القيادة التركمانية الفاعلة ودورها في إدارة الأزمات
احمد محمد قره كوز
للقيادة السياسية دور أساسي ومصيري في حياة الشعوب والملل، فالتاريخ جلي في تصوراته وتجاربه السخية لتقيم القيادات المؤثرة والفاعلة والقيادات الفاشلة والمحبطة
ـ هناك قيادات دينية ورموز مشرفة اشرقت في الوجود
ـ فرسول الله (ص) بقيادته الحكيمة وعقليته المبدعة استبدل الجاهلية الملقاة على كاهل الجزيرة العربية و الظلام المتمركز على بقعة متروكة من عالم منسي إلى شعاع نوري طوله أكثر من ٥٠٠٠ كيلومتر، وهاهو الإسلام انتشر نوره في كل بقاع العالم وأصبح أقوى توجه في المعمورة بجهد هذا القائد العبقري
ـ هناك قيادات دينية فاشلة كادت تفضي على كل ما بناه الأخيار
ـ يزيد بن معاوية أبي سفيان بسذاجة تدبيره وقصر عقله أوقع فتنة بين المسلمين كادت تقضي على ما بناه رسول الله (ص) وكان لدم الحسين (ع) أوقع الأثر للحفاظ على هذه الأمانة الكبرى
ـ هناك قيادات سياسية أسست للعالم خارطة سياسية جديدة
ـ جورج واشنطن أوجدت أمريكا الحالية وأوصلتها لتقود العالم بعد ما كانت أمريكا بقعة متروكة غير مكتشفة. وكذلك غاندي وديغول.
ـ وهناك قيادات سياسية حولت المدنية والحضارة في عصرها إلى خراب
ـ فصدام حسين وهتلر بحماقتهما وضعف أدارتهما أوجدوا خرقا واضحا في العالم وجروا العالم ومناطقهم إلى حروب ودمار لا يمكن إعادة بناءها بسهولة
بعد هذا يجب ان نكون حذرين في انتقاء القيادات الصالحة وأن نختار قائدا محنكاً يقود التركمان الى شاطئ الأمان في أصعب الظروف التي نعيشه هذه الأيام بعد ما جربت قيادات اخرى لم تكن في مستوى طموحاته.
فالقيادة التركمانية الفاعلة التي تستحق ان تنال رضا التوجهات السياسية التركمانية والشعب التركماني تلك القيادة التي تمتلك:
ـ عقلية مبدعة ومتقدة، يبدع في الأساليب والآراء، ويتحول إلى نار متقدة من اجل الأهداف المرسومة
ـ الشجاعة في الجرأة والإقدام، ولا نقصد بالمشاكسة والاستفزاز إنما نقصد الجرأة في الأداء والإقدام لكسب مواقع سياسية متطورة.
ـ الاتزان والموضوعية في المواقف الاستراتيجية، فالقائد الذي يتحرك بالفعل ورد الفعل ويستجيب لاستفزازات الخصوم لن يكون يوما ما قائدا يريد خيرا لشعبه إنما يتحول إلى إمّعة مضرّة لشعبه، والقائد الاستراتيجي هو الذي يتعامل بحنكة واستراتيجية مع الأحداث الاستراتيجية
اذن من يملك هذه الموصفات هو الجدير لقيادة التركمان إلى انتصارات تلو الانتصارات فنحن الإسلاميون التركمان نؤمن بان القيادة التركمانية الحكيمة المتمثلة اليوم بالقائدين البارزين الشيخ محمد تقي المولى الأستاذ عباس ألبياتي هي التي تمتلك كل هذه الموصفات
فسماحة الشيخ محمد تقي المولى يكمّل الأستاذ عباس ألبياتي، وعباس ألبياتي هو من لحم ودم الشيخ محمد تقي المولى وكلاهما عقل واحد في بدن واحد كما قال مولى المتقين الإمام علي(ع) (تختلف منهم الأبدان ولا تختلف منهم القلوب) اتهما يملكان
ـ حلم رسول الله وشجاعة علي ابن أبي طالب وسخاء الحسن وتضحية الحسين وسياسة الصادق (عليهم السلام)
ـ فهما اصل وصورة ينعكسان على مرآة فضي براق وداخل إطار مينياتوري واحد فابلوا بلاءاً حسنا في إدارة حلبة الصراع السياسي التركماني وكان للتركمان دور بارز وأساسي في الخارطة السياسية العراقية
ـ فالتركمان في هذه الظروف يحتاجون إلى من يرفع شأنهم في الواقع المعاشي، ويأخذ بيدهم الى مستواهم الطبيعي ليصعدهم سلما بعد سلم، بعدما واجهوا صعوبات جمة من عقول مستفزّة يدّعون قيادة التركمان، ومن خصوم أقوياء يرسمون خارطة العراق لصالحهم، فهذين العملاقين أجادوا في توزيع احجار الشطرنج على طاولة اللعب السياسية المطروحة
ـ لم يكن للتركمان في تاريخه البعيد ونضاله المعاصر من هما انقى صفاءاً واصلب عودا واهلا لحمل الامانة من هذين المشعلين وهما اتخذوا الارض بساطا. . . والماء طيبا. . . والقران شعارا.
ـ فهم رهبان في الليل. . . وأسود في النهار. . . حلماء علماء. . أبرار أتقياء. . . أزاروا على الاوساط. . . وحفوا الاقدام. . . افترشوا الجباه.
فما أحوج للشعب التركماني في اللحظات الحرجة الى هذين المنبرين الذين لا ينطق منهما الا الخير والصلاح ولا يصدر منهما السؤدد والفلاح وهذا ديدن المخلصين.