شهدت مدنية كركوك في الفترة الأخيرة سلسلة اغتيالات طالت مسؤولين ومدراء دوائر وشخصيات سياسية فبعد اغتيال العضو العربي في مجلس محافظة كركوك السيد عكار النزال اغتيل مدير الزراعة وقائد الدفاع المدني فيها وأخيرا تم اغتيال السيد غازي الطالباني مسؤول الجهاز الأمني لشركة نفط كركوك , وتتزامن هذه الاغتيالات مع اغتيالات مشابه لمسؤولين رسميين يحتلون مناصب رفيعة في بغداد وتتصاعد مع قرب تسليم السلطة والسيادة للعراقيين حيث تستهدف هذه الأعمال الإرهابية عرقلة هذا التحول الوطني الكبير والحيلولة دون إنجاز هذه العملية التاريخية والانعطافة الكبرى ولكن فاتهم أن عقارب التاريخ لن ترجع إلى الوراء.
إن استهداف المسؤولين الرسميين جزء من مخطط إرهابي يراد من خلاله شل الدولة سواءا عبر اغتيال الكفاءات او الاختطاف كما يحصل للأطباء او التهديد للعقول العلمية ودفعها لترك العراق والهجرة منها من اجل إسقاط التجربة السياسية.
ان هذه الاغتيالات سيؤدي إلى تهديد السلم الأهلي وتوتير الأجواء في مدنية تختلط بها الانتماءات وتتداخل التوجهات مما تجعلها تمتاز بحساسية وخصوصية تستدعي من جميع أبناء كركوك على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم الحفاظ على الأمن والاستقرار فيها وتحمل مسؤولية ذلك بشكل جاد عبر تدعيم العلاقة الأخوية والتكاتف والتضامن والوقوف صفا واحدا أمام الموجة الإرهابية المصدرة إلى بلدنا ومدنيتنا التي كانت مثالا للتعايش والتآخي والدفاع عن هذه الوحدة الاجتماعية الفريدة وحمايتها من الانزلاق الى هاوية الفوضى العارمة , و إن الإرهاب يستهدف الجميع بلا استثناء ولا يقتصر ضحاياه على وسط قومي او مذهبي معين.
إننا إذ ندين هذه الاغتيالات الجبانة والتصفيات الجسدية في كركوك وبغداد وسائر المدن العراقية ندعو الى ضرورة التصدي لهذا الإرهاب المنظم الذي يستهدف غرق البلد في الفوضى وجره إلى مستنقع الحروب الأهلية , نناشد كافة الجهات السياسية ووجوه المجتمع المدني القيام بحملة توعية شعبية ضد الإرهاب والتعاون مع الأجهزة المختصة في ملاحقة الإرهابيين قبل أن يتمكنوا من تنفيذ جرائمهم وان ذلك واجب وطني وشرعي وأنساني.