هل امن الشيخين العشائريين في الهوية الوطنية الكردية؟
الدكتور لطيف الوكيل - موسوعة النهرين
تحت هذا العنوان صدرت لي مقالة في جريدةالحياة الدولية كانت في ٢٠٠٤. ٠٢. ٠٤
تحليل سياسي اجتماعي حول التحالفات الدكتاتورية في عراق الغد:
بعد مرور سنة كأن الدنيا واقفة كأنها فرت من ثواني. هل شيوخ مشيخة كردستان يقاتلون من اجل مصالحهم الاقطاعية, ام من اجل الشعب الكردي؟ لسنا في صدد تاريخ بلا مستقبل, بل الشامخ في حاضرنا, منذ سنوات كانت مصائر الشعوب مبوسة بين الطغات, واليوم رفيق الاقطاعية ما اتعسه.
لماذا لايطالب المناضل مسعود البزاني بكل العراق اليس هذا من حق كل عراقي وطني؟, كما من حق جون قرنق الذي يطالب يتحرير السودان كل السودان؟
من البديهي يكتفي الشيخ راضيا مرضيا بتوسيع اقطاعيته ببعض الكيلو مترات من كركوك الغنية بالنفط.
لقد اثبتت علوم السياسة والاجتماع, ان الدكتاتورية هي ام الفاشية والاخيرة مصدر الارهاب. وهي نتيجة حتمية للصراع القائم بين الشعوب والطغات, بما ان الشعب يزداد مع مرور الزمن عدة(من ممارسة النضال) وعدد(لتكاثر الارحام), لابد للدكتاتور ان يزداد بطشا كل يوم بشعبهالنمي كل يوم من اجل المحافضة على توازن القوى بينه وبين شعبه المغلوب على امره,ولكي يبقى على سدة الحكم يضطر مع دورة الايام الى استعمال الألية الفاشية, وبها
تتحول اجهزة امن دولته الى انظمة فاشية وكل منهم,صعودا حتى الدكتاتور,يصبح فاشست بالممارسة, لكل فعل رد فعل, هو ان تستعمل الجماعات او الاحزاب وسائل ارهابية مع اجهزة الانظمة الدكتاتورية,هكذا دواليك وباضطراد تتحل المعركة الى ارهاب متبادل بين ارهاب النضام الفشي ومقارعته بكل السبل وان كانت ارهابية.
اي لو ان الانتخابات التي جرت في مشيخة كردستان و التي كانت على شاكلة برميل لك وبرميل لي, خلال ال ١٤ سنة الغابرة, قد ادت الى الديمقراطية الكردية, لما انبثق حزب ارهابي في كردستان
كحزب "انصار الاسلام". ولما غرق في تلكة الحقبة كثير من اللاجئين مع البواخر التي كانت تساعدهم على الهرب الى الديمقراطيات الغربية, من ظلم ديمقراطية برميل لي وبرميل لك, اي حسب محصصة الشيخين العشائريين.
هل كان الخوف من حرية الانتخابات اي من الاختيارالحر للشعب الكردي هو الدافع للشيوخ بالمطالبة باستيراد حائط عنصري من شارون,(قبل الانتخابات وقبل كتابة الدستور الذي يضمن حقوق كل عراقي) لتحضين الاقطاعية الكردية من خطر الديمقراطية والاستفراد بالكرد, مما يضمن بقاء الشيوخ الكردية على سدة الحكم والسيطرة على اقطاعياتهم؟
لابد هنا الى الاشارة الى ان مصالح الدكتاتوريات تلتقي بالتحالف ضد بزوغ شمس الديمقراطية. هذا مايربط النظام الدكتاتوري اي بعثلاوي الغير منتخب وعليه هي دكتاتورية,
مع الاقطاعية الكردية, المتخلفة اذا ماقارناها, بسقوط الاقطاعية في بقية انحاء العراق وفي سنة ١٩٥٨ وحيث كانت ثورة تموز الباسلة. ان اقليم كردستان الحالي وفي الاسم تجني على الاقليات والقوميات المتداخلة بين اقطاعيات العشائر الكردية, هو مقارنتا بالعراق فهو اقليم فقير وفقير جدا واذا انحبس الشعب الكردي فيه مطوقا بحائط عنصري, تحت رحمة الشيوخ وانظمتهم الاقطاعية,بعد برد وجوع فاختناق, سوف تحصل اخيرا ثورة شعبية كردية قادرة على تحقيق احلام الكرد الوطنية. ضف
لمحة تاريخية قصيرة تبين كم ان الشعب الكردي ضاق ذرعا من عزل الفاشية البعثية له عن بقية ارجاء العراق, فهو ينشد اللقاء باخوته العراقين بعدة تلك الحبيسة,وليس العكس اي القوقعة التي لابد ان تؤدي الى التخلف ونحن في زمن العولمة. ان هذا التحليل السياسي الاجتماعي هو ليس ببعيد عن ذهن الدكتاتورية الاقطاعية, لذلك هي بدون نفط كركوك زائلة لا محال وعلى يد الديمقراطية.
