من السهل على المرء ان يجد ألف طريق ليمشي عليها لكن ليس بالضروره أن كل هذه الطريق هي الحل الصحيح للوصول الى الهدف المطلوب.
أن ما يجري في مد ينة كركوك العراقيه من سقوط الصنم وحتى أيامنا هذه. هو بالحقيقة نوع من التشعبات والتقاطعات والاقصاءات في أحيان كثيره لا يحتاج المراقب الى ذ كاء حاد حتى يكتشف أنها تخلو من الحكمه والنظره البعيده والمتعمقه للامور. . . والتي اخشى أن تؤ دي بنا الى جني ثمارها السيئه بعد حين. وبصراحه طبيعة الامور في العراق ووضع الشعب العراقي بعد عقود من المعاناة لا يتحمل أنتكاسه اخرى قد تؤ دي الى أنفجار الوضع الى حد لا يمكن السيطره عليه والى حال لا يمكن أن يدعي شخص أنه في مأمن منه. لذلك فلنضع الأمور في نصابها الصحيح لأن كركوك اصبحت مثل " القنبله الموقوته" والى محنه شبه مستعصيه!! يتجنب الكثيرين من الخوض فيها وهذا ممكن أن يكون جزء من الحل في الوقت الحالي. . لكنه لا يمكن أن يكون كل الحل الذي يرضي الجميع.
لقد علمنا تاريخ الأوطان والأمم أن في المحن التي تمر بها الشعوب تكون الأرضيه الخصبه لبروز القاده والزعماء الوطنيين.
الذين يأخذون الأمور على عاتقهم وبزمام الأمور سبيل لهم لجمع شمل أوطانهم وتوحيدها قلباً وقالباً. . مصير واحد ومستقبل واحد. لكن وللأسف الشديد اننا لحد الان لانرى مثل هذه الزعامات في الساحه العراقيه رغم وجود شخصيات بارزه في المجتمع السياسي العراقي الحالي. والسبب في رأي الخاص انه ذلك " التمترس" الحزبي والجبهوي " المفرط " عند البعض والذي يقتل فيهم روح الأبداع السياسي والتفاعل الحي الصادق مع الأخرين الأ من خلال مجالات ضيقه لاتمثل الأمكانيه الحقيقيه لما يملكون.
نعم أن أخوتنا وأهلنا الأكراد في شمال العراق تعرضوا الى ظلم وأضطهاد وقتل وأقصاء لعقود طويله كانت ذروتها مع الصنم المخلوع وجرائمه المشينه بحقهم. . ولكن مثل ما يعرف الجميع أن هذه الحال لم تكن حصراً على الأكراد وحدهم بل أن أخوانهم التركمان في شمال العراق والشيعه العرب في الجنوب والوسط وحتى بعض أخواننا السنه العرب نالهم نفس القسط من هذه الأفعال المشينه ومن النظام نفسه.
وبالوقت الذي يجب فيه تفهم مخاوف الأكراد العراقيين وتحفظاتهم من المستقبل بسبب هذه الجرائم. . . لكن حقيقة الأمر يجب أن لا يفكروا بطريقة " أحمل بقدر ما تستطيع اليوم ولا تفكر بغد " هم لهم حقهم الطبيعي الذي يستحقونه في العراق الجديد وهذه ليست منه من أحد عليهم. لأنهم أعطوا التضحيات والقرابين حتى وصلوا الى هذه النتيجه. . ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب الأخرين من أخوتهم في الوطن والمصير وأن بدا لبعض مسؤولي" الأحزاب الكرديه" أن هذه الفرصه لا تتعوض لجني مطالبهم بأعلى سقف ممكن!! على أعتبار أن عرب العراق والدوله العراقيه حالياً يعانون من بعض الحلقات المفقوده وهذه أيضآ نتيجه طبيعيه لسقوط نظام شمولي ديكتاتوري. لكن الخطأ الخطير هنا هي هذه النظره المستعجله والغير دقيقه لوضع العراق الحالي والقياس عليه. . لأن الأستثناء ليس هو القاعده. كما لايمكن الأعتماد والبناء على حاله معينه " طارئه " في الوضع الأقليمي والدولي الحالي المحيط بالعراق.
