المثقفون التركمان من هامش الهوية القومية الى هامش الهوية الوطنية -
الجزء الثاني
عبدالسلام يايجلي
لقد نوهنا في الجزء الأول من هذا المقال الى أن المثقفين التركمان بحاجة الى نظرية مرشدة للعمل الثقافي. ولا نعني هنا
ضرورة وجود قوالب جاهزة نكيف فيها أفكار الأخرين كما نشاء، بل نقصد وجود الية خاصة يستطيع من خلالها المثقف
أن يتواصل مع كل ما هو جوهري ومهم ويخدم المصلحة القومية التركمانية ضمن الأطار الوطني. أي حصر الأولويات
الملحة للمرحلة الراهنة في خطوط عامة لكي لا نبعثر الجهد الفكري لمثقفينا في أمور ثانوية يمكن أن نعدها بالمقارنة بما
يجري في أقليمنا التركماني ووطننا الكبير العراق شيئآ هامشيآ.
وبما أن المثقفين التركمان المتواصلين مع الواقع التركماني على أرضيتها الملموسة قلة قليلة بالمقارنة مع فرسان الخيال
القومي، وهؤلاء القلة ليست بينهم ألية تواصل أو تكوين ثقافي يجمعهم. لذلك كان لزامآ وجود مثل هذه الألية التي ذكرناها
كي يستطيع المثقف التركماني أينما كان من تلمس كل ما هو جوهري بين الوقائع المختلفة والمؤثرة فعلآ أو المحتمل
تأثيرها بشكل شبه يقيني في حياة شعبا التركماني خصوصآ أو شعبنا العراقي الذي علينا أن نبقى قريبين من أنفاسه لكي
نستطيع تشخيص الطريق الى منابعنا الحقيقية بسهولة حين نظل الطريق.
أن الوقت الراهن بالنسبة ألينا كمثقفين تركمان يعد أستثنائيآ جدآ وبكل المستويات. لأنه أستثنائي في حياة كل الشعب العراقي
لذلك علينا أن نهيئ أنفسنا ونتسلح بالفكر المميز المستنير والمنفتح على أرجاء الثقافة الأنسانية الواسعة.
في الحقيقة أن حصر هذه الألية في نقاط معينة قد لايكون مناسبآ لأذواق المثقفين التركمان الذي قد يعده بعضهم شكلآ من
أشكال الوصاية الفكرية من كاتب بيسط مثلي. لذلك أود أن أطرح على أخوتي الأكارم مجموعتين من الأمور. اولهما
أمور علينا أن نتجنبها لأنها مما لا يغني من جوع ولا ينفع حاضرنا ولا مستقبلنا، وثانيهما أمور علينا أن نوليها أهتمامآ
مميزآ لأنها ستعيننا على تكوين ثقافة قومية هادفة وفعالة ونستطيع أن ننشأ من خلالها موردآ ثقافيآ مزدهرآ لا ينضب.
ليعين أجيالنا الثقافية التركمانية والعراقية على بناء مكتبة تركمانية زاخرة بالأعمال الأبداعية وفي كل المجالات المعرفية.
أولآ ما علينا أن نتجنبه:
١ ـ الدخول في مهاترات الجدل السياسي مع الأشخاص أو الهيئات أو التكوينات الحزبية المصابة بكتلة من الأمراض
النفسية والأجتماعية وضعف المدارك الفكرية. فمثل هؤلاء يريدون جرنا الى صراع وهمي يعشعش في داخل فكرهم
المريض لكي يوهموا شعبهم بأنهم يواجهون هجمة فكرية مخططة ضدهم فيحصلوا بذلك على تأييد الناس البسطاء الذين
يعانون أصلآ من عقدة المؤامرة التي تستشري بين شعوب الشرق الأوسط عمومآ.
أن أشغالنا كمثقفين تركمان في قراءة خزعبلات مثل هؤلاء الناس ومحاولة الأجابة عليها بنفس طريقتهم الرخيصة في
الكلام سيهدر وقتنا وجهدنا ويلوث أسلوبنا الثقافي بشوائب لا نريد لثقافتنا التركمانية أن تظهر بها، ما دمنا نهدف الى
تكوين ثقافة تركمانية عراقية مميزة عالميآ.