لذلك هم الشيوخ يحلمون بوضع الكويت, لكي يقول الشعب الكردي
(علواه على استعمار الكويت, ولا استعمارالاقطاعية من غير نفط كركوك).
عندما كان الشعب الكردي فارا فوق الجبال هربا من" علي كمياوي" كان العالم كل العالم متعاطفا مع تاسيس الدولة الكردية وضد النظام البعثي الفاشي ولكن ذلك العالم انصدم في ارتدام العقل(سياسة التحالف التبوس بين البعث والاقاطعية) مع
العاطفة(المشاعر الانسانية نحو الاكراد) عندما رأى كيف عملوا شيوخ الكرد مصير شعبهم مبوسة
مع المجرم الفاشست صدام,وكيف التقت بعدها مصالح الدكتاتورية في سنة ١٩٩٦
بين بيش مركة البرزاني وبين الجيش الصدامي ضد الشعب الكردي.
التاريخ يعيد نفسه, تلتقي اليوم مصالح الدكتاتورية في العراق, وكم تتحمل ياعراق,كأن يستضيف الراعي الذئب للشاة,هو التحالف بين بعثلاوي وبين شيوخ الكرد. وطبعا كالمعتاد على حساب الدم الكردي,وهذا ما قترنت به سياسة عرفات(الذي يملك ٢٠ بليون دولار) التبويسية قترنت مع الاقطاعية في مشيخة كردستان. هنيئا الانتخابات للشعب الكردي, رغم انها تمثل زيادة قدرها ٥٠٪ هذا اذاما قارنا نسبة الاكراد التي حسب احصائية الاكراد هي ٢٠٪ من مجموع الشعب العراقي, ولنفترض جدلا ان الادراد شاركوا بنسبة ١٠٠٪ في الانتخابات, بينما عدد نواب الاكراد في الجمعية الوطنية بلغ ٣٠٪. اما نسبتهم الى التركمان فهي ٣/٧٥, اي لو ان التركمان هم ثلاثة ملاين حسب الاحصائية التركمانية تصفي في العراق يوجد ٧٥ مليون كردي. وبهذه النسب هم الاكراد ديمقراطيا ممثلين بزيادةتعيضا لمظلوميتهم في كتابة الدستور, ورغم ذلك تكتفي دكتاتورية شيوخ الكرد بقانون الدولة المؤقت وتمانع في كتابة الدستور ديمقراطيا والتصويت عليه, وكل ما تحلم به بعض الاراضي الغنية بنفط كركوك وليكن بالتعاون مع الشيطان اذ لم يكن مع قتلة الشعب الكردي من امثال بعثلاوي, هذاهو التفكير الاقطاعي المتخلف عن الركب السياسي العلمي,لانه لايستوعبقد تحصل انتفاضة كردية ضد التحالف الدكتاتوري مع البعث وبعد الانتخابات التي طالما ناضلنا وستشهدنا من اجلها. لا يستطيع اي دكتاتور ان ينفع الشعب الكردي سوى الشعب العراقي المظلوم, لذلك الانتخابات وفرت فرصة تاريخية ديمقراطية للاكراد, وفواتها الان يشبه فوات الفرصة التي اعطاها العالم للاكراد ويومها ضاعت في المبوسة مع البعثي صدام واليوم بتبويس البعثي علاوي. واخير وليس باخر للشعب الكردي كرامة كيف يستطيع الشعب الكردي الفخور مواجه اخوته المظلومين من الشعب العراقي, بعد" التحالف البعثي/ الاقطاعي" ونتيجة الذئب مع الشاة مبرمجة ومعروفة مسبقا؟ ان امن الشيخين العشائريين الطلباني والبرزاني بحاجة الى عنصرية و عنصرة كردية لتبرير الانفصال بالاكراد والاستفراد بهم, خوفا من الانتخابات العامة الحرة, وليست كالتي انجبت الارهاب مثل "حزب انصار الاسلام" وبهذا جنت على نفسها براقش, اي العودة بالشعب الكردي تحت نير الدكتاتورية الاقطاعية.
