقط بدلا من معاداة العراقيين وارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق الشعوب الأخرى الذين عاشوا المر والحلو سويا دائما، وبدلا من أن يصدروا قوائمهم بأسماء أعداء الشعب الكردي ويحرمون أراضي العراق عليهم و إلا وماذا فرقهم عن سيديهم المقبور صدام حسين وقيادته البعثية الكافرة؟