٢ ـ الأنجرار الى ثقافة الشتائم التي لا تليق بالمثقف التركماني ولا بالثقافة التركمانية، فهذه الطريقة في التعبير عن مشاعر
الرفض لممارسات الأخرين قد تفسر بضعف الملكة الفكرية لدى المثقف الكاتب فيلجأ الى أسهل الطرق لتفريغ شحنات
الغضب، فالثقافة يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن نطاق الفعل ورد الفعل. فالثقافة كلمة ومسؤلية تاريخية لأنها ستشكل
مدرسة أو صبغة مستديمة عبر الأجيال القادمة.
٣ ـ الخلط بين الأحزاب القومية الكردية التي تحاول كسب معاركها السياسية وغير السياسية مع الحكومة العراقية الجديدة
على أرضنا وبين الشعب الكردي الشقيق.
فالأحزاب السياسية تكوينات وقتية تفرزها الأحداث الدولية والأقليمية والداخلية الوطنية ومهما حاولت المواكبة فمصيرها
في النهاية يكون حتمآ الى الزوال. فلذلك علينا أن ننتبه كي لا نخسر شعبآ شقيقآ عانى من ظلم الحكومات مثل شعبنا أو
أكثر بجريرة حفنة من السياسيين المنتفعين الذين لا يختلفون كثيرآ عن السياسيين التركمان ألا أنهم أكثر وقاحة في تسميم
أفكار شعبهم.
بل علينا أن ندافع عن مظلومية الشعب الكردي الشقيق ونحاول أن نقابل السيئة بالحسنة عسى أن يأتي يوم ينتبه فيه هذا
الشعب الكريم الى حقائق اللعبة التي أقحم فيها ظلمآ نتيجة غباء الحكومات العراقية والأطماع الشخصية لقادة أحزابها.
أن أنجرار الشعب الكردي الشقيق وراء أطماع الأحزاب القومية الرامية الى السيطرة على أقليمنا التركماني بغير وجه
حق أنما يبين مدى الخديعة التي غسلت بها هذه الأحزاب أدمغة الشباب الكردي المسيس، الذين أذا نظروا حولهم
بقليل من التمعن لوجدوا أن صدام حسين ومن قبله لم يستطيعوا أبادتهم أو أرضاخهم فكيف يصدقون أن التركمان سيبادون
فيرثون هم أرضهم أو يرضخون بسهولة للأطماع فيأتي الأخرون ليستحلوا أرضهم بكل هدوء.
أن واجبنا كمثقفين تركمان هو مخاطبة أخوتنا الأكراد ونصحهم بأن لا ينجروا وراء ألاطماع الشخصية لبعض السياسيين.
لأن الشعب التركماني قد أستيقظ اليوم وبدأ يلملم خرافه التائهة، ورغم كرهنا للعنف الذي لن نمتهن تثقيف شعبنا عليه أبدآ
ألا أننا نقول لأخوتنا الأكراد أن الحزبين الكرديين ألاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني قد ضحيا بأكثر من
أربعة الاف أنسان كردي في حربهما فيما بينهما من أجل السيطرة على بوابة أبراهيم الخليل فهل تظنون بأننا سنبخل على
أرضنا وميراث ابائنا وأجدادنا بأقل مما ضحيتم به أنتم من أجل بوابة.
٤ ـ أمتهان طريقة أستجداء المواقف من الأخرين مما يجعلنا في صورة مهينة أمام شعبنا فالكاتب أو السياسي أو أي مثقف
أخر عليه أن يكون شفافآ مع نفسه ومع الأخرين، وينطلق من ثوابت مبنية على أسس صحيحة وسليمة لا يراوغ في حدود
الثوابت القومية الشرعية، فلذلك فهو لا ينتظر تقييم الأخرين لموقفه لأن التقييم هنا يصبح ثانويآ. بل عليه أن يقول كلمته
ويمضي. فكلمة الحق لا تحتاج الى أستجداء والذين يدافعون عن المظلوميين من الناس لا يحتاجون الى السؤال لكي يبدؤا
دفاعهم.
٥ ـ الخطاب المزدوج، أي مخاطبة بقية فئات الشعب العراقي بلهجة المتيمين بالوطنية وفي نفس الوقت مخاطبة شعبنا
التركماني وشبابه بخطاب مستنسخ من خطب القوميين الأتراك في غرف البالتاك. اما بالنسبة للخطاب الوطني العراقي
فمن الواجب أن يكون خطابآ عقلانيآ لا نزايد فيه بقية أخوتنا من أبناء الشعب العراقي في الوطنية، فالمزايدة لها تفسيران
رئيسيان في أحسن الأحوال أولهما هو التظاهر بأمعان بما يفتقده الأنسان لسد الفراغ الذي يثيره هذا الفقد، وثانيهما اللجاجة
في أمر ما لأن هذه اللجاجة تدر على الأنسان فوائد معينة أومنافع ذاتية هو بحاجة ماسة أليها. وكلا التفسيرين لا يناسبان
رؤيتنا لروح الوطن الذي نحمله بين دفتينا من النشأة الأولى.
