تعتبر مدينة اربيل، ثاني اكبر مدينة تركمانية في العراق تاريخا حيا للوجود والثقافة التركمانية والسوق الكبيروالذي يسمى ايضا بالسوق القيصرية هي من المعالم الحضارية. وهي المركز التجاري الحيوي الذي يوفر لقمة العيش لنسبة كبيرة من اهالي المدينة. ومنذ مئات السنين بدءت وانتهت حياة الملايين من الناس حيث عملوا في مهن وحرف متعددة ومختلفة وباخلاص وجدية مبنية على عوامل التعاون المشترك وبعيدا عن الغش والتفرقة واوجدوا الثقة بين البائع والمشتري.
في سوق القيصرية اثار قيمّة ومراقد لاولياء الصالحين وللسوق عدة مداخل نحو اتجاهات مختلفة للمدينة. مدخل سوق القصابين في شارع باتا حيث تتواجد محلات الجزارة لاحفاد ال قصاب من امثال الحاج صابر وعبدالواحد ومصطاف و نورالدين وبهجت ويحيى القصاب. ومدخل الصياغ عند سوق الهرج القديم حيث تواجد محلات الصياغة لاحفاد ال الصائغ من امثال الحاج فاضل والاسطة بكر والاسطة علي وولي والحاج معتصم والحاج محمد ومدخل الحرفيين بالقرب من جامع الحاج نوري حيث تواجد الصفارين من امثال سيد سعيد قزانجي واحفاد ال صفار ومدخل التنكجيه المؤدي الى الباب الخلفي للجامع الكبير في السوق. وهناك مدخل النجارين والبقالين حيث تواجد محلات بائعي الجبن والعسل والقيمر وامور اخرى ومن امثال ال بقال واحفادهم الحاج بيربال والحاج مولود والحاح نورالدين اضافة الى خلف هذه المحلات يتواجد النجارين ومنهم من مارسوا المهنة منذ مئات السنين امثال المرحوم المغني الحاج جميل القبقابجي. وهناك مدخل البزازين والعطارين حيث تواجد محلات الحاج كمال والحاج مصطفى واخرون.
مئات من اصحاب هذه المحلات ارتبطوا بعلاقات عائلية متينة وثقة عالية وكانوا يلتقون يوميا مع بعضهم ويتبادلون الزيارات لشرب الشاي والقهوه او في اوقات الصلاة في المساجد المنتشرة في السوق مثل جامع الحاج نوري والجامع الكبير وجامع النجارين. كانوا ولايزالوا في الصباح يلتقون عند الاسطة خليل الجايجي في قهوته المشهورة الذي يفتح مع ساعات الفجر كل يوم او عند محل كريم الباججي او محل الاسطة سليمان القاورمجي.. وفي بدن هذا السوق هناك المئات المحلات زينت الواجهة مثل محلات كباب ولبن اربيل المشهور للسيد هاشم كبابجي والمرحوم برهان كبابجي.
مارس في هذا السوق العديد من الفنانين والادباء والمثقفين التركمان حرفهم من امثال الحاج جميل القبقابجي وحيدر البقال وفائق بازركان وبكر التونجي وبهجت حلوب القصاب ونجم الدين القصاب وفاضل القصاب واخرون.
زوار اربيل يجدون في هذا الوق كافة احتياجاته من اللوازم من البهارات واللحوم والخضراوات والاواني المنزلية والاقمشة والذهب والفضة والماكولات الشهية وكل شيء متوفر على مدار السنة. لان السوق مركز تجاري واسع لبيع الجملة والمفرد.
كان سوق القيصرية ولايزال يتزين بالاسلوب التركماني وبشكل رائع وجميل في ايام الاحتفالات والمناسبات وخصوصا ايام المولد النبي وشهر رمضان وايام الاعياد وتزداد الحركة في السوق وتنشط التعاملات التجارية في البيع والشراء وياتي الناس من الاطراف والقرى المجاورة للمدينة للتسوق والتجارة حيث مصدر باب الرزق مفتوح للالوف من ابناء المدينة.
ان مدينة اربيل مدينة السلم والامن والامان هذه المدينة الاصيلة بقلعتها الشامخة ومئذنتها المظفرية الخالدة وهذه المدينة الجميلة باهلها الطيبين والمسامحين والذين يكنون كل الحب والتقدير للغرباء والمسافرين. انها مدينة الخير والبركة. مدينة الانبياء والاولياء الصالحين امثال النبي عوزير (ع) والسلطان مظفر والامام محمد وشيخ الله والشيخ جولي اضافة الى العلماء العاملين والمشايخ الكاملين.