نقل الأستاذ الزميل محمد بيات إلى قراء (توركمن ايلي) خلال استعراضه لمؤتمر ما يسمى بهيئة رئاسة المجلس العراقي للسلم والتضامن، الذي انعقد في ٢٨ أيار المنصرم حول استحقاقات نقل السلطة في الثلاثين من حزيران الجاري، أن إدارة المؤتمر أهملت قراءة برقية لا تتعدى عدة اسطر أعدها الأستاذ بيات باسم التركمان. أصيبت ديمقراطية إدارة المؤتمر، التي أعدت العدة لإقامة عراق تعددي، ديمقراطي فدرالي، بعمى مؤقت فلم ترى تلك البرقية رغم إرسالها مرتين!
أشرف على إدارة المؤتمر أمين عام المؤتمر فخري كريم، القى فيه كل من الرئيس غازي الياور ومسعود البرزاني ومحمد بحر العلوم وعدنان الباچه چی ونصير الجادرجي وحميد مجيد موسى كلمات. عزف فيها كل منهم على هواه، وغنى على ليلاه.
وفي الحقيقة أن تصرف إدارة المؤتمر في إهمال قراءة برقية التركمان رغم تقديمها إلى المشرفين لمرتين متتاليتين، لا تخلو من حكمة، فالتركمان يتحملون مسؤولية كاملة في صدور القرار الدولي ١٥٤٦ الذي سبب خيبة أمل مزمنة للسيد مسعود البرزاني، لتأثيرهم على بوش ورؤساء الدول الأوربية في إهمال قانون الإدارة المؤقت. . كما أنهم (أي التركمان) السبب الرئيسي في إفشال صفقة مليونية، كان سينالها فخري كريم (أمين عام المؤتمر) عن مهرجان ثقافي كان سينظمها في جزيرة هونولولو. والتركمان يتحملون المسؤولية الكاملة في المؤامرة التي تعرض لها الباچه چی في سباقه المحموم على رئاسة الجمهورية ضد غازي الياور، لـتأمرهم مع الممثلين الأكراد و السيد بريمر والسيد الأخضر الابراهيمي لابعاده عن كرسي الحكم الذي كان قريبا منه قاب قوسين أو ادنى. . كما أنهم لعبوا الدور نفسه في ابعاد بحر العلوم ومجيد حميد ونصير الچادرچی وحالوا دون تمتع هذه الشخصيات في الحصول حتى على نصف مقعد في حكومة أياد علاوي.
لكن ثمة صاعقة أصابت الخطباء ومنظمو المؤتمر عند ارتجال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد الأخضر الابراهيمي، عندما وقف وقفة رجل شجاع قائلا في الحضور وبصوت عال ((علينا أن لا ننسى التركمان لأنهم يشكلون القومية الثالثة في العراق)). مثل هذ الشهادة يجب أن لا يستهان بها لأنها ببساطة ليست صادرة من رجل شارع بل من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وهو بالتالي يمثل رأي المنظمة الدولية.
التركمان لا يريدون من هذا المؤتمر والمؤتمرات التي ستنعقد مستقبلا جزاءا ولا شكورا. . لا (منحة) و لآ (مكرمة). فالحقوق تؤخذ ولا تمنح!
لنيل حقوقنا في وطننا يجب أن نتحرك بروحية القومية الثالثة قولا وفعلا. نتحرك بروح الفريق. . اليومي لاجراء اتصالات مكثفة مع الشخصيات والأحزاب العراقية ومع مراسلي وكالات الأنباء والفضائيات ننقل اليهم اخبار نشاطاتنا ونوجه اليهم الدعوة لحضور مؤتمراتنا ومسيراتنا، مع الاستفادة القصوى من فضائية (تركمان سات) في تخصيص ساعات للبث باللغة العربية والكردية. كما تتطلب هذه المرحلة كتابة البحوث وتكليف مثقفينا بتأليف الكتب عن تاريخ وجغرافية التركمان وعن تراثهم التاريخي والحضاري وعن مناطقهم في العراق باللغات العربية والانكليزية وغيرها، وطبع عشرات الكتب المخطوطة المهملة في بيوتات كركوك وأربيل التي تتحدث عن هويتنا الوطنية وتراثنا ومدننا وقرانا.
بروح الفريق علينا أن نكتب تاريخ كل مدينة وقصبة وقرية تركمانية في العراق. وأن نعد الكوادر للتعامل مع التطورات السياسية لأعداد استراتيجيات وخطط بديلة لكل مرحلة من المراحل التي يمر بها وطننا، ولمواجهة أولئك الذي يضعون رؤوسهم في الرمال كلما واجههم واقع التركمان في العراق.
لتكن الخطوة الأولى: جمع مليون توقيع ضمن حملة وطنية شعارها: التركمان قومية أساسية في العراق! لا لتهميش التركمان! نضعه أمام كل من يصر على التعامل باسلوب النعامة مع الملف التركماني في العراق، لافهام كل من لا يريد أن يفهم، ان اسلوب الانكار والتهميش لن يجدي بعد اليوم، ازاء واقع التركمان الساطع سطوع الشمس في سماء الوطن العراقي.