لذلك فأن على بعض الأخوة من أصحاب المواقع الأنترنيتية التي تخاطب الناس بأسم التركمان العراقيين أن يوحدوا مقالاتهم
باللغتين العربية والتركية لا أن يكتبوا للقراء بالعربية بشكل وللقراء بالتركية بشكل متناقض كليآ في بعض الأحيان، وألا
فأنني أقسم بأنني سأقوم بترجمة مقالاتهم القومية السخيفة الى العربية وأنشرها في المواقع العراقية العربية.
٦ ـ الأنشغال بالصراع الطائفي على حساب النضال القومي، فالمعلوم للجميع بأن شعبنا يتوزع مناصفة تقريبآ من حيث
الأنتماء المذهبي، ولكن هذا لا يعني الأنشغال بالهوية المذهبية على حساب الهوية القومية، فالهوية المذهبية تأتي بعد
الهوية القومية والتي بدورها تأتي بعد الهوية الوطنية، لأننا وبصراحة لم نظلم من قبل الحكومات العراقية بسبب مذاهبنا
الدينية بقدر ما ظلمنا بسبب هويتنا القومية.
٧ ـ مرض الأرقام والحسابات الرياضية للمراحل الأبتدائية، فنحن نقرء مقالات عديدة لكثير من المثقفين التركمان أو حتى
السياسيين من الذين يحاولون أثبات عدد نفوس التركمان العراقيين من غرف نومهم في العواصم الأوربية أو غيرها. نعم
أنا أيضآ أعرف أن عدد التركمان العراقيين هو أكثر من ثلاثة ملايين نسمة ولكن مادام الأحصاء هنا يأخذ بنظر الأعتبار
فقط الهوية العرقية للأنسان أذن علينا أن نتيقن أن نسبة التركمان سيكون مخيبآ لأمالنا ومع الأسف، لأننا لم نأخذ بنظر
الأعتبار شعور الأنسان بالأنتماء وكيف ينظر هذا التركماني الذي يمكننا تمييز ملامحه من بين الاف الملامح الى الهوية
التركمانية، هذا هو الأساس أيها الأخوة فمعرفة نفوس التركمان لا يحتاج الى الجلوس في غرفة النوم وأستخدام معادلات
رياضية بدائية كما يفعل بعض الكتاب التركمان وبطريقة مضحكة والتي أن دلت على شيئ فأنها تدل على جهلهم بعلم النفس
وعلم الأجتماع السياسيين، أن عدد نفوس التركمان في العراق هو بعدد الذين يشعرون حقآ بالأنتماء الى الهوية التركمانية
وأن كان تعدادهم عشرة أشخاص فهذا غير مهم لأن حقوقنا التاريخية غير مرتبطة أبدآ بنفوسنا في العراق بل مرتبطة
بأنتمائنا الى العراق وأحقيتنا التاريخية في أقليمنا تركمانستان العراق الذي سيبقى أرضنا ومجالنا الحيوي داخل وطننا
الكبير حتى لو بقي فيه أربعة تركمان.
كانت النقاط أعلاه بعضآ مما تمكنا من حصره كأمور علينا كمثقفين تركمان أن نتجنبها، ونرجو من الأخوة المثقفين
التركمان أو العراقيين المهتمين بالشأن التركماني العراقي أبداء أرائهم حولها.
أيها الأخوة المثقفون التركمان أننا وجيلين من قبلنا تقريبآ عشنا مرحلة التهميش لهويتنا القومية، الأمر الذي أدى الى
مضاعفات خطيرة على مجمل مصادر ديمومة الهوية القومية لشعبنا الكريم. ولكي لا ننتقل من هامش الهوية القومية
الى هامش الهوية الوطنية فأن علينا مراعاة الكثير من الضرورات التي يفرضها علينا العصر الذي نعيش فيه. أن
المفهوم القومي الذي أقحمت فيه قوميات الشرق الأوسط ذات الأغلبية العددية في دول المنطقة وبالمفهوم العنصري
الغربي في مراحل المراهقة القومية (راجع مقالتنا السابقة بعنوان الحركات القومية في الشرق الأوسط بين ذاكرة الأجيال
ومبررات الوجود) قد ولت كما جاءت دون أرادتنا فعلينا أن نواكب العصر بالمفهوم الحديث للقومية الذي يستند على عدة
مفاهيم حضارية أهمها أمتلاك مصادر القوة المتمثلة بالثروة المادية والعلمية والأدبية ولا علاقة لها بتاتآ بعدد النفوس.