اولم تكن وفاة الملى مصطفى البرزاني سنة ١٩٧٥ في امريكا, والتنصل الامريكي سنة ١٩٩١عن الانتفاضة الشعبانية الشجاعة وكم قدمنا وقتها من شهداء, عبرة لنا لكي نعتمد فقط على انفسنا؟ لا البعث ولا الدكتاتورية العربية ولا امريكا ولا اسرائيل اخوة للشعب الكردي بل اخوتهم في شعبهم العراقي وليس بعده, والله من قبله. ان الذي يطالب بحقوق الشعوب الكردية لايكتفي بعظمة دكتاتور ولا بعظمة مستعمر, بل فقط بحب الشعب العراقي. اولم يقف الشعب العراقي سنة ٢٠٠٣ الى جانب الاكراد فمنع الجيش التركي من دخول العراق؟,لايوجد من يحمي الفدرالية الكردية سوى الشعب العراقي وفاز من نال رضى الشعب العراقي وهو مطلب امريكي ملح, ومن يريد ان يتعلق بالتطور الامريكي عليه ان يتعلم من الامريكان ويحاول جاهدا كسب حب الشعب العراقي الوفي, نعم نحن اوفياء للامام علي ولسيد الشهداء الحسين عليهما السلام نحن اوفياء لعبد الكريم قاسم, نحن ان مشينا خلف السيد السيستاني فهذا لكون السيد السيستاني كان السباق في المشي ورائنا فقط حيث طالب بما كنا نطالب وهي الانتخابات الحرة,نحن اي الشعب العراقي بكل اديانه,لاقومجية عربية ولاقومجية كردية ولا التباس بين الشعب الكردي والاقطاعية الكردية, كالفارق بين الشعب العراقي والدكتاتورية,هذه هي الديمقراطية. ملاعين بعثية كفاكم من اللعب بمشاعر الشعوب,كان يدعي الزرقاوي كان يريد قتل البعثي النقيب لكي يغطي على علاقتهما الرهابية. ان الوحدة والحرية والاشتراكية هي ليست اهداف البعث. بل الاخير سرقها من الشعب وادعاها لنفسه لكي يتخذها حجة للسيطرة على رقاب الشعب ومقدراته وبعدها يقوم بتحطيم اهداف الشعب. لقد رئينا كيف كانت لعشرات السنين الحدود السورية العراقية للدولتين البعثيتين المتجاورتين مقطوعة على يد دعات الوحدة كذلك مليارات الدولارات وكوبونات النفط هي شاهد على اشتراكية البعث اما الحرية فحدث بلا حرج. وقد تجلت هذه السياسة المضادة لما تدعي بهتانا وزرا كالتي تدعي وحدة الكرد بالحروب بين الشيخين الاقطاعين على حساب وحدة و دم الشعب الكردي. مالذي يجعل القيادة الكردية تثق بوعود وعهود البعثي علاوي؟ ام هناك وعود بعثلاوية خاصة بالشيوخ وليس للشعب الكردي فيها ناقة ولا جمل؟ام هي الستراتيجية الدكتاتورية بل الاقطاعية التي لا تبعد قيد نملة عن البقاء على كرسي الحكم؟
وطز باهداف الشعوب ومقدراتها طالما الشيخ الاقطاعي والدكتاتورالعربي باقي متربع على كرسي السلطة؟