جوهر المشكله الان في مدينة كركوك العراقيه. . يجب أن يكون الكلام في هذا الموضوع بصراحه وشفافيه تامه. . وأن كانت بعض الأمور قابله للنقاش فأن أمور أخرى هي من الثوابت التي لاتتحمل المجامله فيها. . مثل أن كركوك مدينه عراقيه خالصه حالها حال البصره وأربيل والموصل والعماره والرمادي. وأن كان لها ميزه معينه فهي ذلك الموزائيك الراقي من التكوين السكاني والأجتماعي المتمثل بجمع كل القوميات والأديان والطوائف" العراقيه" وهي تشكل حاضنه رائعه لصورة العراق الحقيقي. والتي يجب أن تحسب ميزة لها وليست عليها.
نعم في كركوك أراد الطاغيه التلاعب في التكوين " الديموغرافي" للمدينه وهذا من خلال جلب بعض العوائل العربيه وأقصاء العوائل الكرديه وهذا شىء متفق على أدانته ولكننا لا نتفق على أدانة العربي العراقي الموجود في كركوك ويسكنها.
لأن هولاء ليسوا مستوطنين. . هؤلاء ناس عراقيون يسكنون جزء من بلدهم ويجب أن يكفل لهم القانون حريتهم في تقرير المكان الذي يسكنون به خاصة وأن أغلبية هؤلاء هم من العشائر العربيه العراقيه سكنوا كركوك حتى عندما كانت " أرض بلا خرائط " وحتى العرب العراقيين الذين سكنوا كركوك في عهد نظام " الصنم " قبل عشرين سنه أو أقل أو أكثر يجب أن يكفل لهم القانون حرية التقرير في البقاء في المدينه أو الأنتقال الى مدينه أخرى ونفس القانون يجب أن يكفل حق التعويض والسكن للأكراد " العراقيين " الذين رحلهم الطاغيه من المدينه. هكذا يكون العراق فعلآ للجميع وموحد وعكس ذلك " لايمكن أن يكون لاموحد ولاللجميع " بل سيكون واحه من الظلم والشعور بالغبن تنتظر فيه الناس زمان أخر ويوم أخر تسقط فيه " أصنام " أخرى لتعيد المعادله نفسها من جديد[ ومن يستبعد هذا القول عليه الرجوع الى حركة التاريخ ] أما لمن ألاغلبيه أم الأقليه فهذا موضوع أخر يحتاج الى دراسات وأمكانيات قد لا يتفق عليها الجميع. لكن من باب أولى أن تكون كركوك المدينه العراقيه المستقله بذاتها حالها حال المدن العراقيه الأخرى وأن تكون نقطة التقاء كل العراقيين مثل هي دائماً.
أن الاخوه الأكراد " العراقيين " في الشمال أعطوا أشاره غير مشجعه عندما سمحوا في نفس يوم الأنتخابات العراقيه بوضع صناديق أضافيه أخرى للتصويت على الأنفصال عن العراق!!
هذا توجه وبناء خاطئ وخطير يستحق وقفه خاصه وعميقه. كذلك لايمكن التصور والأخذ بنتائج الأنتخابات البلديه التي جرت في كركوك لكونها لاتمثل الواقع السكاني الحقيقي! وعليها الكثير من علامات الأستفهام التي تبحث عن أجابات واضحه وحقيقيه.
كركوك يجب ان تبقى لكل العراقيين بكل طوائفهم وقومياتهم بلا أستناء ولن تكون لمجموعه معينه سيطره مفرده عليها.
وستبقى كركوك العراقيه. . . عراقيه.