وعلينا أن نفتح أعيننا من حولنا لنرى وبكل وضوح الحضيض الذي تتمرغ فيه بعض الشعوب لتمسكها الأعمى بالمفهوم
القومي للقرون الوسطى ومحاولة تطبيقها في يومنا هذا، أننا لسنا بحاجة الى نفوس أكثر من واقع نفوسنا لأن العبرة في
هذا العصر هو في النوعية وليس في الكمية. أننا نستطيع فقط وببناء النموذج التركماني الحضاري كأنسان متفاعل ومؤثر
في بناء وطننا العراق وبهوية تركمانية أصيلة تكون مكملة للهوية الوطنية لا بديل عنها فقط بهذه الشروط نستطيع ضمان
ديمومة روح قوميتنا العريقة، ونضمن مشاركتنا في الهوية الوطنية وبشكل أصيل ومؤثر.
أما الأمور التي علينا مراعاتها كمثقفين تركمان فيمكننا أن نورد بعضآ منها كما يلي:
ثانيآ ما علينا أن نهتم به:
١ ـ العمل ليل نهار من أجل أيصال مظلومية شعبنا الى كافة الشرفاء من أبناء شعبنا العراقي الكريم وبكل فئاته أولآ، ومن
ثم الى باقي شعوب الوطن العربي الكبير على أعتبار أن التركمان العراقيين هم جزء أصيل من الشعوب العربية التي
يجمعنا بها وحدة التاريخ والعقيدة والأرض والموروث الثقافي. وثم محاولة التواصل مع أشقائنا المثقفين في العالم التركي
الكبير على أن لا يقتصر ذلك على المثقفين في جمهورية تركية فهناك كما تعرفون دول تركية وأقليات تركية في الكثير من
الدول، أن عامل اللغة المشتركة الذي يجمعنا بالشعوب التركية يسهل علينا مهمة كسب تعاطف تلك الشعوب، على أن
يكون خطابنا واقعيآ ومفيدآ نعرض من خلاله معاناة شعبنا العراقي عمومآ ومعاناة شعبنا التركماني خاصة. كما علينا الحذر
من التعامل مع بعض المجموعات المتطرفة قوميآ لأن هذه المجموعات ممولة من دوائر عالمية معروفة وهي محاربة من
قبل حكومات الدول التركية قبل غيرها، فلكي نستطيع فتح قنوات ثقافية وأدبية مع الدول التركية كي نسمعهم مظلوميتنا
علينا أن نكون بعيدين عن تلك المجوعات المتطرفة.
٢ ـ المشاركة الفاعلة في كل النشاطات الوطنية الشعبية العراقية من المنتديات والتجمعات الثقافية والمؤتمرات وحتى
المواقع العراقية على شبكة الأنترنيت المهتمة بالشأن الوطني والغيورة على وحدة العراق وشعبه علينا أن نتواصل معها
يوميآ لكي يكون حضورنا أيجابيآ يتفقده أخوتنا المثقفون من العراقيين في كل وقت.
٣ ـ تكثيف ألانتاج الأدبي والثقافي والعلمي في هذه المرحلة وباللغات العربية والتركية والتركمانية العراقية والأنكليزية لمن
يستطيع الكتابة بها، وعلينا الأهتمام بالأعمال القصصية والروائية التي من خلالها نستطيع عرض ثقافتنا التركمانية
العراقية بأوضح صورها وأكثرها تأثيرآ على المجتمع الثقافي العالمي. أعطاء أهتمام أكبر للأعمال المسرحية وتشكيل
فرق مسرحية هادفة تتجول في كافة أنحاء العالم.
٤ ـ الأهتمام باللغة القومية التركمانية العراقية ومحاولة جعلها لغة كتابية من خلال أيجاد ألابجدية المناسبة لها وبيان
قواعدها وطريقة بناء الجملة في اللغة التركمانية العراقية مستعينين بموروثنا الشعري الكبير، وأيجاد مركز خاص بخدمة
اللغة التركمانية يكون تابعآ لمجمع ثقافي تركماني كبير كما سنوضح في الفقرة التالية.
٥ ـ المجمع الثقافي التركماني العراقي. الذي سيكون بمثابة مؤسسة وطنية وعالمية تحتضن كل ما يتعلق بالشأن التركماني
ويتكون من أقسام رئيسية نقترح قسمآ منها بالشكل التالي:
أ ـ مركز الدراسات الأنسانية والأستراتيجية. والذي يعنى بالشأن السياسي والثقافي والأقتصادي المستقبلي ويصدر دوريات
خاصة لتعين أحزابنا السياسية ومثقفينا على طرح وتبني أفضل الطرق المناسبة لخدمة قضايانا الوطنية العراقية والقومية
التركمانية، على أن يكون مستقلآ تمامآ عن أي تشكيل سياسي أو حكومي شأنه شأن المجمع الثقافي، ويحتوي على قسمين
رئيسيين أحدهما سياسي والأخر ثقافي، أما السياسي فينقسم الى الشأن التركماني والشأن الوطني العراقي والشأن الأقليمي
الشرق أوسطي والشأن العالمي. وأما الثقافي فينقسم الى عدة أقسام حسب المعايير العالمية في التصنيف الأدبي.
ب ـ المركز التوثيقي التركماني. وهنا أقترح أن تكون الموسوعة التركمانية التي يشرف عليها الأستاذ نصرت مردان
نواة للمركز المذكور.
ج ـ مركز الأخبار اليومية. وأقترح أن يكون موقع مجلة تركمان العراق هو النواة لهذا المركز بعد تخصيص مجموعة
من الشباب الأعلاميين لرفدها بكل ما هو جديد وواقعي وهادف من الأخبار. فنحن لدينا الكثير من الشباب داخل الوطن
وخارجه ممن يستطيعون أمتهان العمل الأعلامي لو كان لدينا مجمع ثقافي يهتم بهم كالذي نقترحه الأن.
د ـ مركز خدمة اللغة التركمانية. وهي كما تحدثنا عنها في الفقرة الرابعة.
٦ ـ التواصل مع المثقفين العراقيين الشباب الوطنيين والذين سيكونون الشريحة الثقافية للعراق في المستقبل القريب. من
خلال المراسلة والأهتمام بطروحاتهم وأخذ أرائهم وأشراكهم بكافة قضايانا القومية لأنها بالتالي جزء من القضايا الوطنية
العراقية.
٧ ـ الترجمة من والى لغتنا الوطنية العربية ولغتنا القومية التركمانية العراقية، لنكون رافدآ مهمآ في أغناء الثقافة العراقية.
فالترجمة هي مد الجسور بين ثقافات العالم هذه الجسور ستفتح الطرق أمامنا للتأثر والتأثير الأيجابيين في مجمل الثقافة
العالمية.
٨ ـ أنشاء جمعيات أهلية خاصة للصداقة بين الشعب العراقي والشعوب التركية لكي نعرف أخوتنا الأتراك في العالم
بالثقافة العربية العراقية ونعرف شعبنا العراقي بثقافات الشعوب التركية، فنحن جسر مهم بين أمتين عظيمتين فعلينا
أن نكون بمستوى المسؤلية التي تفرضها علينا العوامل التاريخية والجغرافية، كوننا نحمل هوية ثرية لأرث الثقافتين
العربية والتركية.
كانت هذه بعض النقاط المهمة والتي علينا كمثقفين تركمان أن نهتم بها، وأرجوا مرة أخرى من الأخوة المثقفين التركمان
أو بقية المثقفين العراقيين ممن يهتمون بالشأن التركماني العراقي أن يكتبو لنا عن ارائهم وأقتراحاتهم فيما أوردنا بهذا
المقال.
أيها الأخوة المثقفون التركمان أن من واجبنا تكثيف جهودنا والعمل كخلية واحدة من أجل قضايانا الوطنية والقومية في مثل
هذه الأيام، كما علينا أن نكون جهة ناصحة ومراقبة وحتى محاسبة للأحزاب السياسية التركمانية لأننا بذلك سنفيد شعبنا
من خلال تقويم سير تلك الأحزاب لا أن نكون أبواق لهم، نعم من واجبنا أن نثمن جهود السياسيين ولكن في حدود المعقول
وبقدر ما يقدمونه من أنجازات لخدمة وطننا وشعبنا. وكما بدأت أقول لكم أننا كتركمان عراقيين من حقنا أن نأخذ مكاننا
المناسب في الهوية الوطنية العراقية كجزء أصيل في عصر الهوية الوطنية وأن نحذر من الذين يحاولون وضعنا في هامش
الهوية الوطنية كما فعلوا بنا في الأمس من خلال تهميش هويتنا القومية في عصر القوميات.